قد يكون مد الحرب ينحسر كما يحب أن يقول الرئيس الأمريكي باراك أوباما
إلا أن طلب الجيش الأمريكي لطائرات بلا طيار والطيارين الذين يشغلون هذه
الطائرات عن بعد لم ينحسر بل يتزايد.
في صحراء نيو مكسيكو ضاعف السلاح الجوي الأمريكي من تدريبات مشغلي
الطائرات بلا طيار حتى في الوقت الذي تناقش فيه البلاد استخدام مثل هذه
الطائرات وتستعد فيه القوات الأمريكية للانسحاب من أفغانستان.
وقال اللفتنانت كولونيل مايك ويفر قائد تدريب سرب الطائرات السادس
عشر في قاعدة هولومان الجوية مشيرا إلى القادة العسكريين في القيادة
الجنوبية وفي إفريقيا والمحيط الهادي "كل قادة القتال في العالم يطلبون هذه
الأشياء.. من القيادة الجنوبية الى القيادة الافريقية الى قيادة المحيط
الهادي.. كلهم يطلبون هذه الطائرات ومن ثم فان الطلب عليها كبير جدا."
وويفر مثال لطيار النفاثات المقاتلة الذي أصبح أحد الطيارين الذين
يشغلون الطائرات بلا طيار عن بعد. قاد ويفر مقاتلات إف 15 فوق العراق وبعد
أن تم سحب هذه الطائرات تدرب على الطائرات بلا طيار وقام بتشغيلها فوق
أفغانستان.
قال ويفر من مكتبه بقاعدة هولومان "مع تزايد الطائرات التي يجري
تشغيلها عن بعد وهي صناعة سريعة النمو في السلاح الجوي الأمريكي يتقدم من
كل مكان طيارون للعمل على تشغيلها."
أصبح استخدام الطائرات بلا طيار لاستهداف وقتل أفراد أمرا مثيرا
للجدل بشكل متزايد ويتساءل أعضاء في الكونجرس حول مبررات أوباما القانونية
لاستخدام مثل هذه الطائرات لقتل متشددين بالخارج. وتعهد الرئيس بمزيد من
الشفافية.
وتعقد لجنة قضائية فرعية تابعة لمجلس الشيوخ يوم الثلاثاء جلسة
علنية نادرة للاستماع إلى سياسة الادارة الأمريكية الخاصة بالطائرات بلا
طيار.
وتقع قاعدة هولومان على بعد 90 دقيقة بالسيارة عن إيل باسو في تكساس
وسط منطقة صحراوية على طريق لا يمر عليه ساعة الذروة سوى عدد قليل من
السيارات.
في هذه المنطقة غير المأهولة بالسكان وسع الجيش تدريباته خلال
السنوات الأربع الماضية على الطائرات (إم.كيو-1 بريداتور) و(إم.كيو-9 ريبر)
التي تصنعها شركة جنرال أتوميكس.
في القاعدة جرى ادراج 678 طيارا وطالبا من مشغلي أجهزة الاستشعار في
السنة المالية 2013 التي بدأت في أكتوبر تشرين الأول مقارنة مع 136 في عام
2009 عندما كان التدريب يجري فقط على الطائرات ريبر. ومنذ عامين قام
السلاح الجوي بتشكيل فئة خاصة هي الفئة 18 اكس لطياري الطائرات بلا طيار
الذين يحضرون للتدريب دون أن يكون سبق لهم التحليق بطائرات عسكرية من قبل.
ويفسر ويفر لماذا يشعر الطيارون باستياء من استخدام وصف الطائرات
بلا طيار (درون) الذي يستخدمه السلاح الجوي في الاشارة إلى أهداف يتدرب
الطيارون على اسقاطها. وقال "لا نحب استخدام وصف الطائرات بلا طيار لأنه
يفهم منه انها ماكينة مستقلة تعمل بذاتها."
ويمثل طيارو الطائرات بلا طيار أقل من عشرة بالمئة من الطيارين في
السلاح الجوي إلا أن الخدمة تقول إنها في السنوات الأخيرة دربت عددا أكبر
من الطيارين الذين يشغلون الطائرات بلا طيار مقارنة بعدد طياري المقاتلات
والقاذفات معا فقد بلغ عدد طياري الطائرات بلا طيار 350 في السنة المالية
2011 مقارنة مع اجمالي 250 طيارا للمقاتلات والقاذفات معا.
وقالت متحدثة باسم قاعدة هولومان إن هناك متطلبات بدنية لطياري
الطائرات التي يجري تشغيلها عن بعد مثلهم مثل طياري الطائرات العسكرية
ويخضعون لتدريبات قتالية أولية على متن طائرات مدنية صغيرة في بويبلو
بولاية كولورادو.
وبنهاية 2012 كان هناك 1280 طيارا في السلاح الجوي يشغلون الطائرات
بلا طيار مقارنة مع 300 في ديسمبر كانون الأول عام 2007 . وتقوم خدمات
عسكرية أخرى أيضا بتشغيل عدد من الطائرات بلا طيار.
ويحصل المتدربون في الفئة 18 اكس على تدريب لمدة عام قبل القيام
بمهام بالخارج مقارنة مع التدريب لمدة عامين لطياري المقاتلات. اما بالنسبة
للطيارين العسكريين بالفعل فالتدريب على طائرات بلا طيار يستغرق ستة شهور.
وقالت مصادر طالبة عدم نشر اسمها إن الطيارين الذين يشغلون الطائرات
بلا طيار عن بعد التابعة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه)
يأتون من الجيش أيضا إلا أنهم يتبعون السلطات المسؤولة عن العمليات السرية
للوكالة.
ويقول مؤيدون لنقل البرنامج إلى الجيش إن وكالة المخابرات المركزية
الأمريكية ستركز آنذاك بالكامل على عملية جمع المعلومات الاستخباراتية
وتحليلها.
وصرح مسؤولون بأن أوباما وجون برينان مدير المخابرات المركزية
الامريكية يبحثان امكانية ابعاد المخابرات عن هذه العمليات وتركها كاملة في
ايدي وزارة الدفاع (البنتاجون).
وقال مسؤول أمريكي لرويترز "الأمور تتحرك في هذا الاتجاه.. نقل المزيد من عمليات جهاز المخابرات المركزية الأمريكية إلى الجيش."
وأي تحول سيحدث تدريجيا لتسوية قضايا مثل ما إذا كان يجب أن تستمر
وكالة المخابرات المركزية في القيام بهجمات بطائرات بلا طيار في المناطق
القبلية بباكستان وهي ليست منطقة حرب معلنة.
ويستخدم الجيش الطائرات بلا طيار في مهام منها توفير غطاء جوي
للقوات البرية أو ضرب قناصة العدو أو رصد القنابل محلية الصنع او رصد آثار
أقدام حديثة أو أي نقاط خطر أخرى في المناطق النائية عن طريق مقارنة الصور
التي تلتقطها الطائرات بلا طيار.
وطاقم هذه الطائرات يتكون من فردين أحدهما طيار مسؤول عن تحليق
الطائرة واطلاق الصواريخ والآخر مشغل جهاز الاستشعار الذي يوجه معدات آلة
التصوير. وتعمل الأطقم في نوبات عمل لأن الطائرات بلا طيار يمكن أن تحلق
لما بين 14 و24 ساعة.
وقال ويفر إن هذه المهمة ليست كألعاب الفيديو مستطردا "يمكن أن
تراهم (المستهدفون) وهم يركضون وتستشعر الخوف في أصواتهم أحيانا.. هذه ليست
لعبة من ألعاب الفيديو
رويترز