يتساءل المراقبون عما إذا تمكن طرف ما الكشف عن سر السلاح المعجزة الذي تم تصميمه في ألمانيا النازية؟ ربما هو موجود الآن في مكان ما؟لم يتمكن أحد حتى الآن من معرفة هل كان سلاح المعجزة مجرد خدعة أم مجرد إنقاذ أو خلاص لألمانيا النازية؟ وبفضل المؤرخين الأوروبيين استطاع الخبراء تسليط الضوء على واحدة من أهم أسرار القرن العشرين
منذ 70 عاماً تماماً أي في شهر تشرين الأول/أكتوبر من عام 1942 أصدر وزير التسليح والإنتاج الحربي للرايخ الثالث البرت شبير بياناً مثيراً: "نحن على وشك الانتصار، وسوف ننتصر على البلاشفة بفضل السلاح المعجزة وهو سلاح فريد من نوعه". لاحقاً كرر وزير الدعاية غوبلز أكثر من مرة معلناً للشعب الألماني أن هذا السلاح في طريقه لتوجيه ضربة مميتة. وفي 29 من شهر نيسان/أبريل من عام 1945 ذكرت إذاعة برلين ما يلي: "سوف يحرق السلاح المعجزة في الساعات المقبلة أعداء الرايخ وقد أمر أدولف هتلر بنفسه البدء باستخدامه". على كل حال بعد يوم واحد فقط انتحر أدولف هتلر وبذلك نشب جدال كبير بين المؤرخين فيما إذا كانت ألمانيا بالفعل تعمل على تطوير أسلحة قوية قادرة على تغيير مسار الحرب أم أنها كانت مجرد دعاية من حيل غوبلز؟
كاملر مصمم سلاح المعجزة؟يؤكد ألويز فوديدشكا الموظف السابق في أرشيف الدولة التشيكوسلوفاكية أن موضوع تصميم السلاح المعجزة ليس خرافياً. فقد بدء الألمان في الرابع من شهر آذار/مارس عام 1944 ببناء منشآت تحت الأرض في مدينتي بلسن وبرنو خصيصاً لتصميم هذا السلاح تحت إشراف مكتب التصاميم برئاسة هانز كاملر البالغ من العمر 43 عاماً. وفي أقل من عام واحد تم إنشاء مجمع بحثي ضخم تحت مصنع "سكودا"، هذا ما تدل عليه الأنفاق العميقة التي تم العثور عليها مع مختبرات للعلماء ومناجم لإطلاق أجسام طائرة بالإضافة إلى حقول لاختبار سلاح المعجزة. حتى أن الأمريكيين الذين استولوا على مدينة بلسن قبل نهاية الحرب بثلاثة أيام عثروا على 35 كم من المرافق التي بنيت في زمن قياسي.
وقد تضمن تقرير المخابرات الأمريكية المرسل إلى مقر القوات الجوية الأمريكية في 14 من شهر تشرين الأول/أكتوبر عام 1945 ما يلي: "نحن عثرنا تحت الأرض في تشيكوسلوفاكية والنمسا والمجر على 107 مصانع وهذا أكثر بكثير مما كنا نتصوره، نصفهم كان يعمل في مجال تطوير أسلحة غير معروفة بالنسبة لنا". جدير بالذكر أن مكتب التصاميم في بلسن كان محاط بثلاثة أطواق من حماية القوات الخاصة الألمانية وكان يعمل أفضل علماء أوروبا في الملاجئ التي لا تدخلها الشمس.
جدير بالذكر أن معظم العلماء كانوا يعملون هناك رغماً عنهم، وبعد انتهاء الحرب اختفى هؤلاء الناس ولم يتم العثور حتى على جثثهم. وفي الثالث من شهر نيسان/أبريل عام 1945 أصدر هتلر مرسوماً خاصاً يمنح كاملر حق الإشراف على جميع المشاريع السرية في ألمانيا، وفي اليوم نفسه يكتب وزير الدعاية غوبلز في مذكراته: "إن هانز على مقربة من اكتشاف هام جداً وإن تصاميمه سوف تذهل أي خيال". ويقول المؤرخ البولندي إيغور فيتكوفسكي أن كاملر قبل أسبوع من نهاية الحرب أصبح ثاني أقوى رجل في الرايخ الثالث بعد هتلر نفسه. وفي ربيع عام 1945 بدأت تنهال عليه فجأة وبدون أسباب واضحة الألقاب والجوائز العديدة، ولا يمكن تفسير هذا الكرم العجيب والمفاجئ إلا في حال تمكن كاملر من إنتاج سلاح المعجزة القادر على إنقاذ الرايخ الثالث. يشار إلى أن جميع رفاق هتلر الذين استطاعوا البقاء على قيد الحياة أكدوا في مذكراتهم أن هتلر كان على ثقة تامة بأن سلاح المعجزة سوف يستخدم قريباً وسوف يحول الأعداء إلى حطام ورماد. وهناك فرضية كانت تقول بأن كاملر كان يحتاج لشهر واحد من أجل الانتهاء من سلاح المعجزة.
