أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
مقاتل عربي

نقـــيب
نقـــيب
مقاتل عربي



الـبلد : موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  01210
العمر : 40
التسجيل : 07/02/2013
عدد المساهمات : 871
معدل النشاط : 887
التقييم : 18
الدبـــابة : موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  B3337910
الطـــائرة : موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  0dbd1310
المروحية : موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  5e10ef10

موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  Empty10

موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  Empty

مُساهمةموضوع: موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه    موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه  Icon_m10الأحد 10 فبراير 2013 - 21:47

02.07.200914:21
موجز تاريخ العلاقات الروسية – الامريكية


موجز تاريخ العلاقات الروسية – الامريكية

 

تاريخ العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة في القرنين 18 و 19

بدأ التجار الروس منذ اواسط القرن السابع عشر بممارسة التجارة بنشاط في اراضي امريكا الشمالية وفي جزر المحيط الهادئ وشبه جزيرة الاسكا وفي اراضي ولايات كاليفورنيا واوريغون وواشنطن الحالية ، واسسوا مراكز سكنية ومدنا خاصة بهم اطلقت عليها تسمية   " امريكا الروسية". وفي عام 1799 شيد الكسندر بارانوف رئيس الجاليات الروسية في امريكا حصنا على جزيرة ارخبيل الكسندر وبنى الى جانبه مدينة نوفوارخانغلسك ( مدينة سيتكا حاليا) التي اصبحت في عام 1808 عاصمة المستوطنات الروسية في القارة الامريكية.
جرى اول اتصال روسي – امريكي على ارفع مستوى  حين التقى القيصر بطرس الاكبر مع وليام بين مؤسس المستوطنة البريطانية بنسلفانيا في امريكا في عام 1698 والذي يعتبر في الواقع احد مؤسسي الدولة التي اصبحت فيما بعد الولايات المتحدة الامريكية. وناقش الارستقراطي البريطاني مع القيصر الروسي فكرة نظام الدولة العادل.
وفي الواقع ساعدت روسيا على ان تكسب الولايات المتحدة الاستقلال حين رفضت تقديم المعونة العسكرية الى بريطانيا من اجل اخماد الانتفاضة التي اندلعت في عام 1775 في 13 مستعمرة بريطانية في امريكا واعلنت روسيا حيادها لاحقا.
وجرى تبادل السفراء بين الدولتين في عام 1809 . وكان الشاغل الرئيسي للسفراء  هو معالجة  القضايا المتعلقة بالاساكا والممتلكات الروسية الاخرى في امريكا والتي تم بيعها في عام 1867 الى الولايات المتحدة. وفي الفترة من 1842 الى 1851 كان المهندسون الامريكيون  المستشارين الرئيسيين لمد طريق السكك الحديدية بين موسكو وبطرسبورغ . وشارك الخبراء الامريكيون في مد اولى خطوط التلغراف في روسيا.


وفي عام 1900 افتتحت الشركة الشرقية - الاسيوية الروسية خط الملاحة لنقل الركاب المنتظم مع القارة الامريكية ، وكانت بواخر هذه الشركة تقوم برحلات  في كل 10 ايام في " خط الملاحة الروسي – الامريكي".
وفي اثناء الحرب العالمية الاولى التي بدأت في عام 1914  دعمت الولايات المتحدة بلدان انتانتا – تكتل البلدان الذي ضم روسيا ايضا. وبعد قيام ثورة عام 1917 في روسيا رفضت الدولة الامريكية الشمالية الاعتراف بحكومة البلاشفة التي استولت على السلطة وقدمت الدعم الى الجيش الابيض الذي حارب السلطة الجديدة بتزويده بالمال والمواد الغذائية. وفي اعوام 1918 – 1920 شاركت القوات الامريكية سوية مع قوات بريطانيا وفرنسا واليابان في التدخل العسكري في شرق وشمال روسيا.
العلاقات بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي
كانت الولايات المتحدة في مطلع الثلاثينيات من القرن العشرين الدولة الكبرى الوحيدة التي لم تعترف بالاتحاد السوفيتي حيث كانت تطلب كشرط  مسبق لذلك تسديد جميع الديون وتعويض ارباب الاعمال الامريكيين عن الاضرار التي لحقتهم  بنتيجة مصادرة ممتلكاتهم بعد الثورة.ومع ذلك فأن الاهتمام المتبادل في تنسيق افعال البلدين بسبب توسع العدوان الياباني في الشرق الاقصى قد أدى الى اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في عام 1933 .
لكن التعاون الاقتصادي السوفيتي – الامريكي بدأ تطوره منذ عام 1920 بالرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وقام بوظائف المبعوث السوفيتي والممثل التجاري الفعلي في امريكا لودفيغ مارتينس الذي أسس " شركة المساعدات الفنية الى روسيا السوفيتية ". وفي عام 1923 اصبحت الشركة الامريكية المتحدة "الاميريكو" الممثل التجاري الرئيسي للاتحاد السوفيتي في الولايات المتحدة الامريكية.


وقام رجل الاعمال الامريكي ارمان هامر بتوريد القمح الى الاتحاد السوفيتي مقابل الفرو والكافيار الاسود والنفائس الفنية والمجوهرات. وفي عام 1926 جرى بمبادرة منه بناء معمل لصنع الاقلام الرصاص في الاتحاد السوفيتي. وفي الفترة اللاحقة  جرى في الاتحاد السوفيتي بمشاركته شخصيا بناء مصنع لأنتاج الامونيا (عام 1979) وكذلك مد خط انابيب نقل الامونيا" تولياتي- اوديسا". وفي عام 1922 قام هامر بدور ممثل شركة " فورد" في موسكو .  علما ان الشركات التي كانت تتعاطى تسويق سيارات الشركة كانت موجودة  في روسيا قبل الثورة. واشترت الحكومة السوفيتية كمية كبيرة من شاحنات وجرارات الشركة وتلقى الاختصاصيون السوفيت التدريب  في مصنع هنري فورد.  وشيد بمساعدة خبراء مصنع " فورد" في ضواحي مدينة نيجني – نوفغورود اول مصنع للسيارات في الاتحاد السوفيتي وهو مصنع تجميع السيارات رقم 1 الذي تحول فيما بعد الى المصنع العملاق   "غاز".
وفي عام 1930 احتل الاتحاد السوفيتي المرتبة الاولى ومن ثم في عام 1931 المرتبة الاولى في استيراد السيارت والمعدات من الولايات المتحدة. لكن واشنطن فرضت القيود المجحفة على الصادرات الى الاتحاد السوفيتي بعد ان اتهمته بالتدخل في شئونها الداخلية.  وجرى في الولايات المتحدة  ايضا شن حملة ضد الحركة الشيوعية والاشتراكية وفرض الحظر على نشاط  المنظمات اليسارية وابعد من البلاد الاشخاص الذين اعتبرتهم السلطات من ذوي الخطر عليها.
التعاون في فترة الحرب العالمية الثانية
انضم الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في اثناء الحرب العالمية الثانية الى الائتلاف المعادي لهتلر.
وفور الغزو الالماني للاتحاد السوفيتي في يونيو/حزيران عام 1941  اعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا عن دعمهما للأتحاد السوفيتي واخذتا تقدمان المساعدات


