على
الرغم من التراجع الكبير في النمو الاقتصادي لدولتي الهند وباكستان، يستمر
هذان المتنافسان النوويان الرئيسيان، بالتقدم بخطى ثابتة وطموحة على مستوى
المشتريات الدفاعية لتحديث قواتهما المسلّحة، الأمر الذي يعتبره كل منهما
ضرورة ملحة للحفاظ على توازن القوى في المنطقة.
مشتريات الأسلحة في الهند
تعدّ الهند أكبر مستورد للأسلحة عالمياً إذ تسجّل وارداتها 10 بالمائة من
صادرات الأسلحة العالمية. وقد أنفقت الهند أكثر من 50 مليار دولار أميركي
لشراء الأسلحة خلال العقد الماضي، وقد أعلنت الأسبوع الماضي زيادة 5
بالمائة في ميزانية الدفاع لديها، أي بقيمة 37.45 مليار دولار أميركي.
تشمل لائحة المشريات الهندية بنادق هجومية، ومدافع رشاشة خفيفة (LMG) وبنادق قناصة وبنادق اختراقية مضادة للتحصينات والآليات.
تعمل حالياً 5 شركات أجنبية وهي كولت
(Colt)، بيريتا (Beretta) وسيغ سوير (Sig Sauer) و سيسكا (Ceska) و شركة
صناعة الأسلحة الإسرائيلية، للفوز بعقد تعاون مع مجلس مصنع المعدات الحربية
في الهند وحسم هذا المشروع الضخم الذي قد تبلغ قيمته أكثر من 5 مليار
دولار أميركي لمصلحتها.
سيتم في البداية شراء 65 ألف بندقية مباشرة
من البائع الأجنبي المختار مقابل 2.5 مليار دولار أميركي تقريباً. وسينتج
مجلس مصنع المعدات الحربية أكثر من 113 ألف بندقية بعد نيل عقد نقل
التكنولوجيا من البائع الأجنبي الذي يتم اختياره.
ويشمل أحد المشاريع الأخرى عملية شراء 44
ألف بندقية هجومية مقابل حوالي 1.6 مليار دولار أميركي، مع إجراء عملية
إنتاج تالية لـ120 ألف بندقية أخرى من قبل مجلس مصنع المعدات الحربية
بموجب عقد نقل التكنولوجيا.
وقد حثت الهند إسرائيل على تسريع توقيع عقد بقيمة 1.5 مليار دولار أميركي لتطوير نظامي صواريخ سطح- جو متطورة.
تسجّل تل أبيب مبيعات بقيمة مليار دولار
أميركي تقريباً لصالح نيو دلهي سنوياً، وتشمل الطائرات دون طيار هيرون
Heron و Searcher وهاربي (Harpy) وهاروب (Harop)، وصولاً إلى نظم الدفاع
المضادة للصواريخ باراك (Barak) ورادارات غرين باين (Green Pine) وصواريخ
Python وDerby.
ومن المتوقع أيضاً أن تحصل إسرائيل على عقد
بقيمة مليار دولار أميركي لتزويد الجيش الهندي المؤلف من 1.13 مليون جندي
بصواريخ موجهة مضادة للدبابات من الجيل الثالث.
كما ستوقع الهند أيضا عقداً بقيمة 800 مليون
دولار أميركي لشراء نظم الإنذار المبكر والتحكم – آيواكس Phalcon AWACS
الإسرائيلية المتطورة.
وبحسب مصادر في وزارة الدفاع فإنّه من
المتوقع توقيع العقد في وقت لاحق من هذه السنة، ولكن تم تأجيله حتى السنة
المالية القادمة بسبب بعض المشاكل المالية.
في المقابل لا يزال العقد المعلن عنه بين
الشركة الإيطالية أغوستا وستلاند (Agusta Westland) والهند لشراء 12 مروحية
للشخصيات المهمة جداً قيد الدراسة بعد مباشرة حكومتي البلدين تحقيقاً حول
ادعاءات رشاوى بقيمة 51 مليون دولار أميركي مرتبطة بالعقد.
كذلك يعمل سلاح الجو الهندي حالياً على
التوسع، فمع حلول العام القدم، ستشكل طائرة سي-17 (C-17) والنسخة الجوية من
صاروخ براموس (Brahmos) جزءاً من عملية التسلح، بحسب ما أعلنه قائد سلاح
الجو الهندي المشير ن.أ.ك. براون للمراسلين الصحفيين. يشار إلى أنّه سيتم
إطلاق النسخة الجوية المنتظرة من براموس في كانون الأول/ ديسمبر المقبل.
وأضاف المشير براون أنّ أوّل طائرة C-17
Globemaster ستصل إلى الهند بحلول شهر حزيران/ يونيو من السنة القادمة،
وسيتم استخدامها بشكل أساسي لعمليات النقل الاستراتيجي ونقل البضائع والفرق
إلى جانب عمليات الإغاثة البشرية.
