أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 20:04
دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1)
خلال تجربة حرب الخليج 1991 ، اعتبرت الدبابات T-72 من أفضل الدبابات الموجودة في عهدة الجيش العراقي (في الأساس كانت هي والدبابة T-80 ومنافساتها الغربية أمثال الأمريكية M1A1 Abrams والألمانية Leopard 2 والبريطانية Challenger ، تصاميم الدبابات الأفضل خلال سنوات الحرب الباردة) ، التي يفترض أنها حجزت خصيصاً آنذاك لألوية الحرس الجمهوري Republican Guard . لقد كانت نسخة طبق الأصل لواحدة من سلسلة الدبابات T-72 الأولية ، بينما اشتملت النماذج السوفييتية اللاحقة على دروع إضافية إلى كل من البرج ومقدمة الدبابة ، وتوج ذلك بإضافة دروع تفاعلية ERA من الجيل الأول (جميع هذه الإجراءات توحي بأن السوفييت كانوا مدركين بأن مستويات الحماية الرئيسة في الدبابة كانت أكثر من مثالية) . وحتى وقت قريب من بداية وعمليات عاصفة الصحراء ، كان لا يزال ينظر إلى الدبابة T-72 على أنها أفضل آلية قتالية ، فلم يكن هناك أي دلائل أو مؤشرات على عدم كفاية خصائص البقائية والنجاتية survivability في الدبابة ، كما افترض الخبراء الغربيون بأن شكل وتصميم هذه الدبابة الرائع (الفضل بذلك يعود وبشكل أساس إلى نظام التلقيم الآلي automatic loading) سيعزز كثيراً من فرص بقاءها في ساحة المعركة ، لكن عندما جاءت حرب الخليج أثبتت هذه الافتراضات خطأها وإلى حد بعيد . فقد بينت العمليات الإحصائية للمواجهات المدرعة التي أعدها الجيش الأمريكي بعد الحرب ، أن الدبابة T-72 لم تكن (وبشكل مؤكد) نداً للقذائف الأمريكية عيار 120 ملم ، وعلى الأخص قذائف الطاقة الحركية من نوع M829A1 ، المشتملة على خوارق مصنوعة من اليورانيوم المستنزف DU . فقد تحققت معظم الإصابات من مسافات بعيدة (عادة ما تفتح الدبابة الأمريكية نيران مدافعها من مسافة 2500-3000 م أو أكثر إذا سمحت ظروف الرؤية بذلك) ، حيث غالباً ما كانت الدبابات العراقية في حالة توقف أو تخندق Trenching !! وكانت الضربات تتسبب في اختراق الدروع وإحداث دمار مأساوي ، ويتبع ذلك في العادة حدوث انفجار ثاني ناتج عن اشتعال مخزون الذخائر المكدسة في نظام التلقيم الآلي على أرضية البرج ، بحيث يؤدي ذلك إلى انفجار البرج وخلعه من مكانه كردة فعل لاحقة (رفعت الإنفجارات الفظيعة والهائلة الأبراج في أغلب الأحيان لنحو 10-12 م في الهواء ومزقت العربات لأجزاء) . وفي واحدة من الحالات الموثقة ، فإن مقذوف اليورانيوم المستنزف اخترق الساتر الترابي sand berm الذي تحتمي به الدبابة العراقية واخترق مقدمتها واتجه مباشرة خلال البدن وخرج عبر حجرة المحرك ، تاركاً جسم الدبابة خلفه بلا برج .
لقد أمكن تحقيق مستويات نجاح مقاربة مع استخدام القذائف شديدة الانفجار المضادة للدبابات HEAT نوع M830 . وفي حين فضل أطقم الدبابات الأمريكية استخدام قذائف APFSDS في الاشتباكات المضادة للدبابات وذلك للأسباب المعروفة ، إلا أنهم في العديد من الحالات ونتيجة النقص في هذا النوع من الذخائر ، أجبروا للرجوع إلى استخدام قذائف HEAT . وبصرف النظر عن الاختلافات في الخواص البالستية ، وخاصة على المسافات البعيدة ، فإنه لم يكن هناك أي اختلافات مهمة في النتائج ، إذ استطاع نفاث قذائف الطاقة الكيميائية اختراق دروع الدبابات العراقية بسهولة ، كما هو الحال مع الخوارق المصنوعة من اليورانيوم المستنزف . لقد كانت القاعدة الرئيسة في قتال الدبابة تتحدث دائماً عن "شاهد هدفك أولاً ، أطلق النار أولاً ، أحرز إصابتك أولاً" وفي هذه الجزئية استطاعت مناظير الرؤية الحرارية thermal sights في الدبابات الأمريكية M1A1 توفير أفضلية قتالية حاسمة في عملية عاصفة الصحراء ، عندما استطاعت هذه الدبابات اكتشاف ومشاغلة الدبابات العراقية قبل أن تتمكن هذه الأخيرة من رؤيتها . كما عانت الدبابات العراقية من الضرر الآخر الهام في 1991 بأنها كانت مجهزة بذخيرة دون المستوى inferior ammunition ، ومن جيل متأخر عن ذلك المستخدم من قبل الجيش السوفييتي في ذلك الوقت .
