حصل المنشد الجزائري نجيب عياش وبكل جدارة على لقب منشد الشارقة 3 بتفوق ملحوظ وإبداع تميز به طيلة عمر المسابقة التلفزيونية خلال الشهر الكريم .
كان نجيب صاحب الصوت الجميل والحنجرة الدافئة والأداء القوي عند وعده الذي قطعه امام جمهوره الذي سانده طيلة المسابقة بحصوله على المرتبة الاولى، مشرفا الجزائر ضمن مشاركة 15 دولة عربية احتدمت المنافسة بينها اسبوعا بعد آخر.
السهرة الختامية لبرنامج منشد الشارقة 3 كانت فرصة لابن الجزائر كي يثبت جدارته بتفوقه في التصفيات السابقة، وهو ما كان له بعد ادائه لأنشودة من التراث البوسعادي "خيواني يا خيواني" التي ألهبت القاعة ونالت إعجاب لجنة التحكيم.
فوز نجيب عياش مكّنه من الحصول على الجائزة الاولى المتمثلة في مبلغ مالي يقدر بـ 200 ألف درهم (ما يقارب 400 مليون سنتيم) وسيارة من نوع bmw، فضلا عن الدخول للساحة الانشادية العالمية واكتساب تجربة اخرى مع نجوم هذا الفن الملتزم.
نجيب بفوزه المستحق يثبت ان الجزائر تملك طاقات هائلة واصوات واعدة تنتظر من يعطيها الفرصة فقط ويسلط عليها الاضواء، ولم لا في برنامج تلفزيوني بصبغة جزائرية، وهو ما تمناه الكثير مع نجاح مسابقة منشد الشارقة. المسابقة التي كانت فرصة لبروز اسماء جزائرية؛ فبعد عبد الرحمن بوحبيلة وحصوله على المرتبة الثانية، ثم ناصر ميروح السنة المنصرمة وحصوله على المرتبة الخامسة، هاهو نجيب يعتلي منصة التتوبج مشرفا الجزائر.
يذكر ان جريدة الشروق اليومي انفردت بمتابعة اعلامية متواصلة لهذه الموهبة الجزائرية من خلال تغطيات وحوارات عدة من عين المكان مع نجيب ولجنة التحكيم، وعربيا تميزت بنقل جاد لحيثيات اطوار المسابقة، ما شد اعجاب منظميها ومتابعيها.
ترتيب الفائزين
1) نجيب عياش (الجزائر)
2) يوسف الديك (لبنان)
3) عبد الله الجميلي (العراق)
4) أسعد أيمن (السعودية)
5) عامر عطايا (فلسطين)
6) صبري السنوسي (ليبيا)
"نجيب عياش" يعلي راية الجزائر
توج الخميس الماضي المنشد الجزائري "نجيب عياش" بجائزة منشد الشارقة، بعد منافسة شرسة مع المنشد اللبناني "يوسف الديك" الذي كان غاية في الندية، والى غاية اللحظات الأخيرة، من خلال الحصة الختامية التي بثت على قناة الشارقة الفضائية الأربعاء الماضي، ابتداءا من الساعة السابعة مساء، والى غاية الساعة التاسعة وعشر دقائق، أكثر من ساعتين وسكان المدينة على أعصابهم. التتويج جاء بعد مداولات لجنة التحكيم التي اختارت ابن مدينة بوسعادة أميرا للمنشدين العرب وباستحقاق بشهادة جميع من استمتعوا بصوته الشجي، رغم الصعوبات الجمة التي واجهته في رحلة منشد الشارقة قبل وبعد أن حط الرحال بدولة الإمارات العربية.
وعن الأجواء في مسقط رأسه بوسعادة، وقبل بدء الحصة الختامية يوم الأربعاء الماضي، فقد جابت المواكب منذ الصباح شوارع المدينة مذكرة أبناء المدينة بواجبهم تجاه "نجيب"، أما في المساء فقد بدت المدينة مهجورة من سكانها، عدا بعض السيارات القليلة، رغم أنه كان يوم عيد. وقبيل بدء الحصة بقليل، توجهنا إلى منزل عائلة "عياش" بحي "محمد شعباني"، حيث التقينا والده وأشقاءه وعديد محبيه وأنصاره الذين فضلوا مشاهدة آخر خطوة قبل التتويج التاريخي مع عائلة "نجيب" قصد الرفع من معنوياتها.
