يعمل الجيش الأميركي على إحياء جهوده لبرهان فعالية الأقمار الاصطناعية النانوية، ومنصات الإطلاق الصغيرة المنخفضة الكلفة لتوفير الدعم المباشر للوحدات المنتشرة حول العالم. وتستمر وزارة الدفاع الأميركية في الوقت نفسه، بالاستثمار في الأقمار الاصطناعية الأكبر والأكثر قدرة وكلفة لاستخدامها خلال العقد المقبل.
ويبرز الجيش الأميركي في الواقع كأحد أهم منصات الاختبار لدى البنتاغون لتحقيق الابتكار والتطوير في مجال الأقمار الاصطناعية النانوية.
يمتلك الجيش الأميركي مستويات تمويل منخفضة عبر الموازنات السنوية للاستمرار بتطوير الأقمار الاصطناعية الصغيرة التي يبلغ وزنها أقل من 30 كلغ، والتي يمكن استخدامها من مبدئياً لتلبية المتطلبات التكتيكية لمهام معينة.
يُرجى من هذه الأقمار الاصطناعية أن تحلق في مدار منخفض (على ارتفاع 466 ميلاً) كما تتميز بعمر عملي قصير، بما معدّله 45 يوماً، وتعتبر مناسبة لتوفير نتاج الاستخبار والمراقبة والاستطلاع التكتيكي للوحدات والأطقم البرية.
وقد تصبح هذه المنصات الصغيرة بشكل أساسي امتداداً لأسطول الطائرات دون طيار الخاصة بالجيش التي تتولى ترحيل الاتصالات أو جمع المعطيات. وعليه فإنّ كل قمر اصطناعي سيكون منخفض الكلفة، تبلغ قيمته حوالي 1.5 مليون دولار أميركي أو أقل.
وقد يختار الجيش الأميركي استخدام الأقمار الاصطناعية الصغيرة ومنصات الإطلاق التابعة لها خلال أزمات مستقبلية طارئة على شكل المهام العسكرية خلال أزمة ليبيا سنة 2011.
ويخطو الجيش الأميركي نحو تحقيق هذا ذلك بالاعتماد على 3 برامج ضمن اختبارات تكنولوجيا القدرات المشتركة (JCTD)وهي: نظام كريستيل آي (Krestel Eye) الذي يتمثل بقمر اصطناعي نانوي للتصوير الكهروبصري زنة 15 كلغ، يتميز باستبانة بقدر متر واحد؛ ونظام سناب (Snap) وهو والقمر الاصطناعي للاتصالات ما وراء خط البصر؛ والنظام الفضائي للاستجابة العملياتية للجندي والمقاتل سوردس (SWORDS) المنخفض الكلفة ذو قاذفة الإطلاق المتحركة والقادر على إرسال حمولة زنة 25 كلغ مسافة على ارتفاع 466 ميل في الفضاء.
وفي هذا الإطار أعلن جون ه. كامينغز 3، المتحدث باسم قيادة الدفاع الصاروخي والفضاء/ القيادة الاستراتيجية للقوات المسلحة التابعة للجيش الأميركي، لموقع الأمن الدفاع العربي - SDA أنّه لم يتم نشر جداول زمنية خاصة للاختبارات العملانية لنظامي Krestel Eye و Snap للعام 2013.
لكنه أشار إلى أنّه من المخطط تنفيذ اختبارات قاذفة إطلاق نظام SWORDS في أواسط العام 2013. وأضاف قائلاً: "يتطلّب برنامج نظام SWORDS إجراء اختباري طيران في العام 2014 أحدهما لتحديد المسار في المستوى ما دون المداري، والآخر لوضع قمر اصطناعي صغير في مداره. وسيتم تنفيذ اختبار الإطلاق في المستوى ما دون المداري من منشأة والوبس للطيران في فيرجينيا، وسيبدأ الإطلاق المداري من محطة سلاح الجو كايب كانافيرال في فلوريدا."
سيبرهن نظام SWORDS من خلال الطيران من موقعين مختلفين القدرة على الانتشار سريعاً من موقعين مختلفين وتنفيذ عمليات إطلاق، الأمر الذي يعتبر مطلباً أساسياً لبرنمج اختبارات تكنولوجيا القدرات المشتركة (JCTD).
