أمريكا تغير استراتيجيتها فى التعامل مع
الأزمة السورية.. عنصر بالجيش الحر: هناك اتفاق أمريكى روسى إيرانى لتدمير
سوريا وحرقها.. ومعارض سورى يؤكد: واشنطن تخدعنا بتصريحاتها ولا بد من
دلائل حقيقية السبت، 4 مايو 2013 - 16:40
صورة أرشيفية
كتب مصطفى عنبر
بعدما فشلت كل الحلول السياسية فى إنهاء الأزمة السورية بإجبار
نظام الرئيس بشار الأسد على التنحى، كشفت تقارير إخبارية أمريكية عن اتجاه
واشنطن لتغيير خطتها فى التعامل مع الموقف السورى من خلال المراهنة على
قدرة رئيس أركان "الجيش السورى الحر"، اللواء سليم إدريس، لبناء جيش متماسك
من المعارضة بإمكانه إلحاق الهزيمة بنظام الأسد، والتصدى للمتطرفين
الإسلاميين، وبالتالى المساعدة فى بناء دولة سوريا جديدة مُستقرة.
وقالت التقارير: إن اللواء إدريس هو أحد الأسباب الحالية فى استعداد
الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباما للعمل مع روسيا فى التفاوض، كما
يتمسك أوباما باعتقاده أن التوصل إلى تسوية سياسية، لن يتم إلا بمساعدة
موسكو وأن تحقيق ذلك سيكون أفضل بكثير من النصر العسكرى لقوات المعارضة.
من جهته، استبعد حسام ملص، أحد عناصر الجيش السورى الحر، وجود تنسيق بين
الولايات المتحدة واللواء سليم أدريس، وقال: "إن تصريحات أمريكا فى هذا
الشأن تعد خداعا واضحا خاصة أنها لا تسعى لإمداد الجيش الحر بأسلحة تمكنه
من إحداث تغيير عسكرى على الأرض".
وأوضح "ملص" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إلى أن هناك اتفاقا أمريكيا روسيا
إيرانيا لتدمير سوريا وحرقها بداية من الجيش السورى النظامى ومعداته
وآلياته، فضلا عن تدمير البنية التحتية ومن ثم لا تستطيع سوريا النهوض إلا
بعد عشرات السنين وكل هذا يصب فى مصلحة إسرائيل، لأنه بعد تدمير سوريا لن
يهتم أحد بالسعى لاسترداد الجولان المحتلة أو حتى الحديث عن القضية
الفلسطينية وحق تملك الشعب الفلسطينى من أرضة المحتلة، وحذر "ملص" قائلاً
:"لو لم يساعدنا أحد لإسقاط نظام بشار فسنحرق المنطقة كلها"، مؤكدا أن
الجيش السورى الحر يعمل بمفرده ولم تنخرط أى جهة جهادية فى سوريا بداخلة
إلا فى أضيق الحدود ووقت الحاجة فقط.
من جهته، قال سلام الشواف، مُهندس ومعارض سورى، إن سياسة الإدارة الأمريكية
تجاه سوريا باتت واضحة خلال الفترة الأخيرة، فالولايات المتحدة لديها يقين
الآن أن أيام بشار الأسد فى حكم سوريا معدودة، لذلك تحاول أن تثبت للعالم
كله أنها تدعم الثورة السورية والمعارضة من خلال إثارتها لقضية الأسلحة
الكيماوية والإرهاب فى سوريا ومحاولتها إثبات حرصها على الشعب والثورة
السورية، مشيرا إلى أن السوريين سيحفظون الجميل لمن يساعدهم فى التخلص من
الأسد ونظامه سواء كانت المساعدة عربية أو غربية، لافتا إلى أن الجهة
المساعدة للجيش السورى الحر ستحظى بدعم كبير وتسهيلات هائلة فى استثماراتها
داخل سوريا بعد بشار الأسد.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن اللواء إدريس، قائد المجلس
العسكرى الأعلى للمعارضة السورية، هو حجر الزاوية فى إستراتيجية الإدارة
الأمريكية الجديدة، لافتة إلى أنه أكد فى تصريحات سابقة أن مواقفه المسئولة
والمعتدلة كانت العامل الذى جعل الإدارة تراهن عليه، ورأت الصحيفة أنه
برغم أن إدريس يُعد حليفا قويا بالنسبة للإدارة الأمريكية، إلا إنه لابد من
توخى الحذر، فواشنطن بدأت فى التعامل مع إدريس فى وقت متأخر من الأحداث،
وطلبت منه تشكيل هيكل قيادى وسيطرة مشددة على القوات والفصائل الممزقة،
الأمر الذى قد يكون بمنزلة مهمة مستحيلة.
ولفتت الصحيفة إلى أن إدريس هو مهندس تلقى تدريباته فى ألمانيا وانشق عن
قوات الجيش السورى فى الصيف الماضى، وأنه يؤيد الاعتدال ويرفض النزعة
الطائفية، ويعارض جبهة النصرة وأساليبها وتفكيرها، حيث أعطى تعليمات
لمقاتليه بوقف التعاون معها، وتابعت الصحيفة قولها: "لقد أعاد تكرار ما
قاله فى فبراير الماضى عن استعداده للتفاوض حول مرحلة سياسية انتقالية مع
قادة الجيش السورى الذين لم يتورطوا فى قتل المدنيين، ولم يصدروا أوامر
بذلك، كما عرض إدريس اللقاء فورًا مع المسئولين الروس الذين يبدون اهتمامًا
بالاتصال بالمعارضة لمناقشة الدور الروسى فى المستقبل"، قائلا: "إنه سيكون
إيجابيًا للغاية فى أى لقاء معهم".
وأشارت الصحيفة إلى أن إدريس كان لافتًا للنظر فى تأكيده حول رفض التعاون
مع جبهة النصرة، والتى يعتبرها فرعًا لتنظيم القاعدة فى العراق، وقال: "لا
نتعاون معهم ولا نشاركهم شيئًا"، مشيرًا إلى أن بعض مقاتليهم شاركوا فى
أوقات معينة فى القتال، إلى جانب قواته، "لكن لم تتم دعوتهم لذلك".
مصدر