العالم كله يواجه سؤالا صعبا , هل ستوجه اسرائيل ضربة عسكرية لآيران بعد أن بلغتت الحملات الدعائية والحرب الكلامية الى مستوى الذروة وتصاعدت معها المخاوف أن يصل الطرفيين الى مرحلة(اللاعودة),, هناك من يعتقد أن اسراتيل لن توجه ضربة عسكرية لآيران في الوقت القريب ,وأخرون يعتقدون خلاف ذلك الفريق ألاول يبني أعتقاده بأن أسرائيل لم تأخذ الضوء ألاخضر من ألولايات المتحدة ألامريكية بعد في هذه المهمة, وأن الرئيس جورج بوش اصبح رئيسا نافذ الصلاحيات لقرب رحيله وألانتخابات ألامريكية وبالذات القرارات ذات ألاهمية ألاستراتيجية المتعلقة بالحرب, في الوقت الذي يركز فيه المرشح الديمقراطي اوباما والقادم بقوة الى البيت ألآبيض. ان سياستة المقبلة تنتهج الحوار وألآنتفتاح على كل الاطراف وحتى المعادية بما فيها أيرانوهذا نهج افتفدته السياسة الامريكية من فترة طويلة مما يجعل اسرائيل تنتظر ماتسفر عنه الانتخابات ألامريكية المقبلة ليتضح شكل ومضمون السياسة الامريكية الجديدة حيال هذا الملف, فأذا كانت اسرائيل تعتقد أن مفهوم الضربة ألاستباقية أو الوقائية على حد تعبيراتهم هي الوسيلة الوحيدة لآنهاء شبح الخطر النووي ألايراني فهذا أول مايعنيه أنها لاتلتقي مع طروحات اوباما وهذا ماسيدفعها لتحريك (اللوبي اليهودي) داخل امريكا للوقوف بالضد من ترشيحه والعمل على تقوية حظوظ المرشح الجمهوري( جون مكين) لآنه من نسخة المحافظيين المعروفة بعدائها لآيران, وفعلا مثل هذه التوجهات ابتدءت بوادرها من خلال التشكيك بنسب اوباما ألاسلامي والصور التي نشروها على النت بمثابة ورقة يلعبون بها عند ألضرورة.
الفريق الثاني يرى أن أسرائيل تتحرك بجدية بأتجاه ألبيت ألابيض لتصعيد المواجهة العسكرية مع أيران بكونه لخيار الوحيد حاليا بحسب رؤية اسرائيل.. ويبدوا أن زيارة رئيس الوزراء ألآسرائيلي ألآخيرة لواشنطن ترجمة هذا الموقف مما جدد المخاوف وهذا مادفع مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي ألتحذير من بواعث هذه الحملة وتوجهاتها لآنها تحيل المنطقة كلها الى (كرة من لهب) وهذا مايجعل أيران وبهاجس مخاوفها ألى ألآسراغ بأنتاج ألآسلحة النووية لمواجهة الخطر ألذي يهدهها, والبرادعي يصف التحركات ألآسرايئلية بأتجاه المواجهة(بالمغامرة العسكرية) والتي ستتحول فيها اسرائيل الى خنادق المواجهة على الرغم من بعدها عن ايران وان ألنتائج بعيدا عن حسابات السياسيين في مفاهيم الربح والخسارة أو من ينتصرستترك ورائها ألاف من الضحايا وبالأخص في منطقة الخليج العربي,, اسرائيل ومن وحي فزعها وقلة حيلتها بألتأثير على أيقاف المشروع النووي ألايراني بدءت توجه رسائل تحذيرية لطهران لتختبر ردة فعلها العكسية.. مثل المناورات التي قام بها سلاح الجو الاسرائيلي بواقع 100 طائرة مقاتلة(اف16) فوق مياه البحر ألابيض المتوسط وألذي عبرت عنه واشنطن انها تكتيات عسكرية وتدريبا على أعادة التزود بالوقود . وهذا مايذكرنا بنفس التكتيكات التي استخدمت حين ضرب المفاعل النووي العراقي عام 1982وخصوصا أن ألمسؤولين ألاسرائيليين يكثفون من لقاءاتهم مع العقل المدبر والمخطط