بدأ تصميم القاذفة الحاملة الصواريخ في المنتصف الاول للسبعينات حين اتضح ان قاذفات القنابل تحت الصوتية من طراز " زم" و" توبوليف 95" التي لم تزود آنذاك بصواريخ مجنحة غير قادرة على اجتياز منظومات الدفاع الجوي لدول الناتو. و جرى اول تحليق للطائرة الجديدة في اواخر عام 1981.
وصممت طائرة " توبوليف 160 في بادئ الامر كحاملة للصواريخ الامر الذي كان من شأنه تأمين تعرضها المتدني للاصابة لدى عبورها منظومات الدفاع الجوي للناتو الى جانب المواصفات الجوية الفنية العالية. وفي عام 1984 أبتدأ انتاج الطائرة على دفعات. وصارت القوات الجوية تزود بها منذ عام 1987 . وبلغ تعداد الطائرات من هذا النوع في القوات المسلحة السوفيتية في عام 1991 الى 19 قاذفة استراتيجية، وكلها دخلت فوج قاذفات القانبل الثقيلة المتوضع في مدينة بريلوكي الواقعة في اوكرانيا.
واتخذت القيادة الروسية الجديدة بعد تفكك الاتحاد السوفياتي قرارا بوقف انتاج الطائرات من طراز " توبوليف 95" و" توبوليف – 160" وايقاف التحليقات المنتظمة للطائرات الاستراتيجية الى خارج اراضي روسيا. وبعد اتمام عملية الانتاج للنماذج الاخيرة صار ضمن تعداد القوات الجوية الروسية ست طائرات فقط من طراز " توبوليف – 160" اطلق عليها الطيارون الروس تسمية " البجعات البيضاء". ثمة عدة طائرات من هذا النوع استخدمت كمختبرات طائرة بغية اجراء تجارب مختلفة.
وفي الوقت نفسه اتخذت اوكرانيا قرارا بالقضاء على طائرات استراتيجية كانت بحوزتها. كما اتخذ قرار بتسليم 8 طائرات من طراز " توبوليف 95" و" توبوليف – 160" مقابل شطب جزء من دينها على الغاز الروسي.
وفي اوائل الالفية الثالثة اتخذ قرار بتحديث الطائرات من طراز "توبوليف – 160" وصنع عدة طائرات من هذا النوع في مصنع الطائرات بمدينة قازان . و حتى الآن فقدت طائرة واحدة و وحيدة من طراز " توبوليف – 160" نتيجة حادث جوي وقع في عام 2003.
واتخذ فلاديمير بوتين في عام 2007 قرارا باستئناف التحليقات المنتظمة للطائرات الاستراتيجية الى مناطق نائية من العالم. وفي الوقت ذاته اتخذ قرار باتسئناف انتاج طائرة " توبوليف – 160" على دفعات سعيا الى زيادة تعداد هذه الطائرات ضمن القوات الجوية الروسية حتى 30 طائرة. وستزود الطائرات الجديدة ، شأنها شأن الطائرات المحدثة، بمحركات " ن – 32 " المحدثة التي تتصف بعمرها الاطول مما يسمح بزيادة عمر الطائرة نفسها.
وتسلح قاذفة " توبوليف – 160" بصواريخ "اكس – 55" بعيدة المدى المحتوية على رأس نووي. كما يمكن تسليحها بصواريخ غير نووية وقنابل موجهة وعنقودية وغيرها من الاسلحة الجوية.
وتعد طائرة " توبوليف – 160" من اضخم الطائرات في العالم. ويساوي وزنه الاقلاعي الاقصى 275 طنا. ومع ذلك فانها تطير بسرعة 2250 كيلومترا في ساعة ، مما يزيد ب 700 كم/ساعة عما هو عليه لدى قاذفة القنابل فوق الصوتية الامريكية من طراز " ب – 1 و" . كما تتصف " توبوليف – 160" بصمودها الاكثر امام الاكتشاف من قبل منظومات الدفاع الجوي. ويبلغ نصف القطر لمدى تحليق" توبوليف – 160" بدون التزويد الاضافي بالوقود 6000 كم ، علما انها تستطيع ان تضرب اهدافا على مدى 7-8 آلاف كم باستخدام صواريخ مجنحة بعيدة المدى.
وتسمح امكانات " توبوليف – 160" وقدراتها التحديثية بوصفها كونها احسن قاذفة للقنابل في العالم ، اذ انها تفوق بحسب امكانياتها القتالية حتى طائرة " ب – 2" غير المرئية من حيث سرعة الطيران والحمولة القتالية والمدى والاستخدام القتالي...