وفي حين لا تتوفر أي إحصائيات موثقة بخصوص النسبة بين عدد القذائف عيار 120 ملم التي تم إطلاقها ، وعدد الإصابات المؤكدة التي تم إحرازها ، وبين الإصابات ودرجة القتل التي تحققت ، إلا أنه يبدو أن المعادلة الكلية لاشتباكات الدبابات أبرامز مع العراقية T-72M1 كانت مقاربة جداً إلى قذيفة واحدة = إصابة واحدة = حالة قتل ، مما أبرز القصور في نظام الحجيرات أو التقسيم الداخلي للدبابة T-72 . لقد أمكن الحصول على نفس الاعتبارات والنتائج (وخصوصاً بالنظر إلى احتمالية انفجار مخزون الذخيرة) بواسطة الأنواع الأخرى للأسلحة المضادة للدبابات التي استخدمت من قبل قوات التحالف في حرب الخليج ، مثل Hellfire وMaverick، كذلك مدافع الطائرات GAU-8A عيار 30 ملم .. الخ ، ويبدو أن أياً من هذه المنظومات لم يواجه مصاعب في إنجاز مهامه المحددة (قام العراقيون بتجهيز بعض دباباتهم T-72 بأنظمة دفاعية إضافية ، من ضمنها منظومة كهروبصرية electro-optical تساعد على اعتراض القذائف المضادة للدبابات الموجهة سلكياً بالتشويش عليها وهي في طريقها للهدف . النظام تم الحصول عليه من الصين وشوهد على بعض أبراج الدبابات العراقية الملقبة بأسد بابل أثناء حرب الخليج) . ودون الدخول في تفاصيل مرعبة ، فإن من السهل تخيل ما قد يعني هذا بالنسبة لأطقم الدبابات العراقية ذوي الحظ العاثر ، حيث بدا واضحاً أنه حتى في حالة استطاعت الدبابة النجاة من الإصابة بعد وقوعها ، وهو عموماً أمر نادر الحدوث ، فإن مصير طاقمها محتوم بسبب عيوب التصميم design flaws . لقد تحدث الكثير من الجنود الأمريكيين لقادتهم عما شاهدوه من جثث للعراقيين في دباباتهم التي لم تمس مباشرة ، وقد قتلهم نظام كبح النار الداخلي Fire suppression system . حيث يبدو أن سوء أداء هذا النظام يرجع في أحد أسبابه إلى عبث العراقيين بالنظام ، بحيث استمر في عمله بعد إصابة الدبابة أكثر مما هو مسموح به ، مما ضاعف من احتمالية نجاة الدبابة ، لكنه أيضاً ساهم في القضاء على الأطقم خنقاً داخل الدبابة .
تحدث أطقم الدبابات الأمريكية الذين خاضوا تجربة حرب الخليج عن إيجابيتهم في التعرف على أهدافهم ، فلم تكن هناك أي إشارات عن وجود بعض الأهداف صعبة المنال عن غيرها . وأثبتت حالات الاشتباك المتلاحقة ، وجود تفوق تقني شامل للأداة الغربية الميدانية من حيث التصميم الكلي للدبابة . لقد فرضت القابليات التقنية واقعها ، وأدى اجتماع التكنولوجيا الغربية الحديثة فيما يتعلق بالمناظير sights وأنظمة السيطرة على النيران Fire control systems من جهة ، وكذلك القذائف الخارقة للدروع من جهة أخرى ، إلى توفير احتمالية كبيرة لتحقيق إصابات مباشرة ، بالذات ضد عدو ساذج لدرجة أنه يبقي ساكناً وجامداً في مكانه دون حراك ، معتمداً على الحماية الوهمية للساتر الترابي !! وطبقاً لذلك تم الحصول على اختراق قاتل لكل إصابة . كان التوجه التقليدي للمصممين السوفييت Soviet designers هو في إبقاء دباباتهم صغيرة ومنخفضة الارتفاع لكي تكون أصغر هدف محتمل low profile ، واضعين الأهمية القصوى على أن لا تصاب الدبابة ، وليس على احتمالية نجاتها بعد الإصابة . إن هذا التوجه لم يعد صالحاً الآن ، حيث أثبت مع ظروف الحرب محدودية نتائجه ، خصوصاً مع تطور تقنيات أنظمة الرصد والإطباق على الأهداف . لقد كان الغرب فيما مضى ، يكيل المديح والثناء لأبراج الدبابات السوفيتية ، لصغر حجمها وشكلها الدائري المنخفض منذ ظهوره على الدبابة T-62 ، حيث أنه مفضل بالمقارنة مع "القلاع" castles التي تعلو الدبابات الغربية . إلا أن حرب الخليج أوضحت وبشكل قاطع ، بأنه وعند إشراك تقنية التسليح الجديدة ، فإن هذه الإجراءات تكون ذات قيمة تكاد لا تذكر ، فوجود أبراج صغيرة لم يحمي الدبابة T-72 من الإصابات الدقيقة القاتلة ، ولا حتى شكلها البالستي منع الاختراقات الروتينية . لقد تبين أن التصميم السوفييتي لدبابة المعركة الرئيسة MBT أخفق لسببين رئيسين وهما : المراهنة على أن لا تصاب الدبابة أكثر من أن تنجو بعد هذه الإصابة ، ورفض المصممين السوفييت الإدراك بأن نجاة الطاقم crew survivability هو موضوع أكثر أهمية بكثير من نجاة العربة . لقد أدى اندماج هذين الخللين ، إلى إيجاد إطار محدد لهذه التصاميم ، مثل صينية الملقم الآلي المركزية في الدبابة T-72 ، وكذلك احتياطي الذخيرة التي تم استيعابها على أرضية البرج turret floor . هذا بدوره سمح بظهور أشكال مركبة وصغيرة للدبابات السوفييتية ، لكنه في المقابل ضمن احتمالات أكبر لإصابة مخزون الذخيرة ، مما ضاعف معه من مخاطر الاشتعال والانفجار ، والنتيجة الطبيعية هنا هي فقدان الطاقم والدبابة معاً .
