لماذا لا تخشى أمريكا من كوريا الشمالية
التى تمتلك قنبلة نووية وتخشى إيران رغم عدم امتلاكها للقنبلة؟.. جلال
رشدى: الشرق الأوسط أكثر أهمية لأمريكا من أسيا.. هريدى: البرنامج الإيرانى
يهدد إسرائيل الجمعة، 5 أبريل 2013 - 22:53
ارشيفية
كتب مصطفى عنبر
تدخل دولة كوريا الشمالية ضمن قائمة دول "محور الشر" التى تمتلك
أسلحة نووية وتخشاها الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن حسابات أمريكا تجاه
تلك الدول تختلف على حسب أهمية كل دولة والمنطقة الواقعة فيها، فعلى سبيل
المثال تمتلك كوريا الشمالية قنبلة نووية بالفعل ومع ذلك لا تخشاها
الولايات المتحدة مثل خشيتها لإيران التى لا تمتلك سوى برنامج نووى فقط.
يقول السفير جلال الرشيدى، عضو وفد مصر الدائم فى نيويورك فى الأمم
المتحدة سابقا، إن إيران قوة مؤثرة فى منطقة الشرق الأوسط التى تعتبر أهم
إستراتيجيا بالنسبة لأمريكا من المنطقة الآسيوية، لذا فخشية الولايات
المتحدة من المواقف الإيرانية تجاهها تكون أكبر أهمية من تهديدات أى دولة
أخرى.
ويوضح لـ"اليوم السابع" أن المنطقة الآسيوية بعيدة عن منطقة الشرق الأوسط،
لذا فأى إجراء عسكرى قد تتخذه أمريكا فى المنطقة الآسيوية سيكون تأثيره أقل
بكثير عما إذا اتخذت واشنطن إجراء عسكريا مماثلا بالنسبة لإيران، نظرا لأن
تأثير هذا الإجراء العسكرى سيمتد بطبيعة الحال إلى دول عربية وخليجية.
ولفت السفير الرشيدى إلى أنه بالرغم من كون إيران دولة إسلامية وشيعية، إلا
أنها تقيم علاقات هامة مع دول الخليج ومن الممكن أن تتأثر تلك الدول بأى
عمل عسكرى تقوم به أمريكا ضد إيران.
ويرى السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق للشئون الآسيوية، أن
الموقف الأمريكى من انتشار الأسلحة النووية يقوم على بعدين، الأول وهو بعد
دولى وتريد من خلاله أمريكا عدم تسلح أى دولة بالسلاح النووى، إلا فى إطار
المسموح به، أما العامل الثانى وهو إقليمى، ويتضمن أن إسرائيل عامل أساسى
فى الحسابات الأمريكية لأن إيران "النووية" على حسب التفسير الأمريكى تمثل
تهديدا مباشرا لإسرائيل وهذا سيغير موازين القوى فى الشرق الأوسط.
ويشير السفير هريدى إلى أن المسئولين والقادة العسكريين فى كوريا الشمالية
يدركون جيدا أن اللحظة التى سيوجهون فيها عمليات عسكرية تجاه الولايات
المتحدة ستكون بمثابة البداية لأمريكا لإبادة كوريا الشمالية.
وكثيرا ما تستخدم كوريا الشمالية خطابا عدائيا تجاه من تعتبرهم معادين، ففى
عام 1994 هددت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية بتحويل عاصمتها سول إلى بحر
من اللهب، الأمر الذى خلق حالة من الرعب لدى الكوريين الجنوبيين.
وبعد أن قام جورج دبليو بوش الرئيس الأمريكى السابق عام 2002 بتصنيفها
بأنها إحدى دول "محور الشر"، ردت بيونج يانج بأنها "ستمحو المعتدين بلا
رحمة".
وفى يونيو الماضى هددت كوريا الشمالية بأن مدفعيتها تستهدف سبعة مجموعات من وسائل الإعلام فى كوريا الجنوبية، وهددتها بحرب بلا رحمة.
كما أنها اعتادت على نمط من التهديدات المتصاعدة ضد كوريا الجنوبية كلما تولى فيها رئيس جديد الحكم.
وفيما لا يرى الكثير من المحللين فى هذه الخطابات تهديدا حقيقيا، إلا أن
آخرين يحذرون من مغبة الإفراط فى التوقعات المتفائلة والفهم الجيد لكوريا
الشمالية، لأن لديها عددا من الجبهات الخطيرة.
وعن وجهة النظر الغربية لهذه القضية، تقول أندريا برجر من المعهد الملكى
المتحد للخدمات بلندن: "فى أى وقت تهدد دولة بشن بحرب نووية وقائية، يكون
هذا مدعاة للقلق، وكوريا الشمالية ليست استثناء، مع تغير نبرة خطابها
الأخير من التلويح للولايات المتحدة بصواريخها البالستية، إلى التهديد
بقدرتها على ضرب أهداف حيوية فى قلب أمريكا بصواريخها البالستية".
ولكن الكثير من الخبراء يعتقدون أن التهديدات القادمة من كوريا الشمالية تعبير عن رغبتها فى إبرام معاهدة سلام مع الولايات المتحدة
مصدر