من محاسن السلطان سليم الاول استجابتة لنداء المجاهدين للغزو الصليبي في شمال افريقيا فقد كانت منطقة شمال افريقيا وخاصة الجزائر محط اطماع الاسبان بعد سقوط الاندلس .
فلم يكتف الاسبان من احتلال بلاد الاندلس و انما طمعوا في احتلال بلاد المغرب العربي كله فتصدى لهم المجاهدون من رجال القبائل الجزائرية في بداية القرن السادس عشر الميلادي فظهر المجاهد ((بابا عروج)) ويطلق علية اوروج فقاد المقاومة لهذا الاستعمار الصليبي وتمكن من اقامة حكمه على الساحل المواجه للجزيرة الخاضعة للاحتلال الاسباني و اقامة حكومة واستولى على اقاليم المغرب الاوسط و اتخذ من مدينة دلس عاصمة له الا ان البعض من الجزائريين وهم بني زيان قد هاذوا المستعمر الاسباني ضد المجاهديين و استعانوا بهم لقتال بابا عروج و المجاهدين!!
و على اثر استنجاد حكام بني زيان بالاسبان تم ارسال قوات اسبانية لحمايتهم من بابا عروج وتمكنت تلك القوات من الحاق الهزيمة بالمجاهدين وقتل قائدهم بابا عروج بعد وقوعة في الاسر عام 1518م وذلك بعد حصار مدينة تلمسان تولى امر الجهاد و المجاهدين خير الدين اخو بابا عروج و الملقب بذي اللحية الحمراء وقاد عمليات الجهاد ضد المستعمر الاسباني الذي تحالف معه بعض سكان الوطن الجزائري من الحكام من اجل الاحتفاظ بالملك .
ونظرا لضعف موقف خير الدين ذو اللحية الحمراء ومن معه من المجاهدين عسكريا استنجد بالسلطان و الخليفة العثماني سليم الاول فأرسل الية بعثة وسفارة على راسها الفقيه العالم ابو العباس احمد بن قاضى .
وكان السلطان سليم الاول قد حقق ما اراد من ضم بلاد الشام ومصر و الحجاز وحصل على لقب امير المؤمنين وخليفة المسلمين ة خادم الحرمين الشريفين فكان استنجاد المجاهدين في شمال الافريقي له امرا طبيعيا فهو حامي حمى الدين الاسلامي بالاضافة الى وجود القلائل من الانكشارية الذين ساعدوه في الوصول الى كرسي العرش .
فاستجاب السلطان سليم الاول لهذا النداء و ارسل لهم الالاف من الانكشارية و المساعادات العسكرية و اذن لمن يشاء من رعاياه في الذهاب الى الجزائر و الانضمام للمجاهدين وقرر منحهم الامتيازات الخاصة للجنود الانكشارية.
وبذلك اصبحت الجزائر تحت سيادة العثمانية منذ عام 1519 و اصبح اي اعتداء عليها اعتداء على الدولة العثمانية و اصبحت الجزائر ركيوة حربية للدولة العثمانية في شمال الافريقي في صراعها مع المستعمر الصليبي الاسباني وغيره .
و استمرت المساعدات العسكرية للمجاهدين في الجزائر و الشمال الافريقي بعد موت السلطان سليم الاول حيث استطاعت قوى الجهاد الاسلامي هناك من التصدي للغزو الصليبي .
و استطاع خير الدين في عهد سليمان القانوني من فتح تونس وهزيمة الامبراطور شارل الخامس .
المهم ان النفوذ العثماني في شمال الافريقي بدأ بعصر السلطان سليم الاول وكانت تلبيتة لنداء المجاهدين الجزائريين بوصفه خليفة المسلمين .
شكرا
المصدر من كتاب
(السلطان عبد الحميد الثاني المفترى عليه اخر السلاطين المحترمين)
تم كتابتة هذا الموضوع بكتابة يدوية