عدل سابقا من قبل anwaralsharrad في الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 20:10 عدل 1 مرات
موضوع: رد: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 20:06
دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 2)
واجه المصممين السوفييت خلال عقد الستينات حالة من حالات التبدل والتقلب في تصاميم دباباتهم ، ولدت مجموعة كبيرة من النماذج القياسية ، فكانت هذه النماذج أصغر حجماً وأخف وزناً بشكل جوهري من نظراءها على الجانب الغربي . في الحقيقة الدبابة T-72 التي يدور حولها الحديث ، تعرض الكثير من مميزات وسمات التصميم design features المشتركة مع تصاميم الدبابات الأخرى سوفييتية الأصل . بعض من هذه ينظر إليها كنقائص أو نواحي قصور deficiencies عند مقارنتها إلى دبابات منظمة حلف شمال الأطلسي ، لكن معظم هذه الدبابات منتجة آنذاك بالطريقة التي أمكن تصورها لأغراض التوظيف والاستخدام ، بناء على تجارب السوفييت العملياتية خلال الحرب العالمية الثانية . واحدة من هذه الأمثلة هو ذلك المتعلق بالوزن القتالي للدبابة T-72 الذي بلغ 41.5 طن (الوزن القتالي في المعركة يبلغ 44.5 طن) ، ويعتبر هذا الوزن قليل لحد كبير عند مقارنته إلى دبابات المعركة الرئيسة الغربية ، أو حتى بالمقَارنة إلى وزن الدبابة الأمريكية M1A1 البالغ 56.8 طن . بعض من الطرق والجسور في بلدان حلف وارسو سابقاً صممت بحيث يمكن للدبابة T-72 أن تنتقل وتتحرك بتشكيل طابور طويل ، لكن الدبابات الغربية لا تستطيع أن تعبر مطلقاً أو فقط مع ترتيب الواحدة تلو الأخرى ، مما يخفض معه من قابلية حركتها mobility بشكل ملحوظ . مع ذلك ، لقد كانت إحدى أكثر النتائج المباشرة والمترتبة على هذا النمط من التصاميم ، هو تلك المتعلقة بمقدار الفضاء والمساحة الداخلية المتوفرة للطاقم ، فالحيز الداخلي الصغير جداً للدبابة T-72 ناتج عن عيوب رئيسه في التصميم ، حيث تكون المقاعد متشنجة ومقيدة وأشبه بما هو متوافر في سيارات السباق .
التصميم المتشنج cramped يلاحظ خصوصاً في مقصورة السائق (مع حرص المصممين السوفييت على إضفاء البطانة الجيدة والمناسبة للمقاعد المثبتة بواسطة مسامير لولبية داعمة supports bolted على أرضية الهيكل) مع ظروف إسكان بشكل هامشي أفضل في البرج . في الحقيقة الانطباع الأول عند التسلق إلى الدبابة T-72 هو ضيقها الداخلي الشديد ، الذي لا يقارن حتى بالدبابات السوفييتية الأسبق مثل T-62 . كما لا يقارن بالسعة الداخلية النسبية للدبابات الغربية . لا القائد ولا المدفعي يمكن أن يقف منتصباً في البرج وكوة البرج مغلقة ، هذه نتيجة طبيعة لتثبيت صينية الملقم الآلي على أرضية الهيكل التي شغل قطرها وارتفاعها الكثير من المساحة الداخلية . بشكل بعدي Dimensionally (خاضع للقياسات البعدية) هي أوطأ وأقصر بشكل ملحوظ من الدبابة الأمريكية M60A3 والبريطانية Chieftain ، هي تقريباً أخف بنحو 15 طن من هذه الأخيرة . إن تخفيض الفرد الرابع من طاقم الدبابة T-72 ، بالإضافة لكونه يخفض من قابليات العمل الجماعي لأفراد الطاقم عند الطوارئ وتعطل المركبة ، فإنه ينتقص من العيون المتوفرة لمسح المنطقة المحيطة بالدبابة للإبلاغ عن حالات الخطر أو الكمائن .
وبينما الدبابة M1A1 لم تكن واسعة كما هو الحال مع سابقتها M60A3 ، إلا أنها تستطيع التباهي بسعتها الداخلية والمساحة الكافية لأفراد الطاقم مقارنة بما تمتلكه الدبابة T-72 . وبينما قَد يبدو غير ذو تأثير في تصميم الدبابة ، إلا أن الأمر في الحقيقة يعكس السهو النسبي للمصممين السوفيت إلى هندسة الطاقم الإنسانية crew ergonomics (علم يختص بدراسة التفاعل بين الإنسان والأدوات الأخرى ويستخدم طرق التصميم المحسنة لتطوير الأداء العام للإنسان) ومدى الحاجة للتكيف بين الإنسان والآلة وتأثير هذه الميزات على الأداء القتالي combat performance . لقد أثبت تصميم الدبابة T-72 أنه لم يكن ملائم بشكل جيد إلى العمليات القتالية المطولة في المناخ الصحراوي ، حيث ضمن المجال الضيق والمحصور جداً ضمن حيز العربة إلى زيادة تسخين وإعياء الطاقم وإصابتهم بالإجهاد المفرط excessive stress . ومن سخرية القدر أن المجهزين السوفييت عالجوا هذه الجزئية "التكييف والتبريد" air conditioning في الدبابة T-72 ونسخها التصديرية ، بتزويدها بمروحة بلاستيكية مكشوفة وصغيرة !! هذه قَد تكون كافية في المناخ الروسي أو الأوروبي ، لكنها بالتأكيد لم تكن ذات قيمة في أجواء الصحراء الساخنة أو الرطبة .
