رصدت وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية "ديا" ومصالح الاستخبارات الإسبانية عملية تبادل لشحنة معتبرة من أسلحة ليبية بكميات من الكوكايين بالصحراء الجزائرية خلال الصيف الماضي، وذلك بين تنظيم "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي" ومتمردي القوات المسلحة الثورية الكولومبية المعروفين بتسمية "فارك".
وأشارت أمس صحيفة "الباييس" الإسبانية نقلا عن مصادر في المخابرات الإسبانية إلى أن رعيتين من دولة كولومبيا أحدهما عضو بارز في الفارك، تنقلا إلى الصحراء الجزائرية الصيف الماضي دون أن تحدد المكان بدقة، وأشرفا على عملية التبادل لكميات من الكوكايين بالأسلحة التي هربت من مخازن العقيد الليبي معمر القذافي، وكانت عبارة عن صواريخ بعيدة المدى وذات مفعول تفجيري مدمر للغاية تعرف باسم "سيمتكس".
وأوضحت الصحيفة إلى أن الكولومبيين اتصلا بـ"سلفيين" نشطين بالمنطقة ويعملون لصالح التنظيم الإرهابي "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي" لترسيم الاتفاق وعملية التبادل، كما تلقى ممثلا المتمردين الكولومبيين مبلغا ماليا هاما من التنظيم الإرهابي، أوضحت بأن الطائرة المستعملة لنقل المخدرات أحرقت قرب مدينة كيدال المالية، غير بعيد عن الحدود الجزائرية بمجرد تفريغ شحنة المخدرات.
وأشارت ذات المصادر إلى أن العملية اكتشفت بعد اعتقال اثنين من الكولومبيين بجنوب الجزائر في 21 مارس الماضي رفقة 3 سلفيين جزائريين متواطئين مع تنظيم "القاعدة"، مشيرة إلى أن الوكالة الأمريكية ومصالح الاستخبارات الإسبانية قد تأكدتا من أن واحدا من الكولومبيين المعتقلين هو عضو ناشط في صفوف متمردي كولومبيا "فارك".
ولفتت "الباييس" الإسبانية إلى أن الكولومبيين المعتقلين بجنوب الجزائر تم ترحيلهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية وهما الآن بين أيدي وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية للتحقيق معهما، في حين بقي السلفيون الثلاثة في قبضة الجيش الجزائري، حيث تجري تحريات مشتركة بين مصالح الأمن الجزائرية والأمريكية لمعرفة تفاصيل أكبر عن العملية.
وحسب التحريات الأولية لذات لمصالح فإن المخدرات التي حصل عليها التنظيم الإرهابي كان سيتم بيعها في أوروبا وخاصة فرنسا عن طريق وسيط في تركيا وذلك لقاء مبالغ مالية جد معتبرة بالعملة الصعبة.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/161391.html