الأصل مهنة متاعب.. والحرفة رجل مطافي
ولاء حمدي
في
دول العالم المتقدم رجل الإنقاذ أو الإطفاء هو رجل مدرب تدريبا عاليا علي
إخماد الحرائق الخطرة التي تهدد السكان المدنيين وممتلكاتهم, وإنقاذ الناس من حوادث السيارات, وانهيارات المباني واحتراقها وغيرها من
الحالات, يوم بعد يوم ومع ما نشهده من تطوير في شتي مجالات الحياة يزيد حجم
المخاطر وتزيد كذلك تقنيات مكافحة الحرائق وتتسع اختصاصات رجال الإطفاء
والإنقاذ.
ضيفنا في سطور اليوم واحد من هؤلاء الأبطال الذين يعيشون الخطر ويتعايشون
معه, واحد من هؤلاء الذين يضحون طوال الوقت لنشعر بالأمان أيمن محمود كشك
أمين شرطة يبلغ من العمر35 سنة من مواليد المنوفية مركز الباجور متزوج
ولديه ثلاثة أولاد محمود ومي وأحمد خرج من الثانوية العامة وتقدم لمعهد
أمناء الشرطة تم توزيعه إلي قسم الإطفاء وظل ثلاثة أشهر في الدفاع المدني
في القاهرة للتدريب علي جميع الاجهزة للتعامل مع الحرائق بمختلف أنواعها
ومراحلها.
ستة عشر عاما من عمره قضاها أيمن في مكافحة الحرائق ومعايشة الخطر, ولكن
أكثر مشهد لا ينساه ولن يفارق ذاكرته هو حريق في منطقة السيدة زينب إثر
انفجار أنبوبة وراح ضحيتها أم وأربعة أطفال.
أما أكثر موقف لا ينساه هو عندما وصل لمكان حريق في منزل ولاحظ رجل وسيدة
يتشاجران علي باب العقار ليعرف أن ابنهما في داخل الحريق فاندفع مسرعا وخرج
بالطفل سليما لينقذ حياته.
فاجأتني كلمات أيمن عندما قال لي إنه يودع أسرته الصغيرة في كل مرة يذهب
فيها لعمله فهو حقا لا يدري هل سيعود؟! فقد قال لي أنا بخرج وكفني علي أيدي
استشعرت من تلك الكلمات كم هي شاقة تلك المهنة وما حجم المأساة التي قد
تتعرض لها أسرته إن أصابه مكروه لا قدر الله وزاد إحساسي بالمعاناة عندما
عرفت أن أيمن يقبض بدل مخاطر ستة جنيهات وعشرة قروش كل شهر!!! وطبعا المرتب
قبل الثورة كان سبعمائة وخمسين جنيها وأصبح بعدها ألفا وخمسمائة جنيه ولكن
الغريب حسبما قال أيمن أن السبعمائة جنيه كانت بركتهم أكثر فلم يكن هناك
هذا الغلاء الموجود اليوم, أيمن يعمل24 ساعة يعقبهم راحة48 ساعة وله طاقم
عمل مكون من4 أفراد كل واحد منهم له عمل معين وهم علي الترتيب رقم1 يقتحم
المبني للسيطرة علي الحريق ورقم2 يفرد الخراطيم ورقم3 يوصل أقرب حنفيه
بعربية المطافي لتغذية العربية لتظل مليئة بالماء ورقم4 هو احتياطي لرقم
واحد فعملية الاقتحام هي الاكثر خطورة وتحتاج مهارة خاصة وتدريبا عاليا.
ويقول أيمن إن الناس قد تغيرت كثيرا فليس هناك من يساعد اليوم بل أصبحت
اللامبالاة الصفة السائدة سواء في الطريق أو أثناء عملية الإطفاء نفسها,
وعن أحلامه يقول أيمن نفسي أربي ولادي بالحلال وأعيشهم عيشه مستوره والبلد
يرجع أمان زي زمان
وعندما سألته هل تطمح في مهنة أخري أو في السفر؟ أجابني أنه يحب أن يعيش
في مصر ولكنه يتمني أن يضمن له البلد حياة مستقرة ويؤمن مستقبل أولاده
ولكنه كذلك يثق أن الله يحفظه وأن عمله للخير سيحصده خير.
المصدر