أربع قذائف هاون سورية انفجرت يوم السبت 2 مارس داخل الأراضي
الإسرائيلي في جنوب هضبة الجولان وهي تشكل مؤشرا واضحا لرئيس الحكومة
الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إيهود باراك أن لحظة الحسم أخذت
تقترب.
شيء ما يحدث على طول الحدود الشمالية بين إسرائيل وسوريا
وهذا هو السبب لماذا غادر وزير الدفاع الذي اعتزل منصبه إيهود باراك يوم
الجمعة 1 مارس وعلى جناح السرعة إلى واشنطن ليجتمع هناك يوم الثلاثاء 5
مارس مع وزير الدفاع الأمريكي الجديد تشوك هيجل حيث أن المسألة الرئيسية
التي ستتناولها المحادثات يوم الثلاثاء 5 مارس لن تكون إيران وإنما سوريا.
مصادرنا العسكرية والاستخباراتية تشير وبشكل حصري أنه نشأ
على طول الحدود الإسرائيلية مع سوريا وضع لا وجود فيه لنظام بشار الأسد
وأن الوجود العسكري الإسرائيلي على طول الحدود المشتركة بين الدولتين تبخر.
وفيما عدا عناصر صغيرة من وحدات الجيش السوري بقيت في
الميدان لظروف مختلفة وعلى الأخص تنظيمية فإن النظام العسكري السوري في
مواجهة إسرائيل انهار ولم يعد قائما.
كما انهارت واختفت المنظومة العسكرية السورية أيضا قبالة
الأردن وهذا يعتبر تغييرا عسكريا إستراتيجيا من الدرجة الأولى على الوضع
العسكري الإستراتيجي لكل من إسرائيل والأردن.
الرأي العام في إسرائيل الغارق في الحرب والمعارك الدائرة بين نتنياهو ولابيد وبنت والمتدينين لا يعرف حتى ما يدور.
من الجولان السوري وعلى امتداد هضبة الجولان ومنطقة حوران
ونهر اليرموك الذي يفصل بين سوريا والأردن نشأت منطقة خالية من أية قوات
عسكرية سورية.
حتى الآن هناك ثلاثة أسباب تحول دون قوات المتمردين السوريين من الدخول إلى هذه المنطقة والإعلان عن سيطرتهم عليها:
1-ليس للمتمردين قوات بحجم يسمح بالاستيلاء على هذه المناطق الكبيرة.
2-ليست هناك أي جهة في قيادة المتمردين تدرك أهمية هذه
الفرصة الإستراتيجية الدولية المتاحة أمامهم كثمرة ناضجة لكن ليس هناك من
يقطفها.
3-الدروز المحصنين في جبل الدروز يحاولون منع قوات أخرى من الدخول إلى مناطقهم.
قذائف الهاون التي سقطت يوم السبت صباحا ذكرت القيادة
الإسرائيلية بأنها تقف أمام الحسم، من يريد بالضبط السيطرة على المناطق
السورية الكبيرة هذه المتاخمة في أجزائها الشمالية إسرائيل بما في ذلك
بحيرة طبريا.
في هذه اللحظة هناك أمام إسرائيل ثلاثة خيارات:
أ-هل سيدخل جيش الدفاع إلى هذه المناطق ويستولي عليها وفيها عدة نقاط سيطرة تضمن الإشراف على ما يحدث في الميدان؟
2-هل تساعد الدروز السوريين بالوسائل والدعم العسكري للسيطرة على المنطقة؟
3-هل يمكن أن ينشأ تعاون عسكري إسرائيلي أردني للإشراف على ما يحدث في هذه المناطق؟
الأمران الوحيدان اللذان لا ترغب فيهما إسرائيل هما أن
مستقبل المناطق الفارغة والخالية من القوات سيحسم في مفاوضات ستبدأ يوم
الثلاثاء 5 مارس بين نظام الأسد والمتمردين السوريين في موسكو، إسرائيل لا
تريد ولا تستطيع أن تسمح لنفسها أن تسيطر قوات المتمردين الإسلاميين
المتطرفين وبينهم عناصر مرتبطة بتنظيم القاعدة على هذه المناطق.
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أرسل في نهاية الأسبوع برقية
إلى واشنطن من أجل محاولة تنسيق المواقف في هذه المسائل مع وزير الدفاع
الأمريكي الجديد تشوك هيجل بيد أن مصادرنا في واشنطن تشير إلى أنه على ضوء
قرار الرئيس باراك أوباما بالتخلي عن المسألة السورية وترك الرئيس الروسي
لحلها من خلال دعم أمريكي للخطوات الروسية فإن ذلك يخلق وضعا يجعل من مهمة
باراك لتحقيق شيء ما عملي خلال زيارته لواشنطن مشكوك في أمرها، وأيضا فيما
إذا كان نتنياهو سينجح مرة أخرى في ما فعله في الآونة الأخيرة بنجاح كبير
وهو الإحجام عن الحسم الواضح.
مثل هذا الوضع يمكن أن يكلف إسرائيل في المستقبل ثمنا باهظا.
المصادر الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية لموقع دبكا 2/3/ 2013