ما هو سر وحشية اليهود؟ د.محمد هشام راغب
تقرأ فى النصوص التوراتية جذور الغدر الإسرائيلى تحمل مشاعر الكراهية تجاه جميع البلاد التى آوتهم و عاشوا فى ظلها و أكلوا من خيراتها ، و هى نصوص تدعو للغثيان
إن صور الخراب الهائل و الدمار الشامل للقرى و المدن اللبنانية تشبه إلى حد بعيد صور مدينة لندن عندما دكتها قوات النازية فى الحرب العالمية الثانية و تشبه صور برلين فى نهاية الحرب عندما صب عليها الحلفاء جام غضبهم و انتقامهم. إننا لم نر منذ الحرب العالمية الثانية هذا الدمار الشامل لمناطق آهلة بالسكان.
ما سر هذه الوحشية ؟
إن أهم أسباب هذه البربرية طبيعة الثقافة العنصرية التى يتلقاها اليهود منذ صغرهم و تصور لهم غير اليهود أنهم شر محض ينبغى إبادته. كيف تدار الحرب فى التوراة الموجودة الآن بين يدى اليهود ، و التى نؤمن - نحن المسلمين - بأنها قد حرفت. جاء فى التوراة فى سفر التثنية - الإصحاح العشرين من الآية 10-14 ما نصه :
( حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا. )
هكذا ببساطة ، إما يصيروا عبيدا لليهود بمعاهدة صلح أو يقتلون جميع الذكور و لو كانوا شيوخا أو أطفالا. هذا بالنسبة للبلاد المحظوظة النائية البعيدة ، و أما بالنسبة للبلاد القريبة من أرض الميعاد - يعنى تقريبا منطقة الشرق الأوسط - فشأنها أفظع ، فتستمر الآيات فى نفس الإصحاح من الآية 15- 18 فتقول ما نصه :
( و أما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريما الحثيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين كما امرك الرب الهك لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم فتخطئوا الى الرب الهكم ).
و هذا الكلام معناه الإبادة الكاملة ( فلا تستبق منها نسمة ما .. ) رجالا و نساء و أطفالا ، لا صلح و لا هدنة و لا تعايش و إنما فقط القتل. و لا يستحى مفسرو التوراة أمام هذه النصوص البشعة فيقول أحدهم تعليقا على هذه الآيات العنصرية (كيف يمكن لإله رحيم أن يأمر بإهلاك كل المراكز الآهلة بالسكان؟ لقد فعل ذلك لحماية بني إسرائيل من عبادة الأوثان، التي كانت، ولا بد، ستجلب الخراب عليهم . وفي الحقيقة، لأن بني إسرائيل لم يقضوا تماما على هذه الشعوب الشريرة كما أمرهم الله، تعرضوا باستمرار لاضطهادهم، وإلى الكثير من سفك الدماء والتخريب، أكثر مما لو كانوا أطاعوا توجيهات الله قبل كل شيء ) و يقول مفسر آخر (هذه الآيات تشير لقطع الشر من القلب وإبادة كل عوامل الخطية ) بمعنى أنهم يرون هذه الإبادة أوامر إلهية.
ثقافة عنصرية
إن هذه الثقافة العنصرية مترسخة فى العقلية اليهودية فالصلح مع اليهود يعني الاسترقاء لهم والاستعباد، بينما الحرب تعني الإبادة للذكور والسبي أو التحريم بحسب بعد البلاد و قربها من أرض الميعاد. و إن نظرة اليهود الدونية للآخر تحكم عقولهم و سياستهم و لو أخفوها لظروف مؤقتة. إن مئات الآيات فى التوراة تحض على كراهية الآخر و استعباده و الإيمان بأنه ما خلق إلا لخدمة اليهود. و هذه النصوص ليست أساطير و خيالات و إنما هى مناهج تدرس فى المدارس الدينية و العلمانية فى إسرائيل على السواء. ثم لا يستحى هؤلاء المجرمون و مؤيدوهم فى الغرب أن يشنوا الحملات الاعلامية المزورة على دين الاسلام و يربطون بينه و بين الإرهاب. افتح العهد القديم ( التوراة ) لترى جذور هذه العقلية اليهودية التى نتعامل معها الآن و التى ظن كثير من السذج أنه يمكن فى يوم من الأيام أن نعيش معهم فى سلام و وئام.