الاقتصادية اليه. واعد في الولايات المتحدة البرنامج الحكومي " ليند – ليز" الذي قدمت الولايات المتحدة بموجبه المساعدات من ذخيرة ومعدات  ومواد غذائية وخامات استراتيجية ومنها مشتقات النفط الى حليفاتها . وكانت قوافل السفن الامريكية والبريطانية تتعرض الى اخطار كبيرة لأن البوارج والغواصات الالمانية كانت تتابعها بنشاط في البحار والمحيطات. وارسلت من موانئ انجلترا واسكتلندا وايسلندا اجمالا الى ميناء مورمانسك وغيره  من الموانئ الشمالية السوفيتية 42 قافلة (722 شحنة نقل) وايابا 36 قافلة. ووصلت الى هناك 682 سفينة بينما اغرق الالمان 85 سفينة.وعادت 31 سفينة الى ميناء المنشأ دون تحقيق هدفها.  وبقيت طي الكتمان حتى وقت قريب الخطوط الاخرى لنقل المساعدات مثل تحليق اسراب الطائرات من الاسكا الى تشوكوتكا ومنها الى كراسنويارسك والقوافل البحرية في المحيط الهادئ والبرية عبر ايران التي احتلت في اعوام الحرب كليا او جزئيا من قبل القوات البريطانية والسوفيتية.  وحصل الاتحاد السوفيتي عبر هذه المسارات على ما يربو على 70 بالمائة من حمولات برنامج " ليند-ليز".
وبلغت قيمة الحمولات عبر " ليند-ليز" اجمالا حوالي 1ر50 مليار دولار ، قدم 3ر11 مليار دولار منها الى الاتحاد السوفيتي. وجرت مرارا  اعادة جدولة حساب الديون عن المساعدات الامريكية اليه ، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي تم تحويلها الى روسيا وقدرت في عام 2003 بحوالي 100 مليون دولار.
في 11 يونيو عام 1942 وقعت بواشنطن الاتفاقية السوفيتية –الامريكية حول المبادئ المعتمدة لدى المساعدة المتبادلة في اثناء الحرب ضد العدوان. وقد أصر الاتحاد السوفيتي على افتتاح "الجبهة الثانية"  اي دخول القوات الانجلو-امريكية في الحرب ضد المانيا في اوروبا الغربية ، وتم الاتفاق في اثناء المفاوضات بين الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة على ان يتم افتتاحها في اوروبا في عام 1942. اما في الواقع فان حلفاء الاتحاد السوفيتي قاموا بتأجيل العمليات القتالية في اوروبا الى اقصى أجل ممكن في البداية في عام 1943 ومن ثم في عام 1944 . وتم الاتفاق النهائي على افتتاح الجبهة الثانية في مايو /أيار عام 1944

في مؤتمر طهران الذي عقد في عام 1943 وشارك فيه زعماء الاتحاد السوفيتي وبريطانيا والولايات المتحدة. حقا ان الجبهة الثانية افتتحت فقط في 6 يونيو/حزيران عام 1944 حين جرى انزال القوات الانجلو-بريطانية في نورماندي بشمال فرنسا والقوات الامريكية في جنوب فرنسا في 15 أغسطس/آب.
واستمرت الاتصالات على ارفع مستوى بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في مؤتمر يالطا( 4 – 11 فبراير/شباط عام 1945) ومؤتمر بوتسدام (17 يوليو/تموز – 2 أغسطس/آب عام 1945)، حيث ثبتت أسس النظام العالمي بعد الحرب.
 

الحرب الباردة
كان برنارد باروخ مستشار رئيس الولايات المتحدة هو الذي استخدم  لاول مرة  يوم 16 ابريل / نيسان عام 1947مصطلح "الحرب الباردة " الذي كان يعني المجابهة العالمية والجيوسياسية والاقتصادية والايديولوجية بين الولايات المتحدة  وحلفائها من جهة والاتحاد السوفيتي  وحلفائه من جهة اخرى، ويرى الكثير من المؤرخين ان خطاب ونستون تشرشل المشهور – علما انه  لم يكن يشغل حينذاك منصب رئيس الوزراء البريطاني - الذي القاه بمدينة فولتن بولاية ميسوري الامريكية والذي طرح فيه فكرة تشكيل حلف عسكري للدول الانجلوسكسونية بهدف مكافحة الشيوعية العالمية  يعتبر البداية الشكلية للحرب الباردة.
وبدأت المجابهة في منتصف الاربعينات من القرن الماضي وانتهت بتفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع التسعينات.
وقد اثبت كل من الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مجالين لنفوذهما بتشكيل الكتلتين السياسيتين العسكريتين، وهما حلف شمال الاطلي او الناتو الذي تم تشكيله عام 1949  ومنظمة معاهدة وارسو (1955 – 1991).
ظهرت أول تناقضات بين الحلفاء في التحالف المضاد لهتلر في أعقاب الحرب العالمية الثانية حين خرج الاتحاد السوفيتي من عملية المباحثات لدعمه فكرة وحدة ألمانيا. فيما خشيت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا توسع النفوذ السوفيتي على دول اوروبا، وقامت بدمج مناطق الاحتلال الثلاث في إلمانيا ضمن منطقة واحدة ودعت الى اجراء الانتخابات هناك وتشكيل حكومة. وفي عام 1949 تم اعتماد الدستور في تلك المناطق. هكذا نشأت جمهورية ألمانيا الاتحادية. وبعد مضي فترة قصيرة تم اعلان جمهورية ألمانيا الديموقراطية في منطقة الاحتلال السوفيتية. ومنذ ذلك الحين اصبحت ارض البلاد المقسمة حلبة  للمواجهة 


