| مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ | |
|
|
التوقيت المناسب للمسابقة | من 11 ص حتى 1 م حسب توقيت مكة المكرمة | | 44% | [ 11 ] | من 11 م حتى 1 ص حسب توقيت مكة المكرمة | | 56% | [ 14 ] |
| مجموع عدد الأصوات : 25 | | التصويت مغلق |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الأربعاء 31 يوليو 2013 - 23:26 | | | حيى(عليه السلام) يحيى -عليه السلام- نبي من أنبياء بني إسرائيل، ظهرت آية الله وقدرته فيه حين خلقه، حيث كان أبوه نبي الله زكريا -عليه السلام- شيخًا كبيرًا، وكانت أمه عاقرًا لا تلد، وكان يحيى -عليه السلام- محبًّا للعلم والمعرفة منذ صغره، وقد أمره الله تعالى بأن يأخذ التوراة بجد واجتهاد، فاستوعبها وحفظها وعمل بما فيها، والتزم بأوامر الله سبحانه وابتعد عن نواهيه، قال تعالى: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيًّا} [مريم: 12]. وقد ابتعد يحيى عن لهو الأطفال، فيحكى أنه كان يسير وهو صغير إذ أقبل على بعض الأطفال وهم يلعبون فقالوا له: يا يحيى تعال معنا نلعب؛ فرد عليهم يحيى -عليه السلام- ردًّا بليغًا فقال: ما للعب خلقنا، وإنما خلقنا لعبادة الله، وكان يحيى متواضعًا شديد الحنان والشفقة والرحمة وخاصة تجاه والديه، فقد كان مثالاً للبر والرحمة والعطف بهما، قال تعالى عن يحيى: {وحنانًا من لدنَّا وزكاة وكان تقيًّا . وبرًّا بوالديه ولم يكن جبارًا عصيًّا} [مريم:13-14]. وحمل يحيى لواء الدعوة مع أبيه، وكان مباركًا يدعو الناس إلى نور التوحيد ليخرجهم من ظلمات الكفر والضلال إلى نور الإسلام، وكان شديد الحرص على أن ينصح قومه ويعظهم بالبعد عن الانحرافات التى كانت سائدة حين ذاك، وذات يوم جمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس ثم صعد المنبر، وأخذ يخطب في الناس، فقال: (إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن، وآمركم أن تعملوا بهن.. أولهنَّ أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا، فإن مثل من أشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدًا من خالص ماله بذهب أو ورق (فضة) فقال: هذه داري، وهذا عملي فاعمل وأد إليَّ، فكان يعمل ويؤدي إلى غير سيده، فأيكم يرضى أن يكون عبده كذلك ؟! وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صليتم، فلا تلتفتوا، فإن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت، وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك، فكلهم يعجب أو يعجبه ريحها، وإن ريح الصائم أطيب عند الله -تعالى- من ريح المسك، وآمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو، فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفديه منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم، وآمركم أن تذكروا الله، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سراعًا، حتى إذا أتى على حصن حصين، فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله) [الترمذي]. وكان يحيى يحب العزلة والانفراد بنفسه فكان كثيرًا ما يذهب إلى البراري والصحاري، ليعبد الله عز وجل فيها وحده، وروي أن يحيى -عليه السلام- لم يأت بخطيئة قطُّ، ولم يقبل على ذنب أبدًا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول أنا خير من يحيى بن زكريا ما هم بخطيئة ولا عملها) [أحمد] ولقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- يحيى -عليه السلام- ليلة المعراج في السماء الثانية يجلس مع عيسى بن مريم، يقول صلى الله عليه وسلم: (.... ثم صعد حتى أتى السماء الثانية فاستفتح، قيل من هذا؟ قال: جبريل.. قيل: ومن معك؟ قال: محمد، قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم.. فلما خلصت إذا بيحيى وعيسى وهما ابنا خالة، قال: هذا يحيى وعيسى فسلم عليهما، فسلمت فردَّا، ثم قالا: مرحبًا بالأخ الصالح والنبي الصالح) [البخاري] وروي أنه مات قتيلاً على يد بني إسرائيل.
يحيى بن زكريا في الإسلام
جاء في القران من قصته "يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12) وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً (13) وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّاراً عَصِيّاً (14) وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً(15)" سورة مريم. يحيى بن زكريا في القرآن ورد لفظ "يحيى" -مقصوداً به يحيى بن زكريا- 4 مرات في القرآن الكريم وهي: {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ }الأنعام85 {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً }مريم7 {يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً }مريم12 {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَوَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }الأنبياء90 فَقَدَ زكريا ابنه ثلاثةَ أيام، فخرج يلتمسه في البرية، فإذا هو قد احتفر قبراً وأقام فيه يبكي على نفسه، فقال: يا بنيّ، أنا أطلبك منذ ثلاثة أيام وأنت في قبر قد احتفرته قائم تبكي فيه؟ فقال: ياأبتِ ألستَ أنتَ من أخبرني أن بين الجنة والنار مقاماً لا يقطع إلا بدموع البكائين؟ فقال له: اِبكِ يا بني، فبكيا جميعاً. وذكروا أنه كان كثير البكاء حتى أثر البكاء في خديه من كثرة دموعه. يحيى بن زكريا هو ووالده من الأنبياء الذين يؤمن بهم المسلمون إيمانا واجبا. وقد ورد ذكر زكريا في القرآن في سورة مريم إذ كان زكريا يناجي الله أن يرزقه ولداً بعد أن طعن في السن وكانت زوجة زكريا عاقراً. وكما ذُكر في القرآن، وهبه الله يحيى بالرغم من عقم زوجته وكبرها في السن. تذكر بعض المصادر التاريخية عن يحيى بن زكريا يوحنا المعمدان أو يهيا يهانا أنه مدفون في الجامع الأموي في دمشق.
وفاته لم تذكر الكتب المدة التي عاشها نبي الله يحيى. من المعروف أنه ولد في السنة التي ولد فيها السيد المسيح، وذبح وهو في المحراب تنفيذاً لرغبة هيروديا من قبل الملك هيرودس. وذكروا في قتله أسباباً من أشهرها أن بعض ملوك ذلك الزمان بدمشق كان يريد أن يتزوج ببعض محارمه أو من لا يحل له تزوّجها، فنهاه يحيى عن ذلك، فبقي في نفسها منه، فلما كان بينها وبين الملك ما يحب منها استوهبت منه دم يحيى، فوهبه لها، فبعثت إليه من قتله وجاء برأسه ودمه في طست إليها، فيقال أنها هلكت من فورها وساعتها. وقيل: بل أحبته امرأة ذلك الملك وراسلته فأبى عليها، فلما يئست منه تحايلت في أن استوهبته من الملك، فتمنع عليها الملك، ثم أجابها إلى ذلك، فبعث من قتله وأحضر إليها رأسه ودمه في طست. ثم اختلف في مقتل يحيى بن زكريا هل كان بالمسجد الأقصى أم بغيره على قولين. فقال الثوري عن الأعمش عن شمر بن عطية قال: قتل على الصخرة التي ببيت المقدس سبعون نبياً منهم يحيى بن زكريا. وقال أبو عبيد القاسم بن سلام، حدثنا عبد الله بن صالح، عن الليث، عن يحيى ابن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال: قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيى بن زكريا يغلي، فسأل عنه فأخبروه، فقتل على دمه سبعين ألفاً فسكن وهذه كلها روايات ليست أكيدة. اختلف أهل العلم فيما إذا كان زكريا وابنه يحيى عليهما السلام قد قتلا أو ماتا موتا. ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية عن وهب بن منبه، وذكر الطبري أن فساد بني إسرائيل الأول كان بقتل زكريا، وأن فسادهم الثاني كان بقتل يحيى، وليس في قتلهما نص ثابت. وقد تكرر في القرآن ذكر قتل بني إسرائيل للأنبياء بغير حق، كما في قوله تعالى: ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ {آل عمران:112}. وفي قوله تعالى: أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ {البقرة:87}. وفي قوله تعالى: فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [البقرة:91]. ويمثل المفسرون بزكريا ويحيى. وقد نص ابن كثير في البداية والنهاية أنهما ممن قتل قبل تسليط بختنصر على بني إسرائيل، وقد ذكر أيضاً حديثاً في قتلهما، ولكنه ضعفه ونسبه إلى النكارة. ووردت عدة آثار عن الصحابة والتابعين في قتلهما ذكرها الطبري وابن كثير، والظاهر أنها مأخوذة من أهل الكتاب، ومن أصحها ما روى ابن أبي شيبة في المصنف عن عروة بن الزبير قال: ما قتل يحيى بن زكريا إلا في امرأة بغي قالت لصاحبها لا أرضى عنك حتى تأتيني برأسه، فذهب فأتاها برأسه في طست. وقال بعضهم انه رفع الى السماء استدلاً بقوله تعالى [ وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً] سورة مريم 15 ويوم يموت اي انه لم يمت بعد بل انه في السماء الثانية ذلك والله أعلم. قبر يحيى أو (يوحنا المعمدان) موجود داخل الجامع الأموي في مدينة دمشق ويؤمّه الزوار من كل مكان. وتوجد كنيسة باسمه في فلسطين تزار حتى يومنا هذا.
يحيى بن زكريا في الديانات الأخرى
يحيى بن زكريا في الصابئة المندائية يعتبر يحيى بن زكريا نبياً للصابئة المندائيين. وهو أهم أنبياء ديانة الصابئة المندائيين وآخرهم ويعتبر الشخص الذي أحيى هذه الديانة القديمة، له مكانة سامية جداً بهذه الديانة ويسمى بيهيا يهانا ويهيا يهانا مصبانا ويعني يحيى الصابئغ، لهذا النبي العظيم بديانة الصابئة كتاب بسمى تعاليم ومواعظ النبي يحيى، كما وردت فصول بكتاب ديانة الصابئة المقدسة جنزا ربا اي الكنز العظيم تلك النصوص اضافها النبي يحيى لذلك الكتاب، يعد ذلك الكتاب هو أقدم كتاب ديني سماوي حيث يجمع صحف آدم وشيث وانوش ونوح وسام وادريس، قام باعادة خطة النبي يحيى بيده وختمة بالقول.. هذا ما اوحي به الـيّ في اورشليم.
يحيى بن زكريا في المسيحية في المسيحية يوحنا المعمدان (كان يعمّد الناس أي يغسلهم في النهر للتوبة من الخطايا) وهو من عمّد يسوع المسيح. |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الأربعاء 31 يوليو 2013 - 23:27 | | | قصة يحيى عليه السلام على صلة وثيقة بقصة زكريا عليه السلام؛ إذ ذاك الشبل من هذا الأسد، وقد ذكر القرآن الحديث عن يحيى في تضاعيف الحديث عن أبيه زكريا عليهما السلام.
كان يحيى عليه السلام غلاماً ذكياً، أحكم الله عقله، وآتاه الحكم صبياً، عاشقاً للعبادة، عاكفاً في محراب العلم، محصياً لمسائل التوراة، مستجلياً لغوامضها، محيطاً بأصولها وفروعها، فيصلاً في أحكامها، قاضياً في معقولها، قوَّالاً في الحق، لا يخشى في الله لومة لائم، ولا يهاب صولة عاتٍ ظالم.
وقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: (لا ينبغي لأحد أن يقول: أنا خير من يحيى بن زكريا, قلنا: يا رسول الله! ومن أين ذاك؟ قال: أما سمعتم الله كيف وصفه في القرآن, فقال: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا} (مريم:12), فقرأ حتى بلغ: {وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، لم يعمل سيئة قط, ولم يهم بها. رواه الطبراني في الكبير والبزار.
ورد اسم النبي (يحيى) عليه السلام في القرآن الكريم ستَّ مرات، وجاء ذكره في أربع سور قرآنية: آل عمران، الأنعام، مريم، الأنبياء. وجاء الحديث الرئيس عنه في سورة مريم عليها السلام. وها نحن نتتبع ما حدثنا القرآن عنه من صفات وأخبار:
البداية في بشارة زكريا بولادة يحيى عليهما السلام، بعد أن بلغ من الكبر عتياً، ويأس من نعمة الولد، يقول تعالى: {يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى} (مريم:3)، ففضلاً عن هذه البشارة الخارقة للعادة، وما تحمله من سرور وغبطة، فقد دلت الآية الكريمة على أن هذه التسمية إنما هي من الله تعالى، ولم تكن من زكريا ولا من غيره، وفي هذا تشريف له وتكريم.
ثم بعد هذه البشارة الخارقة والتشريف الفائق، يتوجه الخطاب القرآني مباشرة إلى يحيى عليه السلام، وذلك قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة وآتيناه الحكم صبيا * وحنانا من لدنا وزكاة وكان تقيا * وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا * وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا} (مريم:12-15).
فأمر سبحانه نبيه يحيى عليه السلام بأن يأخذ الكتاب - والمراد التوراة - بجد واجتهاد، وتفهم لمعناه على الوجه الصحيح، وتطبيق ما اشتمل عليه من أحكام وآداب؛ فإن بركة العلم في العمل، وإن القوة في العمل.
ثم يمضي الخبر القرآني بتقرير بعضاً من الصفات التي منَّ الله بها على نبيه يحيى عليه السلام، وأول هذه الصفات الممنوحة فهم الكتاب، والعمل بأحكامه، وهو في سن الصبا. روى أبو نعيم، وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أُعطي الفهم والعبادة، وهو ابن سبع سنين. وجاء في رواية أخرى عنه أيضاً: قال الغلمان لـ يحيي بن زكريا عليهما السلام: اذهب بنا نلعب، فقال: أللعب خُلقنا، اذهبوا نصلي. فالمراد بـ {الحكم} في الآية: العلم النافع مع العمل به، وذلك عن طريق حفظ التوراة، وفهمها، وتطبيق أحكامها.
وثاني الصفات التي منحها سبحانه نبيه يحيى عليه السلام صفة الرحمة، حيث جعل في قلبه رحمة يعطف بها على غيره، ومنحه أيضاً طهارة في النفس، أبعدته عن ارتكاب ما نهى الله عنه، وجعلته سباقاً لفعل الخير، فكان مطيعاً لله في كل ما أمره به، وتاركاً لكل ما نهاه عنه، وجعله كثير البر بوالديه، والإحسان إليهما، وفوق ذلك، لم يكن مستكبراً متعالياً مغروراً، ولم يكن صاحب معصية ومخالفة لأمر ربه.
ويخبرنا سبحانه أيضاً عن مزيد من صفات نبيه يحيى عليه السلام بقوله: {مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين} (آل عمران:39)، تضمنت هذه الآية أربع صفات أُخر للنبي يحيى عليه السلام:
أول هذه الصفات أنه كان {مصدقا بكلمة من الله}، أي: أنه كان مصدقاً بأن عيسى عليه السلام رسول من الله، فالمراد بـ (كلمة الله) عيسى على ما ذهب إليه جمهور المفسرين؛ لأنه كان يسمى بذلك. والمعنى: أن يحيى عليه السلام كان مصدقاً بعيسى عليه السلام، ومؤمناً بأنه {رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه} (النساء:171) ومن صفات يحيى عليه السلام، أنه سيكون سيداً، أي: يفوق غيره في الشرف والتقوى، وعفة النفس، بأن يكون مالكاً لزمامها، ومسيطراً على أهوائها وشهواتها.
وثالث الصفات أنه كان حصوراً، بمعنى: أنه سيكون حابساً نفسه عن الشهوات، معصوماً عن إتيان الفواحش والمنكرات.
أما رابع الصفات وذروة سنامها، فهي أنه سيكون نبياً صالحاً. وهذه الصفة بشارة ثانية لـ زكريا عليه السلام، بأن ابنه سيكون نبيًّا من الأنبياء، الذين اصطفاهم الله؛ لتبليغ رسالته إلى الناس، ونشر دعوته.
ثم أخبر سبحانه بعد هذه الأوصاف الجميلة عن جزاء يحيى عليه السلام على فعاله النبيلة وخصاله الحميدة، بأن الله كتب له الأمن والأمان يوم ولادته، ويوم وفاته، ويوم بعثه. قال سفيان بن عيينة: أوحش ما يكون الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يولد، فيرى نفسه خارجاً مما كان فيه، ويوم يموت فيرى قوماً لم يكن عاينهم، ويوم يبعث، فيرى نفسه في محشر عظيم. قال: فأكرم الله فيها يحيى بن زكريا فخصه بالسلام عليه في هذه الأحوال الثلاثة.
وذكر بعض التفاسير قصة مقتل يحيى عليه السلام، من ذلك ما رواه الطبري عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بعث عيسى بن مريم يحيى بن زكريا، في اثني عشر من الحواريين يعلمون الناس، قال: فكان فيما نهاهم عنه، نكاح ابنة الأخ، قال: وكانت لملكهم ابنة أخ تعجبه، يريد أن يتزوجها، وكانت لها كل يوم حاجة يقضيها؛ فلما بلغ ذلك أمها، قالت لها: إذا دخلتي على الملك، فسألك حاجتك، فقولي: حاجتي أن تذبح لي يحيى بن زكريا؛ فلما دخلت عليه، سألها حاجتها، فقالت: حاجتي أن تذبح يحيى بن زكريا، فقال: سلي غير هذا! فقالت: ما أسألك إلا هذا، قال: فلما أبت عليه، دعا يحيى، ودعا بطست فذبحه، فبدرت قطرة من دمه على الأرض، فلم تزل تغلي حتى بعث الله بختنصر عليهم، فجاءته عجوز من بني إسرائيل، فدلته على ذلك الدم، قال: فألقى الله في نفسه، أن يقتل على ذلك الدم منهم حتى يسكن، فقتل سبعين ألفاً منهم، فسكن. قال الشوكاني: وقصة قتله مستوفاة في الإنجيل، واسمه فيه يوحنا، قتله ملك من ملوكهم بسبب امرأة حملته على قتله.
تصويبات حول القصة
أولاً: أخبرنا سبحانه أنه لم يسم أحداً قبل يحيى عليه السلام بهذا الاسم، بل هو أول من تسمى بهذا الاسم الجميل، قال سبحانه: {لم نجعل له من قبل سميا} (مريم:3)، هذا هو الصواب من المراد (القبلية) في هذه الآية، وقد قال بعضهم: إن المراد من الآية، أنه لم نجعل له من قبل نظيراً في السمو والمكانة، وهذا ليس بصحيح. قال الشنقيطي: وقول من قال: إن معناه: لم نجعل له سمياً، أي: نظيراً في السمو والرفعة غير صواب؛ لأنه ليس بأفضل من إبراهيم، وموسى، ونوح، عليهم السلام، فالقول الأول هو الصواب. وممن قال به: ابن عباس رضي الله عنهما، وكثير من التابعين.