الأب عمي "ناجي"، بدا لنا غاية في التوتر والقلق، رغم محاولته اليائسة بأن يبدو عكس ذلك، يتكلم وهو يرجف عقله وقلبه مع فلذة كبده. الوالدة فضلت الانزواء في غرفة وحدها والعزوف عن مشاهدة ولدها، ولم تنفك عن الدعاء والتضرع إلى الله علها تدخل التاريخ من باب واسع. أما الإخوة، وان كانوا قلقين، إلا أنهم كانوا أحسن حالا من والديهم، إلا أن جميع أفراد العائلة اشتركوا في أنهم لم يتناولوا الطعام طوال شهر رمضان كأي إنسان والى غاية يوم الأربعاء الذي مر ثقيلا على العائلة إلى إعلان النتيجة التي قلبت الأوضاع رأسا على عقب. وقبيل بدء الحصة الختامية، قام محبو "نجيب" وأفراد عائلته بالصلاة على النبي جماعة تبركا به صلعم ليبدأ بعدها السوسبانس.
وتبدأ ساعة الحسم:
تنطلق الرحلة ولا أحد كان يخمن أنها رحلة التتويج، عدا الأماني والتمني والرجاء والأمل الذي ظل يراود سكان المدينة بأن يتوج "عياش" بلقب ينتظره أكثر من 30 مليون جزائري. الأب لا يعي ما يقول أو يفعل، والأم غارقة في عزلتها وقلقها، والأصدقاء والأهل يتقلبون على الجمر.. يصعد "نجيب" إلى المنصة ويؤدي مديحا تراثيا رائعا غذى الأمل بالفوز لدى المحبين والمشجعين، ليأتي بعدها إعلان النتائج بطريقة لعبت على أعصاب الجميع، ويتعزز الأمل ببقاء عياش ضمن الثلاثة المرشحين للجائزة، ثم ينقلب الأمل يقينا بعد أن أعلن عن حصول المنشد اللبناني على المرتبة الثانية؛ لأنه كان أقوى منافس لنجيب، وبدا الجميع متأكدين من الفوز وينتظرون فقط إعلانه، وهو ما تم فعلا، لتنقلب الأمور بزاوية 180 درجة
المدينة المهجورة خرجت عن بكرة أبيها:
بعد إعلان فوز ابنها، أطلقت خالتي "فاطمة" زغرودة طويلة طول معاناتها مع انتظار النتيجة لتجهش بعدها بالبكاء، الوالد احتضن ابن أخته ولم يعد يدري ما يقوله أو يفعله، الشقيقة أغمي عليها وعلى الفور، أما الإخوة والأصدقاء فقد طارت عقولهم فرحا وابتهاجا بالنصر المؤزر، ومباشرة بعد إعلان فوز ابن بوسعادة بلقب منشد الشارقة تنطلق الأفراح بكل أنحاء المدينة ودون استثناء الشوارع اهتزت طربا لفوز "نجيب". أكثر من700 سيارة تجوب الشوارع مشكلة مواكب فرح، جموع المهنئين تغزو بيت عائلة "عياش"، مهنئون جاؤوا من أحياء تبعد بـ06 كلم عن منزل عائلة "نجيب"، شوارع أغلقت بأكملها في "القصر"، "الدشرة القبلية". أما حي "محمد شعباني"، حيث تسكن عائلة بلبل بوسعادة، فقد أصبح المرور منه مستحيلا، نظرا لتجمع المواطنين والسيارات عنده، ووجدت قوات الأمن صعوبة بالغة في فتح الطرقات، وأخذ الشباب المتجمع عند بيت العائلة في الرقص وإطلاق الهتافات، في الوقت الذي أطلقت فيه البعض الأعيرة النارية، فيما لم تنقطع فيه النسوة عن إطلاق الزغاريد، في مشاهد ذكرت الجميع بعيد الاستقلال نظرا لخروج عشرات الآلاف من المواطنين للتعبير عن بهجتهم بفوز ابن مدينتهم المظفر واستمر هذه الحال إلى غاية ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس.