إن الذين خدعتهم عملية السلام مع إسرائيل عليهم أن يتذكروا أن أى صلح بين دولتين أو كيانين لابد أن يعتمد على اعتراف متبادل بالحقوق ، و هذه بديهية للتعايش السلمى. و نحن هنا نتساءل هل لإسرائيل الحد الأدنى من قبول الآخر و الاعتراف بأن له حقوقا ؟
إن هيمنة النص التوراتى على العقلية الإسرائيلية يشطب الآخر و يلغيه و يؤمن أنه لا يستحق أى حقوق ، و أن أى " تنازلات " يقدمها اليهود إنما هى تحت الضغوط المختلفة لا أكثر. إن " الآخر " فى العقلية اليهودية ( أو الغوييم كما فى نصوصهم المقدسة ) تتسلط عليه عقيدة أن اليهود هم شعب الله المختار و أن هذا الاختيار و هذا التمييز و هذه العنصرية هى اختيار إلهى صرف ، "لأنك شعب مقدس للرب إلهك، وقد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض" سفر التثنية (14/2). هذا الاختيار يعطيهم هذه النظرة الدونية لكل من هو غير يهودى. بل أكثر من هذا فإن اليهود لا يعتبرون الشعوب الأخرى غير متميزين و حسب ، بل يرونهم ضد معانى الشرف و الانسانية ، فيرونهم خلقوا فقط ليكونوا عبيدا لبنى اسرائيل.
انتبه لهذه النصوص المروعة :
(وأعدك الرب اليوم أن تكون له شعباً خاصاً كما قال لك وتحفظ جميع وصاياه وأن يجعلك مستعلياً على جميع القبائل التي عملها في الثناء والاسم والبهاء وأن تكون شعباً مقدساً للرب إلهك كما قال) سفر التثنية (27/18-19).
( ولا تدخل رجساً إلى بيتك لئلا تكون محرماً مثله، تستقبحه وتكرهه لأنه محرم ) سفر التثنية (7/26) و المقصود بالرجس هنا غير اليهود - حتى إن بعض اليهود يسمون كل ذكر غير يهودى (شيكتس ) و معناها الرجس و يسمون كل أنثى غير يهودية (الشيكا ) يعنى الحيوان المخيف القذر.
و ها هو النبي أشعيا يتباهى بإذلال غير اليهود : ( ويكون الملوك حاضنيك و سيداتهم مرضعاتك، بالوجه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه ..... وأنا أُخاصم مُخَاصمكِ وأخلصُ أَولاَدك ، وأَطْعِمُ ظَالِمِيكِ لَحمَ أَنفسهِمْ ويسْكَرونَ بِدمِهِمْ " أشعيا (49/23-26). و يستمر بكلام طويل غاية فى العنصرية و يختمه بقوله ( ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنوا الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون" أشعيا (61/5-6).
فهذا استعباد و سخرة ، و إذا كان القرآن يحدثنا كثيرا عن تسخير الله للكون و لمخلوقاته للانسان - كل الانسان - فإن النص التوراتى يتحدث عن تسخير كل الناس لبنى إسرائيل.
و من جوانب هذا الكبر و هذا الاستعلاء على باقى الشعوب أنه يحرم على اليهودى أن يتزوج بأى من أهل الديانات الأخرى ، بل و يحرم عليه العيش و الاختلاط مع الشعوب الأخرى :
فها هو عزرا بعد انتهائه من بناء الهيكل و عودته يبكى و ينوح لأنه وجد بنى اسرائيل قد تزوجوا من بنات الشعوب المجاورة : (إِن الأَرْضَ التِي تَدْخلونَ لِتَمتَلكوهَا هِيَ أرض متنجسَة بِنَجَاسة شُعُوبِ الأَرَاضِي بِرجاسَاتِهِمِ الَتِي مَلأوهَا بِهَا مِن جهة إِلَى جهة بِنَجَاسَتِهِمْ. والآن فَلاَ تعطُوا بَنَاتِكُم لِبَنِيهِم وَلاَ تأخذوا بناتِهِم لِبَنِيكم ولاَ تَطلبُوا سَلاَمَتَهم وَخَيرَهم إِلَى الأَبد لِتَتَشدَّدُوا وتَأكلوا خَيْرَ الأَرْضِ وَتورِثوا بَنِيكمْ إِياهَا إِلَى الأَبَدِ. وبعد كل مَا جَاءَ عَلَيْنَا لأَجْلِ أَعْمَالِنَا الردِيئَة وَآثَامنا العَظِيمَةِ - لأَنكَ قَد جَازَيتَنا يَا إِلَهَنَا أَقَل مِنْ آثَامِنَا وأَعْطَيتَنا نَجاة كَهَذِهِ أَفَنَعُودُ وَنَتَعَدى وَصَايَاكَ وَنُصَاهِرُ شُعُوبَ هَذِهِ الرَّجَاسَاتِ ؟ أَمَا تَسْخَطُ عَلَيْنَا حتى تفنينا فَلاَ تَكون بقية ولاَ نَجاة ؟ ). عزرا ( 9/ 12-14 ).
