خطبة نابليون بونابرات في مالطة قبل المسير الي مصر :

" أيها الجنود ستقومون بغزوة لها أبلغ الأثر علي الحضارة و التجارة في العالم . و ستكون أكثر ضربة توجه الي انجلترا في انتظار أن تقضوا عليها بالضربة القاصمة . سيكون النصر حليفنا لأن الاقدار في صالحنا.
فالمماليك الذين يفضلون , الذين يفضلون التجارة مع الانجليز دون غيرهم , و الذين امعنوا في أذلال مفاوضينا , و اشتد طغيانهم علي سكان النيل التعساء سيصبحون بعد وصولنا ببضعة أيام , أثر بعد عين .
أعلموا أن الشعوب التي نحن بصدد العيش معها هي شعوب محمدية , و أول أسس ايمانهم هي شهادة أن لا اله الا الله و أن محمد رسوال الله , لا تعارضوهم , و عاملوهم مثلما عاملتم اليهود و الطلاينه , راعوا مفتي ديارهم و أئمتهم كما راعيتم الأحبار و الرهبان , و لتنظروا الي احتفالياتهم و طقوسهم التي شرعها القرآن , و لمساجدهم , بنفس عين التسامح التي أوليتموها للأديرة و المعابد اليهودية .
لقد كانت الفيالق الرومانية تحمي جميع الأديان . و سوف تجدون في هذه المنطقة عادات تختلف من تلكالتي عهدتموها في اوربا , فعليكم ان تالفوها . و لتعلموا أن الشعوب التي نحن بصدد التوجه أليها تعامل المرأة بصورة تختلف عنا , فقط تذكروا أن المعتصب اينما كان , أنسان , متوحش . و ا، النهب , و أن لم يغن غلا فئة قليلة من الرجال , إلا أنه يسربلنا بالعار و يدمر مواردنا و يجعلنا أعداء الشعوب التي من مصلحتنا أن نتخذها أصدقاء .
أول المدن التي سوف نجتازها , شيدها الأسكندر , سيكون لنا في كل مكان خطوة ذكريات عظيمة , خليقة بأثارة فخر الفرنسيين.

كما نلاحظ ان الرجل درس البلاد و العباد قبل المسير بل و حاولت حكومته ان تستميل المماليك إليها و و المماليك قد تعنتوا معهم و هذا يدل ايضاً علي ان فكرة التوازنات كانت قائمة في تلك الفترات بل ان التوازنات قائمة من لحظة قيام الامبراطورية الفارسية و الرومانية و التاريخ يخبرنا بالاحلاف و العلاقات بين تلك الامبرطوريات و الدول التي من حولهم .

نستنتج ايضاً ان حكومة فرنسا كانت لها ذراع مخابراتية في مصر و هذا لا شك فيه فكنا يعلم حقيقة الجمعيات الجغرافية و الرحالة الاوربيون الذين جاءوا من اجل دراسات الارض و البشر .

في النهاية اقول اننا مازلنا نعاني من الفكر النابليوني و لم نتخلص منه و الذي أمتد من المحيط الي المحيط ايضاً .