بين المصالح والاستخبارات. ثمة واقعة تعتبر أكثر إثارة،  وهي حفر نفق تحت ارض برلين المقسمة الى القسمين السوفيتي والغربي في عام 1953  من قبل عملاء وكالة المخابلرات المركزية الامريكية وشركائهم من جهازالاستخبارات البريطانية "مي -6". وذلك بغية التصنت  على الاتصال الهاتفي العسكري السوفيتي. لكن  المخابرات السوفيتية ( كي جي بي) حصلت على معلومات تكشف عن هذا المشروع، وبدأت بتزويد زملائها الغربيين بمعلومات مزيفة . وفي عام 1956 عقدت السلطات السوفيتية مؤتمرا صحفيا  كشفت فيه هذه الفضيحة.
أدت الاختلافات الايديولوجية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بقليل الى حدوث مواجهة حقيقية حيث تنامى الوزن السياسي للأتحاد السوفيتي وظهر عدد كبير من الدول السائرة في النهج الاشتراكي في اوروبا الشرقية ومن ثم في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية مما ادى الى تنامي المخاوف في البلدان الغربية  ( ولاسيما في الولايات المتحدة وبريطانيا). وبدأت في الولايات المتحدة نفسها هستيريا معاداة الشيوعية اي ما يسمى " صيد الاشباح". لكن لم تحدث عمليات عسكرية رسميا بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة.   فيما اصبحت النزاعات المسلحة التي اندلعت في العالم أجمع ميدانا للمواجهة بين الدولتين. وفي اثناء الحرب في شبه جزيرة كوريا في  اعوام 1950 – 1953 قدم الاتحاد السوفيتي المساعدة العسكرية الى كوريا الشمالية بينما قدمت الولايات المتحدة مساعدتها الى كوريا الجنوبية .الامر الذي ادى  فيما بعد الى انقسام البلاد على اساس ايديولوجي والذي لا يزال قائما لحد الآن. ووجدت الولايات المتحدة  نفسها بدعمها لحكومة جنوب فيتنام منجرة الى الحرب الاهلية في هذه البلاد الاسيوية. وكان الاتحاد السوفيتي يقدم المساعدة الى فيتنام الشمالية التي دعمت بدورها حركة المقاومة في جنوب البلاد التي كانت تواجه الدكتاتورية والاحتلال الاجنبي.

أصبحت الحروب العربية الاسرائيلية  ايضاً مجالا  للصراع بين الاسلحة السوفيتية والامريكية الصنع. وكان الاتحاد السوفيتي  يرسل اسلحته الى الدول العربية ويقوم باعداد الخبراء العسكريين . اما الولايات المتحدة فكانت تمارس السياسة نفسها حيال اسرائيل.
وكان  التنافس المستمر بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة يتسبب احيانا  في تغير في توجهات بعض الدول العربية. وعلى سبيل المثال   بدأت مصر  بممارسة سياسة الانفتاح بعد الحصول على تعهدات امريكية بتقديم المساعدة لها. وأدت هذه السياسة الى انسحاب المستشارين والخبراء السوفيت من هذا البلد في منتصف السبعينات. ثمة مثال آخر. فان العراق الذي كان مقرا لمنظمة المعاهدة المركزية المبنية على اساس حلف بغداد صار يميل الى التقارب مع الاتحاد السوفيتي بعد قيام  ثورة عام 1958 وخروج البلاد من الحلف عام 1959.
سباق التسلح وازمة الكاريبي



اهم ما اتصفت به الحرب الباردة هو سباق التسلح . وبحلول عام 1945 صنعت الولايات المتحدة السلاح النووي. فيما حصل عليه الاتحاد السوفيتي في عام 1949 فقط . وبات الجيشان الامريكي والسوفيتي يمتلكان السلاح  النووي الحراري في عامي 1952 و1953. كانت كلتا الدولتين تنفقان أموالا طائلة على  الصناعة الحربية. وكان يمكن ان تتحول الحرب العالمية الثالثة الى واقع.
واصبحت ازمة الكاريبي  عام 1962 من اكثر الاحداث شهرة حيث كان العالم على وشك وقوع كارثة. وسبقت الازمة واقعتان. اولهما هي ثورة عام 1959 في كوبا  والتي  اوصلت الى الحكم نظام بدأ يتقارب بعد فترة مع الاتحاد السوفيتي، وثانيهما نشر الولايات المتحدة الصواريخ المتوسطة المدى في تركيا ، الامر الذي شكل خطرا مباشرا على المدن الواقعة في غرب الاتحاد السوفيتي، بما فيها موسكو والمراكز الصناعية الكبرى.
وبدأت الازمة في 14  أكتوبر/تشرين عام 1962 حين اكتشفت طائرة استطلاع امريكية  في كوبا الصواريخ المتوسطة المدى السوفيتية الصنع من طراز "ار-12" و"ار-14". وفي 22 اكتوبر/تشرين الاول توجه الرئيس الامريكي جون كنيدي الى الشعب واعلن وجود السلاح الهجومي السوفيتي في كوبا، مما اسفر عن وقوع ذعر بين سكان الولايات المتحدة. وقامت الولايات المتحدة بفرض الحصار على كوبا. وكانت تناقش آنذاك  احتمالات  القصف المكثف لهذه البلاد. لم تثر الانذارات الاخيرة التي وجهتها الولايات المتحدة الا استياء الاتحاد السوفيتي. الامر الذي اوصل العالم الى  شفير الحرب العالمية الثالثة. وعلى الرغم من ان الجانبين وجدا اخيراً حلاً  وسطاً وافق الاتحاد السوفيتي بموجبه على سحب الصواريخ من كوبا مقابل سحب الصواريخ الامريكية من تركيا ، بينت ازمة الكاريبي التي استمرت 38 يوما، الحد الذي يمكن ان تصل اليه البشرية للقضاء على نفسها. وغدا انفراج الازمة منعطفا في تاريخ الحرب الباردة وبداية للانفراج الدولي.
التعامل في مجال نزع السلاح
منذ 31 اغسطس/آب عام 1963 بدأ يعمل خط الاتصال الساخن بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وفي عام 1963 وقعت الولايات المتحدة والاتحاد