و يسمى اليهود حالات الزواج من غير اليهود بالإبادة الصامتة ( الهولوكوست الصامت ).
جذور الدموية الإسرائيلية
أما طبيعة العنف اليهودى و الوحشية فى معاملة " الآخر " فهذه قصة أخرى. إن العنف الوحشى و الرغبة فى القتل تنتشر بشكل عجيب فى النصوص التوراتية و هى تفسر البرود الذى يعلق به اليهود على المذابح التى تجرى الآن فى فلسطين و لبنان.
انظر إلى مجزرة تحدثت عنها التوراة ، أبطالها : يعقوب - عليه السلام و حاشاه من زعم و افتراء اليهود - و ابناه شمعون ولاوي و هما من الأسباط الإثنى عشر روؤس بنى اسرائيل. ها هى تفاصيل مجزرة نابلس ( شكيم ) و قد وقعت قبل استعباد بنى اسرائيل فى مصر و خروجهم منها و التى يبرر بها اليهود هذا الشعور العدوانى لليهود ، فهذه المجزرة حدثت قبل كل هذه المبررات ، هذه هى تفاصيل الغدر و الوحشية:
قصة بسيطة لشاب هو ابن حاكم نابلس (شكيم ابن حمور الحوي ) أعجبته دينة بنت يعقوب - عليه السلام - فغرر بها و جامعها و رجع إلى أبيه و طلب منه أن يسعى ليتزوج منها ، فذهب أبوه إلى يعقوب - عليه السلام - معتذرا و طالبا يد البنت لابنه و أبدى استعداده لكل الشروط و أن يفتح بلاده لبنى اسرائيل يساكنوهم و يتاجروا معهم و يتصاهرون .. فتظاهر يعقوب - عليه السلام - و ابناه بالموافقة و اشترطوا أن يختتن أهل نابلس حتى يتم هذا الزواج ، فقبلوا و فعلوا ، إلا أن ابني يعقوب فاجئا أهل القرية و أعملا فيها السيف و قتلا كل ذكر فيها ثم رجعوا و نهبوا القرية بالكامل و أخذوا جميع النساء و الأطفال. أبادوا قرية بالكامل مقابل خطأ لشاب مع فتاة اسرائيلية و أراد أن يصححه بزواجه منها.
اقرأوا نص القصة المؤلمة:
1 ـ (وخرجت دينة إبنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الأرض. فرآها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الأرض وأضجع معها وأذلها) سفر التكوين (34/1-2).
2 ـ ( فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذلي هذه الصبية زوجة) سفر التكوين (34/4).
3 ـ ( فتكلم حمور معهم قائلاً شكيم ابني قد تعلقت نفسه بابنتكم، أعطوه إياها زوجة. وصاهرونا، تعطوننا بناتكم وتأخذون لكم بناتنا، وتسكنون معنا وتكون الأرض قدامكم، اسكنوا واتجروا فيها وتملكوا بها) التكوين (34/8-9-10). وأضاف (كثروا عليَّ جداً مهراً وأعطية، فأعطي كما تقولون لي. وأعطوني الفتاة زوجة) التكوين (34/12).
4 ـ (فأجاب بنو يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر وتكلموا... إن صرتم مثلنا بختكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم ونسكن معكم ونصير شعباً واحداً). التكوين (34/13.. 15-16)
5 ـ وبعد أن اختتن جميع الذكور (فحدث في اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين أن ابني يعقوب شمعون ولاوي أخوي دينه أخذ كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر) التكوين (34/25).
(ثم أتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة، لأنهم نجسوا أختهم، غنمهم وبقرهم وحميرهم، وكل ما في المدينة وما في الحقل أخذوه. وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونسائهم وكل ما في البيوت) تكوين (34/27-28-29).
و العجيب أن إله اليهود كافأ يعقوب على هذه الواقعة البشعة بما يلي :
وَقَال لَه الله: (أَنَا اللهُ الْقَدِيرُ. أثمر وَاكثر. أمة وَجَمَاعَة أمَم تَكون مِنكَ. وَملوك سَيَخرُجونَ مِنْ صُلْبِكَ. وَالأَرْض الَتِي أَعطيت إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ لَكَ أُعْطِيهَا. وَلِنَسلِكَ مِن بَعدِكَ أعطِي الأَرْضَ). التكوين ( 35/12-13)
مجزرة أخرى تقصها التوراة ، بطلها هذه المرة موسى- عليه السلام و حاشاه من زعم و افتراء اليهود - عند خروج بنى اسرائيل من مصر و مرورهم بمدين. و مدين هى نفسها البلد التى استقبلت موسى - عليه السلام - و شعبه أثناء هروبهم من مصر بل و قام ملكها بتزويج ابنة كاهنه لموسى - عليه السلام- . يعنى بلد موادع و كريم و مضياف ، هذه المرة عكست الآية ، فقد تعلق شاب اسرائيلى ببغي من مدين ، فقام كاهن يهودي بقتل الاثنين ! ، فجاء أمر إلهى لموسى - عليه السلام - بالانتقام من أهل مدين ، فقام قادته العسكريون بقتل ملك مدين و أمرائه و قتل جميع الرجال و سبي النساء و الأطفال و نهبوا كل ما فيها ثم أحرقوا جميع البيوت و الحصون . و هذا الانتقام الذى تقشعر له الأبدان لم يعجب موسى - عليه السلام - فقام بما هو أبشع ، اقرأوا نص التوراة :
1. "وكلم الرب موسى قائلاً: انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك" سفر العدد (31/1-2).