ثانياً: ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد من {وآتيناه الحكم} في الآية: النبوة، قالوا: فإن قلت: كيف يصح حصول العقل والفطنة والنبوة حال الصبا؟ قلنا: إن أصل النبوة مبني على خرق العادات، إذا ثبت هذا، فلا تمنع صيرورة الصبي نبيًّا. والصحيح هنا ما تقدم من أن المراد بإيتاء {الحكم} في الآية: العلم النافع والعمل به، قال ابن كثير: أي: الفهم، والعلم، والجدَّ، والعزم، والإقبال على الخير، والانكباب عليه، والاجتهاد فيه، وهو صغير حدث السن.
ثالثاً: ذهب بعض المفسرين في قوله سبحانه: {مصدقا بكلمة من الله}، إلى أن المراد بـ(كلمة الله): كتابه، أي: أن من صفات يحيى عليه السلام أنه كان مصدقاً بكتاب الله وبكلامه؛ وذلك لأن (الكلمة) قد تطلق، ويراد منها (الكلام). والعرب تقول: ألقى فلان كلمة، أي: خطبة. بيد أن الأجود في تفسير (الكلمة) هنا ما ذهب إليه جمهور المفسرين من أن المراد بها عيسى عليه السلام؛ لأن القرآن الكريم وصف عيسى عليه السلام بأنه (كلمة الله) في أكثر من موضع، من ذلك قوله سبحانه: {وكلمته ألقاها إلى مريم}، وقوله تعالى: {إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم} (آل عمران:45).
رابعاً: ذهب بعض المفسرين إلى أن المراد من قوله سبحانه: {وحصورا} في وصف يحيى عليه السلام، أنه كان هيوباً، أو لا ذكر له، أو لا يستطيع أن يأتي النساء! وهذه الأوصاف نقيصة وعيب، لا تليق بالأنبياء عليهم السلام، وإنما المراد: أنه معصوم من الذنوب، أي: لا يأتيها، كأنه حُصر عنها. قال ابن كثير: "وقد بان لك من هذا، أن عدم القدرة على النكاح نقص، وإنما الفضل في كونها موجودة ثم قمعها: إما بمجاهدة كعيسى عليه السلام، أو بكفاية من الله عز وجل، كيحيى عليه السلام. ثم هي حق من أُقدر عليها، وقام بالواجب فيها، ولم تشغله عن ربه درجة علياء، وهي درجة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، الذي لم يشغله كثرتهن عن عبادة ربه، بل زاده ذلك عبادة، بتحصينهن، وقيامه عليهن، واكتسابه لهن، وهدايته إياهن.. والمقصود أن مَدْحَ يحيى عليه السلام بأنه (حصور)، ليس أنه لا يأتي النساء، بل معناه: أنه معصوم عن الفواحش والقاذورات..بل قد يفهم وجود النسل له من دعاء زكريا"، قال تعالى: {قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء} (آل عمران:38).
ما ترشد إليه القصة
أولاً: أن على المؤمن أن يأخذ الأمور بجدية ومسؤولية، وهذا من صفات عباد الله المؤمنين، وهذا مستفاد من قوله سبحانه: {يا يحيى خذ الكتاب بقوة}.
ثانياً: أن الله سبحانه يؤيد أنبيائه والصالحين من عباده بما يعينهم على أداء رسالة ربهم، وتبليغ دعوته إلى الناس. وهذا مستفاد من قوله تعالى: {وآتيناه الحكم صبيا}، وقوله سبحانه: {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}.
ثالثاً: أن الرحمة بالعباد، وتطهير النفس بحملها على الفضائل والخيرات، وكبح جماحها عن الشهوات والموبقات، وتقوى الله، والإحسان إلى الوالدين، وهجران المعاصي من الصفات الفاضلة التي ينبغي أن يتحلى بها العبد المؤمن، ويحرص عليها أشد الحرص، ويعمل على كسبها، وجعلها سلوكاً ممارساً في حياته اليومية. يحيي عليه السلام في الاسلام كاملة |
|
| |
Ali niss
field marshal
الـبلد : المهنة : كاتب المزاج : عصبى جدا التسجيل : 30/06/2011 عدد المساهمات : 9152 معدل النشاط : 9956 التقييم : 603 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الأربعاء 31 يوليو 2013 - 23:42 | | | تقيم للعضو anoirt90 صاحب الاجابة الاولى تقيم للعضو mi-17 صاحب الاجابة الافضل
غدا سؤال جديد انشاء الله |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 20:19 | | | في انتظار السؤال اخي علي من الان تحياتي
|
|
| |
Ali niss
field marshal
الـبلد : المهنة : كاتب المزاج : عصبى جدا التسجيل : 30/06/2011 عدد المساهمات : 9152 معدل النشاط : 9956 التقييم : 603 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 22:58 | | | |
|
| |
Ali niss
field marshal
الـبلد : المهنة : كاتب المزاج : عصبى جدا التسجيل : 30/06/2011 عدد المساهمات : 9152 معدل النشاط : 9956 التقييم : 603 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:02 | | | من هو قائد المسلمين في معركة نهاوند؟؟ |
|
| |
mi-17
المدير وزيــر الدفــاع
الـبلد : المزاج : الحمد لله التسجيل : 23/02/2013 عدد المساهمات : 43813 معدل النشاط : 58554 التقييم : 2418 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:04 | | | النعمان بن مقرن ولكنه توفي فاكمل حذيفه بن اليمان قيادتهم |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:05 | | | |
|
| |
mi-17
المدير وزيــر الدفــاع
الـبلد : المزاج : الحمد لله التسجيل : 23/02/2013 عدد المساهمات : 43813 معدل النشاط : 58554 التقييم : 2418 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:06 | | | [b style="color: rgb(84, 84, 84); font-family: Tahoma, Arial, sans-serif; font-size: 13px; line-height: 23px; text-align: justify;"] هي معركة حدثت بين المسلمين والفرس في عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واغلب الظن انها حدثت في 21هـ وحدثت المعركة في منطقة تسمى نهاوند تقع في ايران بين مدينتي حلوان وهمزان .[/b]
قام ملك الفرس "يزدجرد" بمراسلة اهل خراسان وحلوان يحرضهم ويدعوهم لشن هجمة على المسلمين في عقر دارهم وبالفعل تجمعوا وجهزوا جيش قوامة 150 الف مقاتل لقتال المسلمين , علم الصحابي سعد بن ابي وقاص قائد المسلمين في العراق انذاك بما يخطط له الفرس فارسل رجل يدعى "قريب ظفر" الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة المنوره يخبره بان الفرس يعدون للهجوم على المسلمين فسأل عمر بن الخطاب رسول سعد بن ابي وقاص - قريب ظفر - ما اسمك ؟ فقال له : قريب وسأله عمر وما اسم ابيك ؟ رد عليه :ظفر فتفاءل عمر بن الخطاب وقال : ظفر قريب ان شاء الله , وتشاور امير المؤمنين عمر بن الخطاب مع المسلمين في المدينة المنوره وارسل محمد بن مسلمة الى سعد بن وقاص ليخبره بان يجهز الناس استعداد لقتال الفرس , في ذلك الوقت كان الفرس قد عسكروا في نهاوند بجيش قوامه 150 الف مقاتل بقيادة "فيرزان " فشعر سعد بن ابي وقاص بخطورة الموقف وانطلق الى المدينة المنوره الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب فاخبره بخطوره الموقف , فصعد عمر بن الخطاب يوم الجمعة الى المنبر وخطب في المسلمين واخبرهم بخطته للاستعداد لقتال الفرس وكانت خطة امير المؤمنين عمر بن الخطاب تقضي بخروجه بجيش قوامه 30 الف مقاتل يقودهم بنفسهم ولكن المسلمين اشاروا على عمر بن الخطاب ان لا يخرج من المدينة خشية ان يهجم الفرس على المدينة عندما يعلمون بان امير المؤمنين قد خرج منها فقال لهم عمر بن الخطاب ومن تختارون لقيادة الجيش فقال المسلمون : انت اعلم منا يا امير المؤمنين فاختار عمر بن الخطاب الصحابي النعمان بن مقرن لقيادة وقال للجيش : ان استشهد النعمان بن مقرن فيكون حذيفة بن اليمان قائد الجيش وان استشهد حذيفة بن اليمان يأخذ القيادة جرير بن عبدالله ثم جهز الجيش وودعهم قائلا لهم :سيروا على بركة الله ..فانطلق الجيش نحو الفرس.
وصل جيش المسلمين الى نهاوند في بلاد فارس بجيش قوامه 30 الف مقاتل يقودهم النعمان بن مقرن وجيش الفرس قد كانوا معسكرين هناك بجيش يبلغ 150 الف مقاتل يقودهم "فيرزان " فقام قائد الفرس "فيرزان " بارسال رجل اسمه "بندار العلج " الى جيش المسلمين يخبرهم بان يرسلوا رجلا ليتفاوضوا معه فقرر قائد المسلين النعمان بن مقرن ارسال الصحابي المغيره بن شعبه وانطلق المغيره بن شعبة الى جيش الفرس ليتفاوض معهم فجلس الفرس يفاوضوه فسأله قائدهم : ماذا تريدون منا؟ قال له المغيره : نريد ان تقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فقال له قائد الفرس : واذا لم نفعل فرد علية المغيره : فان لم تفعلوا فادفعوا لنا الجزية فقال قائد الفرس : واذا لم ندفع الجزية فقال له المغيره : فاذا لم تدفعوا الجزية فخلوا بيننا وبين الناس ندعوهم الى الاسلام فقال له قائد الفرس : واذا منعناكم ؟ فرد عليه المغيرة : فبيننا وبينكم السيف فقال له قائد الفرس : إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خير وأطول الناس جوعاً وأشقى الناس شقاء وأقذر الناس قذراً وأبعدهم داراً وما منعنا ان نقاتلكم الا خوفنا من ان تتنجس سيوفنا بدمائكم . فرد عليه المغيرة بقوله تعالى " قد خاب من افترى " وانطلق المغيره بن شعبه عائدا الى جيش المسلمين واخبر قائد المسلمين النعمان من مقرن بنتيجة المفاوضات
التفت النعمان بن مقرن الى الجيش وتشاور معهم في خطة الهجوم فاشاروا عليه ان يرسل الى جيش الفرس من يناوشهم ويحرضهم للقتال- لان جيش الفرس كانوا يختبئون في حصون - فارسل النعمان بن مقرن الصحابي القعقاع بن عمرو مع بعض الفرسان المسلمين ليقوموا بمناوشة الفرس فقاموا بالمهمة على اكمل وجه وخرج الفرس من حصونهم وتواجهوا مع جيش المسلمين والتحم الجيشان وكان اول من اصيب من المسلمين هو القائد النعمان بن مقرن واستمر القتال وسقط 80 الف مقاتل من جيش الفرس في خنادق كانوا قد حفروا لايقاع المسلمين فيها ولكنهم وقعوا في فخهم وقتل منهم 80 الف مقاتل في تلك الخنادق كما قتل جيش المسلمين حوالي 30 الف منهم اما ال 40 الف الباقين فوقعوا ما بين هارب وجريح ولحقت الهزيمه بالفرس ولم علم قائد الفرس بما حل بجيشه من هزيمه هرب الى كنيسه تعبد فيها النار فوضع كافه جواهره امانة عند كاهن الكنيسه وفر هاربا ولكن القعقاع بن عمرو لحق به وقتله وجاء كاهن الكنيسة الى المسلمين واعلن اسلامه واعطاهم كافة الجواهر قائلا : هذا كله حلالا عليكم فقرر جيش المسلمين ان تكون هذه الجواهر هدية لامير المؤمنين عمر بن الخطاب ولكن عمر بن الخطاب لما وصلته هذه الهديه رفضها واودعها في بيت مال المسلمين.
دخل جيش المسلمين بلاد فارس وفتحوها رافعين رؤوسهم بالنصر الذي حققوه ولما وصل الخبر الى القائد الجريح النعمان بن مقرن فرح فرحا شديدا وقال الحمدلله الذي ابقاني حيا حتى ارى المسلمون منتصرون واسلم روحه لله تعالى وانتقل الى جوار ربه بعد ان قاتل قتال الابطال وتولى القيادة من بعده حذيفة بن اليمان .
وصل نبأ النصر الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة المنوره وقد تقرحت اجفانه من شدة السهر بانتظار اخبار الجيش ففرح فرحا شديدا بهذا النصر ولكنه بكى بكاءا شديدا عندما علم باستشهاد النعمان بن مقرن وتعتبر معركة نهاوند من اعظم المعارك ومن اعظم الفتوحات التي قام بها المسلمون رغم قلة عدد جيش المسلمين مقارنة بجيش الفرس . |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:07 | | | معركة نهاوند من المعارك الفاصلة في الفتح الإسلامي لفارس. وقعت في خلافة عمر بن الخطاب، سنة 21 هـ (642 م) وقيل سنة 18 أو 19 هـ قرب بلدة نهاوند في فارس، وانتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً بقيادة النعمان بن مقرن على الفرس الساسانيين، إلا أن النعمان قتل في المعركة. بانتصار المسلمين انتهى حكم الدولة الساسانية في إيران بعد أن دام حكمها 416 عاما.