لضرب مفاعل تموز وهو مكتشف عملية ألارضاع الجوي أو اعادة التزود بالوقود .. ومما خفف من مخاوف واشنطن ودعمها للعمل الدبلوماسي نتائج التقرير الذي قدمة مركز التقويم ألاستخباراتي ألامريكي الذي أشارأن طهران توقفت عن انشطتها في تصنيع ألاسلحة النووية غام 2003 ولكن وزير الحرب ألاسرائيلي أيهود باراك لايثق بدقة المعلومات الواردة في هذا التقريرمن باب زيادة الترويع داخل الوسط السياسي والشعبي ألاسرائيلي ليلتقي مع توجهات الحكومة من جهة وتحفيز حلفائها على فرض الخيار العسكري, ويرى باراك أن أمتلاك ايران للأسلحة النووية يعني من وجهة نظره أن هذا السلاح سيكون من السهولة بيد الجماعات ألارهابية ويمكن حملة في سلة ونقله الى اوربا وأمريكا وأسيا وأي مكان اخر, ألآسرائيليون يعيشون مرحلة رعب حقيقية لم يشهدوها من فبل وبعتقدون أنهم في طريقهم ألى (هلكوست جديدة)وتتعالى صرخاتهم من أجل الحصول على دعم ألعالم وبالذات ألاتحاد ألاوربي وتتحسس ذلك من التصريحات غير المتوازنة للمسؤوليين الاسرائيليين وبالذات باراك حين يقول أن أسرائيل تتعرض لخطر أنتشار ألاسلحة النووية وقد تتناسى أن الترسانة ألاسرائبلية تحتوي على 150 قنبلة نووية كما كشف عنها ألرئيس ألانريكي ألاسبق جيمي كارتر وفضح واحدة من اخطر ألاسرار ألاسرائيلية .هذا الكيان ألذي يبدو أنه سيبقى يغيش طيلة حياته بقلق دائم بسب المعاير المزدوجة والكيل بمكيالين وبالذات مع العرب , وهم من يتحمل مسوؤلية أنفجار ألازمة مع أيران لآنها رفضت كل وثائق ومبادرات السلام العربية التي قدمتها الجامعة العربية والتعامل بأستهانة مع هذه المبادرات مما سمح لايران أن تستغل هذا لتظهر طرفا مهما ومؤثرا في الصراع العربي ألاسرائيلي أحرجهم كثيرا وجاءت النتائج متوالية خارج عن كل حسابات الاسرائيلين ومن ابرزها فوز منطمة حماس بألآنتخابات الفلسطينية وهي حليف مهم لآيران وصواريخها تدك المعاقل العسكرية المهمة داخل تل أبيب ولم تستطع اسرائيل من احتوائها أو عزلها عن أيران, وحرب تموز وشجاعة حزب الله وماحققه من نصر برغم غياب التوازن التسليحي الذي اسقط نظرية ألامن ألاسرائيلي ألاسطورة ألتي كان البعض يخشى أن يفتح او يقرأ صفحة من صفحاتها حتى لايصاب بالذعر , وتحولت الماكنة ألاعلامية الاسرائيلية من ماكنة دعائية تسويقية الى اجهزة تحقيقية في الفضائح والمحاكم وتبادل ألاتهامات بين المسوؤلين ألاسرائيلين بسب أخفاقاتهم التي لم يستطيع هذا ألاعلام تجاوزها بل فرضت عليه فرضا لآن شواطيء ألامان اصبحت بعيدة عنهم , خصوصا بعد أن استطاعت أيران أن تجعل لها خطوط تماس مباشرة مع اسرائيل من خلال تحالفاتها التي نحجت فيها في كل من لبنان وفلسطين وسوريا وأختبرت قدراتها على المواجهة وكشفت عن البقع السوداء داخل تل ابيب والمناطق الرخوة فيهاوهذا مادفع باسرائيل لآستخدام سياسة الهروب ألى ألامام مع كل ما نسمعه من تحركات دولية لما يسمونه بأحتواء ألازمة النووية ألايرانية تشعر ان البعض من هذه الدول مترددة في الوصول ألى اجماع مشترك يفضي لاستخدام القوة ضد أيران .