العمليات الحربية ، 1914


في السادس من نوفمبر 1914 ، بدأت بريطانيا هجومها بقيام أسطولها البحري بقصف عنيف ضد الحصن القديم بمنطقة الفاو"نقطة تلاقي الخليج العربي مع شط العرب" وكانت يواجههم قوة عثمانية قوامها 350 جندي و4 مدافع ، بحلول منتصف نوفمبر كانت فرقة المشاة 6 الهندية علي اليابسة ، وتزحف تجاه البصـــرة..


وفي الثاني والعشرين من نوفمبر إستطاعت بريطانيا إحتلال البصـرة ولم يكن يواجهها سوي قوة من 2900 متطوع من عرب العراق يقودهم مصطفي صوفي باشا الذي تم أسره بالإضافة إلي 1200 من جنوده بعد وقت قصيـرمن بداية المواجهة ، أما القوة الرئيسية للعثمانيين فكانت تتمركز في مكان يبعد عن بغداد بـ275 ميل تحت قيـادة خلـيل باشا ، ولم يقوموا سوي ببذل مجهودات ضعيفة ضد البريطانيين ..

العمليات الحربية ، 1915

وبعد تلك التطورات ، أدرك إسماعيل أنور باشا خطأ التقليل من شأن حملة الرافدين ، فقرر دعمها بالفرقة 35 التي يقودها محمد فوزي باشا وتمركزت بالموصل ، وفي الثاني من يناير تم تكليف سليمان أشكيربي بقيادة منطقة العراق ، ولم يكن لدي الجيش العثماني القدرة علي إمداد مسرح حملة الرافدين بقوات أكثر من ذلك "نظراً للإستعداد لحملة غاليبولي" ، ولهذا قام سليمان أشكير"بك" بمراسلة شيوخ العشائر العربية لطلب دعمهم في القتـال ، وركز علي ضرورة إستعادة شط العرب بأي ثمـن..


وفي الثاني عشر من إبريل ، قام سليمان باشا بهجوم ضد المعسكر البريطاني بمنطقة الشيبة Shaiba بقوة قوامها 3800 جندي التي كان معظمها من رجال العشائر ، ولم تؤدي إلي نتائج ملموسة ، فشن البريطانيين هجوماً مضاداً بقوات الفرسان أدي إلي خسارة العثمانيين 1000 رجل و أسر 400 أخرين ، وإضطر سليمان بك للتراجع بقواته مسافة 75 ميل لإعادة تنظيمها وجرح سليمان بك خلال المعركة وأصيب بإحباط شديد وقام بقتل نفسه في المشفي ببغداد..

ونتيجة لنجاح البريطانيين المدهش ، أعادت بريطانيا النـظر بخطتهم ، فإستدعت الجنرال السيد جون نيكلسون في إبريل 1915 لتسلم القيـادة ، وبعد وصوله أصدر أوامره إلي أحد قواده Townshend بالزحف نحو مدينة الكـوت أو بغداد إذا رأي الأمر مناسباً..

وتحرك Townshend بجيشه الصغير وقام بعبور نهـر دجلة ، وهزم القوات العثمانية التي أرسلت لوقف تقدمه ، فأدرك إسماعيل أنور باشا الخطـر ، فأرسل جنرال ألماني يدعي Colmar von der Goltz "يبلغ 76 عاماً" ليتولي القيادة ، وفون هذا مؤرخ عسكري مشهور قضي سنوات عديدة كمستشار عسكري للإمبراطورية العثمانية ..


وفي الثاني والعشرين من نوفمبر ، تقاتل الجيشين بقيادة Townshend و von der Goltz في منطقة تيسفون Ctesiphon التي تبعد 25 ميلاً عن بغداد ، ولم يحقق أي من الطرفين نتائج حاسمة علي الطرف الأخر ولكنها إنتهت بتراجع بريطاني عن المنطقة ، لأن Townshend رأي أنه من الأفضل التراجع لإعادة التنظيم ، وتراجع نحو مدينة عمارة الكوت ، فلاحقته الفرقة 45 ومجموعات متفرقة من المتطوعيـن العرب بقيـادة نور الدين باشا Nurettin ونجحت في إجبار البريطانيين علي التراجع ، وكان مجمل خسائر Townshend قرابة الـ4500 رجل ، في حين خسر نور الدين باشا 9500 رجل من إجمالي 35000 جندي تحت قيادته بالإضافة إلي خسارة الفرقة 45 ما يقرب من 65% من قوتها..

مقر قيادة الجيش السادس العثماني


حاول البريطانيين كسب دعم القبائل العربية بالمنطقة بالإيحاء لهم بأن قبائل عربية إنضمت لهم في حملة سيناء وفلسطين في مقاتلة العثمانيين ونجحوا في ذلك ، وقاموا بالهجوم علي القوات العثمانية بمدينة العمارة "مقر قيادة الجيش السادس العثماني" وذبحوهم ...