معركة نهاوند عن السائب بن الأقرع قال : زحف للمسلمين زحف لم يُرَ مثله قط، رجف له أهل ماه وأصبهان وهمذان والري وقومس ونهاوند وأذريبجان، قال : فبلغ ذلك عمر فشاور المسلمين. فقال علي : أنت أفضلنا رأياً وأعلمنا بأهلك. فقال : لأستعملن على الناس رجلاً يكون لأول أسنّة يلقاها ،-أي أول من يتلقى الرماح بصدره ،كناية عن شجاعته- ياسائب اذهب بكتابي هذا إلى النعمان بن مُقرِّن، فليسر بثلثي أهل الكوفة، وليبعث إلى أهل البصرة، وأنت على ما أصابوا من غنيمة، فإن قُتل النعمان فحذيفة الأمير، فإن قُتل حذيفة فجرير بن عبد الله، فإن قُتل ذلك الجيش فلا أراك. لما انتصر المسلمون في القادسية على الفرس كاتب يزدجرد أهل الباب والسند وحلوان ليجتمعوا فيوجهوا ضربة حاسمة للمسلمين، فتكاتبوا واجتمعوا في نهاوند. وأرسل سعد بن أبي وقاص إلى عمر : (بلغ الفرس خمسين ومائة ألف مقاتل، فإن جاؤونا قبل أن نبادرهم الشدة ازدادوا جرأة وقوة، وإن نحن عاجلناهم كان لنا ذلك). وأرسل عمر إلى سعد محمد بن مسلمة ليخبره أن يستعد الناس لملاقاة الفرس، فغادر سعد الكوفة إلى المدينة ليخبر عمر بخطورة الموقف شفاهة، فجمع عمر المسلمين في المدينة، وخطب فيهم وشرح لهم خطورة الوضع، واستشارهم، وأشاروا عليه أن يقيم هو بالمدينة، وأن يكتب إلى أهل الكوفة فليخرج ثلثاهم لمساعدة الجيش الإسلامي وأهل البصرة بمن عندهم. ثم قال عمر : أشيروا عليّ برجل يكون أوليه ذلك الثغر غداً، فقالوا : أنت أفضل رأياً وأحسن مقدرة، فقال : أما والله لأولين أمرهم رجلاً ليكونن أول الأسنة – أي : أول من يقابل الرماح بوجهه – إذا لقيها غداً، فقيل : من يا أمير المؤمنين ؟ فقال : النعمان بن مقرن المزني، فقالوا : هو لها. ودخل عمر المسجد ورأى النعمان يصلي ،فلما قضى صلاته بادره عمر : لقد انتدبتك لعمل، فقال : إن يكن جباية للضرائب فلا، وإن يكن جهاداً في سبيل الله فنعم. وانطلق النعمان عام (21) للهجرة يقود الجيش، وبرفقته بعض الصحابة الكرام. وطرح الفرس حسك الحديد – مثل الشوك يكون من الحديد – حول مدينة نهاوند، فبعث النعمان عيوناً فساروا لايعلمون بالحسك، فزجر بعضهم فرسه فدخلت في يده حسكة، فلم يبرح الفرس مكانه، فنزل صاحبه ونظر في يده فإذا في حافره حسكة، فعاد وأخبر النعمان بالخبر، فاستشار جيشه فقال : ماترون؟ فقالوا : انتقل من منزلك هذا حتى يروا أنك هارب منهم، فيخرجوا في طلبك، فانتقل النعمان من منزله ذلك، وكنست الأعاجم الحسك فخرجوا في طلبه، فرجع النعمان ومن معه عليهم، وقد عبأ الكتائب ونظم جيشه وعدده ثلاثون ألفاً، وجعل علىمقدمة الجيش نعيم بن مقرن، وعلى المجنبتين : حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن، وعلى المجردة القعقاع بن عمرو، وعلى الساقة مجاشع بن مسعود، ونظم الفرس قواتهم تحت إمرة (الفيرزان)، وعلى مجنبتتيه (الزردق) و(بهمن جاذويه) الذي ترك مكانه ل(ذي الحاجب). اجتمع المسلمون حول نهاوند واجتمع الفرس فيها وأميرهم "الفيرزان". أرسل أحد قواد الفرس واسمه "بندار" إلى جيش المسلمين: أن أرسلوا إلينا رجلاً نكلمه، فذهب إليهم داهية المسلمين "المغيرة بن شعبة" بمنظر رهيب وشعر مسترسل طويل، فلما وصل إليهم استشار "بندار" أصحابه بأي هيئة نأذن له؟ هل بشاراتنا وملكنا وفخامتنا؟ حتى نرهبهم بقوة ملكنا أم بالتقشف حتى يزهدوا بنا ولا يطمعوا في ملكنا؟ فأشاروا عليه: بل بأفضل ما يكون من الشارة والعدة، فتهيؤوا له بأفخر الأثاث والثياب. دخل المغيرة، فقرّبوا إلى جسمه ووجهه الحراب والنيازك يلتمع منها البصر وجند "بندار" حوله كي يزيدوا المنظر رهبة، أما "بندار" فعلى سرير من الذهب وعلى رأسه تاج نفيس. قال المغيرة: فمضيت فصاروا يدفعونني ويزجرونني. فقلت: الرسل لا يُفعل بهم هذا. فقالوا: إنما أنت كلب. يقول المغيرة: فقلت: لأنا أشرف في قومي من هذا في قومه - وأشار إلى بندار -. فانتهره الجند وقالوا: اجلس. فجلس فتكلم "بندار" وتُرجم للمغيرة، ومما قاله: إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خير، وأطول الناس جوعاً، وأشقى الناس شقاءً، وأقذر الناس قذراً، وأبعدهم داراً، وما منعني أن آمر هؤلاء الأساورة حولي أن ينتظموكم بالنشّاب إلا تنجُّساً لجيفكم فإنكم أرجاس، فإن تذ قال المغيرة: فحمدت الله وأثنيت عليه ثم قلت: والله ما أخطأت من صفتنا شيئاً ولا من نعتنا، إن كنا لأبعد الناس داراً، وأشد الناس جوعاً، وأشقى الناس شقاءً، وأبعد الناس من كل خير، حتى بعث الله - عز وجل - إلينا رسوله - صلى الله عليه وسلم - فوعدنا النصر في الدنيا والجنة في الآخرة فوالله ما زلنا نتعرف من ربنا منذ جاءنا رسوله الفتح والنصر، حتى أتيناكم، وإنا والله لا نرجع إلى ذلك الشقاء أبداً حتى نغلبكم على ما في أيديكم أو نُقتل بأرضكم، وإني أرى عليكم بِزّةً وهيئة ما أرى مَن خلفي يذهبون حتى يصيبوها. قال المغيرة: فقلت في نفسي: لو جمعتُ ثيابي فوثبت وثبة فقعدت مع هذا العلج "بندار" على سريره لعله يتطير؟ قال: فوجدت غفلة فوثبت فإذا أنا معه على سريره، فصرخ "بندار" خذوه، فأخذه الجند وصاروا يطأونه بأرجلهم، فقال المغيرة: هكذا تفعلون بالرسل! فإنا لا نفعل هكذا ولا نفعل برسلكم هذا. شعر "بندار" أن المغيرة بدأ يحطم من معنويات جنده، لأنه بدأ يُظهر عزّته الذي هذّبه بها الإسلام، وظهرت سوء أخلاقيات الفرس، فأراد أن يقطع هذه المناظرة فقال: إن شئتم قطعتم إلينا، وإن شئتم قطعنا إليكم[3]. فعاد المغيرة واستشار قائد الجيش النعمان، فقال النعمان: اعبروا.. أنشب النعمان القتال يوم الأربعاء، ودام على شكل مناوشات حادة إلى يوم الخميس، والحرب سجال بين الفريقين، وكان الفرس خلالها في خنادق. وخشي المسلمون أن يطول الأمر فاستشار النعمان أصحابه، فتكلم قوم فردت آراؤهم، ثم تكلم طليحة فقال :أرى أن تبعث خيلاً مؤدبة، فيحدقوا بهم، ثم يرموا لينشبوا القتال، ويحمشوهم – أي يغضبوهم –، فإذا أحمشوهم واختلطوا بهم وأرادوا الخروج أرزوا – أي انضموا- إلينا استطراداً – أي خديعة -.. وأقر الجميع هذا الرأي فأمر النعمان القعقاع أن ينشب القتال فأنشبه، فخرج الفرس من خنادقهم، فلما خرجوا نكص القعقاع بجنده، ثم نكص ثم نكص، وخرج الفرس جميعاً فلم يبق أحد إلا حرس الأبواب ،حتى انضم القعقاع إلى الناس، والنعمان والمسلمون علىتعبيتهم في يوم جمعة في صدر النهار، وأقبل الفرس على الناس يرمونهم حتى أفشوا فيه الجراحات، والمسلمون يطلبون من النعمان الإذن بالقتال، وبقي النعمان يطلب منهم الصبر. فلما جاء الزوال وتفيأت الأفياء وهبت الرياح أمر بالقتال، كل ذلك إحياء لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان يختار هذا الوقت للقتال، وعندئذ ركب فرسه وبدأ يحرض المسلمين على القتال، ثم قال : فإن قتلت فلأمير بعدي حذيفة، وإن قتل فلان.. وعد سبعة. وكبر النعمان التكبيرة الأولى ثم الثانية، ثم قال : اللهم اعزز دينك وانصر عبادك، واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك، اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عزالإسلام، أمنوا رحمكم الله. فبكى الناس. وكبر النعمان التكبيرة الثالثة، وبدأ القتال، وأثناء تقدم القائد بدأ الفرس يتركون الساحة وزلق بالقائد فرسه من كثرة الدماء في أرض المعركة، فصرع بين سنابك الخيل، وجاءه سهم في جنبه، فرآه أخوه نعيم فسجاه بثوب، وأخذ الراية قبل أن تقع وناولها حذيفة بن اليمان فأخذها، وقال المغيرة : اكتموا مصاب أميركم حتى ننتظر ما يصنع الله فينا وفيهم ؛ لئلا يهن الناس. ولما زلق فرس النعمان به لمحه معقل بن يسار فجاءه بقليل من الماء، فغسل عن وجهه التراب، فقال النعمان : من أنت ؟ قال : أنا معقل بن يسار، قال : ما فعل الناس ؟ قال : فتح الله عليهم، قال : الحمد لله، اكتبوا بذلك إلى عمر، وفاضت روحه. ولما أظلم الليل انهزم الفرس وهربوا دون قصد فوقعوا في واد، فكان واحدهم يقع فيقع معه ستة، فمات في هذه المعركة مائة ألف أو يزيد، قتل في الوادي فقط ثمانون ألفاً، وقتل ذو الحاجب، وهرب الفيرزان، وعلم بهربه القعقاع فتبعه هو ونعيم بن مقرن فأدركاه في واد ضيق فيه قافلة كبيرة من بغال وحمير محملة عسلاً ذاهبة إلى كسرى، فلم يجد طريقاً فنزل عن دابته وصعد في الجبل ليختفي، فتبعه القعقاع راجلاً فقتله. وحزن المسلمون على موت أميرهم وبايعوا بعد المعركة أميرهم الجديد حذيفة، ودخلوا نهاوند عام 21هـ بعد أن فتحوها. |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:08 | | | هي معركة حدثت بين المسلمين والفرس في عهد امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه واغلب الظن انها حدثت في 21هـ وحدثت المعركة في منطقة تسمى نهاوند تقع في ايران بين مدينتي حلوان وهمزان . قام ملك الفرس "يزدجرد" بمراسلة اهل خراسان وحلوان يحرضهم ويدعوهم لشن هجمة على المسلمين في عقر دارهم وبالفعل تجمعوا وجهزوا جيش قوامة 150 الف مقاتل لقتال المسلمين , علم الصحابي سعد بن ابي وقاص قائد المسلمين في العراق انذاك بما يخطط له الفرس فارسل رجل يدعى "قريب ظفر" الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة المنوره يخبره بان الفرس يعدون للهجوم على المسلمين فسأل عمر بن الخطاب رسول سعد بن ابي وقاص - قريب ظفر - ما اسمك ؟ فقال له : قريب وسأله عمر وما اسم ابيك ؟ رد عليه :ظفر فتفاءل عمر بن الخطاب وقال : ظفر قريب ان شاء الله , وتشاور امير المؤمنين عمر بن الخطاب مع المسلمين في المدينة المنوره وارسل محمد بن مسلمة الى سعد بن وقاص ليخبره بان يجهز الناس استعداد لقتال الفرس , في ذلك الوقت كان الفرس قد عسكروا في نهاوند بجيش قوامه 150 الف مقاتل بقيادة "فيرزان " فشعر سعد بن ابي وقاص بخطورة الموقف وانطلق الى المدينة المنوره الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب فاخبره بخطوره الموقف , فصعد عمر بن الخطاب يوم الجمعة الى المنبر وخطب في المسلمين واخبرهم بخطته للاستعداد لقتال الفرس وكانت خطة امير المؤمنين عمر بن الخطاب تقضي بخروجه بجيش قوامه 30 الف مقاتل يقودهم بنفسهم ولكن المسلمين اشاروا على عمر بن الخطاب ان لا يخرج من المدينة خشية ان يهجم الفرس على المدينة عندما يعلمون بان امير المؤمنين قد خرج منها فقال لهم عمر بن الخطاب ومن تختارون لقيادة الجيش فقال المسلمون : انت اعلم منا يا امير المؤمنين فاختار عمر بن الخطاب الصحابي النعمان بن مقرن لقيادة وقال للجيش : ان استشهد النعمان بن مقرن فيكون حذيفة بن اليمان قائد الجيش وان استشهد حذيفة بن اليمان يأخذ القيادة جرير بن عبدالله ثم جهز الجيش وودعهم قائلا لهم :سيروا على بركة الله ..فانطلق الجيش نحو الفرس. وصل جيش المسلمين الى نهاوند في بلاد فارس بجيش قوامه 30 الف مقاتل يقودهم النعمان بن مقرن وجيش الفرس قد كانوا معسكرين هناك بجيش يبلغ 150 الف مقاتل يقودهم "فيرزان " فقام قائد الفرس "فيرزان " بارسال رجل اسمه "بندار العلج " الى جيش المسلمين يخبرهم بان يرسلوا رجلا ليتفاوضوا معه فقرر قائد المسلين النعمان بن مقرن ارسال الصحابي المغيره بن شعبه وانطلق المغيره بن شعبة الى جيش الفرس ليتفاوض معهم فجلس الفرس يفاوضوه فسأله قائدهم : ماذا تريدون منا؟ قال له المغيره : نريد ان تقولوا لا اله الا الله محمد رسول الله فقال له قائد الفرس : واذا لم نفعل فرد علية المغيره : فان لم تفعلوا فادفعوا لنا الجزية فقال قائد الفرس : واذا لم ندفع الجزية فقال له المغيره : فاذا لم تدفعوا الجزية فخلوا بيننا وبين الناس ندعوهم الى الاسلام فقال له قائد الفرس : واذا منعناكم ؟ فرد عليه المغيرة : فبيننا وبينكم السيف فقال له قائد الفرس : إنكم معشر العرب أبعد الناس من كل خير وأطول الناس جوعاً وأشقى الناس شقاء وأقذر الناس قذراً وأبعدهم داراً وما منعنا ان نقاتلكم الا خوفنا من ان تتنجس سيوفنا بدمائكم . فرد عليه المغيرة بقوله تعالى " قد خاب من افترى " وانطلق المغيره بن شعبه عائدا الى جيش المسلمين واخبر قائد المسلمين النعمان من مقرن بنتيجة المفاوضات التفت النعمان بن مقرن الى الجيش وتشاور معهم في خطة الهجوم فاشاروا عليه ان يرسل الى جيش الفرس من يناوشهم ويحرضهم للقتال- لان جيش الفرس كانوا يختبئون في حصون - فارسل النعمان بن مقرن الصحابي القعقاع بن عمرو مع بعض الفرسان المسلمين ليقوموا بمناوشة الفرس فقاموا بالمهمة على اكمل وجه وخرج الفرس من حصونهم وتواجهوا مع جيش المسلمين والتحم الجيشان وكان اول من اصيب من المسلمين هو القائد النعمان بن مقرن واستمر القتال وسقط 80 الف مقاتل من جيش الفرس في خنادق كانوا قد حفروا لايقاع المسلمين فيها ولكنهم وقعوا في فخهم وقتل منهم 80 الف مقاتل في تلك الخنادق كما قتل جيش المسلمين حوالي 30 الف منهم اما ال 40 الف الباقين فوقعوا ما بين هارب وجريح ولحقت الهزيمه بالفرس ولم علم قائد الفرس بما حل بجيشه من هزيمه هرب الى كنيسه تعبد فيها النار فوضع كافه جواهره امانة عند كاهن الكنيسه وفر هاربا ولكن القعقاع بن عمرو لحق به وقتله وجاء كاهن الكنيسة الى المسلمين واعلن اسلامه واعطاهم كافة الجواهر قائلا : هذا كله حلالا عليكم فقرر جيش المسلمين ان تكون هذه الجواهر هدية لامير المؤمنين عمر بن الخطاب ولكن عمر بن الخطاب لما وصلته هذه الهديه رفضها واودعها في بيت مال المسلمين. دخل جيش المسلمين بلاد فارس وفتحوها رافعين رؤوسهم بالنصر الذي حققوه ولما وصل الخبر الى القائد الجريح النعمان بن مقرن فرح فرحا شديدا وقال الحمدلله الذي ابقاني حيا حتى ارى المسلمون منتصرون واسلم روحه لله تعالى وانتقل الى جوار ربه بعد ان قاتل قتال الابطال وتولى القيادة من بعده حذيفة بن اليمان . وصل نبأ النصر الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة المنوره وقد تقرحت اجفانه من شدة السهر بانتظار اخبار الجيش ففرح فرحا شديدا بهذا النصر ولكنه بكى بكاءا شديدا عندما علم باستشهاد النعمان بن مقرن وتعتبر معركة نهاوند من اعظم المعارك ومن اعظم الفتوحات التي قام بها المسلمون رغم قلة عدد جيش المسلمين مقارنة بجيش الفرس . |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:10 | | | سمات شخصية القائد نعمان المقرن
النعمان بن مقرِّن قائد معركة نهاوند
