في مواجهات بسبب منع مؤتمر للسلفيين
قتيل وجرحى وتوتر في تونس
لمواجهات بين قوات الأمن ومؤيدي جماعة أنصار الشريعة أسفرت عن سقوط قتيل و11 جريحا
سقط قتيل وأصيب أكثر من 10 بجروح في الاشتباكات التي اندلعت في تونس بين قوات الأمن ومؤيدي جماعة أنصار الشريعة السلفية، على خلفية منع مؤتمر لها في القيروان (150 كيلومترا جنوب العاصمة) وقرارها في آخر لحظة دعوة أتباعها لعقده في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة.
وأفاد مصدر بوزارة الداخلية بأن شابا ينتمي إلى حركة أنصار الشريعة قتل في حي التضامن أثناء المواجهات مع قوات الأمن التي لجأت أحيانا إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء وقنابل مدمعة لتفريق أتباع التيار السلفي المصرّين على تنظيم مؤتمرهم السنوي رغم الحظر الحكومي.
كما أفادت وزارة الداخلية بأن 11 شرطيا أصيبوا بجروح جراء إقدام أتباع التيار السلفي على إحراق مراكز أمنية في خضم المواجهات وحالة الكر والفر بين الشرطة والسلفيين. كما قام المتظاهرون برشق قوات الأمن بالحجارة.
وعاينت الجزيرة نت في حي التضامن انتشارا مكثفا لقوات الشرطة والحرس (الدرك) حيث تسود حالة من الهدوء الحذر والذعر بين أهالي الحي ذي الكثافة السكانية العالية، فيما لا تزال آثار المواجهات موجودة في الشوارع التي امتلأت بالحجارة والعجلات المطاطية المحروقة.
هدوء حذر يسود بالقيروان حيث كان من المتوقع تنظيم مؤتمر أنصار الشريعة
الوضع بالقيروان
وفي مدينة القيروان، حيث كان مقررا إقامة الملتقى السنوي الثالث لأنصار الشريعة، أفاد مصدر صحفي بأن الهدوء عاد للمدينة، الملقبة بعاصمة الأغالبة التي تضمّ عشرات المساجد المحيطة بجامع عقبة بن نافع أول جامع يبنى بشمال أفريقيا.
وعادت حركة السير إلى طبيعتها بعد مصادمات عنيفة بين رجال الأمن الذين أطلقوا غازات مدمعة لتفريق أنصار الشريعة الذين حاولوا نصب خيمهم الدعوية قرب جامع عقبة، فيما رشق السلفيون الشرطة بالحجارة.
وقد اعتقلت قوات الأمن في المدينة عشرات السلفيين، من بينهم المتحدث باسم أنصار الشريعة سيف الدين الرايس. ولا يزال عدد كبير من رجال الأمن يطوقون مداخل المدينة ويمشطون المدينة بالكلاب والعربات، بينما لا يزال مئات السلفيين قابعين داخل المساجد.
موقف الحكومة
وقبل اندلاع المواجهات صرّح رئيس الحكومة علي العريض لقناة الجزيرة اليوم الأحد أثناء زيارته إلى الدوحة بأنّ بلاده ستمنع انعقاد ملتقى أنصار الشريعة لأنه "يهدد" النظام العام.
ويشار إلى أن أحد شيوخ أنصار الشريعة في تونس الملقب أبا عياض التونسي لا تزال تطلبه السلطات التونسية بتهمة التورط في حادثة اقتحام السفارة الأميركية بتونس في سبتمبر/أيلول الماضي.
وكان أبو عياض حذّر بإشهار الحرب ضدّ الائتلاف الحاكم الذي يقوده حزب حركة النهضة الإسلامي في حال استهدف أنصار الشريعة، وهو ما أثار استنكارا كبيرا في صفوف الأحزاب السياسية ومكونات المجتمع المدني.
ودعا رئيس حزب حركة النهضة راشد الغنوشي منذ أيام أنصار التيار السلفي إلى الالتزام بقوانين الدولة أثناء عقد اجتماعاتهم وأنشطتهم الدعوية في الساحات العامّة في ظلّ شكاوى من الأحزاب ورجال الأمن أنفسهم من تصاعد خطابات تحريضية تدعو إلى الجهاد والعنف
قوات الأمن لا تزال منتشرة في حي التضامن تحسبا لأي تطور
استنكار
واستنكر أنصار التيار السلفي بشدة قرار الحكومة منع ملتقاهم الثالث بعد الثورة. وقال الشاب السلفي نور الدين في حديث للجزيرة نت إنّ الحكومة تجاوزت "الخطوط الحمراء" بمنعها لنشاط أنصار الشريعة الداعي إلى طريق الهداية، حسب تعبيره.
وتساءل "لماذا يسمحون لليهود بالحج ويقمعون دعوة أنصار الشريعة للإسلام؟ أليس هذا الكفر بعينه؟"، في إشارة إلى إقامة حج اليهود سنويا في أبريل/نيسان بكنيس الغريبة بجزيرة جربة في ظلّ إجراءات مشددة.
وتعيش تونس في الآونة الأخيرة على وقع أحداث أمنية متوترة انطلاقا من جبال الشعانبي حيث انفجرت أربعة ألغام تسببت في إصابات خطيرة لقوات الحرس والجيش وصولا إلى هذه الاشتباكات مع السلفيين.
http://www.aljazeera.net/news/pages/5513e7d0-d373-4479-9bb8-78c58d3b4653