إسرائيل تكشف أسرارًا جديدة عن جولات كارتر
بين القاهرة وتل أبيب قبل توقيع اتفاقية السلام.. وثائق: بيجين ربط الاتفاق
بالحصول على نفط سيناء.. والرئيس الأمريكى أنهى الأزمة وأقنع السادات
بالموافقة الأحد، 17 مارس 2013 - 17:05
الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر فى زيارة لإسرائيل
كتب محمود محيى
كشفت إسرائيل، صباح اليوم الأحد، تفاصيل جديدة نشرتها لأول مرة عن
زيارة الرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر لتل أبيب، فى شهر مارس من عام
1979، وجهوده من أجل إتمام توقيع السلام بين مصر وإسرائيل.
وسمحت تل أبيب بنشر 11 وثيقة جديدة من "أرشيف الدولة" بمناسبة زيارة الرئيس
الأمريكى باراك أوباما لإسرائيل هذا الأسبوع، ومرور 34 عاما على زيارة
كارتر لإسرائيل، وكشفت الوثائق التى نشرتها عدة صحف ووسائل إعلام إسرائيلية
أن هذه الزيارة مهدت الطريق لتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، مشيرة
إلى أنه من بين الوثائق التى سمح بنشرها محاضر بعض جلسات الحكومة
الإسرائيلية آنذاك المتعلقة بالتوقيع على الاتفاقية.
وأشارت الوثائق الإسرائيلية إلى أن المباحثات بين الرئيس الأمريكى ورئيس
الوزراء الراحل مناحم بيجين كانت متوترة للغاية، بعد أن رفض بيجين التوقيع
على معاهدة السلام ما لم تدخل عليها عدة تعديلات، وقالت القناة الثانية
بالتليفزيون الإسرائيلى إن الوثائق كشفت عن تحقيق انطلاقة فى اللحظة
الأخيرة قبل مغادرة كارتر لإسرائيل، بفضل التوصل إلى صيغة جديدة تتعلق
بتزويد إسرائيل من مصر بالنفط المستخرج من آبار شبه جزيرة سيناء، ومسألة
منح حكم ذاتى للفلسطينيين.
وأوضحت الوثائق أنه فى ضوء ذلك، توجه الرئيس الأمريكى على الفور إلى
القاهرة وحصل على موافقة الرئيس المصرى الراحل محمد أنور السادات على جميع
بنود المعاهدة التى وقعت فى الـ 26 من مارس عام 1979.
وأوضحت القناة الثانية الإسرائيلية أنه فى 13 مارس 1979 حدث تغير تام فى
تاريخ الشرق الأوسط، عندما أرسل جيمى كارتر رسالة إلى بيجين، بعد لقائه
بالرئيس المصرى لإبلاغه بالتعديلات الإسرائيلية فى الاتفاقية، من خلال
السفارة الأمريكية فى تل أبيب تؤكد موافقة السادات على التعديل النهائى
المقدم من قبل الحكومة الإسرائيلية، وجاء فى رسالة كارتر لبيجين: "عندما
أكتب إليكم الآن، فأن قلبى مليء بالإثارة والسعادة، فعندما تركت هذا الصباح
إسرائيل خلال توجهى للقاهرة، كنت على أمل أن تكون محادثاتى مع السادات
ناجحة.. ويسرنى أن أقول لك إنها كانت كذلك فى الواقع، ونحن على وشك تنفيذ
اتفاق السلام نكون نحن الثلاثة أطرافا فيه، وأن السادات وافق على التسوية
المقترحة من إسرائيل".
وأوضح كارتر أن السادات وافق على نقاط الخلاف، وعلى فتح سفارات بالبلدين،
ووقف الدعاية ضد إسرائيل فى وسائل الإعلام المصرية، بالإضافة لتوريد النفط
لإسرائيل عبر خط أنابيب من سيناء إلى إيلات، وكشفت الوثائق أيضا أن الرئيس
الأمريكى أكد أن بيجين قال إنه سيستقيل إذا لم يوافق الكنيست على اتفاق
السلام بعد التعديلات التى سيتم وضعها فى بنود الاتفاقية.
وأنهى كارتر رسالته لرئيس الوزراء الإسرائيلى قائلا: "السيد رئيس الوزراء..
أود أن أعرب مرة أخرى عن تقديرى لقيادتكم الشجاعة، وسوف يذكر التاريخ
الدور الهام الذى قمت به لإحلال السلام مع مصر، وأدعو الله أن يعم السلام
الشرق الأوسط بأكمله، وأنا متأكد من أنه يمكن لقيادة رائعة أن تتوصل للسلام
التاريخى.. وأتطلع إلى رؤيتكم بجانب الرئيس السادات فى واشنطن قريبا".
وأوضحت الوثائق أنه فى اليوم التالى بعد عودة كارتر لواشنطن تلقى اتصالا
هاتفيا من بيجين يؤكد له فيها موافقة الحكومة الإسرائيلية بأغلبية ساحقة
على المقترحات التى قدمتها القاهرة، مشيرة إلى أن كارتر قال خلال الاتصال
الهاتفى: "هذه هى أفضل الأخبار التى سمعتها فى حياتى من أى وقت مضى!".
وقالت الوثائق إن الرئيس الأمريكى أجاب على مكالمة بيجين بحماس قائلا: "كل
العالم سوف يشهد بهذا الاتفاق التاريخى"، وأوضحت الوثائق أن الكنيست وافق
على الاتفاقية بأغلبية كبيرة بعد مناقشات حادة وطويلة استمرت لأكثر من
ساعتين، بعد إقناع أعضاء الائتلاف الحاكم والليكود والمعارضة بدعم
الاتفاقية.
المصدر