لآن ألاخيرة تشكل ثقلا افتصاديا مؤثرا على اقتصاديات ألعالم في ظل ازمة حادة طرفيها ارتفاع اسعار الوقود وازمة العذاء العالمي وظاهرة ألاحتباس الحراري الناشئة من الغازات المنبعثة, وان اضافة أي عامل اخر ممكن أن يعمق من هذه المشكلة أو يفاقمها هو بمثابة انتحار وبالذات مع ايران التي يمر من خلالها خمس صادرات النفط العالمية من مضيق هرمز وغلق هذا المنفذ يعني ارتفاع اسعار النفط الى حدود ال(250)دولارا للبرميل الواحد ..ووسط هذا التصور هل يمكن أن يجنح العالم الى ماتريده اسرائيل وأمريكا ويقرع طبول الحرب في منطقة في مناطق الذهب ألاسود بأحتمالات النصرالمشكوك بصحتها , بعد أن بدأ العالم يدرك وبالملموس أن الحسابات ألامريكية بدأت تشيخ وتهرم وحل عليها الخريف وفشلها في تشكيل شرق اوسط جديد ونظرية الديمقراطية التي اوجدت مناخات مثلى للارهابيين , الذي يستلزم من العالم موقفا موحدا يمنع أمريكا وأسرائيل الانفراد بأتخاذ القرار وتجاوز الشرعية الدولية وأحترام بقية مصالح الشعوب والدول ألتي لاتقل شأنا عن مصالح هاتين الدولتين وحياة ألابرياء حتى لاتعاد السيناريوهات المشخوطة من جديد وعدم ألانحناء امام دموع التماسيح ألاسرائيلية ودراما ألاضطهاد التي ينسجون حلقاتها بعد أن يصبح الخطر على ابوابهم بفعل اضطهادم وجشعهم وعدم احترامهم لحقوق ألانسان , هذا كفيلا بان يضع العالم حدا لمثل هذه السلوكيات التي لاتفضي الا للحرب والبحث في حلول شاملة لكل مشاكل المنطفة وفي مقدمتها الصراع ألآسرائيلي الفلسطيني بمنظور عادل يجعل من الطرفيين التعايش بسلام وهذا سيكون مدخلا لحل بقية المسائل العالقة بعد أن تثبت اسرائيل حسن النية في ترسيخ مغهوم السلام في المنطقة وتنهي تحالفات اقيمت لهذا الغرض في ظاهرها وتبدء المنطقة تشعر بالامن من جديد وستكون المعادلة اسهل في التحول وألمعالجة وأعتقد أن العالم وأمريكا ومن ثم أسرائيل ان يبدء من هذه الخطوة
احتمالات الضربة العسكرية
وأن كانت الدعوات ألاسرائيلية وألضجيج ألاعلامي وألسياسي الذي تمارسه بهدف شحن ألاجواء ودفعها بأتجاه ألمواجهة ألعسكرية .
في حقيقتها ممارسة نوع من الضغط النفسي وسياسة الترهيب ألذي أعتادت عليه أسرائيل لحمل أيران للتراجع عن مشروعها من جهة وألتأثير على ألعالم وأستمالة مشاعرها وتكرار صورة اليهود المظلومين المهدديين في كل زمان من جهة أخرى ,,القراءات الحالية للسيناريوهات والتحركات ألامريكية ألاسرائيلية تدلنا أن المواجهة بين الطرفيين مستبعدة حاليا لجملة من ألاسباب نجمل منها
1/ أن الحكومة ألاسرائيلية الحالية بقيادة أيهود أولمرت حكومة ضعيفة وفاشلة على حد مايصفها ألاعلام ألآسرائيلي الذي يحملها مسوؤلية الفشل في حرب 2006 مع حزب الله والتحقيقات معها واركان قباداتها العسكرية مستمرة لحد الان اضافة الى فضائح الرشاوي التي تحيط بأولمرت التي تلقاها من أحد ألاثرياء ألامريكان وهي التي دفعت بالآسرائيلين ألاعتقاد أن رئبس الحكومة الحالية يحاول أن يوجه ألانظار ألى جهة اخرى من خلال أنفتاحه على السوريين وتصعيد الموقف مع أيران. وأن حكومة بهذا المستوى غير قادرة أن تخوض الحرب التي تحتاج ألى حكومة قوية ولديها جضور ودعم وتأييد داخلي.
