بعد أن عجز المجلس عن اتخاذ قرار بوقف العدوان، مدلسي يكشف
الجزائر تستدعي سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وتبلغهم احتجاجها
كشف وزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، أن الجزائر استدعت أمس سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي المعتمدين، لتبليغهم موقف الجزائر الرافض بشدة للعدوان الإسرائيلي على غزة، وكذا محاولتها تجنيد الرأي العام الدولي من أجل وقف العدوان، تحسبا لاجتماع المجلس الذي سينعقد اليوم بنيويورك.
وذكر مدلسي في الحصة الأسبوعية "ملفات سياسية" بالإذاعة الدولية، أن الجزائر تلقت من سفراء الدول المذكورة "وعودا وإصرارا على العمل من أجل وقف العدوان"، وهي الوعود التي قال بشأنها مدلسي إنه سيحرص على العمل من أجل تحويلها إلى قرارات وأفعال قابلة للتطبيق على أرض الواقع، بما يوقف العدوان الغاشم ورفع الحصار الظالم.
وأعلن رئيس الدبلوماسية الجزائرية بالمناسبة، مساندة الجزائر غير المشروطة للمبادرة التي أطلقها الوزير الأول التركي، رجب طيب أردوغان، بالتنسيق مع دولة قطر ومصر، وقال "تركيا تقوم بمجهودات معتبرة ينبغي التنويه بها، ونحن نشجع أنقرة في الذهاب بعيدا في هذه المبادرة"، غير أنه يضيف مدلسي "تركيا وبالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي تتمتع بها، إلا أنه لا يمكنها (تركيا) تعويض المجتمع الدولي، الذي يبقى وحده الكفيل بلجم العدوان والغطرسة الإسرائيلية المستمرة المسلطة على الفلسطينيين".
مدلسي حمل بشدة على ما تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية في غزة، بحيث لم يتوان في تشبيه ما يتعرض له الفلسطينيون هذه الأيام في قطاع غزة بالمحرقة، وقال "ما تعيشه غزة اليوم، هو هولوكوست بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.. إنه زلزال إنساني، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته كاملة"، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وتابع "موقف الجزائر مما يجري في غزة واضح، وقد عبرنا عنه، ونؤكد مجددا، بأن ما يتعرض له الفلسطينيون ظلم كبير، وممارسات لاإنسانية، وأعتقد أن الأغلبية الساحقة من الشعوب والدول تشاطرني الرأي"، مستدلا في هذا الصدد بالقذائف التي تسقط يوميا على المنازل الآمنة ودور العبادة، ودعا بالمناسبة كافة شعوب العالم إلى التجند من أجل حمل دولة إسرائيل على وقف عدوانها.
وبخصوص المساعدات المادية لسكان غزة، لفت وزير الشؤون الخارجية إلى الصعوبات التي تلاقيها الجزائر في إيصال المعونات إلى أصحابها، وذكر في هذا الصدد العراقيل التي واجهت الشحنة الأولى المشكلة من طائرتين، خاصة على الأراضي المصرية بسبب غلق مطار رفح، لكنه مع ذلك، أكد التزام الجزائر بتقديم المعونات التي يحتاجها الفلسطينيون، متمنيا أن يعمل الإخوة في مصر على تسريع عملية إيصال المساعدات إلى مستحقيها.