ولكن التاريخ يشهد أن الجيل الذي رباه الرسول صلى الله عليه وسلم قد شهد من العبقرية أعلاها وأشملها وأكملها ومن هؤلاء، عمر بن الخطاب، وقد قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم (لم أر عبقريًا يفري فريه). الرجل المناسب في المكان المناسب: أصبح عمر خليفة بعد الصديق رضي الله عنهما، والحروب مشتعلة بين المسلمين والفرس، فبعد معركة القادسية الشهيرة، وارتحال يزدجرد آخر ملوك الفرس، يجمع المقاتلين من أرجاء مملكته كلها للمعركة الفاصلة، كان عمر متواصل هم الليل بهم النهار وهو يريد أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب، يريد أن يعين قائدًا لهذه المعركة الفاصلة، فقال لمن حوله: أشيروا علي بمن أوليه أمر الحرب. قالوا: أنت أبصر بجندك يا أمير المؤمنين. قال عمر: النعمان بن مقرِّن. فقالوا: هو لها. وكان مع الجيوش في البصرة. سبب معركة نهاوند: إن الذي هيج هذه المعركة التي قل نظيرها في تاريخ الحروب، أن المسلمين لما فتحوا الأهواز، واستولوا على دار الملك القديم من ملك كسرى، ثم فتحوا المدائن، حمي الفرس عندئذ، وحمسهم ملكهم يزدجرد، الذي تقهقر من بلد إلى بلد، حتى صار إلى أصفهان طريدًا في أسرة من قومه وأهله وماله، فكتب إلى ناحية نهاوند وما جاورها من الجبال والبلدان، فتجمعوا، وتراسلوا حتى كمل لهم من الجنود ما لم يجتمع لهم من قبل ذلك، اجتمعوا من كل فج عميق بأرض نهاوند وقالوا: إن محمدًا لم يتعرض لنا، ولا أبو بكر الذي قام بعده، وإن عمر هذا لما طال ملكه انتهك حرمتنا، وأخذ بلادنا، ولم يكفه ذلك حتى غزانا في عقر دارنا، وأخذ بيت المملكة، ولا يترككم حتى يخرجكم من بلادكم، فاقصدوهم في بلادهم. كان في الكوفة واليها عبد الله بن عبد الله بن عتبان، كتب كتابًا إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، يخبره بما فعل الفرس وما عزموا عليه من الأمر، ويشير عليه بأن المصلحة أن نقصدهم فنعاجلهم قبل أن يعاجلونا. النعمان بن مقرن قائد جيوش نهاوند: فلما سمع المسلمون بما عزم عليه المجوس، أراد عمر أن يبدأ بهم، فكتب إلى النعمان بن مقرن أن يسير بالجيوش إلى نهاوند، كل أمير على جيشه، والأمير على الناس كلهم النعمان، فإذا قتل فحذيفة بن اليمان، فإذا قتل فجرير بن عبد الله البجلي، فإذا قتل فقيس بن مكشوح. المعركة: كان جيش المجوس مئة وخمسين ألفًا، و جيش المسلمين ثلاثين ألفًا؛ على مقدمته نُعيم بن مقرن، وعلى المجنبتين حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن، وعلى المشاة القعقاع بن عمرو التميمي، وأمير الجميع النعمان. أمضى المسلمون يومهم الثلاثاء بالإعداد والاستعداد، وبعد صلاة الفجر من يوم الأربعاء، بدأ القتال في هذا اليوم، وامتد إلى يوم الخميس، والحرب بينهم سجال، والفرس في مدينة نهاوند تنظر من أعلى الحصون إلى ساحة المعركة. الفيرزان: فبعث الفيرزان أمير المجوس يطلب رجلًا من المسلمين ليكلمه، فذهب إليه المغيرة بن شعبة أحد دهاة العرب الأربعة؛ معاوية وزياد ابن أبيه وعمرو بن العاص، فرأى المغيرة الفيرزان مظهرًا من الأبهة في لباسه ومجلسه الشيء الذي يحير الأبصار، ثم تكلم الفيرزان، فاحتقر العرب، وأنهم كانوا أطول الناس جوعًا، وأقلهم دارًا وقدرًا، وقال: ما يمنع جيشي أن ينتظموكم بالنشاب إلا تنجسًا من جيفكم، فإن تعودوا نسمح لكم، وإن أبيتم قتلناكم عن آخركم. قال المغيرة: فتشهدت، وحمدت الله وصليت على نبيه صلى الله عليه وسلم وقلت: لقد كنا أسوأ حالًا مما ذكرت، حتى بعث الله رسوله، فوعدنا النصر في الدنيا، والجنة في الآخرة، وما زلنا نتعرف من ربنا النصر منذ بعث الله رسوله إلينا، وقد جئناكم في بلادكم، وإنا لن نرجع أبدًا حتى نغلبكم على بلادكم وما في أيديكم، أو نقتل في أرضكم. المشورة: فلما طال على المسلمين هذه الحال، جمع النعمان أهل الرأي بالحرب وتشاوروا في ذلك، وكيف يُخرجون الفرس من حصنهم ليلتقوا بهم في صعيد واحد على أرض المعركة. تعددت الآراء، فقال بعضهم: نهجم عليهم في حصنهم فرد عليه أحدهم قائلًا: إن حصونهم عون لهم علينا. وتكلم طليحة الأسدي وهو الذي كان يعد بألف فارس فقال: إني أرى أن تبعث سرية فتحدق بهم، ويناوشونهم بالقتال فإذا برزوا إليهم فليفروا هاربين أمامهم، فإذا لحقوا بهم هربنا أيضًا كلنا، فإنهم حينئذ لا يشكُّون في هزيمتنا، فيخرجون كلهم من حصونهم، فإذا تكامل خروجهم، رجعنا إليهم فجالدناهم حتى يقضي الله بيننا. فاستجاد الحضور هذا الرأي ونفذوه. وانطلت الحيلة على الفيرزان: أمَّر النعمان على المشاة القعقاع بن عمرو التميمي، وأمره أن يحاصروا البلد وحدهم، ويطبقوا الخطة. هجم القعقاع بمن معه على جيش المجوس، واشتبكوا معهم، ثم هرب القعقاع بمن معه حسب الخطة، فقال المجوس لبعضهم: إنها فرصة فاغتنموها، ولحقوا بهم، ففعلوا ما ظن طليحة إذ خرجوا بأجمعهم، حتى انتهوا إلى الجيش، وكان النعمان على تعبئة تامة، وذلك في صدر النهار، وكان يوم جمعة، فعزم الناس على مصادمتهم، فنهاهم النعمان، وأمرهم ألا يقاتلوا حتى تميل الشمس إلى الزوال، كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وألح الناس على النعمان في الحملة فلم يفعل، وكان رجلًا ثابتًا، قوي الشخصية، فلما كان الزوال صلى بالمسلمين وركب حصانه، وصار يقف على كل راية، ويحثهم على الصبر، ويأمرهم بالثبات، ثم رجع إلى موقفه. وتعبأت الفرس تعبئة عظيمة، واصطفوا صفوفًا هائلة في عدد وعُدد لم يُر مثلها، وألقَوا حسك الحديد وراء ظهورهم حتى لا يفروا أو يهربوا. الالتحام: أناس يخافون من الموت، يقابلون أناسًا يطلبون الموت. كبر النعمان وهز الراية، وكبر معه المسلمون ثلاث تكبيرات فزلزلت الأعاجم من ذلك ورعبوا رعبًا شديدًا. إن التكبير الذي نقوله ونسمعه، غير التكبير أمام العدو، فهم يحسبون كل صيحة عليهم، والتكبير في الحرب؛ ما هو إلا قنابل إلهية لا تصيب الجسوم حتى نرى أثرها، بل تصيب القلوب فنرى أثرها، انهزام نفسية الكافر انهزامًا معنويًا، ثم انهزامه على أرض المعركة، وهذا هو التكبير الذي كان في معارك الإسلام، ومنها هذه المعركة في هذا الموقف الرهيب، ثلاثون ألفًا يستدرجون مئة وخمسين ألفًا ليخرجوا من حصونهم، كما يستدرج الضب ليخرج من جحره، صاح النعمان: الله أكبر فصاح معه ثلاثون ألف حنجرة، كأنها ثلاثون ألف مدفع، وهز النعمان الراية ودعا: اللهم انصر المسلمين واستشهدني. راية النعمان تنقض نحو الفرس انقضاض العُقاب على الفريسة، ثم تداخلت الصفوف بعضها ببعض فاقتتلوا قتالًا لم تشهد المنطقة مثله منذ عهدها، ولم يشاهد مثله في موقف من المواقف، ولا سمع السامعون لوقعة مثلها في قتال المجوس، قتل منهم ما بين الزوال إلى الظلام ما طبق وجه الأرض دمًا، تكسرت السيوف بالسيوف والرماح بالرماح، حتى عمدوا إلى التشابك بالأيدي والفؤوس والحجارة بعد أن فنيت النبال، وصارت الأرض مزلقة الأقدام من الدم، وزلق حصان الأمير القائد النعمان، فوقع، وجاءه سهم في خاصرته فقتل، ولم يشعر به أحد سوى أخيه سويد، فغطاه بثوبه، وأخفى خبر موته ودفع الراية إلى حذيفة بن اليمان. وهزم الله المشركين، فتحولت المعركة إلى مطاردة، وكان المجوس قد قرنوا منهم ثلاثين ألفًا بالسلاسل، وحفروا حولهم خندقًا، فلما انهزموا وقعوا فيه، وفي تلك الأودية نحو من مئة ألف أو يزيدون، سوى من قتل في المعركة، ولم يفلت منهم إلا الشريد. وهرب الفيرزان، فتبعه القعقاع فقتله وخلص المسلمين من شره، ودخل المسلمون نهاوند عنوة. كان أمير المؤمنين عمر يدعو الله ليلًا ونهارًا لهم، ولما أخبر بمقتل النعمان بكى، وبكت المدينة كلها على النعمان سميت هذه الوقعة فتح الفتوح، ولم تقم بعدها للمجوس قائمة. رضي الله عن النعمان بن مقرن قائد معركة نهاوند فتح الفتوح. |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:11 | | | من ابطال وشهداء المعركة
من أبطال معركة نهاوند وشهدائها:
عمرو بن معدي كرب الزبيدي وآخرون
قال ابن الأعثم في الفتوح:2/303: «ورجعت إليهم الفرس كأنهم السباع الضارية في جموع لم يروا مثلها قبل ذلك ، فصاح عمرو بن معد يكرب: يا معاشر العرب والموالي ، ويا أهل الإسلام والدين والقرآن ! إنه لا ينبغي لكم أن يكون هؤلاء الأعاجم أصبر منكم على الحرب ، ولا أحرص منكم على الموت ، فتناسوا الأولاد والأزواج ، ولا تجزعوا من القتل فإنه موت الكرام ومنايا الشهداء .
قال: ثم نزل عمرو عن فرسه ونزل معه أبطال بني عمه ، قال: والأعاجم في الآلة والأسلحة وبين أيديهم ثلاثون فيلاً ، على كل فيل منهم جماعة من أساورة الفرس ، قال: ونظر عامة المسلمين إلى عمرو بن معد يكرب وأصحابه ، وقد ترجلوا فنزل الناس وترجلوا ، ثم تقدموا نحو الخيل والفيلة ، فلم يكن إلا ساعة من أول النهار حتى احمرت الأرض من دماء الفرس ، وقتلت الفيلة بأجمعها ، فما أفلت منها واحد .
قال: فتراجعت الفرس إلى ورائها ، وإذا بفيلة أخرى من الفرس قد أقبلت في قريب من عشرة آلاف ، بمطاردها وأعلامها ، وبين أيديهم رجل من قواد كسرى يقال له لرداود بن ادركرد ، وكان من أهل قاشان ، قال فتقدم على فيل له مزين وعلى رأسه تاج له يلمع بالجوهر ، وعن يمينه خمسة فيلة ، وعن يساره كذلك ، على كل فيل منها جماعة من أساورة الفرس .
قال: ونظر إليهم قيس بن هبيرة المرادي ، فلم يكذب أن حمل على ذلك الفيل المزين ، فضرب خرطومه ضربة وقطعه ، ثم تأخر عنه وطعنه في عينه طعنة ، فإذا الفيل تقهقر إلى ورائه حتى أنه مر بساقية فيها ماء فعثر بها وسقط عنه لرداد بن ادركرد . قال: ثم تقدم رجل من شجعان الفرس يقال له مهر بنداد بن رادان بود في قريب من ألف فارس ومهر بنداد يومئذ على فيل مزين ، وعلى رأسه تاج من الذهب مرصع بالجوهر ، وفي يده طبرزين محزق بالذهب ، والفيلة عن يمنه وشماله ، فلما وقف مهر بنداد بين الجمعين في هذا الجيش ضج المسلمون من كل ناحية ، وجعل كل قوم يحبون المبارزة والخروج إلى الحرب ، قال: فتقدم عروة بن زيد الخيل الطائي فقال: يا معشر المسلمين، إنه ليست منكم قبيلة بحمد الله إلا ولها في هذه الوقعة أثر محمود ، وقد أحببت أن تجعلوا قتال هؤلاء القوم في هذا الوقت إلينا ، فقال عمرو بن معد يكرب والمسلمون: فإنا قد أحببنا ذلك فأخرج عافاك الله وكلأك من ناره . قال: فتقدم عروة بن زيد الخيل الطائي وتقدم معه نيف على ثلاث مائة رجل من بني عمه ، حتى إذا دنا من الفرس حسر عن رأسه ثم كبر وحمل وحملت معه قبائل طئ على مهر بنداد وأصحابه ، فكان مهر بنداد أول من قتل ، ووضع المسلمون السيف في أصحابه وكانوا ألف فارس ، فأفلت منهم خمسون رجلاً أو أقل من ذلك .
قال: ووقع المسلمون في السلب فأخذوا متاعاً كثيراً من دروع وجواشن وبيض ورماح وحجف وأطواق وشنوف وقرطة وأسورة ومناطق ، وحازوا ذلك كله ، قال: وجاء الليل فحجز بين الفريقين .
فلما كان من غد وذلك في اليوم الرابع من حروبهم ، ثار القوم بعضهم إلى بعض ، وزحف أهل نهاوند في جميع عظيم حتى صافوا المسلمين ، قال: وصف المسلمون صفوفهم كما كانوا يصفونها من قبل، ودنت الخيل من الخيل والرجال من الرجال فتناوشوا ساعة ، وتقدم مرزبان من مرازبتهم يقال له النوشجان بن بادان على فيل له وقد شهره بالتجافيف المذهبة وصفرة الذهب تلمع على سواد الفيل حتى وقف بين الجمعين ، قال: ونظر إليه عمرو بن معدي كرب فتهيأ للحملة عليه ، ثم أقبل على بني عمه من زبيد فقال: ألا تسمعون ؟ فقالوا: قل يا أبا ثور ! نسمع قولك وننتهي إلى أمرك ، فقال: إني حامل على هذا الفيل وقاصد إليه ، فإن قطعت خرطومه فقد هلك وذاك الذي أريد ، وإن أخطأته ورأيتم الفرس قد حملوا علي وتكاثروا فأعينوني ، فقالوا: نفعل أبا ثور ! فاستخر الله عز وجل وتقدم . قال: فتقدم عمرو نحو الفيل الذي على ظهره النوشجان ، قال: وجعل النوشجان يرميه بالنشاب من فوق الفيل حتى جرحه جراحات كثيرة ، ونظر إليه من كان من بني عمه فخرجوا إليه ليعينوه ، وصاح النوشجان بالفرس فحملوا على عمرو وأصحابه، فاقتتل القوم وحمل عمرو من بين أيديهم فضرب خرطوم الفيل فقطعه ، وولى الفيل منهزماً ثم سقط ميتاً ، ووضع المسلمون السيف في النوشجان وأصحابه ، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة ، وقتل النوشجان فيمن قتل وانهزم الباقون بشر حالة تكون...
ونادى عمرو بن معدي كرب قال: يا معاشر المسلمين ما أشبه هذا اليوم إلا بيوم القادسية، فيا معشر بني مذحج ويا فتيان بني زبيد ويا معشر النخع ، إعلموا أن الذكر غداً بالمدينة لمن صبر اليوم، ألا فاحملوا ولا تفشلوا رحمكم الله.
قال: فما بقي أحد من بني مذحج ولا من النخع ولا من بني زبيد إلا وحمل ، ونظر إليهم عمرو وقد حملوا فحمل معهم ، فاقتتلوا ساعة حتى أزالوا الفرس عن أماكنهم ، وقتلوا منهم بشراً كثيراً .
قال: ثم أقبل جرير بن عبد الله البجلي على الناس فقال: يا معشر المسلمين إنكم قد علمتم بأن أميرنا النعمان بن مقرن قد قتل منذ ثلاثة أيام وهذا الرابع ، وهؤلاء الأعاجم كلما كسرنا لهم جيشاً زحفوا إلينا بجيش هو أعظم منه ، وقد تعلمون أن يزدجرد ملك الأعاجم قاطبة قد صار إلى أصفهان ، ولست آمن أن يبعث إليكم بجيش عظيم فيكون فيه البوار ، وهذه الشمس قد زالت كما ترون فاعلموا أنها لا تغيب إلا ونحن في جوف قلعة نهاوند إن شاء الله.. قال: فقال طليحة بن خويلد الأسدي: والله ما الرأي إلا ما رأيت يا أبا عمرو ولقد قلت قولاًويجب أن نجعلها واحدة لنا أم علينا ، فإنا لا نطيق كثرة هؤلاء القوم . قال: فقال عمرو بن معد يكرب: ويحك يا طليحة ، لا تقل علينا فإني أرجو أن تكون لنا وقلبي يشهد بذلك ، كما أنه يشهد أني مقتول في هذا اليوم ، ألا وإني حامل فاحملوا معي رحمكم الله ، فوالله لأجهدن أني لا أرجع دون أن أفتح أو أقتل .
قال: ثم نزل عمرو عن فرسه وجعل يستوثق من حزامه وثفره ولببه ، ثم استوى عليه وضرب بيده إلى الصمصامة فجعل يهزها ، قال: ثم كبر عمر وحمل وحمل معه فرسان بني مذحج على جموع الأعاجم ، فلما خالطهم عمرو عثر به فرسه فسقط إلى الأرض ، وغار فرسه وأحاطت به الفرس من كل جانب ، فلم يزل يقاتل حتى انكسرت الصمصامة في يده ، ثم ضرب بيده إلى السيف ذي النون فلم يزل يضرب به حتى انكسر في يده ، فعند ذلك علم أنه مقتول ، قال: وجعل المسلمون يحملون على الفرس فيقاتلون وليست لهم بهم طاقة لكثرة جمعهم، وحمل رجل من الفرس يقال له بهرزاد على عمرو بن معد يكرب فضربه على يافوخه، فخر عمرو صريعاً ، وتكاثرت عليه الفرس بالسيوف فقطعوه إرباً إرباً ، رحمة الله ورضوانه عليه ».
وفي الإستيعاب:3 /1202: «وقاتل يومئذ حتى كان الفتح وأثبتته الجراحات يومئذ فحُمِل فمات بقرية من قرى نهاوند يقال لها روذة ، فقال بعض شعرائهم:
لقد غادر الركبان يوم تحمّلوا****بروذة شخصاً لا جباناً ولا غمرا
فقل لزبيد بل لمذحج كلَّها****رزئتم أبا ثور قريع الوغى عمرا».
ونسب ابن حجر هذين البيتين الى دعبل الخزاعي .(الإصابة:4/572).
وفي مروج الذهب:2/324: «وقتل هنالك خلق كثير: منهم النعمان بن مقرن ، وعمرو بن معديكرب ، وغيرهما . وقبورهم إلى هذا الوقت بينة معروفة ، على نحو فرسخ من نهاوند ، فيما بينها وبين الدِّينَورِ ».
«بندسيان: من قرى نهاوند، بها قبر النعمان بن مقرن، استشهد هناك يوم نهاوند وهو أمير الجيوش. وقبر عمرو بن معدي كرب الزبيدي فيما يزعم أهلها . والمشهور أن عمرو بن معديكرب مات بروذه قرب الري». (معجم البلدان:1/499).
وفي أنساب السمعاني:3/136: «أبو ثور عمرو بن معديكرب الزبيدي شجاع العرب، استشهد بنهاوند زمن عمر . ومحمية بن جزء الزبيدي ، صاحب رسول الله(ص) ، استعمله على الأخماس » .
قيس بن المكشوح
وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب ، لكنه بجلي حليف بني مراد ، وعمرو زبيدي ، وكانت علاقتهما سيئة بسبب صراع القبيلتين ، وكان قيس مسلماً قبل خاله وأحسن تديناً . وكان النبي(ص)يعتمد عليه ، فقد كتب له ليساعد في قتل مدعي النبوة الأسود العنسي ففعل ، وكانت له أدوار بطولية وقيادية في الفتوحات ، وشارك في معركة اليرموك ، وسارع مع هاشم المرقال الى العراق فحضر القادسية وكان قائد ميسرتها ، وكان قائداً فيما بعدها من معارك .
وهو من كبار أصحاب أمير المؤمنين(ع) وقد استشهد معه في صفين .
قال الطبري:3/203: «فسار النعمان (الى نهاوند)ومعه وجوه أصحاب النبي(ص) منهم حذيفة بن اليمان ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وجرير بن عبد الله البجلي ، والمغيرة بن شعبة ، وعمرو بن معدي كرب الزبيدي ، وطليحة بن خويلد الأسدي ، وقيس بن مكشوح المرادي... ثم عبأ كتائبه وخطب الناس فقال: إن أصبت فعليكم حذيفة بن اليمان ، وإن أصيب فعليكم جرير بن عبد الله ، وإن أصيب جرير بن عبد الله فعليكم قيس بن مكشوح ، فوجد المغيرة بن شعبة في نفسه إذ لم يستخلفه ».
وفي الإستيعاب:3/1299: «قيس بن المكشوح، أبو شداد...حليف مراد ، وعداده فيهم..وهو أحد الصحابة الذين شهدوا مع النعمان بن مقرن فتح نهاوند . له ذكر صالح في الفتوحات بالقادسية وغيرها زمن عمر وعثمان ، وهو أحد الذين قتلوا الأسود العنسي ، وهم: قيس بن مكشوح ، وذادويه ، وفيروز الديلمي..
ثم قتل قيس بن مكشوح بصفين مع علي(ع) ، وكان يومئذ صاحب راية بجيلة وكانت فيه نجدة وبسالة ، وكان قيس شجاعاً فارساً بطلاً شاعراً ، وهو ابن أخت عمرو بن معدي كرب ، وكان يناقضه في الجاهلية ، وكانا في الإسلام متباغضين ، وهو القائل لعمرو بن معدي كرب:
فلو لاقيتني لاقيت قرناً****وودعت الحبائب بالسلام
لعلك موعدي ببني زبيد****وما قامعت من تلك اللئام
ومثلك قد قرنت له يديه****إلى اللحيين يمشى في الخطام
ومن خبره في صفين أن بجيلة قالت له: يا أبا شداد ، خذ رايتنا اليوم فقال: غيري خير لكم . قالوا: ما نريد غيرك . قال: فوالله لئن أعطيتمونيها لا أنتهي بكم دون صاحب الترس المذهب ! قال: وعلى رأس معاوية رجل قائم معه ترس مذهب يستر به معاوية من الشمس ، فقالوا له: إصنع ما شئت .
