في يومنا هذا الارجون الهندية مع محركها الفرنسي والاختام الالمانية علي برجها وبدنها تعتبر كتلة من العضلات والحديد ، تتميز بالثقل الكبير اكثر من الاداء الجيد ، هذا الثقل الزائد في الحجم من المؤكد انه سيؤثر بالسلب علي اداء الدبابة الهندية .
دبابة الارجون واجهت الكثير من المشاكل منذ بداية برنامجها التصنيعي من الارتباك والتأخير الذي لايمكن تفسيره ، والخلافات الحادة التي كانت بين قادة الجيش الهندي ومنظمة تطوير الابحاث الدفاعية ، والبيروقراطية المتفشية ، وعلي النقيض من ذلك ، تعلم الباكستانيين درس الفشل الهندي وتجنبوا اخطائهم في مشروعهم لانتاج الدبابة " الخالد " .
وترجع تسمية الدبابة الهندية ارجون الي بطل اسطوري هندي يسمي Mahabharat وذلك في عام 1974 ، وتم التخطيط الي انه مع حلول عام 1995 ستكون عشرة افواج مدرعة من الجيش الهندي قد تسلحت بهذه الدبابات ، اعتمادا علي البحوث التي بين يديهم والمصانع التي يمتلكونها وان يتم ذلك بيد العلماء والمهندسيين الهنود فقط .
واشتركت ستة جهات في مشروع انتاج الدبابة الي جانب العديد من المنظمات الفرعية ، ثم كشفت التقارير المنشورة انه بعد انتاج عدد من النماذج الاولية ونماذج مرحلة ماقبل الانتاج الكمي اكتشف الهنود انهم بعد 16 عاما من الابحاث والعمل الشاق انتجوا دبابة تزن 60 طن ، وقد وصف بعض خبراء المدرعات ان هذه الدبابة تعتبر كتلة من الوزن الثقيل المترهل اكثر من كونها دبابة ذات قوة نيرانية معتبرة .
ثم جائت مشكلة مدفع الدبابة عيار 120 مم والذي يعتبر مدفع ذو قوة نيرانية قاتلة ولكن ذو دقة منخفضة ، ففي شهر مارس 1990 ابدي خبير المدرعات الهندي الجنرال V. N. Sharma الذي اصبح لاحقا رئيسا لاركان الجيش الهندي خيبة امله التامة بعد ان اصابت ثلاثة قذائف فقط من اصل خمسة تم اطلاقها اهداف ثابتة بمساحة " 5 متر في 5 متر" ولم تصيب اي طلقة اي هدف متحرك .
الاداء الفاشل للارجون شئ مناقض تماما لما اعلنت عنه منظمة تطوير الابحاث الدفاعية الهندية بأن مدفعها يمكنه اصابة هدف بمساحة 60X60 سم علي مسافة 2000 متر ، وحاول الهنود تطوير مدفعهم علي مر السنين ولكن الفشل يلاحقه ، ففي اخر اختباراته اصابت 4 طلقات من اصل 5 هدف بمساحة 5X5 علي مسافة 1100 متر .
كان مشروع الارجون في بدايته مشروعا طموحا بمكونات وتجميعات اصلية هندية كاملة ، اما الان فـأكتشفنا ان الارجون ماهي الا تجميعات لمكونات من عدة دول باستثناء البرج والبدن وان كان هناك اختام المانية عليهما ايضا ، وتشمل الانظمة المستورة كل الانظمة الرئيسية بل والفرعية للدبابة مثل : " المحرك ، اجهزة نقل وتحريك الدبابة ، ونظم ادارة والتحكم في النيران ، ونظام اطفاء الحرائق " ويري العديد من الخبراء ان دمج كل هذه الاجهزة المختلفة سيخلق العديد من المشاكل الغير مرغوب فيها عندما يبدأون في العمل كفريق واحد ، كما ان محرك الدبابة الفرنسي الصنع غير متلائم لاعطاء الدبابة اداء قوي ، كما ان الاختام الالمانية قيل عنها انها تجعل الدبابة تحتمل درجات عالية مرتفعة تصل الي 150 درجة مئوية ، ولكنها بالكاد تصل الي درجة 120 .