تعرض الدبابة T-72 من الداخل نمط تقليدي في التصميم ، فهيكل الدبابة الملحوم بالكامل all-welded hull ، منقسم إلى ثلاث مقصورات رئيسة مع السائق في المقدمة ، مقصورة القتال في المركز ، والمحرك وناقل الحركة في المؤخرة . توزيع أفراد الطاقم لا يوجد ما يميزه ، فالسائق حدد مكانه مركزياً في مقدمة الهيكل ، القائد في الجانب الأيمن من البرج ، والمدفعي في الجانب الأيسر للبرج . داخل البرج ، تستحوذ كتلة عقب السلاح الهائلة breech block الخاصة بالمدفع الرئيس من نوع D-81TM عيار 125 ملم على موضع هام ، بالإضافة لآلية تناول الذخيرة وتسليمها ، والتي تعتمد على ملقم آلي autoloader ميكانيكي مع صينية دوارة carousel أسفل سلة البرج على أرضية الهيكل (لا تترك مجال أو سعة كافية للقائد أو المدفعي لحرية الحركة) . يحتوى مخزن الملقم على تشكيلة من 22 مقذوف و22 شحنة دافع نوع Zh40 ، حيث تعبأ المقذوفات بشكل أفقي في الطبقة السفلية ، بينما شحنات الدافع تفترش الطبقة العليا . القذائف الإضافية وعددها 20 تخزن على أرضية الهيكل ، أربعة مقذوفات وشحنات دافعة propellant cases في جيوب عند الجهة اليمنى من خلايا الوقود الأمامية . مقذوفين وشحنتي Zh40 خلف مقعد القائد . مقذوفين وشحنة دفع واحدة مباشرة خلف المدفعي . وثلاثة مقذوفات على رفوف خاصة في الجانب الخلفي للهيكل جهة اليسار . هناك أيضاً ستة مقذوفات على الحائط الخلفي ، وثمانية شحنات دافع Zh40 في تجاويف خزان الوقود الخلفي ، على الأرضية وراء صينية الذخيرة . الذخيرة الوحيدة المخزنة فوق خط البرج تشمل خمسة شحنات دافع قرب موضعي المدفعي وقائد الدبابة .
النسخ الأساس من الدبابة T-72 كانت مدفوعة من قبل محرك بشاحن توربيني بقوة 780 حصان ، جرى تثبيته بشكل مستعرض transversely mounted في مؤخرة الهيكل وملحقاته أسفل منظومة التبريد ، وهو نسخة عن ذات المحرك الديزل V-12 بقوة 500 حصان المصمم أصلاً في الحرب العالمية الثانية لصالح الدبابة T-34 . على أية حال ، هو قادر على نقل الدبابة بسرعة جيدة نسبياً بسبب وزنها الخفيف ، حيث استطاعت دبابة واحدة تسجيل قراءة حتى 110 كلم/س على طريق سريع في ألمانيا . ناقل الحركة transmission مثبت خلف المحرك مباشرة في مؤخرة الدبابة . الجنازير tracks تتحرك على عدد ستة عجلات طريق كبيرة القطر ، تسمح بالتعريف والتمييز السهل للدبابة T-72 وأحفادها (عائلة الدبابات T-64/80 لها عجلات الطريق أصغر نسبياً) . أما بالنسبة لراحة الركوب ، فقد تحدثت تقارير عدة عن رداءتها وسوءها بسبب استخدامها أنظمة تعليق من نوع قضبان اللي torsion bar suspension ، مقَارنة إلى الدبابات الغربية المجهزة بأنظمة تعليق هايدروديناميكية hydrodynamic suspension . نسخة التصميم الأساس للدبابة تشتمل على منافذ مشاهدة بيرسكوبية periscope صغير جداً للرؤية المحيطة ، ومجال رؤية السائق مخفضة بشكل ملحوظ متى ما كانت فتحته السقفية مغلقة ، حيث تعتبر قيادة الدبابة تحدي حقيقي . إن نظام التوجيه والتسيير في الدبابة T-72 يعتمد على نموذج تصميم تقليدي لذراع دفة ثنائي steering tillers (يسحب أو يدفع للأمام لتحريك العربة للجهة المطلوبة) ، بدلاً من دولاب التسيير steering wheel أو مقود التوجيه المشترك كما في الدبابات الغربية الحديثة . هذا التصميم يتطلب الاستخدام الثابت والمتواصل تقريباً لكلتا اليدين ، الذي يعقد ويصعب توظيف السرعة السابعة في صندوق التروس اليدوي manual gearbox (أداة ميكانيكية تقوم بزيادة أو تخفيف عزم الدوران ميكانيكياً عن طريق عدة تروس ينتج عنها تخفيض أو رفع سرعة الدوران) .
