5 كيلومترات هي المسافة التي قطعها كشّاف سعودي ليساعد ثمانينية جزائرية للحاق بمجموعتها التي جاءت معها الى الديار المقدسة لأداء مناسك الحج. لم يكن هذا الأمر بالسهل على الكشّاف أحمد السرحاني اذ انه حمل الحاجة الجزائرية على يديه لمسافة 2 كيلومتر تقريباً، الى ان وصل وإياها الى أقرب مركز إرشاد، لتكون بمثابة استراحة قصيرة له ولها. وهناك تمكن الشاب السعودي بفضل الخرائط الإلكترونية من تحديد موقع مجموعة السيدة الثمانينية، وحصل من مركز الارشاد على عربة جلست بها السيدة العجوز فبدأ الشاب يدفعها مسافة تزيد عن 3 كيلومترات أخرى، حتى تحقق الهدف والتحقت بمجموعتها.
وقد اصطف عدد كبير من الحجاج على جانبي الطريق يلتقطون بهواتفهم المحمولة هذه اللحظة الإنسانية العظيمة، ويرصدون بإعجاب الكشّاف السرحاني وهو يحمل الحاجة الجزائرية التي ظلت طوال الطريق تتضرع الى الله بأن يوفقه وتدعو بالخير للسعودية.
وحول هذا الأمر قال أحمد السرحاني "كنت أسير مع زملائي في اتجاه مركز الإرشاد رقم (8) في مشعر منى عندما شاهدت الحاجة لا تقوى على المشي وهي تائهة، فطلبت منا إرشادها. ولما كان الأمر لا يمكن ان يتم إلا عبر مركز الإرشاد، حيث يمكن الاستفادة من الخرائط الإلكترونية والحصول على عربة، وهي لا تقوى على السير، فعرض علينا قائد الفرقة صالح الشمري ان نحملها إلى المركز، فتطوعت لذلك الأمر، وحملتها ما يقارب كيلومترين حتى أوصلتها للمركز".
ويضيف الكشّاف الشاب الذي رأى انه تصرف كما كان سيتصرف أي كشّاف في مكانه "كانت كاميرات الهواتف النقالة من الحجاج في الطريق تتابعني ما بين لقطات وتسجيل فيديو حتى وصلت، حيث تم التعامل مع الحالة وتحديد موقع حملتها. ثم أخذت عربة وحملتها عليها ودفعتها لمسافة تتجاوز 3 كيلومترات مرة أخرى. وكانت طوال الطريق تلهج بالدعاء لي ولبلادي لأنني قدمت لها كل هذه الخدمات، وما ان وصلنا إلى مقر حملتها وعرفتها من بوابتها حتى أخذت تبكي وتقبلني وتحضنني وتدعو لي ولولاة الأمر".
وقد حظي أحمد السرحاني بتكريم من قِبل المشرف العام على معسكرات الخدمة، الدكتور عبد الله الفهد الذي منحه وسام الخدمة العامة. ولم يقتصر التكريم على ذلك بل اتصل الفهد هاتفياً مع السرحاني الأب وأثنى عليه وعلى حسن تربيته لابنه أحمد.
من جانبه أعرب والد أحمد السرحاني عن شعوره بالفخر بابنه وسعادته البالغة بما سمع وشاهد، مضيفاً: "لقد كنت كشافاً أيام دراستي الابتدائية والمتوسطة، وكانت ذات تأثير في حياتي الشخصية والعملية حتى اليوم رغم تقاعدي".
ألف شكر وتحية لإخواننا السعوديين