أكد برهان جبر كريستوس وزير الدولة الإثيوبي للشئون الخارجية أن سد النهضة
الذي تعتزم إثيوبيا إنشاءه سيكون لغرض توليد الكهرباء فقط وليس للزراعة،
وأنه لن يستقطع من حصة مصر المائية.
أكد كريستوس - في تصريحات للصحفيين اليوم الاثنين على هامش القمة
الإفريقية بأديس أبابا ردا على سؤال حول مخاوف الشعب المصري من تداعيات
بناء سد النهضة - أن أثيوبيا لا يمكن أبدا أن تضر بمصالح الشعب المصري حيث
تعلم جيدا أن إلحاق الضرر بالمصريين سيؤدي إلى إلحاق الضرر بالإثيوبيين،
بخاصة وأن إثيوبيا لا تزعم على الإطلاق أنها تمتلك نهر النيل وحدها.
وقال: إننا لا نسعى لأن يؤثر هذا السد الذي نقوم بإنشائه حاليا على
مصر، ولا يمكن ذلك، لأن ذلك خارج عن إرادتنا، لأن الله عندما خلق نهر
النيل، أراد أن تنتفع أثيوبيا به من خلال توليد الطاقة الكهربائية بينما
تنتفع مصر والسودان منه في الري و الزراعة.
وأوضح أن السبب في ذلك هو أن نهر النيل يمر في إثيوبيا داخل منحدر ضيق
عميق ولا يمكن استخدامه في الري، الوادي عميق جدا، ولدينا جزء صغير جدا من
الأرض الذي يمكن فيه استخدام مياه النيل للري وهو جزء غير مهم، وليس من
السهل رفع مياه النيل لاستخدامها في الري في الأراضي الأثيوبية المرتفعة،
ولا يمكن أن نستخدم مياه النيل هنا سوى لتوليد الكهرباء، وفي هذه العملية
لا نستهلك أي جزء من مياه النيل، وسنستخدم المياه فقط لتوليد الكهرباء
ونترك النهر ينساب إلى مصر بكل سهولة.
وأشار إلى أن إثيوبيا لن تستخدم سد النهضة في أغراض الزراعة والري
وبالتالي لن تتأثر حصة مصر المائية سلبا، إنما سيتم استخدامه في الأساس
لتوليد الكهرباء.
وفي سؤال حول المشاكل الفنية المرتبطة بتشغيل السد .. قال الوزير
الإثيوبي إن الخبراء يبحثون هذه المسالة ولدينا قناعة في إثيوبيا بأننا لن
نؤثر على حصة مصر من مياه النيل، وقد درسنا المسائل الفنية وتأثير السد
أكثر من مرة منذ الخمسينيات من القرن الماضي، وكل تحليلاتنا تشير إلى أنه
لن يكون هناك تأثير كبير على مصر، وما أريد أن أقوله للشعب المصري: إن
إثيوبيا تعي أن مصر بحاجة للمياه، ونحن لسنا أغبياء، وندرك أن 84% من
إيرادات النهر تأتي من أثيوبيا ولا ندعي أن نهر النيل ملك لإثيوبيا وحدها،
ونتفهم مصلحة مصر، وما نقوله إننا يمكن أن نصيغ إطار مشترك للمنفعة
المتبادلة من نهر النيل بين البلدين، إن الكهرباء التي سننتجها من السد في
أثيوبيا لن تكون لنا وحدنا، بل يمكن لمصر والسودان الاستفادة منها أيضا،
لأننا سننتج عشرات الآلاف من الميجاوات من هذا السد.
وردا على سؤال حول الكيفية التي ستستفيد بها مصر من الكهرباء المولدة من السد ...قال
الوزير الإثيوبي: إن مصر يمكن أن تستورد هذه الكهرباء منا، لأن الكهرباء التي سننتجها
من السد ستكون أكثر من حاجتنا وسنصدر الفائض لجيراننا بما في ذلك مصر والسودان،
وما يجب أن يعلمه الشعب المصري أنهم سيتسفيدون من السد، وأنه ليس لدينا خطة
او حلم أو حتى كابوس لإغلاق نهر النيل، هذا مستحيل، ولن نقلل من حصة مصر من مياه
النيل، وحتى ينتهي بناء السد سنحرص على ألا تتأثر حصة مصر من المياه.