2. فَقَال مُوسَى لِلشعب: (جَرِّدُوا مِنْكُمْ رِجَالاً لِلجُنْدِ فَيَكُونُوا عَلى مِدْيَانَ لِيَجْعَلُوا نَقْمَة الرب عَلى مِدْيَانَ. أَلفاً وَاحِداً مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيل تُرْسِلُونَ لِلحَرْبِ). فَاختِيرَ مِنْ ألوفِ إِسْرَائِيل أَلفٌ مِنْ كل سِبْطٍ. اثْنَا عَشَرَ أَلفاً مُجَرَّدُونَ لِلحَرْبِ. سفر العدد (31/3-5).
و تعجب من كل هذه القوات و هذا التجييش و هذا التصعيد من أجل هذه الواقعة الفردية التى ليس لأهل مدين المساكين يد فيها ..
3. "فتجندوا على مديان كما أمر الرب وقتلوا كل ذكر" العدد (31/7).
انظروا .. كل ذكر : يعنى حتى الشيوخ و الأطفال.
4. "وسبى بنو إسرائيل نساء مديان وأطفالهم ونهبوا جميع بهائمهم وجميع مواشيهم وكل أملاكهم. وأحرقوا جميع مدنهم بمساكنهم وجميع حصونهم بالنار" العدد (31/9/10).
و رجع هؤلاء المغاوير الأبطال بعد هذه المجزرة ، ليستقبلهم موسى .. و لكن الاستقبال كان على غير ما توقعوا :
5. (وأَخذوا كل الغَنِيمَةِ وَكل النهبِ مِنَ الناسِ وَالبَهَائم ، وأَتوا إِلى مُوسَى وَأَلِعَازَارَ الكَاهنِ وَإِلى جَمَاعَة بَنِي إِسرائِيل بِالسبي وَالنهبِ وَالغَنِيمَةِ إِلى المَحَلةِ إِلى عَرَبَاتِ مُوآبَ التِي عَلى أرْدُن أَرِيحَا. ، فَخَرَجَ مُوسَى وَأَلِعَازَارُ الكَاهِنُ وَكل رُؤَسَاءِ الجَمَاعَةِ لاِستِقبالِهِمْ إِلى خَارِجِ المَحَلةِ. ، فَسَخَطَ مُوسَى عَلى وُكَلاءِ الجَيْشِ رُؤسَاءِ الألوف وَرُؤسَاءِ المِئَاتِ القَادِمِينَ مِن جندِ الحَرْبِ. " العدد (31 / 12-14)
ترى ما الذى أزعج موسى و أسخطه على قواده ؟ .. أمر لا يتوقعه بشر :
6. "وقال لهم موسى هل أبقيتم كل أنثى حية ؟؟" العدد (31/15).
7. وأمرهم بقتل كل النساء وكل الذكور من الأطفال أيضاً، "فالآن اقتلوا كل ذكر من الأطفال" وكل امرأة عرفت رجلاً بمضاجعة ذكر اقتلوها" العدد (31/17).
و كأن موسى - عليه السلام - فى نظر التوراة أكثر دموية من يعقوب و ولديه و أكثر عنفا من قواده الذين أرتكبوا مجزرة مدين. و لا تظن أن هذا ضربا من الجنون أو الهوس الدموى ، إنها نصوص التوراة التى يتعبد بها اليهود ربهم.
هذه الدموية و هذه الوحشية تصل إلى أبعد من هذا إذ تجدها فى التوراة منسوبة للذات الإلهية ، و إذا كان الأمر كذلك فأى غضاضة يشعر بها الاسرائيليون و هم يرتكبون ما يرتكبون الآن فى فلسطين و لبنان.
هذه النصوص ينسبونها إلى الله - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا :
( كل من وجد يطعن بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم) أشعيا (13/15-16).
ويتابع الرب : ( فأقوم عليهم يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب) أشعيا (14/22).