حقق نظام الدفاع الصاروخي البالستي التابع للبحرية الأميركية إنجازاً
جديداً لوكالة الدفاع الصاروخي الأميركية ضمن نطاق التجارب الصاروخية في
المحيط الهادئ عشية 13 شباط/ فبراير مسجلاً بذلك أول اعتراض بالنيران الحية
لصاروخ بالستي متوسط المدى باستخدام مستشعرات عاملة استناداً إلى معطيات
الأقمار الاصطناعية.
برهنت مهمة اختبار الطيران-20 نجاح قدرة
النظام من جديد على تحديد كشف الهدف، ولكن هذه المرة من الفضاء الخارجي،
وقد تم إطلاق صاروخ ستاندارد SM-3 الاعتراضي من على متن سفينة تابعة
للبحرية الأميركية مجهزة بنظام إيجيس (Aegis) استناداً إلى بيانات تتبعية
من مستشعرات قمر اصطناعي في مدار الأرض.
وقال العقيد البحري إيريك فير هيج، قائد
مركز حرب السطح البحرية الأميركية: "تعتبر هذه الخطوة عملاً كبيراً بالنسبة
إلى سلاح البحرية وبلدنا نظراً لأنّنا ننتقل نحو الخطوة الأولى في مجال
الدفاع الصاروخي البالستي." وأضاف هيج قائلاً:" بصفتي كقائد سابقً لسفينة،
من الرائع رؤية فريق التقييم المتعاون هنا في مختبر التقييم الحربي المشترك
لدعم السفن في البحر."
نفّذت وكالة الدفاع الصاروخي بالتعاون مع
البحارة على متن سفينة USS Lake Erie (CG 70) عملية الإطلاق عند بعد ودمّرت
الهدف باستخدام صاروخ اعتراضي موجّه (SM-3 Block IA). دمّر الصاروخ الهدف
بعد إصابته مباشرة، وذلك بعد دقائق من إطلاقه من منشأة نطاق التجارب
الصاروخية في المحيط الهادئ في هاواي الساعة الرابعة صباحاً.
ركّب مركز حروب سفن السطح NSWC في كورونا
هوائي مصغّر يعمل على النطاق الترددي كاي يو (KU band) على متن سفينة Lake
Erie لنقل كميات كبيرة من بيانات الأداء من نظام أيجيس من الجيل الثاني على
متن السفينة لمختبر التقييم الحربي المشترك في جنوب كاليفورنيا. يوفر فريق
التقييم في المختبر المؤلف من مدراء برنامج وصناعيين ومحللين من أقسام
مركز الحرب في كورونا، بورت هيونيم وداهلغرين، التحليل عن بعد لاختبار
الطيران.
تسلّم عناصر البحرية الأميركية على السفينة
"يو أس أس لايك إري، معلومات تعقب من أقمار اصطناعية للمراقبة والتتبع
وأطلقوا الصاروخ قبل أن يلتقط رادار SPY-1 على متن السفينة الهدف.
ثم وجّه نظام "أيجيس" Aegis المضاد للصواريخ
البالستية، الصاروخ باستخدام معلومات التتبع مصدرها أقمار اصطناعية إلى أن
حدد رادار SPY-1 الهدف وتعقّبه. نقل الرادار على متن السفينة أوامر
توجيهية لصاروخ SM-3 الموجّه الذي اعترض الهدف بدوره.
وفي هذا الإطار أعلن نيك بوتشي، مدير برامج
تطوير الدفاع ضد الصواريخ البالستية لدى فرع التدريب ونظم المهام في لوكهيد
مارتن: "لقد حقق نظام أيجيس حتى الآن العديد من الاختراقات التكنولوجية،
ولكن استخدام معلومات التتبع الدقيقة من القمر الاصطناعي لإتاحة فضاء
المعركة الموسع مع قدرات نظام "أيجيس" المضاد للصواريخ البالستية يبرهن أن
ذلك أحد أهم إنجازات البرنامج." وأضاف بوتشي: "اعتقد الكثيرون لفترة طويلة
أنّ أفضل طريق للتقدم نحو الأمام في مجال الدفاع الصاروخي هو ابتكار تصميم
يجمع الدفاع البحري المرن مع القدرات الفضائية المتواصلة. ومن شأن هذا
الاختبار أن يبرهن أنّ التكنولوجيا والتصميم يمكن أن يكونا واقعاً
ملموساً."
يعتبر هذا الاختبار المرة التاسعة خلال ثلاث
سنوات التي تنفذ خلالها سفينة ليك إيري وطاقمها بنجاح عمليات في البحر ضد
أهداف صاروخية بالستية وجوالة باستخدام نظام Aegis BMD من الجيل الثاني.
تسلم هذا النظام مؤخراً جهاز معالجة إشارة جاهز أقوى وأسرع وتحديثات لبرامج كمبيوتر نظام السلاح.
يسمح معالج الإشارة المحدث الخاص بنظام
Aegis BMD للبحرية الأميركية باعتراض تهديدات صواريخ بالستية أكثر تعقيداً
باستخدام قدرات محسّنة لتحديد الهدف. يتضمن هذا الجهاز عدة حوسبة ذات تصميم
مفتوح خاصة بنظام الدفاع ضد الصورايخ البالستية، من شأنها أن تحسن قدرات
النظام بالإجمال وتسمح بإدخال المزيد من المنتجات الجاهزة.
تعمل وكالة الدفاع الصاروخي بالتعاون مع
البحرية الأميركية على تطوير نظام إيجيس كجزء من نظام الدفاع الصاروخي
البالستي التابع للولايات المتحدة الأميركية. تتمتع حالياً 26 سفينة حربية
أميركية مجهّزة بنظام إيجيس بقدرة مرخّصة لاعتراض صواريخ بالستية وتنفيذ
عملية مراقبة وتتبع بعيدة المدى. ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد ليبلغ 32
سفينة مع حلول العام 2014.http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=28972&cat=4