ريموند قبشي، مستشار الرئيس الفنزويلي تشافيز لـ"الشروق":
"الموقف العربي المتخاذل جعلني أخجل من أصولي العربية"
قال ريموند قبشي، المستشار السياسي للرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز، لـ"الشروق"، إن الموقف الإسرائيلي القاضي بطرد القائم بالأعمال الفنزويلي من تل أبيب لا يعني شيئا كثيرا بالنسبة لفنزويلا التي سحبت سفيرها في إسرائيل منذ العدوان على لبنان في 2006 ولم تعده بعد ذلك، كاحتجاج على الهمجية الإسرائيلية التي تواجه المدنيين بالقتل والتشريد.
وأوضح المستشار السياسي لتشافيز في اتصال هاتفي مع "الشروق" أن قرار طرد السفير الإسرائيلي من فنزويلا يعتبر "نتيجة حتمية لعلاقة جدلية ما بين المبادئ الثورية التي يتحلى بها الرئيس الفنزويلي تشافيز، والمبادئ الثورية العربية"، مؤكدا أن فنزويلا "مع السلم العالمي ونضال الشعوب من أجل تقرير مصيرها"، وأن ما فعلته إسرائيل في غزة يُعتبر "جريمة ضد الإنسانية".
وفي سؤال عن المبادرات التي تنوي فنزويلا القيام بها بعد قرارها القاضي بطرد السفير الإسرائيلي، قال ريموند قبشي إن فنزويلا لن تقف عند هذا القرار، وإنما يسعى الرئيس تشافيز ووزير الخارجية الفنزويلي إلى "الاتصال بالمنظمات المحلية والعالمية لتوفير المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الصامد في غزة"، كما أوضح أن فنزويلا على اتصال بالحكومات في العالم من أجل تعبئة الرأي العالمي ضد الهمجية الصهيونية وكذا للضغط على مجلس الأمن من أجل استصدار قرار فوري وملزم بوقف الاعتداء على غزة ورفع الحصار عليها.
وفيما يتعلق بالموقف العربي الرسمي، استهجن مستشار هوغو تشافيز مواقف الحكومات العربية التي لم تكن في مستوى الإرث الحضاري العربي، مشيرا إلى أنه كان قبل 51 سنة من سفره إلى فنزويلا ينتفض إذا اعتبره الفنزويليون تركيا، لأن أغلب الوافدين إلى فنزويلا وقتها كانوا يأتون بجواز سفر تركي، "وكانت تأخذني النخوة العربية فأقول لهم: أنا عربي ولست تركيا"، "ولكن ـ يقول ريموند قبشي ـ صرت أخجل اليوم من أصولي العربية بسبب الموقف الرسمي المتخاذل، بخلاف الموقف التركي المشرف الذي جعلني أتمنى لو كنت تركيا". وتمنى مستشار هوغو تشافيز السياسي أن يعود العرب إلى أيام مجدهم كما كانوا في السابق رعاة لحضارة السلام والعلم والنور والمعرفة لا حكاما متخاذلين يعجزون عن نصرة قضاياهم العادلة.