فأخذ الراية ثم زحف فجعل يطاعنهم حتى انتهى إلى صاحب الترس ، وكان في خيل عظيمة ، فاقتتل الناس هنالك قتالاً شديداً ، وكان على خيل معاوية عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، فشد أبو شداد بسيفه نحو صاحب الترس فعارضه دونه رومي لمعاوية ، فضرب قدم أبى شداد فقطعها ، وضربه قيس فقتله ، وأشرعت إليه الرماح ، فقتل رحمة الله تعالى عليه » .
زيد الخير بن صوحان
في مناقب آل أبي طالب:1/95: «وذكر(ص)زيد بن صوحان فقال: زيد وما زيد ! يسبقه عضو منه إلى الجنة ! فقطعت يده في يوم نهاوند في سبيل الله» .
وفي الطبقات (6/123) أنه رضي الله عنه كان يحدث قبل نهاوند أن النبي(ص) أخبره بأن يده تقطع في سبيل الله ، فشكك الأعرابي فقال له زيد: صدق الله: الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِهِ ».
ثم شارك زيد رضي الله عنه في معركي الجمل الصغرى والكبرى ، فكان مع أمير المؤمنين(ع) وأبلى بلاء حسناً واستشهد فيها ، قتله عميرة بن يثربي فارس بني ضبة ، وكان عميرة قاضي عثمان على البصرة (الطبقات:7/149) وقَتَل ثلاثة من أصحاب أمير المؤمنين(ع) هم: زيد بن صوحان العبدي ، وعلباء بن الهيثم السدوسي ، وهند بن عمرو بن جدراة الجملي. وأخذ يرتجز ويقول:
إني لمن أنكرني ابن يثربي****قاتل علباء وهند الجمليج
ثم ابن صوحان على دين علي . (أنساب الأشراف/244).
«وأخذ ابن يثربي برأس الجمل وهو يرتجز..فناداه عمار: لقد لعمري لُذْتَ بحريز ، وما إليك سبيل ! (أي احتميت بعائشة وجملها) فإن كنت صادقاً فاخرج من هذه الكتيبة إليَّ ، فترك الزمام في يد رجل من بني عدي حتى كان بين أصحاب عائشة وأصحاب علي ، فزحم الناس عماراً حتى أقبل إليه فضربه فاتقاه عمار بدرقته فأنتشب سيفه فيها، فعالجه فلم يخرج، فخرج عمار إليه لايملك من نفسه شيئاً ، فأسفَّ عمار لرجليه فقطعهما فوقع على إسته» . (وقعة الجمل للضبي/162). «ثم أخذ برجله يسحبه حتى انتهى به إلى علي(ع) ).(شرح النهج:1/259).
وفي تاريخ دمشق:43/464: «فبرز له عمار وهو ابن ثلاث وتسعين ، عليه فروة مشدودة الوسط بشريط ، حمائل سيفه نسعة، فانتقضت ركبتاه فجثى على ركبتيه فأخذه أسيراً ، فأتى به علياً(ع) ».
أبو عثمان النهدي (عبد الرحمن بن مَلّ)
في سير أعلام النبلاء:4/177: «عن أبي عثمان النهدي ، قال: أتيت عمر بالبشارة يوم نهاوند.. كان أبو عثمان النهدي يصلي حتى يغشى عليه ».
وقال ابن حبان في الثقات:5/75: «عبد الرحمن بن مَلّ ، أبو عثمان النهدي من قضاعة أدرك الجاهلية.. غزا في عهد عمر القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند وأذربيجان ، وقد قيل مات أبو عثمان النهدي سنة مائة وكان مقيماً بالكوفة ، فلما قتل الحسين بن علي(ع) انتقل منها إلى البصرة وقال: لا أسكن بلد قتل فيها بن بنت النبي(ص) ! وكان أبو عثمان يقول بلغت ثلاثين ومائة سنة ، كل شئ منى عرفت فيه النقص ، إلا أملى فإني أراه كما هو». ومعارف ابن قتيبة/426.
«قال لي سلمان الفارسي: أتعرف رامهرمز ؟ قلت: نعم . قال: إني من أهلها. قلت: ما أشد حبك لعلي! قال: كيف لا أحبه وقد سمعت رسول الله(ص)يقول: الناس من أشجار شتى، وأنا وعلي من شجرة واحدة».(أربعون منتجب الدين/35).
وروى أن النبي(ص)اعتنق علياً(ع) وأجهش بالبكاء: «قال قلت يا رسول الله ما يبكيك؟قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي! قال قلت يا رسول الله في سلامة من ديني.قال: في سلامة من دينك»(أبو يعلى:1/427، وغيره).
طليحة بن خويلد الأسدي
في تاريخ الطبري:3/220: «أن رجلاً يقال له جعفر بن راشد ، قال لطليحة وهم مقيمون على نهاوند: لقد أخذتنا خلة ، فهل بقى من أعاجيبك شئ تنفعنا به؟ فقال:كما أنتم حتى أنظر، فأخذ كساء فتقنع به غير كثير، ثم قال: البيان البيان ، غنم الدهقان في بستان،مكان أرونان.فدخلوا البستان فوجدوا الغنم مُسَمَّنة»!
وقد ترجمنا لطليحة في حروب الردة .
وكان اليهود في نهاوند
في مصنف بن أبي شيبة:8/22، ودلائل النبوة:3/838: «عن عبد الله بن سلام قال: شهدت فتح نهاوند..أصاب المسلمون سبايا من سبايا اليهود، وأقبل رأس الجالوت يفادي سبايا اليهود ، وأصاب رجل من المسلمين جارية يسرة صبيحة فأتاني فقال: لك أن تمشي معي إلى هذا الإنسان عسى أن يثمن لي بهذه الجارية ، قال: فانطلقت معه فدخل على شيخ مستكبر له ترجمان فقال لترجمانه: سل هذه الجارية هل وقع عليها هذا العربي؟قال: ورأيته غار حين رأى حسنها ، فراطنها بلسانه ففهمت الذي قال: فقلت له:أبحت بما في كتابك بسؤالك هذه الجارية على ما وراء ثيابها !فقال لي: كذبت ما يدريك ما في كتابي. قلت:أنا أعلم بكتابك منك ! قال: من هذا ؟ قالوا: عبد الله بن سلام ، قال: فانصرفت ذلك اليوم ، قال فبعث إلي رسولاً يعزمه ليأتيني، قال: وبعث إلي بدابة فانطلقت إليه لعمر الله احتساباً رجاء أن يسلم فحبسني عنده ثلاثة أيام أقرأ عليه التوراة ويبكي، وقلت له إنه والله لهو النبي الذي تجدونه في كتابكم! فقال: إني لأعرف ما تقول، قلت: فما يمنعك من الإسلام؟فإذا رجل مستكبر راغب في منزلته، فلم يسلم».
أقول: كان في ميسان والأهواز يهود ، ويظهر أن حاخامهم رأس الجالوت جاء ليشتري سبايا اليهود . ويدعي ابن سلام أنه التقى به صدفة ، وأنه دعاه الى الإسلام فلم يقبل منه . وعبد الله بن سلام لايوثق به .
معارضة عمر بن الخطاب لفتح العراق وإيران
من الثابت عند المحدثين والمؤرخين أن عمر بن الخطاب كان معارضاً لقتال المرتدين ، كما كان عمر مخالفاً لفتح العراق ، ويرى أن المثنى بن حارثة الشيباني قد ورط المسلمين بعملياته لفتح العراق ، وليته لم يفعل !
وقد صرح بذلك مبعوث عمر الى العراق جرير بن عبد الله البجلي ، عندما اختلف مع المثنى فكتب له ، كما في فتوح ابن الأعثم:1/136: «أما بعد فقد ورد كتابك عليَّ فقرأته وفهمته ، فأما ما ذكرت أنك الذي أقدمت المهاجرين والأنصار إلى حرب العدو ، فصدقت ، وليتك لم تفعل !
وأما قولك: إن المهاجرين والأنصار لحقوا ببلدهم ، فإنه لما قتل أميرهم لحقوا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وأما ما ذكرت أنك أقمت في نحر العدو فإنك أقمت في بلدك ، وبلدك أحب إليك من غيره ».
لكن رأي عمر تغير أمام الأمر الواقع الذي فرضته موجة الرغبة في الفتوحات في نفوس المسلمين التي أحدثتها البشارات النبوية لهم . فأرسل ابن أبي وقاص والياً على العراق ، وأخذ يمده بالمقاتلين لمعركة القادسية .
وكذلك كان عمر معارضاً لفتح إيران ، فقد غضب على والي البحرين العلاء بن الحضرمي ،لأنه أرسل قوات من البحرين بالسفن وبدأ بفتح إيران ، وقد أمره بالإنسحاب رغم أن قواته وصلت الى إصطخر وشيراز .
بل حكم عليه عمر بأنه لم يرد الله بعمله ، وأنه عرَّض المسلمين للخطر وأمره بالإنسحاب، وعاقبه فجعله تحت إمرة سعد بن أبي وقاص الذي يكرهه !
وقد علل عمر معارضته لفتح إيران ، بأن ما في أيدي المسلمين يكفيهم .
قال الطبري:3/176: «قال عمر: حسبنا لأهل البصرة سوادهم والأهواز . وددت أن بيننا وبين فارس جبلاً من نار ، لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم . كما قال لأهل الكوفة: وددت أن بينهم وبين الجبل جبلاً من نار ، لا يصلون إلينا منه ولا نصل إليهم . وكان العلاء بن الحضرمي على البحرين أزمان أبي بكر ، فعزله عمر ، وجعل قدامة بن المظعون مكانه » !
وهذا الموقف لعمر تلاحظه طوال خلافته ، وفي كل مراحل فتح إيران ، قبل معركة جلولاء وتستر ونهاوند وبعدها ، بل حتى بعد فتح خراسان !
لكن الواقع الميداني على الأرض فرض نفسه عليه ، وجرت المعارك بخير في العراق فرضي بها عمر، ومع ذلك كان يؤكد أمره أن لا يتوغلوا داخل إيران!
وقد أجاز لنفسه هاشم المرقال الشيعي قائد معركة جلولاء ، التوغل لمطاردة الجيش الفارسي ، فقاد هو وحجر بن عدي وجرير ، فتح حلوان وغيرها .
وفي هذه المدة كان علي(ع) وبعض الصحابة ، خاصة الأحنف بن قيس يعملون لإقناع عمر بخطأ رأيه ، ويُقَوُّون قلبه ، حتى سمح بالإنسياح في إيران على مضض ، وأرسل الأحنف لفتح خراسان ، ومطاردة يزدجرد .
قال الطبري:3/246:« لما قدم على عمر فتح خراسان قال: لوددت أن بيننا وبينها بحراً من نار ! فقال علي: وما يشتد عليك من فتحها ، فإن ذلك لموضع سرور ».
وفي فتوح ابن الأعثم:2/320: «كتب إلى أبي موسى: أما بعد فقد ورود عليَّ كتابك يخبرني بما فتح الله على يديك من أرض فارس وكرمان ، وأنك تريد التقدم إلى بلاد خراسان ، فمهلاً أبا موسى في ذلك ، فانظر إذا ورد عليك كتابي هذا ، فول على كل بلد مما فتح الله عز وجل على يديك رجلاً يرتضيه المسلمون ، وارجع إلى البصرة فأقم بها ، وذر عنك خراسان فلا حاجة لنا بها .
يا ابن قيس مالنا ولخراسان ومالخراسان ولنا؟!ولوددت أن بيننا وبين خراسان جبالاً من حديد ، وبحاراً ، وألف سد ، كل سد مثل سد يأجوج ومأجوج .
قال فقال له علي بن أبي طالب كرم الله وجهه: ولم ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: لأنها أرض بعدت عنا جداً ، ولا حاجة لنا بها .
فقال علي: فإن كانت قد بعدت عنك خراسان ، فإن لله عز وجل مدينة بخراسان يقال لها مرو ، أسسها ذو القرنين وصلى بها عزير ، أرضها فياحة..
ثم حدثه عن مدن خراسان وما يجري عليها فقال عمر: يا أبا الحسن ! لقد رغبتني في فتح خراسان » !
وقال الطبري:3/135: «وكتبوا إلى عمر بفتح جلولاء وبنزول القعقاع حلوان ، واستأذنوه في اتباعهم فأبى وقال: لوددت أن بين السواد وبين الجبل سداً لا يخلصون إلينا ولا نخلص إليهم ! حسبنا من الريف السواد . إني آثرت سلامة المسلمين على الأنفال» .
وقال ابن مسكويه في تجارب الأمم:1/364: «وكوتب عمر بفتح جلولاء ونزول القعقاع حلوان واستأذنوه في اتباعهم ، فقال: وددت أن بين السواد وبين الجبل سداً من نار ، لا يخلصون إلينا ولا نخلص إليهم، حسبنا من الريف السواد» !
وفي تاريخ الطبري:3/182و184، أن الأحنف شارك في معركة فتح تستر ، وجاء بالهرمزان مع وفد الى عمر ، وقال له: «يا أمير المؤمنين إنك نهيتنا عن الإنسياح في البلاد ، وأمرتنا بالإقتصار على ما في أيدينا ، وإن مَلِك فارس حيٌّ بين أظهرهم ، وإنهم لا يزالون يساجلوننا ما دام مَلكهم فيهم ، ولم يجتمع ملكان فاتفقا حتى يخرج أحدهما صاحبه ، وقد رأيت أنا لم نأخذ شيئاً بعد شئ إلا بانبعاثهم ، وأن ملكهم هو الذي يبعثهم ، ولا يزال هذا دأبهم حتى يأذن لنا في السيح في بلادهم ، حتى نزيله عن فارس ونخرجه من مملكته وعز أمته، فهنالك ينقطع رجاء أهل فارس ويربطوا جأشاً . فقال صدقتني والله وشرحت لي الأمر عن حقه ، ونظر في حوائجهم وسرحهم وقدم الكتاب على عمر باجتماع أهل نهاوند ، وانتهاء أهل مهرجانقذق وأهل كور الأهواز إلى رأي الهرمزان ومشيئته ، فذلك كان سبب إذن عمر لهم في الإنسياح».
فلاحظ هذه النصوص التي تروي تشدد عمر في منع المسلمين من فتح إيران ، من سنة خمسة عشر حتى سنة إحدى وعشرين ، حيث بعث الأحنف !
لذلك لا يصح القول إن عمر قد فتح العراق وإيران ، بل يجب القول إن المسلمين فتحوها بفعل الموجة النبوية والبشارة النبوية لهم ، وقد رضخ عمر للأمر الواقع .
كما يجب القول إن علياً(ع) والأحنف بن قيس كانا أول المحرضين على فتح إيران.
الأحنف بن قيس رائد فتح خراسان
روى الطبري:3/188، أن البعض: «قالوا أذن عمر في الإنسياح سنة سبعة عشر في بلاد فارس وانتهى في ذلك إلى رأي الأحنف بن قيس وعرف فضله وصدقه، وفرق الأمراء والجنود ، وأمَّر على أهل البصرة أمراء ، وأمر على أهل الكوفة أمراء ، وأمر هؤلاء وهؤلاء بأمره ، وأذن لهم في الإنسياح سنة سبع عشرة فساحوا في سنة ثمان عشرة... فخرجوا في سنة سبع عشرة فعسكروا ليخرجوا إلى هذه الكور ، فلم يستتب مسيرهم حتى دخلت سنة ثمان عشرة ».
والصحيح ما قاله الطبري:3/244: «وفي هذه السنة(إحدى وعشرين) غزا الأحنف بن قيس في قول بعضهم خراسان ، وحارب يزدجرد...
فلما دنا الأحنف من مرو الشاهجان خرج منها يزدجرد نحو مرو الروذ ، حتى نزلها ، ونزل الأحنف مرو الشاهجان ، وكتب يزدجرد وهو بمرو الروذ إلى خاقان يستمده ، وكتب إلى ملك الصغد يستمده ، فخرج رسولاه نحو خاقان وملك الصغد ، وكتب إلى ملك الصين يستعينه .
وخرج الأحنف من مرو الشاهجان ، واستخلف عليها حارثة بن النعمان الباهلي ، بعد ما لحقت به أمداد أهل الكوفة ، على أربعة أمراء: علقمة بن النضر النضري ، وربعي بن عامر التميمي، وعبد الله بن أبي عقيل الثقفي، وابن أم غزال الهمداني. وخرج سائراً نحو مرو الروذ ، حتى إذا بلغ ذلك يزدجرد خرج إلى بلخ (في أفغانستان) ونزل الأحنف مرو الروذ ، وقدم أهل الكوفة فساروا إلى بلخ ، وأتبعهم الأحنف فالتقى أهل الكوفة ويزدجرد ببلخ ، فهزم الله يزدجرد ، وتوجه في أهل فارس إلى النهر ، فعبر ولحق الأحنف بأهل الكوفة ، وقد فتح الله عليهم . فبلخ من فتوح أهل الكوفة .
وتتابع أهل خراسان ممن شذ أو تحصن على الصلح فيما بين نيسابور إلى طخارستان ، ممن كان في مملكة كسرى.. وعاد الأحنف إلى مرو الروذ فنزلها ، واستخلف على طخارستان ربعي بن عامر..
وكتب الأحنف إلى عمر بفتح خراسان فقال: لوددت أني لم أكن بعثت إليها جنداً ، ولوددت أنه كان بيننا وبينها بحر من نار ! فقال علي: ولمَ يا أمير المؤمنين؟ قال لأن أهلها سينقضون منها ثلاث مرات فيحتاجون في الثالثة ، فقال: أن يكون ذلك بأهلها ، أحب إلي من أن يكون بالمسلمين...
وكتب عمر إلى الأحنف: أما بعد فلا تجوزن النهر واقتصر على ما دونه ، وقد عرفتم بأي شئ دخلتم على خراسان ، فداوموا على الذي دخلتم به خراسان يدم لكم النصر ، وإياكم أن تعبروا فتنفضوا .