"ناجي عياش" والد "نجيب" لـ"الشروق اليومي":
أشكر "مير" بوسعادة.. والشروق ساهمت في فوز "نجيب"
بعد أن أعلن عن فوز ولده نجيب، خرج والده عمي ناجي رفقة رئيس بلدية بوسعادة، السيد "عمران لمبارك"، على متن سيارة للتعبير عن الفرحة العارمة بفوز نجله بجائزة منشد الشارقة، وظل يتجول لأزيد من ساعة، وبعد رجوعه إلى منزله حاصره جيش عرمرم من المواطنين أتوه مهنئين، ووجدنا صعوبة في الاستفراد به، نظرا للحصار الذي ضربه المبتهجون بنجيب على حي ومنزل العائلة، لدرجة أنه انبهر من عددهم الكبير، وبعد أن أخذ قسطا من الراحة كان لنا معه الحوار التالي:
الشروق: بداية، مبروك عليكم عمي ناجي هذا الانجاز الكبير...
عمي ناجي: الله يبارك فيه، الحمد لله الذي وفق ولدي ليحرز هذا اللقب الغالي.
الشروق: هل كنت تنتظر أن يفوز ولدك "نجيب" بهذا اللقب؟
عمي ناجي: نعم كنت أنتظر ذلك، ولو أن الشك راودني أحيانا، لكن "نجيب" كان في المستوى ولم يخيبنا، ويعطيه الصحة على هذا التشريف الكبير لبلده الجزائر ولمدينته بوسعادة.
الشروق: كيف كنت تعيش مغامرة "نجيب"؟
عمي ناجي: منذ أن سافر إلى الإمارات بتاريخ 27 شعبان وأنا أعيش على الأعصاب، فمن جهة إمكاناته الصوتية كبيرة ومن جهة أخرى يمتحن على مستوى عال كهذا لأول مرة، وقد كنت على اتصال دائم معه ويوميا.
الشروق: هل كان "نجيب" خائفا؟
عمي ناجي: كان مرتبكا؛ لأنه يقف أمام جمهور ولجنة تحكيم على هذا المستوى لأول مرة، وأذكر أنه وفي اتصال هاتفي قال لي: ماذا سأواجه ياأبي؟ فأشرت عليه بأن يقرأ آية الكرسي وأن يكبر ويتوكل على الله.
الشروق: ما هي أصعب اللحظات التي مرت عليك؟
عمي ناجي: اللحظة الصعبة الأولى كانت عندما تراجع ترتيب نجيب من حيث نسبة الأصوات، أما الأصعب منها فكانت يوم الأربعاء، وخصوصا قبيل ذكر اسم ولدي كفائز بالجائزة.
الشروق: كم أنفقت عائلة "نجيب" من المال حتى يتحصل ولدها على أكبر عدد من الأصوات؟
عمي ناجي: أنفقنا أكثر من 40 مليونا، ولكني لست نادما حتى ولو لم يتوج ولدي بالجائزة طالما أنها أنفقت في باب حلال وارضاء لله.
الشروق: ماذا كان سيكون رد فعلك لو لم يفز ولدك باللقب بصراحة؟
عمي ناجي: كنت سأتأسف، ولكن الحمد لله على كل حال.
الشروق: كلمة أخيرة...
عمي ناجي: أشكر رئيس بلدية بوسعادة الذي ساعدنا مساعدة منقطعة النظير، وأشكر خالة "نجيب" التي أدارت حملة الدعاية له باقتدار، كما أشكر كل الشعب الجزائري وسكان بوسعادة، وخصوصا "الدشرة القبلية"، الذين آزروا ولدي إلى اللحظات الأخيرة، وأشكر جريدة الشروق اليومي التي كان لها دور مهم في حصول نجيب على هذا اللقب، لتتبعها لكل كبيرة وصغيرة تخصه، كما أشكر مراسلكم ببوسعادة.
"فاطمة الزهراء بن سراج" والدة "نجيب" لـ"الشروق":
الحمد لله والشكر للمصوِّتين
في حوار خاطف مع والدة "نجيب"، نظرا للجموع الهائلة من النسوة ممن جئن إليها لتهنئتها، أكدت والدة منشد الشارقة أن الأمل بفوز ولدها ظل يراودها إلى غاية اللحظات الأخيرة، إلا أنها اعترفت بحالة القلق والهستيريا التي ظلت ملازمة لها والى غاية الدقائق الأخيرة، معبرة عن فرحة قالت أنها لم تفرحها طوال حياتها، نظرا لضخامة الانجاز، واستغلت الفرصة لتعبر عن عظيم شكرها وامتنانها لله ولشقيقتها التي أدارت حملة جمع الأصوات لنجيب، ولم تنس أن تشكر سكان المدينة، وخصوصا سكان حي "محمد شعباني"، كما أثنت محدثتنا على تفرد الشروق بمتابعة نجيب، وما أسمته مساندة الشروق اليومي لولدها، واعتبرت أن الجريدة لعبت دورا فعالا في هذا الانجاز.
