فى المؤتمر الدولى للمستقبل العالمى عام 2045 والذى عقد فى العاصمة الروسية موسكو اجتمع العديد من نخب العلماء حول العالم لمناقشة ما يواجه الحضارة من تحديات والوقوف على الإتجاه المتوقع للحضارة فى العام 2045 والذى دارت توقعاته ما بين الإنحدار والعودة للعصور الوسطى وبين الإستمرار فى الوصول لطفرات تكنولوجية لم تخطر على بال البشر من قبل.
أثناء فعاليات المؤتمر أثار العالم الأكاديمى والمخترع الأميركى "رايموند كورزويل" موضوع التفرد التكنولوجى معرفاً إياه بأنه اللحظة الزمنية التى تصل فيها الإختراعات التكنولوجية حد لا يستطيع البشر السيطرة عليه أو أن يصل الذكاء الإصطناعى للألات الحد الذى يجعلها تتصرف بشكل منفرد دون تحكم أو إدارة بشرية وهو يشبه إلى حد كبير ما تم تجسيده فى فيلم " المدمر " لأرنولد شوارزنيجر ، وقد أجمع العلماء على أن هذة اللحظة قادمة لا محالة فيما إختلفوا على توقيت هذة اللحظة فبينما توقع كورزويل أن تأتى فى العام 2045 بينما ذهب البعض الأخر أنها قد تأتى مبكرا حول العام 2030.
وقد عرض العالم كورزويل أدلة للرد على منتقديه فقال أنه فى العام 1982 توقع أن تكون هناك شبكة إلكترونية تجتاح العالم بأسره وقد صور منتقديه هذا الرأى حينذاك بأنه مجرد خيال علمى ولكن ها هى الأيام ثبتت صدق رؤيته ، كما قال أنه فى سبيل طباعة جريدة توزع فى العالم كله أخذ الأمر أربعمائة سنة ولكن الأن وبعد التطور التكنولوجى الرهيب والمتسارع فإن الشبكات الإجتماعية انتشرت فى ثلاث سنوات فقط كما أن التليفون المحمول أخذ سبعة سنوات فقط ليعمم فى العالم أجمع.
تطرق المؤتمر أيضا إلى التقدم المثير فى علم الرقائق التكنولوجية المتناهية الصغر والذى أجمع العلماء أنه فى خلال السنوات القادمة من المنتظر أن يسمح العلم بزراعة مثل تلك الرقائق فى الأجسام البشرية للعمل على تطويرها ، وقد صرح عالم الأحياء " ألكسندر فرولوف " أنه من المتوقع أن تزرع تلك الرقائق داخل الجسم البشرى بغرض زيادة قوة إحتمال البشر وتقوية أجسادهم وبالإضافة إلى ذلك فأنه من المحتمل زراعة أعضاء بشرية إضافية لتقليل الجهد مثل إضافة يد ثالثة للإنسان.
أما الكاتب الروسى والمهتم بعلم المستقبليات " مكسيم كلاشينكوف " فقد رأى أننا فى إتجاه إنحدارى نحو عصور مظلمة معضداً رأيه بأن الإتجاه نحو الفضاء بدأ فى الستينات ولكنه أخذ تسعة سنوات فقط حتى أول هبوط على سطح القمر ومن ذلك الحين قد تسارعت الخطوات فى التقدم العلمى المبنى على الفضاء مما أوصلنا فى النهاية إلى ثورة فى عالم الإتصالات ولكن هذة الثورة لها سلبياتها المدمرة أيضا مثل التوحد والإنطواء والخطر الأهم وهو هجرة القراءة.
وأضاف كلاشينكوف أن الدول المتقدمة الأن تنقل مصانعها إلى دول شرق أسيا لكى تحافظ على بيئتها نظيفة وحيث تجد العمالة اليدوية الرخيصة ولكن إنتقال الصناعة بهذا الشكل الكبير سيجعل من العلوم مادة بطالة حيث أنه لا حاجة للعلم فى مجتمع لا ينتج وبالتالى فإن العلوم والعلماء سينتهون من العالم المتحضر ويتبعهم الثقافة والفن وهى الخطوة الأخيرة نحو الإتجاه السريع نحو العصور الوسطى، كما أن التسارع فى الإكتشافات تولد نتائج عكسية فعلى سبيل المثال إذا إكتشف أحدهم مادة فعالة للقضاء على تسوس الأسنان فإن مهنة مثل طبيب الأسنان تصبح مهددة بالإنقراض
المصدر
http://maskshallfalldown.blogspot.com/2012/09/2045.html