ولما بلغ رسولا يزدجرد خاقان وغوزك ، لم يستتب لهما إنجاده حتى عبر إليهما النهر مهزوماً ، وقد استتب فأنجده خاقان والملوك ترى على أنفسها إنجاد الملوك ، فأقبل في الترك وحشر أهل فرغانة والصغد ، ثم خرج بهم وخرج يزدجرد راجعاً إلى خراسان حتى عبر إلى بلخ ، وعبر معه خاقان ، فأرز أهل الكوفة إلى مرو الروذ إلى الأحنف ، وخرج المشركون من بلخ حتى نزلوا على الأحنف بمروالروذ ، وكان الأحنف حين بلغه عبور خاقان والصغد نهر بلخ غازياً له ، خرج في عسكره ليلاً يتسمع هل يسمع برأي ينتفع به ، فمر برجلين ينقيان علفاً ، إما تبناً وإما شعيراً ، وأحدهما يقول لصاحبه لو أن الأمير أسندنا إلى هذا الجبل فكان النهر بيننا وبين عدونا خندقاً ، وكان الجبل في ظهورنا من أن نؤتى من خلفنا ، وكان قتالنا من وجه واحد رجوت أن ينصرنا الله .
فرجع واجتزأ بها وكان في ليلة مظلمة ، فلما أصبح جمع الناس ثم قال: إنكم قليل وإن عدوكم كثير ، فلا يهولنكم ، فكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله ، والله مع الصابرين . إرتحلوا من مكانكم هذا فأسندوا إلى هذا الجيل ، فاجعلوه في ظهوركم واجعلوا النهر بينكم وبين عدوكم ، وقاتلوهم من وجه واحد ، ففعلوا ، وقد أعدوا ما يصلحهم ، وهو في عشرة آلاف من أهل البصرة وأهل الكوفة نحو منهم . وأقبلت الترك ومن أجلبت حتى نزلوا بهم فكانوا يغادرونهم ويراوحونهم ، ويتنحون عنهم بالليل ما شاء الله.
وطلب الأحنف علم مكانهم بالليل فخرج ليلة بعد ما علم علمهم طليعة لأصحابه ، حتى كان قريباً من عسكر خاقان فوقف ، فلما كان في وجه الصبح خرج فارس من الترك بطوقه وضرب بطبله، ثم وقف من العسكر موقفاً يقفه مثله ، فحمل عليه الأحنف فاختلفا طعنتين فطعنه الأحنف فقتله.. ثم انصرف الأحنف إلى عسكره ، ولم يعلم بذلك أحد منهم ، حتى دخله واستعد . وكان من شيمة الترك أنهم لا يخرجون حتى يخرج ثلاثة من فرسانهم كهؤلاء كلهم يضرب بطبله ، ثم يخرجون بعد خروج الثالث فخرجت الترك ليلتئذ بعد الثالث فأتوا على فرسانهم مقتلين ، فتشاءم خاقان وتطير ، فقال قد طال مقامنا وقد أصيب هؤلاء القوم بمكان لم يصب بمثله قط ! مالنا في قتال هؤلاء القوم من خير ، فانصرفوا بنا . فكان وجوههم راجعين وارتفع النهار للمسلمين ولا يرون شيئاً ، وأتاهم الخبر بانصراف خاقان إلى بلخ ، وقد كان يزدجرد بن شهريار بن كسرى ترك خاقان بمرو الروذ وخرج إلى مرو الشاهجان ، فتحصن منه حارثة بن النعمان ومن معه فحصرهم واستخرج خزائنه من موضعها ، وخاقان ببلخ مقيم .
فقال المسلمون للأحنف: ما ترى في اتباعهم؟فقال: أقيموا بمكانكم ودعوهم. ولما جمع يزدجرد ما كان في يديه مما وضع بمرو فأعجل عنه ، وأراد أن يستقل به منها ، إذ هو أمر عظيم من خزائن أهل فارس ، وأراد اللحاق بخاقان فقال له أهل فارس: أي شئ تريد أن تصنع؟ فقال: أريد اللحاق بخاقان فأكون معه أو بالصين . فقالوا له: مهلاً فإن هذا رأى سوء ، إنك إنما تأتي قوماً في مملكتهم وتدع أرضك وقومك ، ولكن ارجع بنا إلى هؤلاء القوم فنصالحهم فإنهم أوفياء وأهل دين وهم يلون بلادنا ، وإن عدواً يلينا في بلادنا أحب إلينا مملكة عدو يلينا في بلاده ، ولا دين لهم ولا ندري ما وفاؤهم !
فأبى عليهم وأبو عليه فقالوا: فدع خزائننا نردها إلى بلادنا ومن يليها ولا نخرجها من بلادنا إلى غيرها ، فأبى فقالوا: فإنا لا ندعك !
فاعتزلوا وتركوه في حاشيته ، فاقتتلوا فهزموه وأخذوا الخزائن واستولوا عليها ونكبوه ، وكتبوا إلى الأحنف بالخبر فاعترضهم المسلمون ، والمشركون بمرو يثفنونه فقاتلوه وأصابوه في آخر القوم ، وأعجلوه عن الأثقال ومضى موائلاً حتى قطع النهر إلى فرغانة والترك ، فلم يزل مقيماً زمان عمر كله يكاتبهم ويكاتبونه..
وأقبل أهل فارس على الأحنف فصالحوه وعاقدوه ، ودفعوا إليه تلك الخزائن والأموال ، وتراجعوا إلى بلدانهم وأموالهم على أفضل ما كانوا في زمان الأكاسرة ، فكانوا كأنما هم في ملكهم إلا أن المسلمين أوفى لهم وأعدل عليهم ، فاغتبطوا وغبطوا. وأصاب الفارس يوم يزدجرد كسهم الفارس يوم القادسية...وأقبل الأحنف حتى نزل بلخ، ونزل أهل الكوفة في كورها الأربع ، ثم رجع إلى مرو الروذ فنزل بها ، وكتب بفتح خاقان ويزدجرد إلى عمر ، وبعث إليه بالأخماس ، ووفَّد إليه الوفود ...
ولما وقع الرسول بالفتح والوفد بالخبر ومعهم الغنائم ، بعمر بن الخطاب من قبل الأحنف ، جمع الناس وخطبهم وأمر بكتاب الفتح فقرئ عليهم ، فقال في خطبته: فالحمد لله الذي أنجز وعده ونصر جنده ، ألا إن الله قد أهلك ملك المجوسية وفرق شملهم، فليسوا يملكون من بلادهم شبراً يضر بمسلم. ألا وإن الله قد أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم لينظر كيف تعملون».
قال البلاذري:2/503: «جمع أهل طخارستان للمسلمين فاجتمع أهل الجوزجان والطالقان والفارياب ومن حولهم، فبلغوا ثلاثين ألفاً.. وخرج ليلاً فسمع أهل خباء يتحدثون ورجلاً يقول: الرأي للأمير أن يسير إليهم فيناجزهم حيث لقبهم. فقال رجل يوقد تحت خزيره أو يعجن: ليس هذا برأي ! ولكن الرأي أن ينزل بين المرغاب والجبل ، فيكون المرغاب عن يمينه والجبل عن يساره ، فلا يلقى من عدوه وإن كثروا إلا مثل عدة أصحابه . فرأى ذلك صواباً ففعله . وهو في خمسة آلاف من المسلمين: أربعة آلاف من العرب وألف من مسلمي العجم ، فالتقوا ، وهز رايته وحمل وحملوا ، فقصد ملك الصغانيان للأحنف فأهوى له بالرمح ، فانتزع الأحنف الرمح من يده ، وقاتل قتالاً شديداً فقتل ثلاثة ممن معهم الطبول منهم، كان يقصد قصد صاحب الطبل فيقتله ، ثم إن الله ضرب وجوه الكفار ، فقتلهم المسلمون قتالاً ذريعاً..
وقال: يا بني تميم ، تحابوا وتباذلوا تعتدل أموركم، وابدؤوا بجهاد بطونكم وفروجكم يصلح لكم دينكم ، ولا تَغُلُّوا يسلم لكم جهادكم.. ثم كروا فهزموا الكفرة ، وفتحوا الجوزجان عنوة ».
وفي فتوح البلاذري:3/502: «ووجه عبد الله بن عامر الأحنف بن قيس نحو طخارستان ، فأتى الموضع الذي يقال له قصر الأحنف ، وهو حصن من مرو الروذ ، وله رستاق عظيم يعرف برستاق الأحنف.. فحصر أهله فصالحوه على ثلاث مئة ألف ، فقال الأحنف: أصالحكم على أن يدخل رجل منا القصر فيؤذن فيه ويقيم فيكم حتى انصرف فرضوا . ومضى الأحنف إلى مرو الروذ فحصر أهلها ، وقاتلوه قتالاً شديداً فهزمهم المسلمون فاضطروهم إلى حصنهم . وكان المرزبان من ولد باذام صاحب اليمن أو ذا قرابة له ، فكتب إلى الأحنف: إنه دعاني إلى الصلح إسلام باذام . فصالحه على ستين ألفاً » .
وفي فتوح البلاذري:3/503: «وفتح الأحنف الطالقان صلحاً، وفتح الفارياب».
وفي فتوح ابن الأعثم:2/340: «ذكر فتح مرو الروذ وبلخ على يد الأحنف بن قيس...فاستدعى عبد الله بن عامر الأحنف بن قيس وقال له: يا أبا بحر ، لقد اقترب موسم الحج ، وإني عازم على أداء هذه الفريضة ، وإني أعرف أحوال رجال العرب الذين هم معي ، ولكنني اخترتك للنيابة عني في إمارة خراسان فيجب عليك أن ترعى شؤون الإمارة وأحوال الناس بأحسن وجه ممكن ، كما هو معهود فيك من الكفاءة وحسن السيرة . ثم جمع عبد الله الأموال وانطلق نحو الحج . وإذ علم أهل مرو والطالقان بعودة عبد الله بن عامر ، اجتمعوا وأعدوا ثلاثين ألف مقاتل ، فاتصل الخبر بالأحنف فجمع قواته واستعد للحرب وتوجه نحو الذين نقضوا العهد ، ونزل في مكان يبعد فرسخين اثنين عن مرو الروذ حيث يعرف بقصر الأحنف ، وأما جيش مرو الروذ والطالقان فقد اتجهوا إلى الميدان للحرب ، ولما التقى الجيشان حمل عليهم الأحنف بن قيس مع جماعته وهم يكبرون ، وقد تمكن الأحنف من إصابة ثلاثة من القواد ، أصحاب الاعلام برمحه ، ولما رأى الكفرة ذلك انهزموا لا يلوون على شئ فتعقبهم المسلمون يقتلونهم ويأسرون منهم وقد غنموا غنائم ، فما كان من الأحنف إلا أن حمد الله تعالى على هذا الفتح المبين .
ثم انطلق إلى بلخ ونزل على إحدى بواباتها وأقام معسكرا هناك ، ولما رأى ملك بلخ جيش المسلمين على تلك الحال ، امتلأ قلبه رعباً فأرسل إلى الأحنف شخصاً يطلب الصلح فأجابه الأحنف إلى ذلك وصالحه على أربع مائة ألف درهم نقداً وكل عام يدفع مئة ألف درهم ، وخمس مائة حمل من القمح ، وأخرى من الشعير . قال: وجعل الأحنف يفتح بلداً بلداً ، ورستاقاً رستاقاً ، ويدور ما قدر عليه من بلاد خراسان ، ويجبي أموالها ويحمل خمس ذلك إلى عثمان بن عفان . قال: فكان الأحنف على طوائف خراسان مما كان دون نهر بلخ وعبد الرحمن بن سمرة ببلاد سجستان».
وفي فتوح البلاذري:2/383: «ووجه عمر بن الخطاب عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى إصبهان سنة ثلاث وعشرين.. ففتح عبد الله بن بديل جي صلحاً بعد قتال على أن يؤدى أهلها الخراج والجزية ، وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم ، خلا ما في أيديهم من السلاح . ووجه عبد الله بن بديل الأحنف بن قيس وكان في جيشه ، إلى اليهودية (قرب أصفهان) فصالحه أهلها على مثل ذلك الصلح... وأصح الأخبار أن أبا موسى فتح قم وقاشان ، وأن عبد الله بن بديل فتح جي واليهودية».
وفي معجم البلدان: 4/397: «قُم: بالضم وتشديد الميم ، وهي كلمة فارسية.. وهي مدينة مستحدثة إسلامية لا أثر للأعاجم فيها ، وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري.. قال البلاذري: لما انصرف أبو موسى من نهاوند إلى الأهواز فاستقراها ثم أتى قم فأقام عليها أياماً وافتتحها ، وقيل: وجه الأحنف بن قيس فافتتحها عنوة وذلك في سنة 23 للهجرة .
وذكر بعضهم أن قم بين أصبهان وساوة ، وهي كبيرة حسنة طيبة وأهلها كلهم شيعة إمامية ، وكان بدء تمصيرها في أيام الحجاج بن يوسف سنة83 ، وذلك أن عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس، كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه وكان في عسكره سبعة عشر نفساً من علماء التابعين من العراقيين، فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزماً ، كان في جملته إخوة يقال لهم: عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم ، وهم بنو سعد بن مالك بن عامر الأشعري، وقعوا إلى ناحية قم ، وكان هناك سبع قرى اسم إحداها كمندان.. واستوطنوها واجتمع إليهم بنو عمهم ، وصارت السبع قرى سبع محال بها ، وسميت باسم إحداها وهي كمندان ، فأسقطوا بعض حروفها فسميت بتعريبهم قماً ، وكان متقدم هؤلاء الإخوة عبد الله بن سعد ، وكان له ولد قد ربي بالكوفة فانتقل منها إلى قم ، وكان إمامياً فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط .
ومن ظريف ما يحكى: أنه وليَ عليهم والٍ وكان سنياً متشدداً فبلغه عنهم أنهم لبغضهم الصحابة الكرام ، لا يوجد فيهم من إسمه أبو بكر قط ولا عمر، فجمعهم يوماً وقال لرؤسائهم: بلغني أنكم تبغضون صحابة رسول الله(ص)، وأنكم لبغضكم إياهم لا تسمون أولادكم بأسمائهم، وأنا أقسم بالله العظيم لئن لم تجيئوني برجل منكم إسمه أبو بكر أو عمر ، ويثبت عندي أنه اسمه ، لأفعلن بكم ولأصنعن ! فاستمهلوه ثلاثة أيام وفتشوا مدينتهم واجتهدوا ، فلم يروا إلا رجلاً صعلوكاً حافياً عارياً أحول، أقبح خلق الله منظراً إسمه أبو بكر ، لأن أباه كان غريباً استوطنها فسماه بذلك ، فجاؤوا به ، فشتمهم وقال: جئتموني بأقبح خلق الله تتنادرون علي ، وأمر بصفعهم ! فقال له بعض ظرفائهم: أيها الأمير إصنع ما شئت ، فإن هواء قم لا يجئ منه من اسمه أبو بكر أحسن صورة من هذا ! فغلبه الضحك وعفا عنهم » .
ملاحظات على دورالأحنف في فتح إيران
1.لاحظت أن عمر بن الخطاب كان كارهاً لفتح إيران وخاصة خراسان ومطاردة يزدجرد ، وأنه رضي بذلك على مضض بسبب ضغط المسلمين علىه . وأن علياً(ع) والأحنف بن قيس كان له دور في إقناع عمر ، ثم كان الأحنف وزملاؤه من شيعة علي(ع) أهم القادة الميدانيين في فتح إيران !
ومن الملفت أن أول قادة فتح خراسان المؤثرين كان الأحنف بن قيس ، وآخرهم كان عبد الله بن جعدة بن هبيرة المخزومي ، وهو ابن أم هاني أخت أمير المؤمنين(ع) ، وقد أرسله(ع) بعد معركة الجمل ، لاستكمال فتح خراسان وتثبيت ما فتح منها .
2.نلاحظ أن الأحنف عمل في فتح إيران وأفغانستان أكثر من خمسة عشر عاماً من سنة 21، وعلى قول سنة 17من خلافة عمر وعثمان . فهو الذي بدأ فتحها وطارد الشاه وهزمه ، وهو الذي أعاد إخضاع مدن عديدة ، نقضت الصلح مع المسلمين. ثم كان نائباً لوالي خراسان الأموي ابن عامر الذي نصبه عثمان والياً.
3. تحدثت المصادر عن قادة كان لهم أدوار مهمة في حركة الفتوحات الإسلامية في إيران وغيرها ، وهم من شخصيات شيعة علي(ع) وقد استشهد عدد منهم فيما بعد معه(ع) في حرب الجمل أو صفين ،كآل ورقاء الخزاعيين ، وآل مقرن ، والأحنف واحد من هؤلاء القادة الأبطال .
4. كان الأحنف الرئيس العام لبني تميم ، وكان معه كثرة منهم في جنود الفتح . وقد استوطن بعضهم خراسان ولم يرجع الى بلاده . وقد رأيت طالب علم في قم المشرفة يتكلم بلغة عربية ضعيفة، فسألته: من أين أنت ؟ قال: من خراسان، تميمي، فسألته: وهل يوجد في خراسان تميميون ؟ قال: نعم يوجد خمس قرى عربية غالبها من بني تميم ، وهم يتكلمون الفارسية ، وبعضهم يتكلم بلغة عربية ضعيفة . ونحن هناك من عصر الفتح الإسلامي .
وأمامي كتاب: قبيلة بني تميم ودورها في تاريخ الإسلام وإيران . باللغة الفارسية ، وهو رسالة ماجستير من جامعة أصفهان ، للكاتبة مريم سعيديان جزي ، نشرته المكتبة التخصصية في تاريخ إيران والإسلام .
وهو دراسة شاملة موثقة ، لدور الأحنف بن قيس وبني تميم في حركة فتح إيران ، في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي(ع) ، ثم في العهد الأموي .
5. ورد في نصوص الفتوحات إسم قم ، وأن أهلها شاركوا في تحشيد الفرس لجيوشهم في نهاوند ، وأن يزدجرد هرب اليها ، وأن الأحنف بن قيس فتحها ، ويشكل ذلك لأن تلك الأحداث كانت قبل سنة أربعين ، وقم تأسست بعدها ، فكيف يرد إسمها قبل تأسيسها ؟
والجواب: أن المؤرخين ذكروا أن إسم قم عرَّبه الأشعريون من إسم «كمندان» وهو إسم قرية من سبع قرى كانت مكان قم وحولها . وذكرت بعض المصادر أن أصل كمندان من «كوم» وهو بيت الراعي ، وأنها تأسست في عهد الفيشداديين من ملوك إيران القدماء ، فعربها الأشعريون الى قم .