وفي السابع من ديسمبر ، تم محاصرة مدينة الكوت من قبل العثمانيين ، الذي رأو بأن ذلك سيمكنهم من الإعداد لهجمات اخري ، في حين رأي البريطانيين الأمر علي أنه محاولة لإجبارهم علي التراجع نحو البصـرة ، و كان بإمكانهم الدفاع عنها في وجه العثمانيين إلا أنهم لايمكنهم الإستمرار لمدة طويلة لأن الكوت معزولة عن قاعدتهم بالبصرة ..

وقام von der Goltz بإنشاء مواقع دفاعية حول الكـوت ، وتم إعادة تنظيم الجيش السادس إلي فيلقين ، وهما ، XIII الثالث عشر و XIII السابع عشر ، تسلم القائد الألماني فون القيادة من نور الدين باشا ..

وبإعادة التنظيم تلك ، أحكم العثمانيين الحصار حول البريطانيين ، وكانت المواقع الدفاعية مبنية أسفل النهر للوقوف في محاولات لإنجاد Townshend ، وكان Townshend طلب من قيادته العمل علي فك الحصار عنه ، إلا أن طلبه في البداية قوبل بالرفض ، وعلي الرغم من ذلك ، أمر الجنرال نيكلسون أحد قادته ويدعي Aylmer بمحاولة فك الحصار فقام بشن 3 هجمات لتحقيق ذلك وإنتهت جميعها بالفشل ..
............................

يتبع

العمليات الحربية ، 1916

في العشرون من يناير ، قام وزير الحرب العثماني "إسماعيل أنور باشا" بتنحية نورالدين باشا وتولية العقيد Halil Kut ، وسبب ذلك هو عدم رغبة نورالدين في العمل مع المستشار الألماني وأوضح عن رأيه في رسالة وجهها لإسماعيل أنور باشا "لقد أثبت جيش العراق أنه ليس في حاجة إلي الخبرات العسكرية لجولتز او غيره .."

وإستخدم Halil Kut حصار الكوت في تضييق الخناق علي البريطانيين ، أما القوات البريطانية المحاصرة فلم تستلم سوي كميات قليلة من المؤن أرسلت عن طريق الجو ، التي لم تكن كافية لسد حاجتهم ، مما يضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما الموت جوعاً أو الإستسلام ..

الجنرال Townshend

وبين شهري مارس وإبريل ، أطلق Townshend و Aylmer عدة هجمات في محاولة لإختراق الخطوط العثمانية ، وجرت تلك الهجمات بالتتابع التالي ، معركة الشيخ سعد ومعركة الوادي و معركة هانا ومعركة ديالي ، وكانت لتلك الهجمات البريطانية ثمن باهظ حيث تكبدت خسائر جسيمة ولم تنجح في فك الحصـار..

وفي شهر فبراير ، تم تعزيز الفيلق XIII بفرقة المشاة الثانية ، وفي الطرف الأخر كان الطعـام والمؤن علي وشك النفاذ وزاد الأمر سوءا إنتشار الأوبئة والأمراض بين جنود Townshend ..

في التاسع عشر من إبريل لقي المشيـر Von der Goltz حتفه بعد إصابته بمرض الكولـيرا ، وفي يوم 24 من نفس الشهر ، حاولت سفينة إمداد تسمي Julnar الوصول إلي مدينة عمارة الكوت عن طريق النهر ولكن المحاولة لم تنجح ، وفي يوم 29 إبريل ، إستسلم Townshend وأسر العثمانيين 8 ألاف من جنوده ..


وكانت تلك الهزيـمة من وجهة النظر البريطانية هزيمة مذلة ، فلم تهزم بريطانيا هزيمة مثلها منذ أمد بعيـد ومازادهم حزناً أيضا ، أنها جاءت بعد الهزيمة البريطانية في حملة غاليبولي ، وأثبت العثمانيين انهم مقاتلون أشداء في وجه عدو متفوق .

العمليات الحربية ، 1917

لم تقبل بريطانيا تلك الهزيمة المذلة ، ولهذا أعطت القيادة البريطانية القائد الجديد Maude تعزيزات ومعدات إضافية ، ولشهور ستة تالية إنهمك Maude في تدريب وتنظيم جيشه جيداً ..

وعندما اصبح مستعداً ، أطلق هجومه في 13 من ديسمبر 1916 ، وكان الزحف البريطاني يتم عبر جانبي نهر دجلة ومدمراً للقوات العثمانية المتواجدة في المواقع المحصنة علي طـول الطريق ، فقد كان هجوما منظماً ومنهجي وناجحا إلي درجة كبيرة ، وإسترد البريطانيين مدينة الكوت في فبراير 1917 وحطم معظم القوات العثمانية في حملة الرافدين ..!!