صممت الدبابة T-72 لعبور الأنهار المغمورة بالمياه باستخدام أنبوب تنفس snorkel ذو قطر صغير يتم تثبيته في موقع العبور . ولأن الهيكل ليس مانع أو عازل للماء بشكل محكم ، فإن الطاقم بشكل مفرد مجهزين بجهاز بسيط لإعادة التنفس rebreather يتيح البقاء لفترة وجيزة . إذا توقف تشغيل المحرك تحت الماء ، فإنه يجب أن يستأنف عمله خلال ستة ثواني ، وإلا فإن مقصورة محرك الدبابة T-72 ستصبح مغمورة ومغرقة بالماء بسبب خسارة وفقدان الضغط . إن إجراءات الغوص بالدبابة دائماً ما اعتبرت مهمة خطرة ، لكنها عامل مهم لإبقاء قابلية الحركة العملياتية operational mobility .
نظام تخزين الوقود الخارجي external fuel system في الدبابة T-72 ، كما هو في الدبابات الروسية الأخرى ، أثار الكثير من الجدل والتعليقات حول سهولة تعرضه للهجوم والإصابة ، مما قد يترتب على نتائج كارثية على بقائية الدبابة . فنظام محرك الدبابة T-72 مجهزة بعدد من أربعة خزانات وقود بسعة إجمالية تبلغ 705 لتر ، محمية بصفائح تدريع الهيكل ، واحدة من هذه الخزانات مثبتة على أرضية الهيكل في مقصورة الطاقم crew compartment ، بينما الثلاثة الأخرى موجودة في مقدمة الهيكل على جانبي السائق . خزانات الوقود الخارجية الخمسة الأخرى مع إجمالي سعة 495 لتر ، وهذه موزعة على طول سقف الرف الأيمن لهيكل الدبابة . جميع هذه الخزانات مرتبط بعضها البعض بأنابيب توصيل وتغذية ، بالإضافة إلى برميلي تخزين وقود في مؤخرة الهيكل بسعة إجمالية من 390 لتر . الاستخدام العام للدبابة T-72 أثبت ارتفاع احتمالية إصابة الخزانات الخارجية واختراق جدارها الرقيق thin-walled ، مما يترتب عليه انسكاب مادة الوقود ، مع احتمالية اندلاع النيران نتيجة الأبخرة المتولدة . إذ أن خروج السائل القابل للاشتعال وانتشاره على صورة رذاذ يختلط مع الهواء ، يمكن أن يشكل خليط قابل للانفجار في حال توفر وسيلة إيقاد ناجحة . في الدبابة الأمريكية أبرامز نجد أن حاويات الوقود في مجملها مخزنة ضمن هيكل الدبابة ومحمية بدروعها ، وبطريقة تضمن حدود الاتصال الدنيا للوقود بالأوكسجينِ الجوي . وتشتمل منظومة الوقود على أربعة حاويات وقود بلاستيكية من مادة البولي إثيلين polyethylene ، مع إجمالي من 1911 لتر . منها خزانا وقود رئيسان ، واحد على كل من جانبي المحرك في مؤخرة الهيكل ، وهناك أيضاً خزاني وقود يحدد مكانهما في مقدمة الدبابة ، جهتي اليمين والشمال من موضع استلقاء السائق .
موضوع: رد: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 20:14
دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 3)
سلسلة المدافع الرئيسة 2A46 اللاحقة من عيار 125 ملم ، في الغالب ذات أداء ممتاز وقوي (اعتماداً على نوع الذخيرة المستخدمة) وكما هو الحال مع السلاح المعياري لمنظمة حلف شمال الأطلسي L44 من عيار 120 ملم ، المتوافر في العديد من دبابات المعركة الغربية الحديثة . المدفع الروسي الذي يوصف في أحيان كثيرة بأنه قوي جداً وقاتل جداً highly lethal ، قادر نظرياً على تحطيم أية دبابة في العالم اليوم من مسافة 1500-2000 م أو أكثر ، لكن نسبة نيرانه تعتمد كثيراً على حالة وصيانة الملقم الآلي auto-loader . إن تصميم الملقم الآلي للدبابة T-72 ، وغيرها من الدبابات الروسية ، مستند على فكرة المحافظة على وتيرة تحميل ثابتة وسريعة نسبياً . مع ذلك ، هذه الأنظمة عرضة للتعطل والإخفاق malfunctions إن لم تلزم صيانتها بشكل صحيح ودائم (كأي جزء ميكانيكي آخر من الأسلحة الحديثة) . هو يستغرق بين 7-15 ثانية لتحميل قذيفة جديدة إلى مغلاق السلاح الرئيس ، خلالها المدفع لا يكون مصوباً نحو الهدف ، لأن الملقم الآلي يجب أن يدير ويحرك سبطانة المدفع ثلاث درجات أعلى من المستوى الأفقي ، بهدف تخفيض مؤخرة عقب السلاح وجعلها على نفس خط دفع القذيفة الجديدة ، وعند الانتهاء من التلقيم يقوم المدفع بالعودة تلقائياً لمستوى درجة الاشتباك المخزنة في ذاكرته . الشروط التجريبية أثبتت أنه حتى مع طاقم ماهر ومدرب جيداً , الدبابة بمثل هذا الملقم الآلي في ظروف الصيانة السيئة ، يمكن فقط أن يحقق معدل أربع طلقات مصوبة aimed shots تقريباً بالدقيقة الواحدة . لكن الميزة الحقيقية تكمن في إمكانية إعادة التلقيم الممكن انجازها بسهولة ويسر حتى أثناء حركة الدبابة خلال الأرض الوعرة ، وهذه تبدو صعبة ومرهقة إلى حد ما للملقم البشري . هكذا ، نسبة عملية من النيران وأمان الطاقم تعتبر مفيدة وقابلة للإنجاز . إعادة ملئ وشحن الملقم الآلي بالقذائف الجديدة تشكل عبء صيانة حقيقي maintenance burden وتتطلب العناية القصوى لإبقاء سلسلة الذخيرة المحددة والمطلوبة . أطقم تدريب الدبابة T-72 لا تجد في إعادة تحميل النظام بالذخيرة أية مشقة قصوى بالمقارنة مع آلية تحميل أي دبابة أخرى ، فهم يرون أن الخراطيش المنفصلة separated cartridges أسهل للتداول والتعامل .
