إن الصفة المميزة لسفن المستقبل بمختلف انواعها هي أستخدام أحدث الانجازات والتقنيات العلمية فى المقام الأول بدء من التصميم الى نتاج تطبيقات شقي علم ميكانيكا الموائع " ديناميكا السوائل والديناميكا الهوائية " ثم تقنيات الدفع والتحكم الآلي ، كما ان الإتجاه الحديث فى تصميم السفن سيجعل السفن المستقبلية تتمتع بمزايا كثيرة لاتتوافر فى سفن الإزاحة التى لديها عيوب كبيرة لم يتم إزالتها نهائيا ً والتى يتمثل البعض منها فى عيوب تقنية والاخرى مادية ومع ذلك فمحاولات التغلب على العيوب وإزالتها تتم الواحدة تلو الأخرى ،وقد بداء أخيرا ً تخطي الأشكال الإزاحية التقليدية للسفن التى تضعف سرعتها أمام مقاومة الأمواج التى لاتزال سرعتها فى عتبات الأربعين عقدة وأقل برغم من أستخدام مختلف انواع القوى الدافعة الحديثة ، إلا ان الدراسات والبحوث العلمية الموسعة الحديثة تسعى لوضع تصاميم للسفن المستقبلية ذات هياكل من نتاج مبتكرات المواد المركبة وبمظهر جديد ممزوج بالإبداع التخيلي وقادرة على مضاعفة السرعة باستخدام تطبيقات علم ميكانيكا الموائع و تطور أنظمة الدفع البحري .
السفن الحربية المستقبلية سوف تكون أكثر كفاءة وأقل من حيث الكلفة التشغيلية وعدد افراد الطاقم من السفن الحالية وستكون ذات أنظمة تشغيل تعمل تحت سيطرة التحكم الآلي وتخضع لمعايير ومواصفات تراعي المتطلبات التشغيلية والسلامة ، كما ان المواصفات الفنية والتعبوية ستلبي متطلبات الحرب البحرية المستقبلية المفترضة من واقع الدروس المستفادة والتحاليل والدراسات وسيكون للمركبات الغير مأهولة والمسيرة من بعد دورا ً كبيرا ً فى تنفيذ مهامها والذي سيكون متعددا ً وتستطيع ان تتحول الى سفينة متخصصة وفقا ً للمهمة المسندة .
يدل الإصرار الذي تتصف به البحوث والدراسات والتطويرات البحرية المتعلقة بالوسائط البحرية والتى تقف على عتبات مستقبل سيشهد إبداعات وإبتكارات تصميمية فيما يبدو انها وشيكة التنفيذ والأستخدام ، ان ذلك ثمرة كوادر متخصصة ومؤهلة بمستويات عليا قادرة على الدراسة والبحث ووضع الحلول المناسبة فى إطار خطة عامة ناتجة من تخطيط علمي تهدف للارتقاء بالقوات البحرية ،فى حين ان أغلب بحريات دول العالم الثالث لاتزال ترزخ تحت عقلية كوادر مؤهلة بدورات تشغيلية لاتستطيع حتى إستيعاب التقنية وإدامتها والأعتماد على الخارج فى ذلك ويتم وضع خططها وبرامجها من قبل مساعدين غير مؤهلين وبالتالي تفقد قطعها البحرية الواحدة تلو الأخرى فى غياب التخطيط والبحث والتطوير .
إن القرن الحادي والعشرين سيكشف عن عديد الإبتكارات والتقنيات البحرية وظهور قطع بحرية بمواصفات فنية وتعبوية تختلف كليا ً على المتعارف عليه حاليا ً وستؤثر فى طبيعة الصراع المسلح فى البحر والتى تؤكد الدراسات والتحليلات حدوثها بالقرب من السواحل وفى البحار الضيقة وبالتالي ستكون الدول الساحلية فى موضع الدفاع ،إن إقتناء التقنية الجاهزة وريبة الدول المصنعة وتبادل المصالح فيما بينها وتغير المواقف سوف يؤثر فى التقنية المصدرة ولن ترتقي الى مستوى الموجود لديهم من حيث معدلات الكفأة القتالية ، الأمر الذي يتطلب ضرورة الإتجاه للاعتماد على الذات والدفع بالبحث والتطوير لمواكبة التقدم فى المجال البحري .