وذكر المؤرخون والمحدثون أن تمصير قم كان عام83 عندما ثار عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث على الحجاج وعبد الملك بن مروان ، وكان معه عشرات الألوف من قراء الكوفة وجنودهاوشخصياتها ، فهزمه الحجاج في دير الجماجم وتشرد أنصاره ومنهم أبناء سعد بن مالك بن عامر الأشعري الخمسة: عبد الله والأحوص وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم ، فسكنوا كمندان وسموها قماً .
وعلى هذا يكون إسم قم الذي ورد في الفتوحات يعني كمندان ، وعبَّر عنه الرواة بقم ، وهم يقصدون المنطقة التي سميت فيما بعد بقم .
على أن رواية تأسيس قم سنة 83 ، مرسلة ، تفرد بها الإخسيكثي المتوفى 520 في كتابه ، كما نص السمعاني(4/543). كما أني لم أجد أن أبناء سعد بن مالك كانوا مع ابن الأشعث . وبحث ذلك خارج عن غرضنا .
6. يضحك الإنسان عندما يرى أن الشاب الغرير ، عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، صار والياً لعثمان على خراسان ، وأن الأحنف بن قيس يعمل تحت إمرته ، وهو الشيخ الكبير صاحب الشخصية المميزة والقائد الميداني ، وكذا كبار قادة الفتوحات !
فكل رأس مال ابن كريز أنه أموي ! «فلما استخلف عثمان بن عفان ولى عبد الله بن عامر بن كريز البصرة في سنة ثمان وعشرين ، ويقال في سنة تسع وعشرين ، وهو ابن خمس وعشرين سنة » . (البلاذري:3/499).
وقال ابن الأعثم:2/335: «في يوم الجمعة حين صعد عبد الله بن عامر بن كريز المنبر لإلقاء الخطبة ورأى حشود المصلين ، اندهش وأُرْتِجَ عليه ، وبدأ كلامه فقال: الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض في ست سنين ! فقام رجل من بني مازن وقال: أصلح الله الأمير: إن كان لابد لك من أن تذكر في خطبتك مدة خلق السماوات والأرض فإن الله قد خلقها في ستة أيام . فخجل عبد الله ولم ينطق بعد ذلك بكلمة ، ثم نزل وأمر شخصاً آخر أن يلقي الخطبة ، ثم تقدم فصلى بالناس ، وبعد فراغه من الصلاة تقدم منه رجل من قريش وقال له: لو أنك لم تصعد المنبر ولم تتكلم بشئ وكلفت من يخطب بدلاً عنك لكان ذلك أولى من صعودك المنبر ثم عجزك عن الكلام بعدما رأيت كثرة الناس . فقال عبد الله: صدقت ، بعد اليوم لن تراني على المنبر أبداً » !
7. ويضحك الإنسان أكثر عندما يقرأ عن سعيد بن عثمان بن عفان ، الذي طمع بالخلافة بعد معاوية ، فدبَّر له معاوية مَقْلباً وأرسله بجيش ليفتح سمرقند فوصل الى بخارا وكانت مفتوحة ، لكنه هدد ملكها بالحرب ، وصالحهم على ثلاث مئة ألف وقبضها ، وطلب منهم رهائن حتى لايهاجموه من خلفه ، فأعطوه عشرين شاباً من أبناء الأمراء رهينة ، فأخذهم وذهب بجيشه الى سمرقند ، وحلف أن لايرجع حتى يفتحها ويهدم برجها .
فحاصرها فلم يستطع فتحها وجاءه سهم ففقأ عينه ، فطلب من حاكمها أن يمر من وسط المدينة ليبر بيمينه ويقال إنه فتحها ، فرضي بذلك ومرَّ سعيد من وسطها ورمى حجراً نحو برجها ، وبذلك فتحها ! ورجع بجيشه عنها .
وجمع هذا القائد الفاتح في سفرته ثروة كبيرة وعاد الى المدينة ، ومعه العشرون شاباً من الصغد رهينة ، فأنشأ بستاناً في ضاحية المدينة وشغَّلهم فلاحين فيه ، فاتفقوا عليه يوماً ليقتلوه ، فجاء مروان بن الحكم والي المدينة لنجدته منهم ، لكنه لم يجد مفتاح البستان ، فانتظر على الباب حتى قتلوا سعيداً !
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق:21/223: «كان أهل المدينة عبيدهم ونساؤهم يقولون: والله لا ينالها يزيدُ حتى ينالَ هامَه الحديدُ إن الأمير بعدَهُ سعيدُ
يعنون لا ينال يزيد الخلافة ، والأمير بعد معاوية هو سعيد بن عثمان..فقدم سعيد على معاوية فقال:يا ابن أخي ما شئ يقوله أهل المدينة؟قال: ومايقولون؟ قال: قولهم: والله لاينالها يزيد..الخ.! قال: ما تنكر من ذلك يا معاوية؟! والله إن أبي لخير من أبي يزيد ، ولأمي خير من أم يزيد ، ولأنا خير منه ، وقد استعملناك فما عزلناك بعد ، ووصلناك فما قطعناك ، ثم صار في يديك ما قد ترى فحلأتنا عنه أجمع» ! وروى قصته الطويلة. والطبري:4/220، والتذكرة الحمدونية/1497.
وقال البلاذري:3/508: «فنزل على باب سمرقند وحلف أن لايبرح أو يفتحها ويرمى قهندزها» أي قلعتها . وقال اليعقوبي:2/237: «فحلف ألا يبرح حتى يدخل المدينة ، ففتح له باب المدينة فدخلها، ورمى القهندز بحجر »!
وقال ابن الأعثم:4/312:وقَفَلَ(رجع) سعيد بن عثمان من بلاد خراسان وقد ملأ يديه من الأموال ، حتى إذا صار إلى المدينة مدينة رسول الله(ص)كتب إلى معاوية يستعفيه من ولاية خراسان، فعلم معاوية أنه استظهر بالأموال فأعفاه».
وفي أنساب الأشراف/1508: «فبينا سعيد في حائط له وقد جعل أولئك السغد فيه يعملون بالمساحي ، إذا أغلقوا باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه ، فجاء مروان بن الحكم يطلب المدخل عليهم فلم يجده ، وقتل السغد أنفسهم ! وتسورت الرجال ففتحوا الباب ، وأخرجوا سعيداً » !
ومع كل هذه الفضيحة فقد أصر علماء السلطة على أن سعيد بن عثمان من القادة الفاتحين الذين فتح الله على يديهم فتوحات عظيمة !
قال ابن عساكر في تاريخه:21/222: «سعيد بن عثمان بن عفان القرشي المدني ، استعمله معاوية على خراسان ، فغزا سمرقند ، وفتح الله على يديه فتحاً عظيماً ، وأصيبت عينه بها ، وأخذ الرهون » .
وقد ترجمنا لسعيد بن عثمان ، في الذين قتلهم معاوية في جواهر التاريخ:3/334.
عبد الله بن بديل الخزاعي رائد فتح وسط إيران
قال البلاذري في فتوح البلدان:2/383: «وجه عمر بن الخطاب عبد الله بن بديل بن ورقاء الخزاعي إلى إصبهان سنة ثلاث وعشرين، ويقال بل كتب عمر إلى أبى موسى الأشعري يأمره بتوجيهه في جيش إلى إصبهان فوجهه ، ففتح عبد الله بن بديل جِيْ صلحاً بعد قتال ، على أن يؤدى أهلها الخراج والجزية ، وعلى أن يؤمنوا على أنفسهم وأموالهم ، خلا ما في أيديهم من السلاح .
ووجه عبد الله بن بديل الأحنف بن قيس وكان في جيشه إلى اليهودية ، فصالحه أهلها على مثل ذلك الصلح. وغلب ابن بديل على أرض إصبهان وطساسيجها وكان العامل عليها إلى أن مضت من خلافة عثمان سنة ، ثم ولاها عثمان السائب بن الأقرع ».
ومعنى ذلك أن عبد الله عمل أكثر من عشر سنين في فتوح وسط إيران . وعبد الله بن بديل وأبوه وإخوته وأولاده ، من الشيعة المخلصين لأمير المؤمنين(ع) ، وكانت خزاعة متحالفة مع عبد المطلب رضي الله عنه ، واستمرت على حلفها مع النبي(ص)، ووفى لها النبي(ص)عندما اعتدت عليها كنانة وساعدتها قريش ، فجاء الخزاعيون الى المدينة يشكون اليه وقال شاعرهم:
يا رب إني ناشدٌ محمدا****حِلْفَ أبينا وأبيه الأتلدا
قد كنتمُ ولداً وكنا والدا****ثَمَّتَ أسلمنا فلم ننزعْ يدا
إن قريشاً أخلفوك الموعدا****ونقضوا ميثاقَك المؤكدا
وزعموا أن لست أدعو أحدا****وهم أذلُّ وأقلُّ عددا
هم بيَّتونا بالوتير هُجَّدا****وقتلونا رُكَّعاً وسُجَّدا
وجعلوا لي في كداء رصدا****فانصر رسول الله نصراً أيدا
وادعُ عباد الله يأتوا مددا****فيهم رسول الله قد تجردا
إن سِيمَ خسفاً وجهُهُ تربَّدا****في فيلق كالبحر يجري مُزبدا
قرمٌ لقرم من قروم أصيدا
فقال رسول الله(ص): حسبك يا عمرو ، ودمعت عيناه . أو قال: نُصرت يا عمرو بن سالم . وتهيأ لفتح مكة . (جواهر التاريخ:2/601).
وكان بديل وأولاده فرساناً شجعاناً ، وعرف ابنه عبد الله بأنه من قادة العرب ودهاتهم ، فقد روى في الإصابة(4/19) عن الزهري: « دهاة الناس خمسة: فمن قريش معاوية وعمرو . ومن ثقيف المغيرة. ومن الأنصار قيس بن سعد . ومن المهاجرين عبد الله بن بديل بن ورقاء ».
وذكر في الإصابة (1/408) صحبته وصحبة أبيه للنبي(ص)وأن أباه توفي قبل النبي(ص)وأما عبد الله |
|
| |
egyptian @rmy
لـــواء
الـبلد : العمر : 30 المهنة : كلية اداب قسم عبري المزاج : الحمد لله التسجيل : 27/03/2012 عدد المساهمات : 2731 معدل النشاط : 2786 التقييم : 318 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:15 | | | معركة نهاوند
معركة نهاوند من المعارك الفاصلة في الفتح الإسلامي لفارس. وقعت في خلافة عمر بن الخطاب، سنة 21 هـ (642 م) وقيل سنة 18 أو 19 هـ قرب بلدة نهاوند في فارس، وانتصر فيها المسلمون انتصاراً كبيراً بقيادة النعمان بن مقرن على الفرس الساسانيين، إلا أن النعمان قتل في المعركة. بانتصار المسلمين انتهى حكم الدولة الساسانية في إيران بعد أن دام حكمها 416 عاما.
ورد في كتاب “الكامل في التاريخ” للطبري:
قيل: فيها كانت وقعة نهاوند وقيل: كانت سنة ثماني عشرة وقيل سنة تسع عشرة.
وكان الذي هيج أمر نهاوند أن المسلمين ما خلصوا جند العلاء من بلاد فارس وفتحوا الأهواز كاتبت الفرس ملكهم وهو بمرو فحركوه وكاتب الملوك بين الباب والسند وخراسان وحلوان فتحركوا وتكاتبوا واجتمعوا إلى نهاوند ولما وصلها أوائلهم بلغ سعدًا الخبر فكت إلى عمر وثار بسعدٍ قومٌ سعوا به وألبوا عليه ولم يشغلهم ما نزل بالناس وكان ممن تحرك في أمره الجراح بن سنان الأسدي في نفر.
فقال لهم عمر إن الدليل على ما عندكم من الشر نهوضكم في هذا الأمر وقد استعد لكم من استعد: والله ما يمنعني ما نزل بكم من النظر فيما لديكم.
فبعث عمر محمد بن مسلمة والناس في الاستعداد للفرس وكان محمد صاحب العمال يقتص آثار من شكا زمان عمر فطاف بسعدٍ على أهل الكوفة يسأل عنه فما سأل عنه جماعةً إلا أثنوا عليه خيرًا سوى من مالأ الجراح الأسدي فإنهم سكتوا ولم يقولوا سوءًا ولا يسوغ لهم ويتعمدون ترك الثناء حتى انتهى إلى بني عبس فسألهم فقال أسامة بن قتادة: اللهم إنه لا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية ولا يغزو في السرية.
فقال سعد: اللهم إن كان قالها رياءً وكذبًا وسمعة فأعم بصره وأكثر عياله وعرضه لمضلات الفتن.
فعمي واجتمع عنده عشر بنات وكان يسمع بالمرأة فيأتيها حتى يحبسها فإذا عثر عليه قال: دعوة سعد الرجل المبارك.
ثم دعا سعد على أولئك النفر فقال: اللهم إن كانوا خرجوا أشرًا وبطرًا ورياء فاجهد بلادهم.
فجهدوا وقطع الجراح بالسيوف يوم بادر الحسن بن علي رضي الله عنه ليغتاله بساباط وشدخ قبيصة بالحجارة وقتل أربد بالوجء ونعال السيوف.وقال سعد: إني أول رجلٍ أهراق دمًا من المشركين ولقد جمع لي رسول الله ـ إن شاء الله ـ أبويه وما جمعهما لأحدٍ قبلي ولقد رأيتني خمس الإسلام وبنو أسد تزعم أني لا أحسن أصلي وأن الصيد يلهيني.
وخرج محمد بسعد وبهم معه إلى المدينة فقدموا على عمر فأخبروه الخبر فقال: كيف تصلي يا سعد قال: أطيل الأوليين وأحذف الأخريين.
فقال: هكذا الظن بك يا أبا إسحاق ولولا الاحتياط لكان سبيلهم بينًا.
وقال: من خليفتك يا سعد على الكوفة فقال: عبد الله بن عبد الله بن عتبان.
فأقره.
فكان سبب نهاوند وبعثها زمن سعد.
وأما الوقعة فهي زمن عبد الله فنفرت الأعاجم بكتاب يزدجرد فاجتمعوا بنهاوند على الفيرزان في خمسين ألفًا ومائة ألف مقاتل وكان سعد كتب إلى عمر بالخبر ثم شافهه به لما قدم عليه وقال له: إن أهل الكوفة يستأذنونك في الانسياح وأن يبدؤوهم بالشدة ليكون أهيب لهم على عدوهم.
فجمع عمر الناس واستشارهم وقال لهم: هذا يوم له ما بعده وقد هممت أن أسير فيمن قبلي ومن قدرت عليه فأنزل منزلًا وسطًا بين هذين المصرين ثم أستنفرهم وأكون لهم ردءًا حتى يفتح الله عليهم ويقضي ما أحب فإن فتح الله عليهم صبيتهم في بلدانهم.
فقال طلحة بن عبيد الله: يا أمير المؤمنين قد أحكمتك الأمور وعجمتك البلابل واحتنكتك التجارب وأنت وشأنك ورأيك لا ننبو في يديك ولا نكل عليك إليه هذا الأمر فمرنا نطع وادعنا نجب واحملنا نركب وقدنا ننقد فإنك ولي هذا الأمر وقد بلوت وجربت واحتربت فلم ينكشف شيء من عواقب قضاء الله لك إلا عن خيارهم.
ثم جلس.
فعاد عمر فقام عثمان فقال: أرى يا أمير المؤمنين أن تكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ثم تسير أنت بأهل الحرمين إلى الكوفة والبصرة فتلقى جمع المشركين بجمع المسلمين فإنك إذا سرت قل عندك ما قد تكاثر من عدد القوم وكنت أعز عزًا وأكثر.
يا أمير المؤمنين إنك لا تستبقي بعد نفسك من العرب باقية ولا تمتع من الدنيا بعزيز ولا تلوذ منها بحريز.
إن هذا يوم له ما بعده من الأيام فاشهده برأيك وأعوانك ولا تغب عنه.
وجلس.
فعاد عمر فقام إليه علي بن أبي طالب فقال: أما بعد يا أمير المؤمنين فإنك إن أشخصت أهل الشام من شامهم سارت الروم إلى ذراريهم وإن أشخصت أهل اليمن من يمنهم سارت الحبشة إلى ذراريهم وإنك إن شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك أهم إليك مما بين يديك من العورات والغيالات أقرر هؤلاء في أمصارهم واكتب إلى أهل البصرة فليتفرقوا ثلاث فرق: فرقة في حرمهم وذراريهم وفرقة في أهل عهدهم حتى لا ينتقضوا ولتسر فرقةٌ إلى إخوانهم بالكوفة مددًا لهم إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدًا قالوا: هذا أمير المؤمنين أمير العرب وأصلها فكان ذلك أشد لكلبهم عليك.
وأما ما ذكرت من مسير القوم فإن الله هو أكره لمسيرهم منك وهو أقدر على تغيير ما يكره وأما فقال عمر: هذا هو الرأي كنت أحب أن أتابع عليه فأشيروا علي برجل أوليه ذلك الثغر.
وقيل: إن طلحة وعثمان وغيرهما أشاروا عليه بالمقام.
والله أعلم.
فلما قال عمر: أشيروا علي برجل أوليه ذلك الثغر وليكن عراقيًا قالوا: أنت أعلم بجندك وقد وفدوا عليك ورأيتهم وكلمتهم.فقال: والله لأولين أمرهم رجلًا يكون أول الأسنة إذا لقيها غدًا.
فقيل: من هو فقال: هو النعمان بن مقرن المزني.فقالوا: هو لها.
وكان النعمان يومئذ معه جمعٌ من أهل الكوفة قد اقتحموا جنديسابور والسوس.
فكتب إليه عمر يأمره بالمسير إلى ماه لتجتمع الجيوش عليه فإذا اجتمعوا إليه سار بهم إلى الفيرزان ومن معه.
وقيل بل كان النعمان بكسكر.
فكتب إلى عمر يسأله أن يعزله ويبعثه إلى جيش من المسلمين.
فكتب إليه عمر يأمره بنهاوند فسار.