السوفيتي وبريطانيا العظمى معاهدة موسكو لحظر التجارب النووية في الجو والفضاء الكوني وتحت الماء.
وفي عام 1968 وقع كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة مع الدول الاخرى معاهدة حظر انتشار السلاح النووي. وفي 30 سبتمبر/ايلول عام 1971 تم توقيع الاتفاقية الخاصة باجراءات الحد من خطر نشوب الحرب النووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة التي  نصت على تقديم إبلاغات عن وقوع حوادث لها علاقة بالسلاح النووي عبر خط الاتصال الساخن. واستمرارا في ممارسة هذا النهج تم التوقيع في 22 يونيو/حزيران عام 1973 على اتفاقية درء وقوع الحرب النووية بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة. وأكد الجانبان في هذه الوثيقة  ان هدف سياستهما هو ازالة خطر الحرب النووية واستخدام السلاح النووي.
في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1969 بدأت في هلسنكي اول مباحثات في تاريخ العلاقات السوفيتية الامريكية  حول تقليص الاسلحة الاستراتيجية. وسبقت المباحثات اتصالات سرية أجراها رئيس الوزراء السوفيتي آنذاك الكسي كوسيغين مع قيادة الولايات المتحدة وبصورة خاصة مع روبرت ماكنمارا وزير الدفاع الامريكي. وتقارب موقفا الجانبين اثناء المباحثات، الامر الذي أدى الى توقيع الاتفاقيات السوفيتية الامريكية الاولى في هذا المجال يوم 26 مايو/آيار عام 1972 ، وبينها معاهدة الحد من نشر منظومات الدرع الصاروخية والاتفاقية المؤقتة الخاصة ببعض الاجراءات الرامية الى الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية.
اتفاقيتا الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية -1 و 2


لم تتضمن اتفاقية الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية- 1  بنودا تنص على تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية بل  نصت على فرض بعض القيود في هذا المضمار. وضمن تلك القيود  تعهد الجانبين بعدم البدء في انشاء منصات ثابتة للصواريخ البالستية العابرة القارات  اعتبارا من 1 يوليو/تموز عام 1972 ، وكذلك عدم زيادة  عدد الغواصات المزودة بالصواريخ البالستية وقواعد اطلاق  الصواريخ البالستية الموجودة في الغواصات .ولم تمنع الاتفاقية استكمال بناء المنصات الثابتة الحديثة  والغواصات المزودة بالصواريخ البالستية التي قد بدا صنعها.
وتم تحديد  مدة سريان مفعول الاتفاقية المؤقتة  ب 5 سنوات. وبحلول عام 1977 قام الجانبان بتمديد مفعول الاتفاقية  حتى يونيو/حزيران عام 1979 لعدم اعداد اتفاقية جديدة في عام 1977. وتم في عام 1979 التوقيع على معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية - 2.
وكانت هذه المعاهدة اتفاقية من نوع جديد، علما ان كلا الجانبين بدآ بتطوير الصواريخ المزودة برؤوس انشطارية وموجهة ذاتيا. وانتقلت المعاهدة من مجرد التجميد الى تحديد اقصى كمية  للاسلحة الاستراتيجية الهجومية، بما فيها الصواريخ المزودة بالرؤوس المنشطرة. والى جانب  القيود الكمية فرضت المعاهدة  بعض القيود النوعية  الهادفة الى كبح عملية تطوير الاسلحة الاستراتيجية.
وكان من المفترض ان يسري مفعول المعاهدة حتى عام 1985. لكن مبررا بذلك رفض في خريف عام 1979 ابرامها الكونغرس الامريكي الذي بذريعة ادخال القوات السوفيتية في افغانستان في ديسمبر عام 1979 .
على كل حال  تواصل حتى عام 1986 سريان مفعول الاتفاق المتبادل حول  مراعاة القيود الاساسية الواردة في معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية. لكن في عام 1986 بدأت الادارة الامريكية بتطبيق البرنامج الواسع الخاص بتزويد قاذفاتها بصواريخ مجنحة، الامر الذي كان يتعارض مع معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية.
 بما ان برامج تطوير الاسلحة الاستراتيجية الهجومية صارت تتعارض مع التعهدات الامريكية فضلت الولايات المتحدة التخلي التام عن التعهدات الناجمة عن معاهدتي الحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية -  1 و2 .
ان عملية خفض الأسلحة الاستراتيجية الهجومية  بدأت في عام 1991 بتوقيع معاهدة "ستارت 1". ومن ثم تلت ذلك  معاهدة ما يسميها البعض بـ"ستارت 2" الموقعة في عام  1993  التي لم تكتسب  القوة القانونية اللازمة . وفي عام 2002 وقع البلدان اتفاقية للحد من القدرات الاستراتيجية الهجومية حددت عدد الرؤوس النووية الموضوعة قيد المناوبة بـ 1700 إلى 2200 رأس لكل طرف. وأتت  معاهدة "ستارت " الجديدة  التي تم  توقيعها في العاصمة التشيكية في 8 ابريل/نيسان عام 2010 لتحل محل معاهدة "ستارت 1" واتفاقية الحد من القدرات الاستراتيجية الهجومية لعام 2002.


معاهدة تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية

تدعى المعاهدة الجديدة رسميا بمعاهدة التقليص وتقييد الاسلحة الاستراتيجية الهجومية بين الولايات المتحدة وروسيا الاتحادية. وقد تم وضعها  بناء على البيانات الروسية الامريكية المشتركة والوثائق الخاصة بتقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية التي جاءت محصلة للمحادثات بين الرئيسين الروسي والامريكي في 1 ابريل/نيسان عام 2009 في لندن وفي 6 يوليو/تموز عام 2009 في موسكو.


