تهدد كوريا الشمالية جارتيها كوريا الجنوبية واليابان، بالاضافة إلى الولايات المتحدة، بويلات الحرب، لكن نظرة فاحصة إلى أحوالها تشي بأنها لم تعد تلك القوة التي تخيف أحدًا، بالتكنولوجيا المتهالكة التي يعتمدها جيشها الجرار.
لا شك في أن كوريا الشمالية تهوى التهديد بإشعال حرب عالمية ثالثة. فقد شهد الاسبوع الماضي وحده تحذيرها اليابان من انها قد توجه ضربة نووية استباقية ضدها، ونشر شريط فيديو يتضمن تفاصيل خطة بيونغيانغ لغزو كوريا الجنوبية في غضون ثلاثة أيام.
يتفق المراقبون على أن هذه التهديدات بتحويل سيول إلى رماد وسحق القوات الاميركية، وربما إبادة الولايات المتحدة نفسها، تهديدات فارغة. والسبب لا يقتصر على حقيقة لا دافع لدى كوريا الشمالية لاشعال حرب كورية ثانية، بل يتجاوزها إلى حقيقة تقول إن جيش كوريا الشمالية نفسه لم يعد قويًا، كما تبين صورة نُشرت للزعيم كيم جونغ اون وهو يتفقد تكنولوجيا عسكرية جديدة، طورها الجيش الكوري الشمالي.
كبير بلا فاعلية صحيح أن الجيش الكوري الشمالي كبير الحجم، بل من أكبر الجيوش النظامية حجمًا في العالم بأكثر، من مليون جندي و4200 دبابة و820 طائرة مقاتلة، ومن أكثر مؤسسات الدولة تمتعًا بالامتيازات والتمويل، باستثناء مصارف كيم نفسه على حد تعبير صحيفة واشنطن بوست، لكن الحجم والدعم السياسي لا يعوضان عزلة كوريا الشمالية وفقر شعبها.
على سبيل المثال، غالبية هذه الطائرات المقاتلة لن تقلع لأن النظام لا يستطيع شراء ما يكفي من الوقود لتشغيلها. وقالت البروفيسورة جنيفر لند، المختصة بمتابعة شؤون كوريا الشمالية: "حتى إذا توافر وقود الطائرات، فانها ستُدمر في الجو خلال الساعات الأولى من أي نزاع، ويصح الشيء نفسه على دبابات كوريا الشمالية العتيقة والمتخلفة".
كثيرًا ما تحاول الدعاية الكورية الشمالية تصوير جيشها على انه ليس ضخمًا وباسلًا فحسب، بل ومتقدم تكنولوجيا كذلك. لكن هذه الدعاية للاستهلاك المحلي بطبيعة الحال، اما الواقع فهو مغاير. فهناك هوة تكنولوجية سجيقة بين كوريا الشمالية وجارتيها كوريا الجنوبية واليابان، ناهيكم عن الولايات المتحدة.
تقنيات متهالكة خير مثال على ذلك الصورة التي نشرتها وسائل الاعلام الرسمية للزعيم كيم جونغ اون خلال زيارة لإحدى قطعات الجيش. ومن الجائز أن الكومبيوتر الذي يجلس الزعيم امامه قادر على أداء عمليات مذهلة داخل صندوقه المعدني القديم. لكن بعض التفاصيل تشي بغير ذلك مثل الكرسي ولوحة المفاتيح والفأرة العتيقة.
كل من ينظر إلى التكنولوجيا التي تقف وراء جيش المليون وقيادته سيهزأ بتهديدات كوريا الشمالية الأخيرة واستفزازاتها. وكتبت صحيفة وول ستريت جورنال مازحة: "تخطت كوريا الشمالية على ما يبدو حافة خطيرة بتطويرها حاسبة تعمل بصورة كاملة".
ولاحظت مدونة مختصة بمتابعة القيادة الكورية الشمالية أن الوحدة العسكرية التي طورت هذه الحاسبة قادرة على انتاج معدات لرياض الأطفال مثل الزلاقات البلاستيكية.
نزعة عسكرية في صورة أخرى، يظهر الزعيم كيم جونغ أون متفقدًا ما يبدو جهازًا لتحديد المدى أو جهاز استشعار بالأشعة تحت الحمراء ربما من النوع الذي يُستخدم في الأسلحة الموجهة.
من الصعب تبين المركبة التي نُصب عليها الجهاز، ولكن الفتحة تشير إلى انها ناقلة افراد مصفحة رغم أن الدرع يبدو خفيفًا للغاية. وقد تكون المركبة غواصة مما يظهر من مكوناتها.
وبالطبع، الرسالة التي تريد الصورة إيصالها لا تتعلق بتطوير تكنولوجيا عسكرية تعمل بالأشعة تحت الحمراء وانما بتصوير كيم جونغ اون وهو يتكئ على الجهاز بحبور، وإلى جانبه جنرال مسكين يبدو وكأنه لا يعرف الوضعية التي يُفترض به أن يأخذها ليظهر في الصورة، كما تلاحظ صحيفة واشنطن بوست، مضيفة: "هذه هي كوريا الشمالية بدعايتها في خدمة النزعة العسكرية التي توظف نفسها في خدمة الدكتاتورية".
الزعيم الكوري الشمالي جالس امام كومبيوتر
الزعيم الكوري الشمالي بجانب جهاز لتحديد المدى
- See more at: http://www.elaph.com/Web/news/2013/3/801710.html#sthash.7EduQUE9.dpuf