في الدبابات الغربية تكون عملية التحميل مع الملقم البشري human loader ، أسرع بكثير ، وتتطلب نحو 3-5 ثوان فقط . المدفعي يمكن أن يصوب بالمدفع أثناء هذه العملية ويطلق النار على الهدف في اللحظة التي يشير معها المحمل بالاستعداد والجاهزية . وبشكل عام المحمل البشري قادر على العمل بشكل أفضل عندما تكون سرعة الدبابة منخفضة وعلى أرض مستوية . الدبابات الغربية الحديثة يمكن أن تطلق نظرياً أكثر من 10 قذائف مصوبة في الدقيقة ، نسبياً أفضل مما هو متوافر لأكثر التصاميم الروسية ، إلا أن المعدل الغربي العام يبلغ 8 قذائف/دقيقة ، شاملة اختيار القذيفة وتحميلها وإطلاق النار على هدف معين (مدافع الدبابات الغربية المستقبلية من عيار 140 ملم التي في مرحلة التصميم والتطوير ، ستكون مجبرة على تبني نوع من أنواع الملقمات الآلية لأسباب متعلقة أولاً بوزن الذخيرة الجديدة وحجمها) . بالطبع ، الدخان وغبار ساحة المعركة ، بالتزامن مع حقل الرؤية السيئ وربما المحدود نسبياً ، المعروض حتى من قبل أفضل المناظير الأفقية الحديثة periscopes أو المناظير الحرارية thermal sights ، يخفض نسبة ومعدل إطلاق النار الفعال لجميع المقاتلون . هي تعتبر حالة استثنائية ومستغربة عموماً لطاقم الدبابة لاكتشاف ورصد أربعة أهداف في دقيقة واحدة حتى لدى أكثر الحالات التكتيكية (مع ذلك المجسات الحديثة مثل مناظير التصوير الحرارية المحسنة يمكن أن تغير هذا الوضع) .
السلاح الرئيس للدبابة T-72 له متوسط خطأ من متر واحد عند مدى 1,800 م ، الذي يعتبر دون المستوى وغير مقبول بمقاييس اليوم . أما بالنسبة لمدى إطلاق النار الأقصى الذي يمكن بلوغه بالمدفع ، فيمكن لهذا أن يصل إلى 9,100 م ، بعد رفع زاوية سبطانة السلاح للارتفاع الإيجابي ، في حين أن حد النيران المصوبة بشكل مباشر يمكن أن يبلغ 4,000 م . لقد سرت إشاعات فيما سبق في جيوش منظمة حلف شمال الأطلسي الحرب في أواخر الحرب الباردة ، ادعت بأن الارتداد الكبير للمدفع الضخم عيار 125 ملم يمكن أن يتلف أو يعطل ناقل الحركة الميكانيكي mechanical transmission الخاص بالدبابة T-72 بالكامل . قائد الدبابة طبقاً للاعتقاد العام والشائع كان لا بد أن يطلب إطلاق النار بتكرار الأمر عندما تكون الدبابة T-72 في وضع الحركة ، ويصيح بأعلى صوته "أطلق النار .. أطلق النار" ، حيث تسمح الصيحة الأولى للسائق بافتراض وجوب فصل وتحرير قابض أسطوانة التعشيق clutch (أداة ميكانيكية تستخدم لنقل عزم الدوران من المحرك إلى علبة التسارع) لمنع تحطم ناقل الحركة عندما يطلق المدفعي نيران سلاحه مع الطلب الثاني . في الواقع هذه الكلام غير دقيق ، فهذه ما زالت وسيلة مشتركة لتحسين دقة إطلاق النار الدبابة جوهرياً ، وليس لها علاقة في أي جانب بالارتداد recoil أو الضرر الميكانيكي (يذكر مستخدمي الدبابة أن تجربة الجلوس بالقرب من كتلة مغلاق breech block المدفع 2A46 لحظة الرمي تجربة لا يمكن نسيانها) .
