صفحة على موقع "فايسبوك" كشفت المستور
قبل سنوات لم يكن وسيم 32 سنة وهو ليس اسمه الحقيقي، بل اسمه المستعار سوى شاب خرج من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بتيجلابين في ولاية بومرداس سنة 2010، ينحدر من عائلة عادية بأعالي العاصمة، ليُصبح بعد أشهر منذ خروجه من سجن تيجلابين أغنى شاب في الجزائر والشاب الرقم واحد المطلوب للصداقة بين الجزائريين، وأصبح الآمر الناهي الذي يرتاد أفخم فنادق الخمس نجوم في الجزائر، بعدما أصبح في بضعة أشهر فقط يعيش في عالم آخر.. عالم الأثرياء والمال والسهرات الحمراء ووسط رجال الأعمال والشخصيات المرموقة، وهذا لأن الشاب المولود سنة 1981 واسمه الحقيقي "ه،ع" ادعى أنه ابن ونجل جنرال في الجيش وانتحل صفة ليست بصفته أدخلته عالما آخر ليس بالعالم الذي كان يعيش فيه.
من سجن تيجلابين إلى مسيّر مطعم بأعالي العاصمة
"النهار" تتبعت تفاصيل القضية التي دخلت العدالة وحققت فيها مصالح الأمن واستطاعت "النهار" أن تتحصل على معلومات حول هذا الشاب الذي كان في وقت سابق "وسيم" أغنى شاب في الجزائر، وهو الذي كانت كل الأضواء موجّهة نحوه كونه ابن جنرال في الجيش وكان يصاحب شخصيات سامية ورجال أعمال وفنانين وأبناء إطارات في الدولة، وسيم عمره 32 سنة طويل القامة وأبيض البشرة له عينان زرقاوين، شعره أسود لامع، دخل سجن تيجلابين بعد ارتكابه جريمة مماثلة وهي انتحال صفة واستعمال اسم، وبعد خروجه من السجن عمل كمسيّر لمطعم تايلاندي بأعالي العاصمة، وهناك بدأت قصته مع انتحاله صفة ابن جنرال في الجيش، عندما حضر إليه الممثل القانوني لسفارة أمريكا في الجزائر رفقة بعض الشخصيات من جنسية أمريكية، وقد تكّفل "ه،ع" المدعو "وسيـم" بخدمتهم فأعجبته طريقة معاملته لهم ومن ثم عاود الرجوع ثلاث مرات إلى المطعم، إلى أن أصبح صديقا لوسيم الذي ادّعى فيما بعد أنه ابن جنرال وهنا تبدأ مغامرات مجنونة لهذا الشاب الذي أصبح يرتاد بعض السفارات والفنادق الضخمة باسم "وسيم ابن الجنرال"، وهذا حسب المعلومات التي جاءت في التحقيق القضائي بمحكمة الشراقة غربي العاصمة الذي فتح بعد اكتشاف أمره من قبل مصالح الأمن.
صفحة في الفايسبوك تكشف المستور
وحسب ما علمته "النهار"، فإن هذا الشاب قام بإنشاء صفحة شخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" تحت اسم "وسيم ابن الجنرال" والذي بدأ يستعملها في اتصالاته بأصدقائه في الشبكة، بينهم أبناء شخصيات سامية في الدولة، كما كان يستعمل هذا الاسم حسب التحقيقات والتحريات الأمنية، من أجل استقطاب الأشخاص وإرسال الدعوات لهم وبالأخص الفتيات اللواتي كان يوهمهن بأنه ابن الجنرال وبدأ بالتفاخر بذلك، أين قام الشاب "وسيم" بوضع صوّر شمسية عديدة له معظمها في الملاهي وكذلك في عدة فنادق فخمة في الجزائر ومنها فندق الشيراطون وصوّر بسيارات فخمة رباعية ومن آخر طراز وصور في مسابح الفنادق، حيث أصبحت صفحته في بضع دقائق الأكثر مشاهدة وتعج بالتعليقات.
التقى بمسؤولين في سفارة أمريكا وتعرّف على مستشار الرئيس باراك أوباما
وحسب ما توصلت إليه التحقيقات بمحكمة الشراقة، فإن ابن الجنرال المزّيف، تعرّف على مسؤولين بسفارة أمريكا منهم السفير والملحق العسكري، كما تعرّف أيضا على مستشار الرئيس الأمريكي باراك أوباما خلال زيارة قادته إلى الجزائر، كون بعض عمال السفارة كانوا يترددون على محل لبيع الملابس الفاخرة، وهو نفس المكان الذي كان يتردد عليه ابن الجنرال المزيف.وفي سياق ذي صلة، فقد أقام هذا الشاب حفلة عيد ميلاده فاخرة في فندق الهيلتون في سنة 2011 وهذا باسم "وسيم" ابن الجنرال.وسيم هذا الشاب الذي غيّر الاسم الذي سماه به والديه واختار أن يعيش في الملاهي والفنادق الفخمة ومع الشخصيات السامية لأشهر، بانتحاله لصفة ولقب ابن جنرال لم يدم طويلا وكان يحيّر كل الأشخاص وأبناء المسؤولين وأصبح حديث العام والخاص، يقبعالآن في مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، بعد إيداعه رهن الحبس على ذمة التحقيق بأمر من قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى محكمة الشراقة غربي العاصمة التي فتحت تحقيقات جد معمّقة معه حول هذه القضية وانتحاله لصفة ابن جنرال، وترقّبوا معلومات أخرى جديدة حول هذا الشاب "وسيم" في الأعداد القادمة من جريدة "النهار"، حيث سيتم تقديمه قريبا للمحاكمة.
رابط الموضوع : http://www.ennaharonline.com/ar/latestnews/142408-%D8%B4%D8%A7%D8%A8-%D9%8A%D9%86%D8%AA%D8%AD%D9%84-%D8%B5%D9%81%D8%A9-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%AC%D9%86%D8%B1%D8%A7%D9%84-%D9%88%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%81%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-%D9%88%D9%85%D8%B3%D8%AA%D8%B4%D8%A7%D8%B1-%D8%A3%D9%88%D8%A8%D8%A7%D9%85%D8%A7.html#ixzz2H9KOTYCI