لقطات:
منذ سافر ولدها "نجيب" إلى الإمارات بتاريخ 27 شعبان الماضي، لم تتناول أسرة "عياش" وجبات الإفطار مثل باقي الناس؛ لأن العقول والقلوب كانت هناك.
استمر التصويت على "نجيب" إلى ما بعد الإعلان عنه فائزا بلقب منشد الشارقة.
بدأت خالة نجيب الدعاية لابن شقيقتها من مكان عملها بمستشفى بوسعادة كممرضة، حيث صوت عليه الأطباء والمرضى والعمال والممرضون على حد سواء.
لم تستطع والدة "نجيب" متابعة الحصة الأخيرة؛ لأنها كانت في حالة نفسية صعبة جدا، بدليل انزوائها في إحدى الغرف ولم تخرج إلا بعد أن سمعت اسم ولدها فائزا.
مر يوم الأربعاء على عائلة "عياش" ثقيلا جدا ولم يتناول أي منهم الطعام طوال اليوم لانشغالهم بما ستسفر عنه الحصة الختامية.
تضم عائلة "عياش" 05 منشدين، ثلاثة ذكور وبنتان.
لم يكن عمي ناجي واعيا لما كان يدور حوله بعد إعلان النتائج، بدليل رجوعه بدون عمامته (شاش) ودخل البيت حافيا دون أن يشعر، ولم يعلم أين ترك حذاءه؛ لأنه كان منتشيا بفوز ولده.
كان فوز "نجيب" بلقب منشد الشارقة بمثابة رد حازم على العديد ممن حاولوا تكسيره من المنشدين وحتى احدى الفرق الإنشادية ببوسعادة، وفق ما أسر لنا به بعض أقاربه المقربين
قام أنصار "نجيب" في اليوم الأخير بجمع المال لشراء مختلف بطاقات التعبئة لرفع رصيد بلبلهم من الأصوات.
أدت متابعة الشروق لنجيب إلى إدمان العائلة على قراءتها، بل ووصل الأمر إلى شراء 04 جرائد من نفس العدد من طرف خالة "نجيب".
كانت قناة الشارقة الفضائية القناة الوحيدة التي يتابعها أفراد عائلة عياش على مدار الأربع والعشرين ساعة، منذ أن وطأت قدماه أرض الإمارات، وذلك من أجل متابعة كل صغيرة وكبيرة عن ابنها.
لدى قيامه بمتابعة أجواء ما بعد فوز "نجيب"، أصيب مراسل الشروق ببوسعادة، الزميل "رياض شتوح"، بنزلة برد حادة.
سكان بوسعادة:نجيب أفرحنا الله يفرحو
بعد إعلان النتائج النهائية وتتويج"نجيب" رسميا بلقب منشد الشارقة خرجت بوسعادة عن بكرة أبيها،رجالا ونساءا،شيوخ وأطفال مترجلين وعلى متن السيارات والشاحنات وحتى الدراجات والجرارات تعبيرا عن ابتهاجهم بهذا الفوز الكبير الذي شرف الجزائر وبوسعادة على حد سواء،مواطنو بوسعادة خرجوا بالآلاف جاؤوا من كل حدب وصوب ومن كل الأحياء ومنهم من مشى لمسافة 06 كلم وقبلتهم واحدة منزل عائلة"عياش" المتواجد بحي"محمد شعباني" أين أطلقوا هتافات تمجد"نجيب"وعائلته ومدينة بوسعادة،وأقاموا احتفالات كبيرة وصنعوا لوحات فنية رائعة،ثم هنؤوا والده وأفراد أسرته على هذا الانجاز غير المسبوق في تاريخ المدينة بل وحتى الولاية،كيف لا واسم المدينة بات معروفا في العالم العربي والذي بالتأكيد لن ينسى،المواطنون هنئوا والد"نجيب"وشكروه على هذه الذرية الصالحة والمنبت الطيب على حد تعبيرهم،وكل من ذهب إلى منزل العائلة يطالب بمقابلة عمي"ناجي" لتهنئته ولا يتنازل عن مطلبه،وانهالوا على أقاربه بالتقبيل والعناق والى غاية الساعات الأولى من صباح يوم الخميس.