جميع الدبابات السوفيتية والروسية مصممة مع قابلية خفض محدودة نسبياً للسلاح الرئيس ، وفي الدبابة T-72 تبلغ هذه -6 درجات (في الدبابة الأمريكية أبرامز تبلغ هذه -10 درجات) . مظهر الدبابة وشكلها المنخفض low profile يتطلب سقف برج منخفض تماثليا ، الذي يقيد حركة صعود وارتقاء عقب السلاح . هذا النمط من التصميم حقيقتاً يمنع ويعرقل خفض السلاح الرئيس (هذه شوهدت وعرفت كسمة منطقية لتخفيض مظهر الدبابة العام) ، وحدد زاوية النزول فقط لبضعة درجات ، مما جعل الأمر صعباً للتوقف بشكل محمي جيد في وضع الهيكل المخفي hull-down position (حيث تكون الدبابة متوقفة خلف حافة مرتفع طبيعي أو صناعي ، وفقط فوهة مدفعها وجزء من برجها مرئي إلى الهدف المتوقع) . مدافع الدبابات الغربية في المقابل لها قابلية ارتفاع أكثر إلى حد كبير elevation range ويمكن أن تستثمر وضع الهيكل المخفي مع فقط المدفع ومقطع صغيرة جداً للبرج ظاهر للعيان ، بينما التصاميم السوفيتية في ظل العديد من الظروف لا تستطيع مواءمة وإتباع وضع الهيكل المخفي ، وذلك لأنهم لا يستطيعون ضغط وتخفيض أسلحتهم بعيداً بما فيه الكفاية للوقوف خلف حافة تل وإطلاق النار . مع ذلك للإنصاف والتوضيح ، فإن الأصل الحقيقي لهذا العيب والنقيصة يرجع في أحد أسبابه لكون المذهب التكتيكي السوفيتي doctrine's tactical يؤكد على أولويات الهجوم والمبادرة أكثر منه على مهام الدفاع ، فلم يكن من المهم جداً لدى المصممون السوفيت أن تكون دباباتهم قادرة على المقاتلة من موقع دفاعي لفترات طويلة . على الأرجح مصممي الدبابة T-72 كانوا مدركين لقضية الانخفاض المحدود لسلاح دبابتهم الرئيس ، ويبدوا أنها لم تكن قضية مقلقه بالنسبة لهم (من البداية ، مبدأ التصميم كان يفضل الإنتاج الشامل والموسع mass production على المناعة والحصانة النسبية comparative invincibility) ولو ألقينا نظرة قريبة على الدبابة T-72 فإننا سنكتشف وجود شفرة أو نصل حراثة هيدروليكي hydraulic dozer blade متكامل على الجانب السفلي من الحافة الأمامية للهيكل ، والذي يتيح للدبابة فرصة حفر وتشييد موقع دفاعي ، الذي يقلل الحاجة الفعلية (كوجهة نظر سوفييتية) لتخفيض المدفع .
موضوع: رد: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 20:18
حماية دروع الدبابة T-72 قويت وعززت مع كل جيل قادم ، فالنسخة الأصلية من هذه الدبابة كان تتحصل على تدريع فولاذي متجانس ، لكن النسخ الأحدث ابتداء من جيل T-72A دمجت حماية مع دروع مركبة . رغم ذلك ، قابلية بقاء طاقم الدبابة T-72 كانت دائماً محل تشكيك وترهيب ، هذه ربما كانت نتيجة طبيعية لعدم فصل وعزل مقصورة تخزين الذخيرة ammunition compartment عن مقصورة الطاقم ، حيث تكدس أغلبية الذخيرة على أرضية هذه الأخيرة (في الصراعات التي شاركت بها ، أظهر برج الدبابة T-72 ميله للطيران متى ما الدبابة ضربت واخترقت) . في الحقيقة تعتبر عملية إيقاد واشتعال ignition ذخيرة السلاح الرئيس من الأسباب الأساسية لخسارة الدبابة وطاقمها في أرض المعركة . فمنذ الحرب العالمية الثانية ، دعا مصممو الدبابات لتحويل الذخيرة إلى أرضية الدبابة حيث كانت أقل عرضة أن تضرب ، وبالتالي تقليل هذا الخطر الكارثي . على أية حال ، هذا الترتيب لا يضمن بأن مخزون الذخيرة لن يتعرض للإصابة مع وجود خطر الألغام الأرضية أو تأثير تشظية المقذوف projectile fragments داخل الدبابة ، بحيث يمكن إشعال النار بسرعة قياسية . علاوة على ذلك ، موقع التخزين الأرضي يجعل الأمر صعباً للملقمين للوصول وتناول الذخيرة ، خصوصاً مع الوزن المتزايد وحجم ذخيرة المدافع الحديثة .. الدبابات T-72 كان لديها ميل ونزعة أعظم لفقدان برجها بالمقَارنة إلى الأنواع السابقة من الدبابات السوفييتية مثل T-55 ، وذلك بسبب الحجم المتزايد المحمول لشحنات الدافع propellant داخل مقصورة القتال . خصوصاً عندما نعلم أن الحمولة القصوى للذخيرة في الدبابة T-72 تبلغ ضعفي تلك المحملة للدبابة T-55 ، أو للمقارنة 440 كلغم إلى 220 كلغم . أما الدبابة T-62 فقد كانت في المتوسط تحمل حوالي 310 كلغم من ذخيرة السلاح الرئيس .
وبمقارنة هذا بمكان تخزين الذخائر في الدبابة الأمريكية Abrams ، نجد أن الذخيرة هنا وضعت في عنق البرج مع أبواب تنفجر للخارج ، بالإضافة على حاجز درعي armour bulkhead انزلاقي يفصل هذا المخزن عن غرفة القتال (مفتوح فقط لفترة قصيرة عندما الملقم ينتزع القذيفة من رفها) بحيث يضمن أن طاقة الانفجار سوف توجه للأعلى بدل التوجه لمقصورة الطاقم . وفي العديد من الحالات يساهم هذا الحاجز في إبطاء أو منع انتشار النيران الهائلة إلى أغلب أجزاء الدبابة . إن احتمالية إصابة هذا المخزن تكون عالية جداً ، خصوصاً مع هجوم خلفي في بيئة عدائية ، لكن الطاقم سوف يحصلون على فرصة أكبر للنجاة حتى في حالة انفجار كامل مخزون الذخيرة (تحمل الدبابة عدد 40 قذيفة ، منها 34 قذيفة في سلة البرج والبقية في رفوف جاهزة محمية داخل الهيكل) .