ويخطط سلاح الجو الهندي إلى زيادة أسرابه الجوية من 34 إلى 39 سرباً خلال السنوات القليلة القادمة.
فقد وقّع سلاح الجو الهندي خلال شهر كانون
الأول/ ديسمبر الماضي على عقد لشراء 42 مقاتلة Su 30 MKI إضافية. وتم تقدير
قيمة العقد بأكثر من 10 مليار دولار أميركي، وستكون هذه المقاتلات الأولى
المجهّزة بنسخ صواريخ براموس التي يتم إطلاقها من الجو. ومن شأن هذا العقد
أن يرفع عدد مقاتلات سوخوي (Sukhoi) لدى سلاح الجو الهندي لتبلغ 272
مقاتلة.
كما سيحصل سلاح الجو الهندي بموجب عقد آخر تم توقيعه في كانون الأول/
ديسمبر 2012، على 71 مروحية Mi 17 V5، وتضاف هذه المروحيات إلى 80 مروحية
Mi 17 V5 مطلوبة من قبل.
ومن بين الـ71 مروحية جديدة التي يتم
شراؤها، سيتسلم سلاح الجو الهندي 59 مروحية، أما البقية فستتسلمها وزارة
الداخلية، وتتعدى قيمة هذا العقد 3.7 مليار دولار أميركي.
تشمل العقود التي سيتم توقيعها في المستقبل
القريب 126 مقاتلة من الجيل الجديد. وقد تم اختيار طائرة رافال (Rafale)
على هذه اللائحة ضمن العقد الذي من المتوقع أن تبلغ قيمته أكثر من 15 مليار
يورو، بالإضافة إلى 200 إلى250 مقاتلة جديدة من الجيل الخامس FGFA جديدة
من روسيا، مع العلم أنّ قيمة هذا العقد تبلغ 30 مليار دولار أميركي.
كذلك يخطط سلاح البحرية الهندي لشراء 56
مروحية مزدوجة المحرك يبلغ وزنها 4500 كلغ بالحد الأقصى، وهي قادرة على
العمل من على متن أسطح السفن الحربية مجهّزة بمنصات إطلاق صواريخ عيار 70
ملم ورشاشات عيار 12.7 ملم، بالإضافة إلى طوربيدات ومتفجرات الخاصة
بالأعماق مع حلول العام 2016.
تشكل عملية الشراء المقترحة جزءاً من التجهيز المخطط لحوالي 900 مروحية ضمن أسطول البحرية الهندي خلال العقد القادم.
لائحة المشتريات الباكستانية
تعد باكستان ثالث أكبر شارٍ للأسلحة في آسيا وقد اشترت 5 بالمائة من واردات الأسلحة العالمية في العام 2012.
فقد وقعت الشهر الماضي عقد بيع أسلحة بقيمة 220 مليون دولار أميركي ستقدم
بموجبه الدولة البلقانية، صربيا، ناقلات الجند المدرّعة والذخائر والبنادق
ومعدات الرؤية الليلية.
ووقعت باكستان أيضاً عقداً مع الصين التي
تعتبر أكبر مزوّد للأسلحة منذ شهرين لشراء مركبات بحرية مضادة للكمائن.
ستوفر شركة بولي تكنولوجيز (Poly Technologies) مركبات مضادة للكمائن ن نوع
CS/VP3 للجيش الباكستاني.
كما ستوفر أيضاً شركة تجارة السفن الصينية
(CSTC) أربع فرقاطات متعددة المهام جديدة من نوع F-22P للبحرية باكستانية
في السنة الحالية. وستزيد عملية شراء سفن حربية جديدة من قوة أسطول البحرية
الباكستاني من فرقاطات F-22P من أربعة إلى ثمانية. يشار إلى أنّ هذا العقد
سيكلف باكستان 900 مليون دولار أميركي.
ووقعت أيضاً باكستان والصين اتفاق تسوي مشترك لدبابات الزرار الباكستانية الصنع.
كذلك فإن باكستان وتركيا هما على وشك توقيع
عقد تزوّد بموجبه هافلسان، وهي استثمار لمؤسسة القوات المسلحة التركية، نظم
محاكاة وتدريب لسلاح الجو الباكستاني المؤلف من طائرات JF-17 و F-16
وC-130 و MI-17.
ويضاف إلى ذلك أن باكستان تتفاوض مع الصين
لشراء مقاتلة FC-20 المعروفة أيضاً باسم J-10. كما بنت بكين أيضاً مصنع
صواريخ بالستية متكامل بالقرب من موقع راوالبيندي العسكري لمساعدة باكستان
على تطوير صاروخها البالستي شاهين-1 المزوّد بالوقود الصلب والبالغ مداه
750 كلم.
موضوع: استمرار المنافسة التسلّحية بين الهند و الباكستان رغم الركود الاقتصادي 
الإثنين 10 يونيو 2013 - 6:34