ان هذه المعاهدة عبارة عن حزمة من الوثائق تضم ما يزيد عن 160 صفحة تحتوي على المعاهدة نفسها  بموادها  والبروتوكول الذي يحدد طريقة تنفيذها، وكذلك الملحقات بالبروتوكول. ويعتبر البروتوكول والملحقات  جزءا لا يتجزأ من المعاهدة  لا يقل اهمية  عن المعاهدة من حيث صفته القانونية.
وتقضي احكام المعاهدة بان يقلص الجانبان اسلحتهما الاستراتيجية الهجومية ويقيدها كيلا تزيد كمياتها الاجمالية بعد مرور 7 سنوات من سريان مفعول المعاهدة  عما يلي:
1 – 700 قطعة من الصواريخ البالستية المنشورة العابرة للقارات، والصواريخ البالستية المنصوبة في الغواصات  والقاذفات الثقيلة
2 – 1550 قطعة من الرؤوس القتالية  لها
3 – 800 قطعة من المنصات المنشورة وغير المنشورة للصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية المنصوبة في الغواصات  والقاذفات الثقيلة.
اذن  فان الكمية الاجمالية  للرؤوس القتالية تقل بنسبة 74%  عن الحد الاقصى المحدد للرؤوس الاستراتيجية المنشورة بموجب  معاهدة /ستارت – 1/  ( 6 آلاف رأس) . كما انها تقل بنسبة 30%عما هو محدد في معاهدة موسكو لتقليص القدرات


الاستراتيجية الهجومية (2200 شحنة). اما كمية الحاملات المنشورة  فتقل  بمقدار يزيد مرتين عما هو عليه في معاهدة /ستارت – 1/ التي  بلغ سقفها 1600 حاملة. والجدير بالذكر ان معاهدة موسكو لتقليص القدرات الاستراتيجية الهجومية لا تتضمن اطلاقا اي قيود  بالنسبة للحاملات.
وتنص المعاهدة الجديدة على فرض رقابة شديدة على الغواصات والقاذفات التي تمت اعادة تجهيزها لتحمل اسلحة تقليدية، مما يقدم  ضمانات  حول عدم استخدامها بمثابة حاملة للسلاح النووي. ويسري مفعول المعاهدة الجديدة  على المنظومات الاستراتيجية الامريكية سواء اكانت قيد الاستخدام ام توقف استخدامها  في الجيش ومن بينها الصاروخان " ام اكس بيسكيبير" و "مينيتمن – بي" البالستيان وكذلك الاسلحة الاستراتيجية الهجومية غير النووية في حال تصميمها وتصنيعها.
خلافا لمعاهدة /ستارت – 1/ فانه يحق لكلا الجانبين ان  يحدد بشكل مستقل  بنية قواته الاستراتيجية ضمن الحد الاقصى من الكميات التي حددتها المعاهدة.

اما آليات المراقبة فقد تأقلمت  للواقع المعاصر. وقد اصبحت ابسط واقل كلفة بالمقارنة مع /ستارت – 1/ مما يؤمن شفافية عملية تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية والحيلولة دون العودة الى ما هو عليه في الماضي.
ولا تنص المعاهدة الجديدة على استمرار المراقبة على تصنيع الصواريخ الروسية. وتم تيسير عمليات اعادة تجهيز الاسلحة الاستراتيجية الهجومية وتصفيتها. كما انها لا تقضي بحضور مراقبين في اثناء تصفية تلك الاسلحة. وقد اعدت المعاهدة في ظروف غياب اية قيود خاصة  بنشر منظومات الدرع الصاروخية ، علما ان الولايات المتحدة  قد خرجت عام 2002 من معاهدة الدرع الصاروخية الموقعة عام 1972 وذلك من جانب واحد.
وفي هذا السياق فان روسيا اصرت على ربط  الاسلحة الاستراتيجية الهجومية  بالاسلحة الاستراتيجية الدفاعية اي الدرع الصاروخية في المعاهدة  .يجب القول  ان نص المعاهدة  لا يتضمن هذا الربط. لكن ورد الترابط بين الاسلحة الاستراتيجية

الهجومية والدرع الصاروخية والاهمية المتزايدة  لهذا الترابط  في عملية تقليص الاسلحة الاستراتيجية الهجومية  في مقدمة المعاهدة التي تحمل ايضا طابعا ملزما قانونيا.
 تنص المعاهدة على تأثيرالصواريخ البالستية غير النووية العابرة للقارات والصواريخ البالستية غير النووية المنصوبة في الغواصات  على الاستقرار الاستراتيجي.
وقد ثبتت المعاهدة حظر نشر الاسلحة الاستراتيجية الهجومية خارج اراضي الدولة التي تمتلكها. لكن هذه التعهدات لا تمس حقوق الجانبين  ازاء مرور الغواصات وتحليقات الطائرات ودخول الغواصات في موانئ دول اخرى  والتعاون مع دول اخرى، وذلك وفقا  لاحكام القانون الدولي المتفق عليها.
وقد تم استحداث آلية خاصة وهي لجنة المشاورات الثنائية وذلك بهدف تأمين  حيوية وفاعلية  مفعول المعاهدة وحل اية مسائل غامضة تخص تنفيذها.
ويستمر مفعول المعاهدة  خلال 10 سنوات في حال  اذا لم يتم استبدالها  باتفاقية اخرى قبل حلول هذا الموعد. ويمكن ان يتفق الجانبان على تمديد مفعول المعاهدة لفترة لا تزيد عن  5 سنوات.
سيتم ابرام المعاهدة في الهيئتين  التشريعيتين لكلا البلدين .  ويسري مفعولها  ابتداءا من لحظة تبادل مذكرتي الابرام.