وبينما تتفاخر الدبابة T-90 في نسختها الكلاسيكية على نظيراتها T-72 وT-80 بتطور وتحسن وسائل الحماية فيها ، إلا أن شكلها وتصميمها بقي على ما هو عليه ، فلا يزال الطاقم يجلس فوق موضع تخزين الذخيرة ، وبالتالي فإن الدبابة سوف تقدم مقاومة جيدة للاختراقات من جهة (نتيجة تعزز عنصر الحماية) ، لكن من جهة أخرى وفي حالة حدوث الاختراق فإن فرص نجاة الطاقم ستكون مماثلة لما هي عليه في الدبابة T-72 !! وحتى وقوع حرب الخليج ، كان من الممكن النظر إلى الحلول السوفيتية والغربية (خاصة الأمريكية منها) ، على أنها مداخل مختلفة لنفس المشكلة ، وكل منها كان ممكن تبريره منطقياً في ضوء المتطلبات المختلفة والعقائد العملياتية (وكذلك المستويات التكنولوجية والإمكانيات المادية) لكل من الدول المعنية . مع ذلك فإننا الآن نواجه استنتاجاً مثيراً يؤكد بأن المصممين والمخططين السوفييت كانوا على خطأ بشكل مثير للفزع ، حيث أن جميع الدبابات التي في جعبتهم ، بما في ذلك وليس استثناء ، الدبابة الأحدث T-90 ، لا تمتلك إلا فرص محدودة للنجاة من الضربات المباشرة لذخائر المدفع عيار 120 ملم الأحدث .
لقد أثبتت الدبابة الأمريكية M1A1 خلال حرب الخليج أنها محصنة جيداً ضد الذخائر السوفيتية الخارقة للدروع عيار 125 ملم الموجودة في خدمة الجيش العراقي (لم تكن حينها أفضل ما يمتلكه الجيش السوفييتي) علاوة على ذلك ، فإنها تقاوم وتتحمل وإلى حد كبير ذخائرها من نفس النوع APFSDS ، على الأقل لدرجة إنقاذ ونجاة الطاقم . وربما يكون من الواجب علينا هنا نتناول بعض الوقائع بمزيد من الحذر والتمعن ، إذا أنه من السذاجة أن نستنتج بأن الدبابة الأمريكية Abrams دائماً يمكنها تحمل ومقاومة ضربات الذخائر الروسية الأحدث ذات الطاقة الحركية ، أو أن الأطقم دائماً يمكن أن تنجو بسلام . مع هذا ، فإن مميزات البقاء survivability features لهذه الدبابة كانت على درجة عالية من التميز والرقي ، واستطاعت دروعها تدعيم وتأكيد نتائج اختبارات فاعلية الدروع المصفوفة الطبقية stratified/composite تجاه هجمات قذائف الطاقة الكيميائية ، والقذائف التقليدية الحركية .
موضوع: رد: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 23:11
عندما قرأت الموضوع حسبت نفسي أقرأ معلومات يصردها علي صانعي الدبابة بالعربية و بلغة مفهومة للجميع ، صحيح لم يلقبوك بخبير المدرعات من فراغ و لك أحلى تقييمين ، و لازلت أنتظر موضوعك حول أقوى الدروع المتواجدة حاليا
Mouath14
مشرف سابق لـــواء
الـبلد : المهنة : U.S.G.N lTunisian.Special.Forceslالمزاج : نحن الموت - والويل لمن اعترض طريقناالتسجيل : 05/09/2009عدد المساهمات : 4848معدل النشاط : 5005التقييم : 661الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) الإثنين 3 سبتمبر 2012 - 23:15
zatouna كتب:
حرب الخليج كانت مذبحة للدبابات الروسية والمذبحة لم تكن فيها الابرامز فقط بل و الام60 وشكرا علي المعلومات القيمة+
موضوع: رد: دبابة T-72 .. المضامين التكنولوجية ونقد التصميم (الجزء 1) السبت 20 أكتوبر 2012 - 18:03
الـجيش الـعربي الـسوري كتب:
سيد أنور كلامك منطقي ومدعوم بالأدلة الواقعية لكن سؤالي ماذا أضافت الدروع التفاعلية من قدرات حماية ووقاية من الإختراق للتي72
التي72 سريعة مناورة كبييرة قدرة مدفع مدمرة رخيصة سريعة الإنتاج
وعيوب قاتلة بالنسبة للتخزين كنها دبابة رائعة إذا ما أحسن استخدامها واستغلال مزاياها
المهم ستاذ أنور ما رأيك بالتطوير av للتي 72
وصورة بروفايلي تتضضمن أي نسخة من التي 72 هل هي إم1 أم av أو bv أو b
تسلم الأيادي على الموضوع
أأضافت حماية نسبية ، مع ملاحظة أن الجيش السوري يستخدم دروع تفاعلية من الجيل الأول ، وهذه لا توفر حماية من مقذوفات االطاقة الحركية أو الرؤوس الحربية ثنائية الشحنة .