الصورة: صورة أرشيف لأوبر جوربن فوهرر إس إس هانز كاملر عام 1945سر اختفاء المصمم كاملريصل هانز كاملر فجأة إلى براغ في الرابع من شهر أيار/مايو عام 1945 ويعطي التعليمات النهائية حول الجدول الزمني لعمل المصانع والمنشآت الموجودة تحت الأرض بكل هدوء وكأن شيئاً لم يحدث، وهو لا يقدم أي توضيحات لموظفي مصنع "سكودا" المذهولين والذين يتساءلون ما معنى استخدام سلاح المعجزة بعدما أصبحت برلين تحت سيطرة الجيش الأحمر؟. يشار إلى أن أرشيف الوثائق السرية من مخططات وأبحاث تم نقلها على الفور إلى بلسن.أما المصمم كاملر اختفى عن الوجود ولم يعد هناك أثر لمحبوب هتلر لا حياً ولا ميتاً.
هناك ثلاث فرضيات حول اختفائه: أولها، يزعم أنه انتحر في التاسع من شهر أيار/مايو في غابة بالقرب من بلسن، ولكن في اليوم نفسه شاهده العالم في مجال الصواريخ فيرنر فون براون في أحد فنادق بلدة أوبرميرغاو. وقد صرح براون في وقت لاحق أثناء استجوابه أن كاملر أراد أن يحرق بزته العسكرية والاختفاء في قبو داخل دير محلي. وفي فرضية أخرى تقول أن زعيم المشاريع الخاصة توفي في ملجأ بعدما أن تعرض لهجوم من قبل الفدائيين. والفرضية الثالثة مبنية على شهادة مجموعة من الأشخاص الذين حضروا جنازة كاملر. في الواقع لم يكن هناك بحث خاص عن كاملر..لا بل أكثر من ذلك فقد تجاهل كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة ذكر أي شيء عن هانز كاملر خلال محاكمات نورمبيرغ على الرغم من أنه كان مسؤولاً عن مشاريع هامة جداً للنازيين وكان مقرباً جداً من هتلر، في حين كان البحث قائماً على قدم وساق بحق رئيس ديوان الرايخ بورمان ورئيس الجستابو ميولر واللذان اختفيا في نهاية الحرب، أما عن مصمم سلاح المعجزة فقد أصبح صفحة مطوية وتم نسيانه. وبهذا الصدد تم الإعلان في السابع من شهر أيلول/سبتمبر من عام 1948 عن وفاة كاملر خلال محكمة رسمية في برلين.
ويؤكد إيغور فيتكوفسكي قائلاً: "ليس لدي أدنى شك أن مصمم سلاح المعجزة هرب وأنا اطلعت شخصياً على خارطة كانت موجودة في محفظة كاملر والتي تحتوي على ملاحظات كتبت بقلم رصاص وهي عبارة عن الممرات الآمنة عبر الجبهة". إن الأسرار التي كان يمتلكها تسمح لأي دولة السيطرة والهيمنة على العالم بأسره ولذلك كان الأمريكان والروس مهتمين بالاستيلاء على مصنع سكودا وكاملر نفسه في أقرب وقت ممكن.
في السادس من شهر أيار/مايو 1945 أمر قائد الجيش الأمريكي في أوروبا دوايت أيزنهاور قواته عدم التقدم نحو مدينة بلسن وفقاً للاتفاق المبرم مع الاتحاد السوفيتي، ولكن تجاهلاً لهذا الأمر قامت الفرقة المدرعة 16 تحت إمرة الجنرال باتون باستيلاء خاطف لمدينة بلسن التي تقع تحت سيطرة السوفييت، وبدأت المخابرات الأمريكية بدراسة أنفاق مصنع سكودا. وفي 12 من شهر أيار/مايو فقط وتحت تأثير احتجاجات السوفييت دخل الجيش الأحمر إلى بلسن، والسؤال الذي يطرح نفسه عما كان يبحث عنه الأمريكان في أرشيف كاملر؟
يؤكد الخبراء إلى "
إنها ليست قنبلة نووية وإنما شيء أخطر منها بكثير، حيث كان بإمكان هتلر عن طريق استخدام السلاح بحرق الأرض برمتها".
المصدر
http://arabic.ruvr.ru/2013_05_17/113510057/