ربط دينيإن تلك الرواية التي يؤكدها العلماء الغربيون " المحايدون " من وجود حضارة غاية في التقدم سبقت الفراعنة بقرون طويلة لجأت إلى مصر بعد الغرق العظيم وأنهم البناة الأصليين للأهرام المصرية بسبب تفوقهم الغامض، ثم ورثهم الفراعنة بعد قرون طويلة ليسكنوا مساكنهم وينسبوها إلى أنفسهم " كما نسبوا لأنفسهم الألوهية "، تتشابه تماما مع قصة قوم
عاد التي وردت بالقرآن العظيم
فهم خلفاء نوح من بعد الطوفان
{ وَاذكُرُواْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاء مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً } الأعراف : 69
وقد ورد أنها كانت أقوى حضارة في التاريخ البشري على الإطلاق
{ فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ }فصلت : 15
وأنهم كانوا يتميزون بحجمهم العملاق حيث يناهز الواحد منهم طول النخلة بالنسبة لنا الآن
{ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ } القمر : 20
، { كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ } الحاقة : 7 ( لاحظ لماذا التسبيه بالنخل ؟ )
وعندما أهلكهم الله حفظ مساكنهم من الدمار
{ فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ } الأحقاف : 25 لتكون لمن خلفهم آية
وأن الله أبقى مساكنهم من بعدهم واضحة مرئية للعيان
{ وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } العنكبوت : 38
وذلك عبرة لمن خلفهم ليتعظوا أن من كان أشد قوة أهلكه الله
{ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ وَأَشَدَّ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ }غافر : 82
فبمجرد ريح أهلكهم الله
{ وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ } الحاقة : 6
ليعلم الجميع أنه لا هارب من الله ولا معجز لله رب العالمين
{ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ } الأنعام : 134
ورغم ذلك سكن الفراعنة في مساكنهم بلا عبرة أو اتعاظ
{ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَـاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ }إبراهيم : 45
فما يورده علماء الغرب المحايدون الآن هو هو ما يتفق وقصة قوم
عاد لدينا في القرآن الحكيم بدون أن يدروا ذلك.
وكل ما ينقصهم معرفته هو أن السبب الغامض لقوة تلك الحضارة الجبارة التي تعد أعتى الحضارات قاطبة يتلخص في عملقة أجساد شعبها، إذ لم يكن هناك تقدم تقني والمباني كلها حجرية ولا يوجد أثر لجهاز أو معدن أو أي مادة غريبة، حيث مكنتهم قوتهم الجسدية بسبب حجمهم الضخم من تكسير وشطف ونقل ورفع وترصيص تلك الحجارة العملاقة
والدلائل كثيرة وشديدة الوضوح
فانظروا إلى حجم مكونات الأبنية من الحجارة العملاقة
إن أي مبنى يجب أن يتم تشييده من مكونات يمكن التعامل بها ويسهل استعمالها
ولم تستخدم الحوائط الجاهزة إلا بعد اختراع أوناشنا الحالية
فإن عطل الونش توقف البناء
وبناة الأهرام لن يكونوا بالغباء أن يقطعوا أحجار تعجزهم وترهقهم
لذا فالمكوننات ضخمة تتناسب تماما معهم
فتلك الحجارة العملاقة بالنسبة لنا ما هي إلا طوب عادي بالنسبة لقوم
عاد العمالقة
ولاحظوا النوافذ المرتفعة بمعابد الصعيد
تذكروا أحجام التماثيل الضخمة من بشر وكباش وصقور
حضاراتنا الآن تشيد التماثيل الضخمة للتعظيم، لكن تبقى مكونات البناء صغيرة في حجمنا، أما الحجم الضخم للتماثيل المصرية فلم يكن للتعظيم وإنما تماثل لأحجامهم، والدليل هو حجم الحجارة المشيد منها التمثال
وهنا نسأل سؤالا بديهيا: أين هي أبنية قوم
عاد التي تركها الله لنا عبرة لنتعظ ؟
هل يعقل أن تدفن في الرمال أو تتهدم في وقت يظهر غيرها من المباني الوضيعة في كل أنحاء العالم ؟ والقرآن يشير إلى بقائها صراحة
{ وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ } العنكبوت : 38 ،
{ فَأَصْبَحُوا لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ } الأحقاف : 25
ومن خلال بحث عميق ومنصف ومحايد، يتضح هنا أن الأهرام والمعابد المصرية هي أبنية قوم
عاد الحقيقية، وكذلك التماثيل العملاقة المسلات والأساطين
من يريد الاطلاع على باقى الكتاب موجود على موقع المؤلف
.http://www.msatta.com/Aad.html