قد جاء في البروتوكول الملحق بالمعاهدة ان روسيا والولايات المتحدة  يحق لهما بعد مرور 60 يوما بعد سريان مفعول المعاهدة بالمباشرة بالتفقد   والاستمرار فيه  لاحقا.
لكن لا يسمح لاي جانب باجرء اكثر من تفقد واحد في وقت واحد في اراضي دولة يتم التفقد فيها.
 يحق لكل من موسكو واشنطن بالخروج من المعاهدة في حال اذا هددت الامور المتعلقة بها  مصالحها. ويبطل مفعول المعاهدة بعد مرور 3 اشهر اعتبارامن لحظة ابلاغ احد الجانبين جانبا آخر  بهذا الشأن.
وجا في الفصل الخامس للبروتوكول الملحق بالمعاهدة ان الجانبين يقومان  بتبادل المعلومات التيليمترية  بالنسبة لعدد متكافئ لاطلاقات الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات مع شرط الا يزيد عدد الاطلاقات للصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات عن 5 اطلاقات خلال سنة واحدة.
وجاء في المعاهدة ان الجانبين  يبحثان مسألة تبادل المعلومات التيليمترية  بالنسبة لاطلاقات الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات كل سنة  خلال 65 يوما اعتبارا من بدء السنة الجارية، وذلك بالتركيز الخاص على  اطلاقات قد حققت في السنة الماضية  وسيتم تبادل المعلومات التيليمترية  بالنسبة اليها.
 وفي ختام المناقشة فان الجانبين  يتخذان قرارا متفق عليه بالنسبة الى عدد الاطلاقات. ويحدد الجانب الذي يحقق اطلاقات  تلك الاطلاقات التي  تقدم فيها المعلومات التيليمترية.
وتحدد شروط تبادل المعلومات التيليمترية في الملحق الخاص ببروتوكول المعاهدة علما ان المعلومات التيليمترية هي معلومات يتم وضعها على ظهر الصاروخ اثناء  تحليقه وذلك بغية معالجتها  فيما بعد.

تقضي العاهدة الجديدة بامكانية اتلاف الاسلحة الاستراتيجية الهجومية  وجعلها نوعا جديدا من الاسلحة لا تعمه المعاهدة على حد سواء.
وتنص المعاهدة على ان اتلاف الاسلحة الاستراتيجية الهجومية تحقق  عن طريق تصفيتها جعلها غير صالحة للاستخدام  بحيث يستبعد استغلاله وفقا لوظيفتها الاولية.
وجاء في البوتوكول انه في حال اذا  تمت اعادة تجهيز منصة للصواريخ البالستية العابرة للقارات او الصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات لتستخدم كمنصة من نوع آخر فانها توصف بمثابة منصة لذلك النوع الذي تم تحويلها اليه.
في حال جعل منصة للصواريخ البالستية العابرة للقارات او الصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات او القاذفة الثقيلة  غير صالحة لاطلاق  الصواريخ البالستية العابرة للقارات او الصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات او القاذفات الثقيلة   وتأكيد جانب آخر على نتائج اعادة تجهيزها  فان هذا السلاح الاستراتيجي الهجومي لا يحسب ضمن  الكميات الاجمالية المسموح بها في المعاهدة . وقد يستخدم لاغراض لا تتعارض مع المعاهدة.
في حال اذا قرر احد الجانبين  باعادة التجهيز او الاتلاف  لهذا النوع من الاسلحة الاستراتيجية الهوجومية او ذاك فيتوجب عليه  ابلاغ جانب آخر بهذا الشأن واستعراض ما تبقى من السلاح له.
وعلى سبيل المثال  فبعد  اتلاف الصواريخ البالستية العابرة للقارات العاملة بالوقود الجاف والصواريخ البالستية العاملة بالوقود الجاف والمنصوبة بالغواصات تجرى مراقبتها  خلال 60 يوما باستخدام وسائل المراقبة القومية. اما الجانب  المبلغ حول الاتلاف فيحق له بتفقد الصواريخ البالستية العابرة للقارات العاملة بالوقود الجاف والصواريخ البالستية العاملة بالوقود الجاف والمنصوبة بالغواصات التي قد تم اتلافها.
وفي ختام عملية الاتلاف فان حاويات الصواريخ البالستية العابرة للقارات والصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصات قد ستخدم لاغراض لا تتعارض مع  المعاهدة بشرط الا يسلم الى جانب آخر.
لدى اتلاف الصواريخ البالستية العابرة للقارات المنصوبة في المنصات الثابتة  تبقى منصاتها    مفتوحة للمراقبة  خلال 60 يوما بعد تقديم  معلومات انجاز الاتلاف.
اما الغواصة التي  يتم فيها  اتلاف الصواريخ البالستية المنصوبة فيها  فتبقى مفتوحة  للمراقبة من قبل الوسائل التقنية للجانب الآخر خلال  60 يوما بعد تقديم معلومات انجاز الاتلاف.
ان اعادة تجهيز منصة للصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصة  تستبعد  استخدامها بمثابة  منصة اطلاق الصواريخ البالستية .
وفي ختام  عملية اعادة التجهيز فان الجانب الذي تلقى ابلاغا حول ذلك يحق له  بتفقد  منصة الصواريخ البالستية المنصوبة بالغواصة  خلال فترة 30 يوما اعتبارا من لحظة تلقي ابلاغ بهذا الشأن.
في حال اتلاف قاذفة ثقيلة فانها تبقى مفتوحة للمراقبة  من قبل وسائل المراقبة التقنية المتوفرة لدى جانب آخر، وذلك خلال 60 يوما  اعتبارا من تلقى ابلاغ بهذا الشأن.