يقول خبراء المدرعات ان الوزن الثقيل يخلق مشاكل اخري للارجون وهي مشكلة " التحرك " ، وبالفعل تعاني الارجون الان من العديد من المشاكل اثناء التنقل تفرض عليها قيودا كبيرة علي ادائها التشغيلي ، ففي معظم الجيوش الميدانية الهندية واجهت الدبابة العديد من المشاكل في المحرك ومشاكل هندسية وتشغيلية ، كما ان الاسوء لم يأتي بعد فكل هذا مرتبط بامور مالية ، فكلا من المراقب المالي والمراجع العام واللجنة العامة للحسابات يضعون المشروع في موقف حرج جدا لارتفاع التكاليف بشكل باهظ عما هو مخطط والتأخير المفرط للمشروع ، فالدبابة الواحدة اصبحت تكلف 15 مليار روبية في وقتنا هذا ، وهذا الرقم يكاد يقترب من ضعف ماكان مخطط له .
تجربة انتاج الدبابات في معظم البلدان المتقدمة استغرقت حوالي 20 عاما لتطوير وانتاج الدبابات ، وبناء علي ذلك وضع الهنود تقديراتهم بناء علي ذلك واعدوا جيشهم لذلك الامر ، وحددوا عامي 1994 و 1995 لتكون الدبابات قد دخلت الخدمة بالفعل ، ولكن الهنود علي مر هذه السنين عانوا من الكثير من المشاكل والتأخير ، فنجد اننا الان وبعد اكثر من 15 عام من الميعاد المحدد لم يفلح الهنود في تحقيق ماكانوا يريدونه .
وعلي الرغم من ان الهنود كانوا ناجحين في مجال الصواريخ وكان الفضل في ذلك يرجع الي " منظمة تطوير الابحاث الدفاعية " ، لكن هذه المؤسسة نفسها جعلت الجميع يتسائل هل تستطيع الهند ان تتحمل هذا الفشل الكبير المؤدي الي انفاق باهظ وتأخير لامعقول ، وبما اننا في عصر العولمة وتبادل التكنولوجيا ففي الهند الان عدة مقترحات مثل الاشتراك في برامج تصنيع مع دول اخري بدلا من ان يقوموا بذلك بمفردهم لعلهم يحققوا النجاح الذي فشلوا في ادراكه ، ولكن هذا الامر متوقف علي العوامل السياسية وقرار منظمة تطوير الابحاث الدفاعية وهي قرارات مصيرية بالطبع في المجالات الحيوية مثل مجال الدفاع .
وعلي الجانب الاخر نجح الباكستانيين في تطوير 1300 دبابة طراز تي-59 ، بالاضافة الي انتاج دبابات اخري قائمة علي دبابات تي-69 مسلحة بمدفع 105 مم ونظام متطور لادارة والتحكم في النيران واطلق عليها " الخالد " نسبة الي القائد العربي المسلم سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ودخلت الخدمة بين عامي 1993 : 1994 .
ومنذ اشهر قليلة بشرت تقارير اعلامية باكستانية بنجاح اختبارات نماذج جديدة من دبابات الخالد وحملت اسم الخالد MBT-2000 وذلك في اطار تعاون وثيق مع الصين وفقا لمذكرة تعاون وقعت بين البلدين في نهاية الثمانينات وتعتبر هذه الدبابة متطورة بمراحل عن الدبابة الروسية " تي-72 " التي تعمل في الجيش الهندي .
واستمرارا لنجاح دبابات الخالد فقد تمت اختباراتها بنجاح في مختلف الظروف ، وكان اول نموذج لهذه الدبابة قد انتج في عام 1991 وبدأ الانتاج الكمي في 1993 ، وستحمل الدبابة مدفع عيار 125 مم وجهاز قياس مسافات بالحرارة ، وبينما يعاني الهنود من وزن الارجون الزائد ستتمتع الخالد بخفة الوزن مع 44 طن فقط .