في ظل انشغال العالم لأحداث العراق وأفغانستان والرؤية
الصامتة للمسرح الأمريكي الهزلي هناك تعمل في الخفاء يد لا يشعر بها أحد..
هي اليد الصهيونية!
فقد رصد التقرير الاستراتيجي الأفريقي الصادر من القاهرة عن
معهد البحوث والدراسات الإفريقية الاختراقات الصهيونية للقارة خاصة في
الآونة الأخيرة مستغلة أجواء العدوان الأمريكي على العراق وانشغال العالم
بما يسمي الإرهاب الإسلامي.
ونظرًا لأهمية الموضوع نستعرض بإيجاز استنادًا للمعلومات
التي قدمها التقرير الاستراتيجي الأفريقي على النحو التالي:
الاختراق الاقتصادي:
يقول التقرير أن إسرائيل تسيطر في علاقاتها الاقتصادية
واستثماراتها المباشرة، في أفريقيا على قطاعات اقتصادية استهدفت السيطرة
على قطاع الصناعة الاستخراجية.. حيث ركزت استثماراتها في استغلال الثروات
الطبيعة الأفريقية وأهمها الماس في كل من الكونغو وسيراليون وغانا وإفريقيا
الوسطي واليورانيوم في النيجر.
وإلى جانب الاستثمار المباشر الإسرائيلي في هذه الصناعات
بشكل منفرد فإنها قد لجأت إلى الدخول في مشاركة مع رأس المال الأجنبي
الوافد إلى الدول الأفريقية بما لا يفوت عليها فرصة الاستثمار في تلك
الصناعات الحيوية.
وتأتي أهمية الاستثمار في النشاط التعديني من أن هذه
المعادن تمثل موارد اقتصادية قابلة للنفاذ.. فضلا عن المحدودية النسبية
للمعروض منها على المستوى العالمي.
وأن المضاربة على المعادن النفيسة في أسواق المال العالمية
في ظل وجود وفرة نسبية منها في إسرائيل بالإضافة إلى السيطرة المباشرة على
الاستخراج من الحقول الإفريقية يمكن أن يحقق معه أرباحًا عالية.
وتأتي مجالات الاستثمار المشترك مع راس المال الغربي في
مجالات استخراج الكوبالت والرصاص والزنك في الكونغو، واستخراج القصدير في
الكاميرون والكروم في سيراليون مما يفسر اهتمام إسرائيل البالغ بالأسواق
الأفريقية.
واتجه معدل التغطية الصادرات والواردات لصالح إسرائيل في
تجارتها مع إفريقيا حيث بلغت نفسية التغطي 6.83% في عام 1994.
بينما بلغت هذه النسبة 122% عام 1997.
وفي عام 2000 بلغت هذه النسبة 146%
وزادت في أعوام 2002، 2003 إلى ما يقرب من 148% أي ميزان
التجارة الإسرائيلي الأفريقي يتجه في صالح إسرائيل.
وتحتل جنوب أفريقيا المركز الأول في علاقات إسرائيل
التجارية على أفريقيا تليها مصر وكينيا مع ظهور دول أفريقية في حين تظهر
دول أخرى كسوق للصادرات الإسرائيلية مثل تنزانيا وموريتانيا دون أن تكون
مصدرًا للواردات الإسرائيلية وعلى الرغم من تضاءل الأهمية النسبية لأفريقيا
في تجارة إسرائيل الخارجية فإن ذلك لا يعني عدم الأهمية لإفريقيا بالنسبة
بعوامل عديدة أهمها انخفاض القدرة الشرائية الدخلية للدول الأفريقية.
إلا أن تجارة إسرائيل تتم مع بعض الدول الإفريقية بشكل غير
معلن.
الملاحظة الأكثر أهمية في هذا المجال أن صادرات إسرائيل مع
الدول الإفريقية الغير معلنة كبير جدًا وهو ما يعني أن جزءًا كبيرًا من
صادرات إسرائيل لأفريقيا يتم من جهات غير معلنة ويمكن تفسير ذلك بوجود
علاقات تجارية وطيدة مع بعض الدول الأفريقية الغير معلنة، وأن هذه التجارة
غالبا ما تشتمل على سلع ذات طبيعية استراتيجية وأمنية كالسلاح والذي يمثل
جانبًا هائلا من تجارة إسرائيل على القارة الإفريقية.
وهذا ليس الاختراق الوحيد للقارة فهناك اختراق ثقافي وأمني
أيضًا وسوف نتعرض لهم فيما بعد إن شاء الله.