مقاوم مصرى
عريـــف
الـبلد : التسجيل : 30/03/2008 عدد المساهمات : 71 معدل النشاط : -6 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: كرامة الوطن على المحك الثلاثاء 13 يناير 2009 - 9:31 | | | جمال سلطان (المصريون) : بتاريخ 12 - 1 - 2009 | تعبث القوات الإسرائيلية بحدود مصر الشرقية كيفما تشاء بدون أي حذر أو قلق من رد فعل مصري غاضب أو عنيف ، فهم ـ فيما يبدو ـ مقتنعون بأن القرار السياسي المصري هذه الأيام "شاخ" وأصبح عاجزا عن امتلاك أي رد فعل سريع وجاد وقوي تجاه أي موقف ، حتى لو كان انتهاك مجاله الجوي عدة مرات في يومين متتاليين ، حتى لو كان إطلاق النار على جنوده وضباطه من قبل قوات العدو وإصابة العديد منهم داخل حدود الوطن وهدم بيوت المصريين على رؤوس أهلها ، وهي وقائع لو حدثت لدولة من جمهوريات الموز لأعلنت غضبها وأهاجت الدنيا ورفعت الأمر إلى مؤسسات دولية ، ولو على سبيل إثبات حالة أو حفظ ماء الوجه ، نشرت الوكالات أمس وأول أمس أخبار انتهاك طيران العدو للمجال الجوي المصري في سيناء مستخدمة له في العدوان على غزة ، وهو ما يرقى ـ في حال السكوت عليه ـ إلى حد الاتهام بالتواطؤ مع تحركات العدو ومجازره ضد الشعب الفلسطيني ، لأن أي عمل عدائي تجاه أي بلد في العالم ينطلق من أجواء بلد آخر يكون الأخير مسؤولا عنه بالمشاركة في الاعتداء ، وانتظرنا أن يصدر أي رد فعل مصري غاضب على الواقعة الخطيرة ، إلا أن أحدا لم يتكلم ، وتم التنبيه على الإعلام الرسمي بتجاهل الخبر تماما وبالطبع تجاهل التعليق عليه ، ولو ظل الطيران الإسرائيلي ينتهك حرمة المجال الجوي المصري ، إن بقيت له حرمة ، لأيام أخرى فلن يتكلم أحد ، ولن يغضب أحد ، الكل ابتلع لسانه ، الغضنفرات الذين أطلقوا ألسنتهم وحناجرهم وإعلامهم ومجلس شعبهم ومجلس شوراهم ضد حركة حماس بدعوى أنها أطلقت الرصاص على ضابط مصري ما أدى لمقتله ، وهي الواقعة التي ثبت زيفها بعد ذلك ، هؤلاء الأشاوس الغيارى على كرامة مصر وهيبة مصر ، صمتوا جميعا وابتلعوا الإهانة وابتلعوا ألسنتهم ، كانوا أسودا على حماس وحملانا وديعة على الصهاينة ، وحتى عندما بدأت نيران العدو تصيب أبناء الوطن وتعتدي على ضباط مصر وجنودها وأطفالها الذين أصيبوا أمس ، وحتى عندما هدم طيران العدو بيوت المصريين على رؤوس أهلها ، اضطرت الصحافة الحكومية إلى نشر الخبر ببرود أعصاب وحيادية رائعة !! ، وتناولوه كأخبار حوادث السيارات في طريق الصعيد أو الطريق الصحراوي ، ولم يصدر أي مسؤول مصري أي كلام ولو من باب الجعجعة ، واكتفى المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير حسام زكي بالقول أن السفير الإسرائيلي قام من نفسه بتقديم اعتذار عن إصابة المواطنين المصريين ، السفير الإسرائيلي طبطب عليهم وقال "معلش يا جماعة" ، مسخرة ، لم يغضب أحد في مصر لدماء أبناء الوطن التي استباحها الإجرام الصهيوني بجرأة ولا مبالاة ، كنت أتصور أن يعلن رئيس الجمهورية عن اتصاله بقيادات العدو وإبلاغهم بغضبه الشديد مما حدث ويطالب بتعهدات بمنع تكراره ، لكننا ننفخ في "قربة مخرومة" هذه الأيام ، العدو الإسرائيلي أطلقت على بعض جنوده عدة رصاصات في هضبة الجولان لم تصب أحدا على الإطلاق وإنما أصابت سيارة بخدوش طفيفة ، فأقام الدنيا ولم يقعدها وأعلن التأهب بين صفوف قواته وصعد القضية إلى الأمم المتحدة ، اعتبروها تهديدا لأمنهم القومي وإهانة لكرامتهم العسكرية ، بينما هنا في المحروسة يتبختر طيران العدو يومين متتاليين في سمائنا ويصيب جنودنا وضباطنا ويهدم البيوت على رؤوس المواطنين ، دون أن يغضب أحد وحتى دون أن يصدر تصريح رسمي أو حتى مطالبة الجانب المعتدي بتوضيح ، عادي ، الإهانة عادية جدا ، وضرب الحبيب مثل أكل الزبيب كما كان يسخر أهلنا في مصر ، أو كما قال أبو الطيب المتنبي قديما : من يهن يسهل الهوان عليه .. ما لجرح بميت إيلام .
|
http://www.almesryoon.com/ |
|