وحول دور إسرائيل في بناء السد، قال الوزير: إنه لا يوجد دور لأي أحد في هذا المشروع
بما في ذلك إسرائيل، ولا يموله أي طرف، هذا المشروع إثيوبي خالص، ولا يمكن أن نأخذ
جزء من مياه النيل ونعطيه لإسرائيل هذه المسألة مستحيلة جغرافيا، فإسرائيل أقرب
جغرافيا إلى مصر.
وقال "نحن نعمل في هذا المشروع لإنتاج الكهرباء وسنتتج 6 آلاف ميجاوات، ولا يمكن لأحد
أيا كان أن يقول لنا ماذا علينا أن ننتج لأنفسنا، لدينا خططنا الاقتصادية، ولن
نقوم بعمل أشياء غبية ونهدر اموالنا، ومصر ستنتفع بالكهرباء المنتجة من هذا السد،
فأنتم تزرعون وتصدرون لنا المحاصيل، ونحن ننتج الكهرباء ونصدرها لكم، وهذا المشروع
لن يؤثر على أحد ولونحن لا نسأل أي أحد من الخارج ماذا ننتج، ليس الأمريكيين
، ولا الروس ولاغيرهم ولا أحد يؤثر علينا أو يضغط علينا أو يملي علينا ما نفعل،
ومصر لن تتأثر مطلقا بالسد بل ستنتفع منه، ومخاوف الشعب المصري ترجع إلى عوامل
نفسية بأكثر من كونها تستند إلى أرض الواقع.
وأضاف الوزير قائلا: ولكن ليس عليكم أن تقلقوا، والخبراء والمسئولون المصريون يعلمون
ذلك، ويدركون أنه ستكون هناك فائدة منه، لأننا نعلم أننا إذا ألحقنا الضرر بالشعب
المصري نلحق الضرر بأنفسنا، وكما أنكم تسعون لحياة أفضل لأطفالكم فنحن لدينا نفس
الهدف، نحن بشر مثلكم ولن نؤثر عليكم ولو تعاونا سنستخدم هذه الموارد ليس فقط
لبلدينا بل لكل المنطقة، وإذا لم نتعاون سنخسر وسيخسر الآخرون في المنطقة كذلك.
وردا على سؤال حول العلاقات بين البلدين حاليا وفي المستقبل قال الوزير: إن العلاقات
بين مصر وإثيوبيا في غاية الأهمية، ومصر تعد دولة مهمة جدا بالنسبة لإثيوبيا لأننا
مرتبطون مع بعضنا بعلاقات تاريخية ليست قصيرة الأجل بل طويلة تمتد عبر التاريخ
في مجالات الثقافة والأديان، كما أننا مرتبطون مع بعضنا باعتبارنا دول جيران،
والشعب المصري هم إخواننا وأشقاؤنا ونحن نقدر العلاقات مع مصر بشكل كبير ونريد أن
نرى مصر مستقرة ومزدهرة لأنها تلعب دورا مهما في إفريقيا والمنطقة.
وحول فتور العلاقات بين البلدين خلال فترة النظام السابق وكيف يقيم الاتجاه الجديد
لمصر بعد الثورة قال الوزير الإثيوبي: إن لدينا علاقات ممتازة حاليا مع مصر لكن
في الماضي كان النظام بدلا من أن يبحث عن التعاون معنا والمصلحة المشتركة لشعبينا
لم يكن يبذل أي جهد في هذا الاتجاه، ولم يكن هناك أي نوع من أنواع التعاون المشترك
الذي يعود بالمصلحلة على الشعبين المصري والإثيوبي ولهذا لم يلعب النظام السابق
دورا جيدا في تعزيز العلاقات معنا، وجعلها مفيدة لشعبينا، لكنني أرى الآن العلاقات
تسير في الاتجاه الإيجابي والصحيح، وأرى أن هناك تفهما لدى النظام الحالي لأهمية
أن تقوم العلاقات بين البلدين على أساس المنفعة المشتركة من أجل ازدهار بلدينا،
ووصف العلاقات حاليا بأنها جيدة، وقال: إنه تم الاتفاق على أن تكون هناك زيارات
متبادلة بين المسئولين بالبلدين ولكن لم تحدد حتى الآن مواعيد ثابتة لزيارة رئيس
الوزراء الإثيوبي إلى مصر.
http://gate.ahram.org.eg/NewsContent/13/71/351700/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1/%D8%B9%D8%B1%D8%A8-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%89-%D8%A5%D8%AB%D9%8A%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%A7-%D8%AA%D9%85%D8%AA%D9%84%D9%83-%D9%86%D9%87%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%8A%D9%84-.aspx#divAddComment