2/لايمكن لآسرائيل أن تدخل الحرب لوحدها من دون موافقة ومشاركة فعلية للولايات المتحدة ألامريكية والتي لايمكن لرئيسها الحالي جورج يوش أن يتخذ هذا القرار في نهاية ولايته آنه لايمتلك صلاحيات كافية يخوله القانون بها لاتخاذ مثل هذه القرارات وهذا مايدعو الحكومة ألآسرائيلية أنتظارنتائج ألانتخابات ألامريكية الجديدة .من جانب اخر ومن خلال سجل ألاحداث وألوقائع أن أمريكا لاتدخل حربا مباشرة ضد طرفا يمتلك كل عناصر القوة قبل ان تمارس أساليبها التي تحيل هذا النظام ركام محطم من الداخل بفعل العقوبات الدولية والحصار السياسي وألاقتصادي وتحريك ودعم كل عناصر المقاومة وعزله من الداخل وتغذية المشاكل العرقية وألآثنية والمذهبية وبالذات في الدول التي تكون حكوماتها ذات خط ديني لتبقى ألاجهزة ألامنية حلقة الوصل الوحيدة بينه وبين ألشعب لتبدء لعبة حقوق ألانسان التعويذة ألاكثر قبولا عند العالم .. وأمريكا دخلت فعلا مع أيران بنسج هذا المخطط أبتداء من القرار 1737 والبقية تاتي
3/ اذا كانت اسرائيل تعتقد أن ماحققته من نجاح في ضرب مفاعل تموز النووي في العراق عام 1982 وامكانياتها بأعادة التجربة نفسها او الركون أليها , فالوضع مع ايران مختلف جدامن كل القياسات. فالمفاعل النووي العراقي كانت كل منشاته تقريبا موجودة في مكان واحد واشرفت على ضربة 12 طائرة مقاتلة من نوع اف15 واف 6 1 ,, أما المنسات النووية الايرانية تكاد ان تكون موزعة على اغلب مساحات أراضيها وبالذات منشاة تخصيب اليورانيوم في بوشهر وناتانتز واراك كلابية ومدينة لاوزان وشيان وغيرهاوعلى عمق كبير داخل الارض ومن الصعب الكشف عن أماكنهاوهذا هو السبب الذي دفع اسرائيل أن تشتري 500 قنبلة ذكية من امريكا بمبلغ 319 مليون دولار التي تتميز بالنفاذ الى اعماق الارض.. ويرى المراقبون والمحللون ألاستراتيجيون أن مهمة اسرائيل صعبة في هذه المواجهة وحتى تنجح وتسيطر على مسرح العمليات وتدمير وحدات الدفاع الجوي ألايراني والمطارات والقواعد الجوية الايرانية تحتا ج من 30 الى 40 طائرة مقاتلة اضافية.. اضافة الى 12 مقاتلة أعتراضية اف 15 واف 16 لحماية القاذفات اثناء تأدية مهامها وكذلك تحتاج الى 30 مقاتلة قاذفة لتدمير صواريخ شهاب وقد يصل عدد المقاتلات القاذفات المطلوبة حسب تقديرات الخبراءالى 200 قاذفة وهذا كل ماتمتلكه اسرائيل حاليا
4/لازالت الصواريخ الاعتراضية الاسرائيلية (حتس/ارو)غير فعالة في أعتراض صواريخ شهاب بناء على التجارب التي اجريت على صواريخ سكوت الروسية المشابهة لها,, وايران تتابع هذه التجارب التي دفعتها من زيادة مديات صواريخ شهاب لتصل الى اكثر من 2000 كم ألامر الذي يشير أن القدرات العسكرية ألايرانية ليست بالهينة التي يمكن لآسرائيل أن تتجاهلها وألاخيرة تعد نفسها لحرب تعرف يمكن أن نسميها (حرب اللاخيارات) لآن الخاسر سيرضخ لكل شيءوالمنتصر سيأخذ كل شيء
المخاوف الخليجية من الازمة