دخول القوات البريطانية بغداد

وفي أوائل شهر مارس وصل البريطانيون إلي مشارف بغداد ، وحولت حامية بغداد التي يقودها خليل باشا الوقوف في وجه الجنرال Maude ، إلا انه قام بمناورة وتطويق القوات العثمانية ونجحوا في تدمير فوج عثماني والإستيلاء علي المواقع الدفاعية ، وتراجع خليل باشا إلي بغداد ،وفي 11 من مارس 1917 دخل البريطانيين بغداد وتم الترحيب بهم كمحررين ..

وإستغل البريطانيين حالة الفوضي التي تسيطر علي العثمانيين وأسروا 15 ألف جندي وذلك بعد أسبوع فقط من سقوط المدينة ، وأمر الجنرال Maude بإصدار ما سمي إعلان بغداد الذي يقول فيه " إن جيوشنا وقواتنا لم تأتي إلي بلادكم كغزاة أو أعداء لكم وإنما جئنا محررين" ، وفي 18 من نوفمب توفي الجنرال Maude وتولي الجنرال William Marshall مكانه وقرر إيقاف العمليات لظروف الشتاء ..

العمليات الحربية ، 1918

وإستأنف البريطانيون هجماتهم أواخر شهر فبراير 1918 وإستولوا علي هيث وخان البغدادي وفي شهر إبريل إستولوا علي مدينة كفري الكردية ، وكان علي البريطانيين تحريك بعض قواتهم لدعم لدعم حملتي فلسطين وسيناء ، وحرك الجنرال مارشال جزء من قواته شرقاً لدعم عمليات الجنرال Lionel Dunsterville's في فارس صيف العام 1918 ..

وكان جيش الجنرال مارشال خاملاً علي الرغم من قوته وكأنه لا يريد للقتال في بلاد الرافدين أن تستمر ، وفي شهر اكتوبر كان الموقف العام يشير إلي التوصل لهدنة بين العثمانيين والحلفاء ، ولهذا تلقي الجنرال مارشال اوامر من قيادته العليا بالعمل علي إحراز مكاسب بأقصي سرعة ممكنة ..

قوات بريطانية تتحرك نحو نهر الزاب

وبالفعل أمر الجنرال Maude أحد قواده Alexander Cobbe بالمسير علي رأس قوة بريطانية من بغداد وإستولي علي مساحة 120 كلم خلال يومين فقط حتي وصل إلي نهر الزاب الصغير ، وكانت بقايا الجيش العثماني السادس بقيادة إسماعيل حقي "بك" في إنتظاره إلا انه كان متوقعا لذلك وخاضوا معركة الشرقاط ودحر خلالها الجيش العثماني .


هدنة مدروز Armistice of Mudros

في 30 من أكتوبر تم التوقيع علي هدنة مدروز وبها قبل الطرفان بقاء قواتهم في مواقعها الحالية ، وفي اليوم نفسه إستسلم خليل باشا وباقي الجيش العثماني السادس ، لم يكن Alexander Cobbe علي علم بالهدنة فواصل تقدمه في إتجاه الموصل ودخلها يوم 14 نوفمبر وسيطر علي حقول النفط ، وبذلك تكون حملة الرافدين قد إنتهت فعليا يوم 14 نوفمبر أي بعد 13 يوم من توقيع الهدنة .
..........................
تم بحمد الله

القيصر الروماني كتب:

بطولات العرب كتب:

بارك الله فيك اخي ابو البراء..موضوع جيد وتنظيم رائع

هذا الموضوع منقول دون الاشارة اليه وها هو الرابط


http://2dab.org/vb/archive/index.php/t-14995.html

للأسف هكذا هي حال المنتديات العربية ، ما إن يجدون موضوعاً متميزاً إلا ويسارعون إلي نقله ونسبته إلي أنفسهم ..

ولكن يشاء الله إلا ان يفضحهم ويبين كذبهم وذلك عن طريق تاريخ كتابة الموضوع بالمنتدي ..

للعلم بالشئ ، أنا مشرف بقسم التاريخ بساحات الطيران العربي ولذلك اولوية كتابتي لمواضيعي ستكون للمنتدي الذي أشرف عليه وبعد ذلك أقوم بنقلها إلي المنتديات الأخري المشارك بها ..

الصورة التالية مأخوذة من الموضوع بساحات الطيران وستجدون تاريخ المشاركة 2-2-2009 الموافق لـ2 فبراير 2009 الموافق لـ7 صفر "الشهر الثاني في الأشهر الهجرية" 1430


الصورة التالية ماخوذة من الرابط الذي أشار إليه القيصر الروماني وستجدون تاريخ المشاركة 18-2-1430 هجري أو18صفر 1430 أو ما يقابله بالميلادي 13 فبراير 2009 ..


ومما سبق يتضح من هو الكذاب واللص ؟...

ملحوظة:

قمت بالإستعانة بمحول التاريخ الهجري الموجود علي الرابط التالي لكي يتأكد منه الإخوة الأعزاء .
http://prayer.al-islam.com/convert.asp?l=arb