الدرع الصاروخية
منعت معاهدة  الحد من الدرع الصاروخية الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة من نشرمنظومات  الدفاع الصاروخي  على اراضي البلاد كلها او إنشاء اساس  لها باستثناء منطقتين  للدفاع المضاد للصواريخ لا يزيد قطرهما عن 150 كيلومترا( وفي عام 1974 تم ادراج تعديل يسمح بوجود منطقة واحدة فقط). ثمة شرط هام آخر  وهو حظرانشاء وتجربة ونشر منظومات  الدرع الصاروخية اوعناصرها المرابطة في البحر والجو والفضاء الكوني او المتحركة على  الارض.
في عام 1983 أعلن الرئيس الامريكي رونالد ريغان قراره بالبدء في تصميم الدرع الصاروخية الواسعة النطاق التي ترابط بعض عناصرها في الفضاء الكوني او بالاحرى المبادرة الدفاعية الاستراتيجية . ووصف الاتحاد السوفيتي هذه الخطوة  بانها  خرق احادي الجانب لمعاهدة الدرع الصاروخية. اما الجانب الامريكي فبدأ يبحث في المعاهدة ثغرات تبرر أعماله.. واستمرت النقاشات حول  هذا الموضوع  عدة سنوات، مما ادى في آخر المطاف الى الاستغناء عن  المبادرة الدفاعية الاستراتيجية.
وفي 13 ديسمبر عام 2001 اعلن الرئيس الامريكي جورج بوش الابن قرار بلاده بالخروج من معاهدة الدرع الصاروخية من جانب واحد. وبعد مضي 6 اشهر اي في 13 يونيو/حزيران عام 2002 انتهى مفعول معاهدة الدرع الصاروخية.. وفي القرن الحادي والعشرين وجد موضوع الدرع الصاروخية استمرارا له  وتحول الى اكثر المواضيع  ازعاجا في اجندة المباحثات الروسية الامريكية.

في اواخر عام 2006 اتخذت ادارة بوش قرارا بنشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا ومحطة رادارية في تشيكيا بصفتها عناصر للمنطقة العمليتية الثالثة الخاصة بالدرع الصاروخية الامريكية وتوصلت ادارة بوش الى  اتفاق بهذا الشأن مع كل من حكومتي بولندا وتشيكيا.  

هذا وأعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي عقده في واشنطن يوم 17 سبتمبر/أيلول عام 2009 قرار واشنطن بالتخلي عن خططها بشأن نشر عناصر الدرع الصاروخية في شرق أوروبا، قال إن البيت الأبيض يعتبر أن إيران ليست قادرة في الوقت الحاضر على إطلاق صواريخ متوسطة وطويلة المدى.
وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل العمل على إقامة منظومة دفاعية تقوم على أساس التكنولوجيات الأكثر تقدما وفعالية ستعزز الأمن الأمريكي.
وأكد باراك أوباما أن الإدارة الأمريكية أخذت في الاعتبار مصالح روسيا في قضية نشر الدرع الصاروخية الأمريكية في شرق أوروبا.
كما قال الرئيس الأمريكي إن واشنطن ترحب باستعداد روسيا للتعاون مع الولايات المتحدة في مجال الدفاع المضاد للصواريخ. وأكد أوباما أن الخطة الأمريكية في هذا المجال ليست موجهة ضد روسيا، وتهدف إلى تحييد الخطر الإيراني فقط.
من جهة اخرى أعلن وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس ان الولايات المتحدة تنوي تشكيل بنية جديدة للدرع الصاروخية، ستكون اكثر فاعلية وستحمي أوروبا كلها.
واعلن غيتس انه لا داعي لنشر عناصر الدرع الصاروخية الامريكية في بلندا وتشيكيا. واعاد وزير الدفاع الامريكي الى الاذهان انه كان من المقرراولا نشر 10 صواريخ اعتراضية في بولندا ومحطة رادارية في تشيكيا. وقال : " لكننا توصلنا الى استنتاجات محددة. وبعد ان ادرجنا عام 2006 تعديلات  في الخطة ادركنا ان خطر الهجوم من جانب ايران باستخدام الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى ليس بتلك الدرجة من الاحتمال التي توقعناها في البداية".

واضاف غيتس قائلا: " من جهة اخرى فان وسائل الاستطلاع التابعة لنا  بينت ان امكانات ايران في استخدام الصواريخ البالستية العابرة للقارات اقل احتمالا من توقعاتنا. وقد حققنا تقدما ملموسا خلال السنوات التالية في اعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى والصواريخ البالستية العابرة القارات. وتسمح لنا هذه الامكانات  بتحقيق اعتراض الصواريخ في اية مرحلة  من تحليقها".
 وصرح غيتس أن بلاده تعتزم إرسال سفن عسكرية مزودة بصواريخ اعتراضية إلى سواحل أوروبا، مشيرا إلى "أن لدى الولايات المتحدة حاليا امكانية لنشر صواريخ اعتراضية في قواعد بحرية في شمال وجنوب أوروبا، مما يؤمن دفاعاً صاروخياً أكثر فعالية ضد التهديدات القادمة من ايران والدول أخرى".

وفي هذا السياق قال نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي الجنرال جيمس كارترايت إن البنتاغون يخطط لنشر محطة الرادار في منطقة القوقاز بدلا من التشيك، وذلك في إطار إنشاء هيكل جديد لنشر منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا.  وجاء تصريح كارترايت هذا في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس.عقد يوم 17 سبتمبر / ابلول عام 2009  في واشنطن.
وأضاف كارترايت أن 3 سفن حربية أمريكية موجودة في البحر المتوسط وبحر الشمال ستدافع عن الولايات المتحدة وحلفائه قبل إنشاء منظومة الدرع الصاروخية الجديدة.
هذا وصادق الرئيس الامريكي باراك اوباما على توصيات وزير الدفاع روبرت غيتس ولجنة الاركان حول الموقف المرن المتعدد المراحل من الدرع الصاروخية  في اوروبا، الذي ينطلق من تقييم الخطر الصاروخي الايراني واستخدام التكنولوجيات الاقتصادية والفعالة. وتم تأكيد ذلك في مذكرة اصدرها البيت الابيض يوم 17 سبتمبر/ ايلول عام 2009 بصدد بيان رئيس الادارة الامريكية. وجاء في المذكرة ان الخطط السابقة الخاصة بنشر عناصر الدرع الصاروخية الامريكية في بولندا وتشيكيا لن يتم تفعيلها. وبموجب المذكرة فان الموقف الامريكي الجديد  من الدرع الصاروخية الاوروبية يضم 4 مراحل.
ومن المقرر ان تنشر في المرحلة الاولى، اي قبل عام 2011 المنظومات الحالية والمختبرة للدفاع المضاد للصواريخ، بما فيها منظومة "Aegis Weapon System" البحرية والصواريخ الاعتراضية "SM-3  " ( كتلة 1 اي")، بالاضافة الى محطة رادارية متحركة. والهدف من ذلك هو الرد على الاخطار الصاروخية الاقليمية لاوروبا وافراد القوات الامريكية المرابطة هناك واعضاء عائلاتهم."
وتقضي المرحلة الثانية، اي حتى عام 2015 بنشرالنموذج المطور للصاروخ الاعتراضي SM-3  " ( كتلة 1 بي") بريا وبحريا، بالاضافة الى تفعيل العدادات الاكثر تطورا. والهدف من  ذلك هو توسيع المنطقة المحمية من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى.
فيما تقضي المرحلة الثالثة، اي حتى عام 2018 بنشر صواريخ SM-3  " ( كتلة   2 اي") المطورة مجددا والتي يجري حاليا العمل على تصميمها، والتي ستنشر على سفن القوات البحرية الامريكية وفي 3 منطاق  على اقل تقدير.
اما المرحلة المرحلة الرابعة تقضي اي حتى عام 2020 بجعل الصواريخ الاعتراضية الجديدة SM-3  " ( كتلة 2 بي") تواجه اخطار الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى الى جانب الصواريخ البالستية العابرة للقارات.
وتعليقا على تصريحات أوباما، اعلن الرئيس الروسي دميتري مدفيديف يوم 17 سبتمبر/ ايلول عام 2009  ان روسيا تثمن اعلان الرئيس باراك اوباما حول تعديل مواقف الولايات المتحدة الامريكية من مسألة الدرع الصاروخية وتعتبر ان لدى الدولتين امكانيات جيدة للعمل المشترك بهذه المسألة. وقال مدفيديف "لقد ناقشت هذه المسألة مع رئيس الولايات المتحدة الامريكية خلال لقاءاتنا في لندن وموسكو، حيث اتفقنا واشرنا في تصريحاتنا المشتركة ان روسيا والولايات المتحدة ستسعيان للعمل المشترك بصدد تقييم اخطار الانتشار الصاروخي في العالم".