فكتب عمر إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان ليستنفر الناس مع النعمان كذا وكاذ ويجتمعوا عليه بماه.
فندب الناس فكان أسرعهم إلى ذلك الروادف ليبلوا في الدين وليدركوا حظًا.
فخرج الناس منها وعليهم حذيفة بن اليمان ومعه نعيم بن مقرن حتى قدموا على النعمان وتقدم عمر إلى الجند الذين كانوا بالأهواز ليشغلوا فارسًا عن المسلمين وعليهم المقترب الأسود بن ربيعة وحرملة بن مريطة ووزر بن كليب فأقاموا بتخوم أصبهان وفارس وقطعوا أمداد فارس عن أهل نهاوند واجتمع الناس على النعمان وفيهم حذيفة بن اليمان وابن عمر وجرير بن عبد الله البجلي والمغيرة ابن شعبة وغيرهم فأرسل النعمان طليحة بن خويلد وعمرو بن معد يكرب وعمرو ابن ثني وهو ابن أبي سلمى ليأتوه بخبرهم.
وخرجوا وساروا يومًا إلى الليل فرجع إليه عمرو بن ثني فقالوا: ما رجعك فقال: لم أكن في أرض العجم وقتلت أرضٌ جاهلها وقتل أرضًا عالمها.
ومضى طليحة وعمرو ابن معد يكرب.
فلما كان آخر الليل رجع عمرو فقالوا: ما رجعك قال: سرنا يومًا وليلةً ولم نر شيئًا وخفت أن يؤخذ علينا الطريق فرجعت.
ومضى طليحة ولم يحفل بهما حتى انتهى إلى نهاوند.
وبين موضع المسلمين الذي هم به ونهاوند بضعة وعشرون فرسخًا.
فقال الناس: ارتد طليحة الثانية.
فعلم كلام القوم ورجع.فلما رأوه كبروا.
فقال: ما شأنكم فأعلموه بالذي خافوا عليه.فقال: والله لو لم يكن دين إلا العربي ما كنت لأجزر العجم الطماطم هذه العرب العاربة.
فأعلم النعمان أنه ليس بينهم وبين نهاوند شيء يكرهه ولا أحد.
فرحل النعمان وعبى أصحابه وهم ثلاثون ألفًا فجعل على مقدمته نعيم ابن مقرن وعلى مجنبتيه حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن وعلى المجردة القعقاع بن عمرو وعلى الساقة مجاشع بن مسعود.
وقد توافت إليه أمداد المدينة فيهم المغيرة بن شعبة فانتهوا إلى إسبيذهان والفرس وقوف على تعبيتهم وأميرهم الفيرزان وعلى مجنبتيه الزردق وبهمن جاذويه الذي جعل مكان ذي الحاجب.
وقد توافى إليهم الأمداد بنهاوند كل من غاب عن القادسية ليسوا بدونهم فلما رآهم النعمان كبر وكبر معه الناس فتزلزلت الأعاجم وحطت العرب الأثقال وضرب فسطاط النعمان فابتدر أشراف الكوفة فضربوه منهم: حذيفة بن اليمان وعقبة بن عامر والمغيرة بن شعبة وبشير ابن الخصاصية وحنظلة الكاتب وجرير بن عبد الله البجلي والأشعث ابن قيس وسعيد بن قيس الهمداني ووائل بن حجر وغيرهم.
فلم ير بناء فسطاط بالعراق كهؤلاء.
وأنشب النعمان القتال بعد حط الأثقال فاقتتلوا يوم الأربعاء ويوم الخميس والحرب بينهم سجالٌ وإنهم انجحروا في خنادقهم يوم الجمعة وحصرهم المسلمون وأقاموا عليهم ما شاء الله والفرس بالخيار لا يخرجون إلا إذا أرادوا الخروج فخاف المسلمون أن يطول أمرهم حتى إذا كان ذات يوم في جمعة من الجمع تجمع أهل الرأي من المسلمين وقالوا: نراهم علينا بالخيار.
وأتوا النعمان في ذلك فوافوه وهو يروي في الذي رووا فيه فأخبروه فبعث إلى من بقي من أهل النجدات والرأي فأحضرهم فتكلم النعمان فقال: (قد ترون المشركين واعتصامهم بخنادقهم ومدنهم وأنهم لا يخرجون إلينا إلا إذا شاؤوا ولا يقدر المسلمون على إخراجهم وقد ترون الذي فيه المسلمون من فتكلم عمرو بن ثني وكان أكبر الناس وكانوا يتكلمون على الأسنان فقال: التحصن عليهم أشد من المطاولة عليكم فدعهم وقاتل من أتاك منهم.
فردوا عليه رأيه.
وتكلم عمرو بن معد يكرب فقال: ناهدهم وكابرهم ولا تخفهم فردوا جميعًا عليه رأيه وقالوا: إنما يناطح بنا الجدران وهي أعوان علينا.
وقال طليحة: أرى أن نبعث خيلًا لينشبوا القتال فإذا اختلطوا بهم رجعوا إلينا استطرادًا فإنا لم نستطرد لهم في طول ما قاتلناهم فإذا رأوا ذلك طمعوا وخرجوا فقاتلناهم حتى يقضي الله فيهم وفينا ما أحب.
فأمر النعمان القعقاع بن عمرو وكان على المجردة فأنشب القتال فأخرجهم من خنادقهم كأنهم جبال حديد قد تواثقوا أن لا يفروا وقد قرن بعضهم بعضًا كل سبعة في قران وألقوا حسك الحديد خلفهم لئلا ينهزموا.
فلما خرجوا نكص ثم نكص واغتنمها الأعاجم ففعلوا كما ظن طليحة وقالوا: هي هي فلم يبق أحد إلا من يقوم على الأبواب وركبوهم.
ولحق القعقاع بالناس وانقطع الفرس عن حصنهم بعض الانقطاع والمسلمون على تعبية في يوم جمعة صدر النهار وقد عهد النعمان إلى الناس عهده وأمرهم أن يلزموا الأرض ولا يقاتلوا حتى يأذن لهم ففعلوا واستتروا بالحجف من الرمي واقبل المشركون عليهم يرمونهم حتى أفشوا فيهم الجراح.
وشكا بعض الناس وقالوا للنعمان: ألا ترى ما نحن فيه فما تنتظر بهم ائذن للناس في قتالهم.
فقال: رويدًا رويدًا.
وانتظر النعمان بالقتال أحب الساعات كانت إلى رسول الله ـ إن شاء الله ـ أن يلقى العدو فيها وذلك عند الزوال فلما كان قريبًا من تلك الساعة ركب فرسه وسار في الناس ووقف على كل راية يذكرهم ويحرضهم ويمنيهم الظفر وقال لم: إني مكبر ثلاثًا فإذا كبرت الثالثة فإني حامل فاحملوا وإن قتلت فالأمير بعدي حذيفة فإن قتل ففلان حتى عد سبعة آخرهم المغيرة.
ثم قال: اللهم أعزز دينك وانصر عبادك واجعل النعمان أول شهيد اليوم على إعزاز دينك ونصر عبادك.
وقيل: بل قال: اللهم إني أسألك أن تقر عيني اليوم بفتح يكون فيه عز الإسلام واقبضني شهيدًا.
فبكى الناس.
ورجع إلى موقفه فكبر ثلاثًا والناس سامعون مطيعون مستعدون للقتال وحمل النعمان والناس معه وانقضت رايته انقضاض العقاب والنعمان معلم ببياض القباء والقلنسوة فاقتتلوا قتالًا شديدًا لم يسمع السامعون بوقعة كانت أشد منها وما كان يسمع إلا وقع الحديد وصبر لهم المسلمون صبرًا عظيمًا وانهزم الأعاجم وقتل منهم ما بين الزوال والإعتام ما طبق أرض المعركة دمًا يزلق الناس والدواب.
فلما أقر الله عين النعمان بالفتح استجاب له فقتل شهيدًا زلق به فرسه فصرع.
وقيل: بل رمي بسهم في خاصرته فقتله فسجاه أخوه نعيم بثوب وأخذ الراية قبل أن تقع وناولها حذيفة فأخذها وتقدم إلى موضع النعمان وترك نعيمًا مكانه.
وقال لهم المغيرة: اكتموا مصاب أميركم حتى ننتظر ما يصنع الله فينا وفيهم لئلا يهن الناس.
فاقتتلوا.
فلما أظلم الليل عليهم انهزم المشركون وذهبوا ولزمهم المسلمون وعمي عليهم قصدهم فتركوه وأخذوا نحو اللهب الذي كانوا دونه بأسبيذهان فوقعوا فيه فكان الواحد منهم يقع فيقع عليه ستة بعضهم على بعضهم في قياد واحد فيقتلون جميعًا وجعل يعقرهم حسك الحديد فمات منهم في اللهب مائة ألف أو يزيدون سوى من قتل في المعركة.
وقيل: قتل في اللهب ثمانون ألفًا وفي المعركة ثلاثون ألفًا سوى من قتل في الطلب ولم يفلت إلا الشريد ونجا الفيرزان من بين الصرعى فهرب نحو همذان فاتبعه نعيم بن مقرن وقدم القعقاع قدامه فأدركه بثنية همذان وهي إذ ذاك مشحونة من بغال وحمير موقرة عسلًا فحبسه الدواب على أجله.
فلما لم يجد طريقًا نزل عن دابته وصعد في الجبل فتبعه القعقاع راجلًا فأدركه فقتله المسلمون على الثنية وقالوا: إن لله جنودًا من عسل.
واستاقوا العسل وما معه من الأحمال.
وسميت الثنية ثنية العسل.ودخل المشركون همذان والمسلمون في آثارهم فنزلوا عليها وأخذوا ما حولها.
فلما رأى ذلك خسروشنوم استأمنهم ولما تم الظفر للمسلمين جعلوا يسألون عن أميرهم النعمان بن مقرن فقال لهم أخوه معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة فاتبعوا حذيفة.
ودخل المسلمون نهاوند يوم الوقعة بعد الهزيمة واحتووا ما فيها من الأمتعة وغيرها وما حولها من الأسلاب والأثاث وجمعوا إلى صاحب الأقباض السائب ابن الأقرع.
وانتظر من بنهاوند ما يأتيهم من إخوانهم الذين على همذان مع القعقاع ونعيم فأتاهم الهربذ صاحب بيت النار على أمان فأبلغ حذيفة فقال: أتؤمنني ومن شئت على أن أخرج لك ذخيرةً لكسرى تركت عندي لنوائب الزمان قال: نعم.
فأحضر جوهرًا نفيسًا في سفطين فأرسلهما مع الأخماس إلى عمر.
وكان حذيفة قد نفل منها وأرسل الباقي مع السائب ابن الأقرع الثقفي وكان كاتبًا حاسبًا أرسله عمر إليهم وقال له: إن فتح الله عليكم فاقسم على المسلمين فيئهم وخذ الخمس وإن هلك هذا الجيش فاذهب فبطن الأرض خيرٌ من ظهرها.
قال السائب: فلما فتح الله على المسلمين وأحضر الفارسي السفطين اللذين أودعهما عنده النخير جان فإذا فيهما اللؤلؤ والزبرجد والياقوت فلما فرغت من القسمة احتملتهما معي وقدمت على عمر وكان قد قدر الوقعة فبات يتململ ويخرج ويتوقع الأخبار فبينما رجل من المسلمين قد خرج في بعض حوائجه فرجع إلى المدينة ليلًا فمر به راكب فسأله: من أين أقبل
فقال: من نهاوند وأخبره بالفتح وقتل النعمان فلما أصبح الرجل تحدث بهذا بعد ثلاث من الوقعة فبلغ الخبر عمر فسأله فأخبره فقال ذلك بريد الجن.
ثم قدم البريد بعد ذلك فأخبره بما يسره ولم يخبره بقتل النعمان: قال السائب: فخرج عمر من الغد يتوقع الأخبار.
قال: فأتيته فقال: ما وراءك فقلت: خيرًا يا أمير المؤمنين.
فتح الله عليك وأعظم الفتح واستشهد النعمان بن مقرن.
فقال عمر: {إنا لله وإنا إليه راجعون} [ البقرة: 156].
ثم بكى فنشج حتى بانت فروع كتفيه فوق كتده.
قال: فلما رأيت ذلك وما لقي قلت: يا أمير المؤمنين ما أصيب بعده رجل يعرف وجهه.
فقال: أولئك المستضعفون من المسلمين ولكن الذي أكرمهم بالشهادة يعرف وجوههم وأنسابهم وما يصنع أولئك بمعرفة عمر! ثم أخبرته بالسفطين فقال: أدخلهما بيت المال حتى ننظر في شأنهما والحق بجندك.
قال: ففعلت وخرجت سريعًا إلى الكوفة.
وبات عمر فلما أصبح بعث في أثري رسولًا فما أدركني حتى دخلت الكوفة فأنخت بعيري وأناخ بعيره على عرقوبي بعيري فقال: الحق بأمير المؤمنين فقد بعثني في طلبك فلم أقدر عليك إلا الآن.
قال: فركبت معه فقدمت على عمر فلما رآني قال: إلي وما لي وللسائب! قلت: ولماذا قال: ويحك والله ما هو إلا أن نمت الليلة التي خرجت فيها فباتت الملائكة تستحبني إلى ذينك السفطين يشتعلان نارًا فيقولون: لنكوينك بهما فأقول: إني سأقسمهما بين المسلمين.
فخذهما عني فبعهما في أعطية المسلمين وأرزاقهم.
قال: فخرجت بهما فوضعتهما في مسجد الكوفة فابتاعهما مني عمرو بن حريث المخزومي بألفي ألف درهم ثم خرج بهما إلى أرض الأعاجم فباعهما بأربعة آلاف ألف فما زال أكثر أهل الكوفة مالًا ثم قسم ثمنهما بين الغانمين فنال كل فارس أربعة آلاف درهم من ثمن السفطين.
وكان سهم الفارس بنهاوند ستة آلاف وسهم الراجل ألفين.
وقد نفل حذيفة من الأخماس من شاء من أهل البلاء يوم نهاوند وكان المسلمون ثلاثين ألفًا.
ولما قدم سبي نهاوند المدينة جعل أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة لا يلقى منهم صغيرًا إلا مسح رأسه وبكى وقال له: أكل عمر كبدي! وكان من نهاوند فأسرته الروم وأسره المسلمون من الروم فنسب إلى حيث سبي.
وكان المسلمون يسمون فتح نهاوند فتح الفتوح لأنه لم يكن للفرس بعده اجتماع.
وملك المسلمون بلادهم. |
|
| |
anoirt90
رقـــيب أول
الـبلد : المهنة : طالب المزاج : نازي التسجيل : 16/08/2012 عدد المساهمات : 353 معدل النشاط : 448 التقييم : 25 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ الخميس 1 أغسطس 2013 - 23:34 | | | كان النعمان بن مُقَرِّن على رأس الجيوش الإسلامية متوجهًا إلى نَهاوَنْد بعد أن تجمعت الجيوش الفارسية في مدينة "ماه" على بُعد مائة وثلاثين كيلو مترًا منها، وعندما وصلت الجيوش وجد المسلمون أن الجيش الفارسي عسكر خارج مدينة نَهاوَنْد وعلى رأسه الفيرزان؛ فحَفَّز سيدنا النعمان الجيش وبدأ في التكبيرات، وكان التكبير شعار المسلمين في الحروب الفارسية، ولما كبر المسلمون تزلزلت الأعاجم وخُلِعَت قلوبهم، وكان تعداد الجيش الفارسي كما ذكرنا من قبل مائة وخمسين ألف فارسي، وتعداد الجيش الإسلامي ثلاثون ألف مسلم، ونشب القتال وكان قتالاً عنيفًا وشديدًا، يشبهه المؤرخون بقتال القادسية وجَلُولاء وكانا من أشد قتال مرَّ بالمسلمين، ويمضي يوم على القتال بين المسلمين والفرس وما زالت الحرب سجالاً بين الطرفين، ولم يحقق أيُّ الفريقين انتصارًا، وبقدوم الليل توقف القتال لتعاد الكَرَّة في الصباح، وانتهى اليوم الثاني وما زالت المعركة سجالاً بين الجيشين، على الرغم من كثرة تعداد الفرس وأنهم خمسة أضعاف الجيش الإسلامي، فكان جهدًا عظيمًا بُذِلَ من قبل المسلمين، وأدرك الفرس أن المعركة إن استمرت على تلك الحالة ستكون الغلبة للمسلمين. انسحاب الفرس : بعد أن انتهى اليوم الثاني، أدرك الفرس أنه لا مناص من الهزيمة التي حتمًا ستلحق بهم، فانسحب الجيش الفارسي ليتحصن بداخل مدينة نَهاوَنْد، وصبحهم المسلمون في اليوم الثالث فلم يجدوا جيش الفرس كما عهدوا في أول يومين في المعركة، فقد انسحب بداخل نَهاوَنْد وأغلق على نفسه الحصون العالية، ومنطقة نَهاوَنْد كما ذكرنا منطقة جبلية، وحصن نَهاوَنْد فوق جبل عالٍ، ومكان الحصن كان يعطي قوة كبيرة للفرس، فبينما هم بالداخل كان المسلمون أسفل الحصن، وبإمكان الفرس أن يصلوا إلى المسلمين بسهامهم، ومن الصعوبة أن يصل المسلمون إلى الفرس بسهامهم، فكان الحصار فيه مشقة كبيرة على المسلمين، لكن صَبَرَ المسلمون -كعادتهم- في القتال واستمروا في حصار الحصن فترة تقترب من الشهر، وكانت من أشد الفترات على المسلمين، وكان الحصار أصعب من حصار "تُسْتَر" بالرغم من أن حصار تستر استمر عامًا ونصفًا، إلا أن هذا الشهر كان في غاية الصعوبة فقد تزامن مع فصل الشتاء، وكان الجو شديد البرودة خاصة في المرتفعات، ولم يتعود المسلمون من قبل على مثل هذا الجو من البرد، فقد نشأ غالبيتهم في مكة والمدينة حيث شدة الحر، ولم يكن مع المسلمين سوى الخيام القليلة وقليل من الملابس تحميهم من البرد، ورابط المسلمون وتحملوا المشقة والمجهود منتظرين نصر الله تعالى القريب.
|
|
| |
| مسابقة شهر رمضان الاسلامية ١٤٣٤ﻫـ | |
|