ويسعى سلاح الجو الأميركي أيضاً إلى دراسة كيفية دمج فوائد الأقمار الاصطناعية الأصغر حجماً في تصميم برنامج القمر الاصطناعي الخاص به للعمليات العسكرية في الفضاء.
وقد سلّمت شركة بوينغ الشهر الماضي قمرين اصطناعيين لاختبار القمر الاصطناعي النانوي البيئي (SENSE) لسلاح الجو الأميركي الذي سيساعد على تحديد قيمة الأقمار الاصطناعية الصغيرة خلال العمليات العسكرية في الفضاء.
يبلغ وزن كل قمر أقل من 4 كلغ وحجمه 30 X 10 X 10 سنتم. ومن المتوقع إطلاق الأقمار الاصطناعية النانوية في مهمة الاستجابة العمليات الفضائية-3 في الصيف الحالي، وستبدأ في وقت قصير بعد ذلك بجمع معطيات الأحوال الجوية وبثها. يحتوي كل قمر اصطناعي نانوي على مستشعر وجهاز تلقي لنظام تحديد المواقع عالمياً (GPS) لجمع المعطيات لدعم توقعات الأحوال الجوية وتقييمها. ويتولى جهاز مرسل مستقبل صغري على النطاق الترددي S-band، يتولى نقل بيانات القمر الاصطناعي ومعطيات المهمة بنسبة ميغابت واحد في الثانية.
عملت بوينغ مع فرعها سبيكترولاب، ومكتب البحوث البحرية، ومعهد بحوث ستانفورد الدولي وشركة أيروسبايس وشركاء بحوث تكنولوجيا الفضاء والجو على بناء الأقمار الاصطناعية الصغيرة واختبارها ودمجها.
كما تطوّر وكالة مشاريح أبحاث الدفاع المتقدمة تسعى نحو تطوير تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية الصغرية الحديثة.
وقد منحت الوكالة الشهر الماضي عقداً لفريق ترأسه شركة رايثيون لتصميم قمر تصوير اصطناعي كهروبصري يبلغ وزنه أقل من 100 رطل إنكليزي كجزء من برنامج التأثيرات الواردة من الفضاء على الاشتباكات العسكرية (SeeMe).
وينصب الاهتمام الأساسي للبرنامج على مقارنة تأثيرات وقدرات نظام SENSE و Krestel Eye و SeeMe وأقمار اصطناعية نانوية أخرى مع الأقمار الاصطناعية الموضوعة في الخدمة.
جدير بالذكر أن مواصفات الجيل الحالي من الأقمار الاصطناعية الأساسية تكظّم الأقمار الاصطناعية النانوية الجديدة. فمثلاً، يزن القمر اصطناعي بلوك 2 إف (Block II F) الخاص بنظام تحديد المواقع عالمياً التابع لسلاح الجو الأميركي 1705 كلغ وارتفاعه 2.4 متراً وعرضه 35.5 متر، كما تبلغ فترة العمر العملي لهذا القمر 12 عاماً.
ويمثل قمر اصطناعي متقدم للاتصالات العسكرية بترددات فائقة العلو (AEHF) مجموعة الأقمار الاصطناعية الأكثر قدرة والأكثر كلفة بكثير التي سيتم وضعها في الخدمة خلال العقد المقبل.
والواقع ان سلاح الجو الأميركي وقّع مع شركة لوكهيد مارتن مؤخراً عقداً ثابت السعر بقيمة 1.94 مليار دولار أميركي لتسليم القمرين الاصطناعيين المتقدمين الخامس والسادس للاتصالات العسكرية بترددات فائقة العلو (AEHF).
يوفر نظام AEHF اتصالات محمية آمنة عالمية ذات قدرة على البقاء للمحاربين التكتيكيين العاملين على المنصات البرية والبحرية والجوية. وإحدى فوائد هذا الاستثمار الكبير هي أن قدرة قمر AEHF واحد، تعتبر بمقدار الناتج الإجمالي لكامل منظومة ميلستار (Milstar) الأميركية المؤلفة من خمسة أقمار اصطناعية.
تسمح الأقمار الاصطناعية AEHF للمستخدمين بمشاركة المعلومات الاستخباراتية خلال مختلف أنواع التهديدات حتى إثر عدوان نووي. ويشمل الشركاء العالميون في برنامج AEHF التابع لوزارة الدفاع الأميركية كندا وهولندا والمملكة المتحدة. المصدر http://sdarabia.com/preview_news.php?id=28625&cat=4