واكد الرئيس الروسي ان ما تم الاعلان عنه هذا اليوم في واشنطن يدل على ان ثمة ضروفا جيدة تتوفر الان لهذا العمل" مشيرا الى  انه "من الطبيعي انه ستكون هناك استشارات للخبراء حول الموضوع، وان بلدنا جاهز لذلك".
واكد الرئيس الروسي "اننا نثمن الخطوة المسؤولة لرئيس الولايات المتحدة الامريكية الهادفة الى تفعيل اتفاقاتنا. وانا على استعداد لمواصلة الحوار".
( المزيد من التفاصيل فيما ادناه وفي موقعنا).

اتفاقيات اخرى في موضوع الحد من الاسلحة

في اكتوبر/تشرين الاول عام 1980 بدأ الوفدان الروسي والامريكي المباحثات حول الحد من الاسلحة النووية في اوروبا. لكن الولايات المتحدة  بدأت عام 1983 في نشر صواريخ جديدة في اوروبا ، الامر الذي حمل الوفد السوفيتي على مغادرة جنيف. وبدأت المرحلة التالية للمباحثات في موضوع الاسلحة النووية والفضائية في شهر مارس/آذار بجنيف.
وفي عام 1991 تم اعداد وعقد معاهدة التقليص والحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية - ستارت 1-  ( المزيد من التفاصيل في موقعنا). وفي عام 1987 تم توقيع معاهدة القضاء على الصواريخ السوفيتية والامريكية المتوسطة والقصيرة المدى  . وتعهد الجانبان بموجب هذه المعاهدة بتصفية صواريخهما المتوسطة والقصيرة المدى - من 500 كم الى 5500 كم -  وعدم امتلاك تلك الصواريخ مستقبلا. وقد نفذ الجانبان تماما وفي المواعيد المحددة التزاماتهما، علما ان الجانب السوفيتي قام بتصفية 1846 مجمعا صاروخيا. اما الجانب الامريكي فقام بتصفية 846 مجمعا صاروخيا.
وتم توقيع معاهدة التقليص الاضافي والحد من الاسلحة الاستراتيجية الهجومية  (ستارت -2) في عام 1993 .
وبالاضافة الى ذلك، فثمة عدد من الاتفاقات الروسية الامريكية التي  تخص قضايا خفض الخطر النووي وبينها اتفاقية الابلاغ عن اطلاق الصواريخ  البالستية


العابرة القارات الارضية، والصواريخ البالستية المرابطة في الغواصات عام 1988 ، واتفاقية إنشاء مراكز التخفيض من الخطر النووي عام 1987 ، واتفاقية التعاون في مجال الجرد والرقابة على المواد النووية والوقاية منها عام 1999 والتي  تخص مسائل المعاملة الآمنة للمواد الاشعاعية.
والى جانب الاتفاقيات الثنائية الروسية الامريكية  هناك عدد من المعاهدات المتعددة الجوانب في مجال الحد من السلاح النووي، وبينها معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية الموقعة عام 1996 .
وفي عام 1988 ضمت البنية التنظيمة الخاصة باتفاقيات نزع السلاح  مؤسسات جديدة، بينها  مركزا التخفيض من الخطر النووي الوطنيان في كل من موسكو وواشنطن ومؤسسات الرقابة على تنفيذ الاتفاقيات، وتحقيق زيارات تفقدية.
ويقام مركز موسكو الوطني الذي اسس على قاعدة وزارة الدفاع الروسية بتنفيذ المهام الثلاث المذكورة اعلاه. اما الولايات المتحدة فان تنفيذ هذه المهام يعود الى مؤسستين، وهما المركز الوطني لدى وزارة الخارجية الامريكية  ووكالة الرقابة والتفقد لدى وزارة الدفاع.

المصدر ؛. http://arabic.rt.com/news_all_news/info/31214


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

موجز تاريخ العلاقات الروسيه - الأمريكيه

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» موجز عن تاريخ فلسطين الحبيبة
» التحفه الأمريكيه a10 thunderbolt و منافستها الروسيه su 25 vircot
» الدبابه الروسيه t-55 دبابه لها تاريخ
» تاريخ العلاقات (إيران – إسرائيل – أمريكا)
» اول زيارة لزعيم روسي الى ليبيا في تاريخ العلاقات الثنائية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام غير العسكريـــة :: تواصل الأعضاء-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019