كشف سفير الجزائر في ليبيا، عبد الحميد بوزاهر، أن عائلة العقيد معمر القذافي، غادرت الجزائر منذ وقت طويل، ولم يعد يتواجد على أراضيها أي فرد منهم، إلا أنه تكتم ورفض كشف الوجهة والدولة التي استضافت زوجة القذافي وأبناءها وأحفادها بعد أن زادت مدة إقامة العائلة بالجزائر أزيد من سنة لدواع إنسانية.
وأوضح سفير الجزائر في تصريح لوكالة الأنباء الليبية الرسمية، أمس الأول، أن العلاقات بين الجزائر وليبيا أقوى من أن تؤثر فيها مثل هذه الاشياء وأن أوضاعا ظرفية معينة حالت دون استمرار الجو العائلي والأسري بين الشعبين لوقت معين. وأعرب بوزاهر عن استعداد الجزائر للمساهمة في إعادة بناء الدولة وتحريك عجلة الاقتصاد الليبي.
تأتي تأكيدات سفير الجزائر بليبيا لنبإ مغادرة عائلة القذافي، بعد قرابة الـ5 أشهر عن تواتر أنباء مستقاة من "مصادر ليبية"، بشأن مغادرة عائلة الزعيم الليبي السابق، معمر القذافي، للجزائر، وهي الأنباء التي سبق للناطق الرسمي باسم الخارجية الليبية، سعد سلماني، نفيها في اتصال مع "الشروق" كما تحفظ يومها الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، عمار بلاني، ورفض تأكيد أو نفي المعلومة التي تناقلتها في الـ6 نوفمبر الماضي على نطاق واسع ،العديد من المواقع الإخبارية ووكالات الأنباء، اكتفى يومها بلاني بالقول: "لا تعليق" في الموضوع.
كما سألت "الشروق" وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي في موضوع مغادرة عائلة القذافي للجزائر على هامش افتتاح الدورة الربيعية للبرلمان في 3 مارس الجاري، فأكتفى بالقول: لا جديد في الموضوع، وأكدت مصادر لـ "الشروق" مغادرة عائلة القذافي الجزائر قبل زيارة رئيس الحكومة الليبي، علي زيدان، إلى الجزائر شهر نوفمبر الماضي، كما أكدت مصادرنا أن الموضوع كان حاضرا في نقاش رئيس الحكومة الليبي مع نظيره الجزائري الوزير الأول عبد المالك سلال، كما لم يغب الموضوع عن اللقاء الذي استقبل خلاله رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رئيس الحكومة الليبية، إلا أن الوجهة التي أخذتها عائلة القذافي تبقى تحاط بالسر والكتمان، وقد تكون ملاحظة "السري جدا" التي ختمت ملف مغادرة عائلة القذافي أحد بنود اتفاق المغادرة والترحيل.
وكانت الجزائر قد رفضت في العديد من المناسبات مطالب متكررة من المجلس الانتقالي الليبي، سابقا، بتسليم عائلة القذافي، على اعتبار أن الجزائر، استقبلت هؤلاء "لدواع إنسانية"، وأنهم غير مطلوبين من طرف محكمة العدل الدولية، وذلك في أعقاب استقبال السلطات الجزائرية لأفراد عائلة العقيد القذافي في الـ29 أوت 2011، وقد دخل يومها أفراد من العائلة عبر مركز "تينالكوم" بإيليزي، وقد حصل موكب العائلة الذي كان يضم سبع سيارات رباعية الدفع على الإذن بدخول الأراضي الجزائرية، وكان ضمن الوفد زوجة القذافي صفية وأبناؤها عائشة ومحمد وحنبعل وأحفاد القذافي، وخدمهم.