لقد سمعنا كلنا عن الضربة الجوية .. و انها كانت باب النصر في حرب اكتوبر المجيدة .. لكن لا يعرف الكثير مننا تفاصيل هذه الضربة والاستعدادت التي تمت قبلها لكي تحقق هذا النجاح اللي اذهل العالم ..
لذلك قررت ان انشئ هذا الموضوع المكون من حلقات لمناقشة كل تفاصيل الضربة الجوية لحرب السادس من اكتوبر 1973 و ماحدث في الكواليس العسكرية قبل الحرب .
اثناء التخطيط للضربة الجوية .. كان هناك مشاكل واجهت قادة سلاح الجو المصري و هي :-
1-مشكلة تامين الطائرات :
كان لا يمكن ان نبدأ الحرب و طائراتنا مرصوصة على اللأرض (كماحدث فى حربى 56و67)
فكان لابد من بناء مايحمى هذه الطائرات (الدشم الخراسانية) والتى لا يمكن تدميرها الا بقنبلة 500 كجم وباصابة مباشرة وكان هذا صعب جدا على الطيران الاسرائيلى بالفعل تم بناءالآتى:
-716 دشمة خراسانيةمسلحة ودشم اخرى للمعدات و الاسلحة وللتمويه
-13مطارا جديد وتطوير المطارات القديمة ليكون بها اكثر من ممر
وكان قد تم استخدام رمال و طوب و خرسانة مسلحة فى بناء هذه الدشم كالآتى:
-تم حفر و ردم حوالى 24 مليون متر مكعب من الرمال
-استخدمت خرسانة مسلحة حوالى 1,5 مليون متر مكعب
-اكثر من مليونى متر مكعب من الطوب و الاحجار(ما يعادل هرم الجيزة الاكبر)
-ملين متر مكعب من المواد الاسفلتية
-كان لها اباب من الصلب بلغ وزنها 15 الف طن من الصلب
وكانت طائراتنا لا تخرج من الدشمة الاوهى بكامل استعدادها للاقلاع (محركاته دائرة و مسلحة بجميع انواع الاسلحة)حيث كانت تتم كل اجراءات الصيانة والتذخير و التزود بالوقود و يركب الطيار طائرته من داخل الدشمة.
كما وزعت الدشم بحيث تكون 30 دشمة لكل مطار و على ان يكون لكل جناح جوى 3 مطارات, و ليكونوا المصريين اول من استخدموا هذه الدشم الخرسانية فى العالم لما حدث لطائراتنا فى حربى 56 و 67
2-مشكلة تأمين الممرات ضد الضرب و التدمير:
كان ما توقعه قائد القوات الجوية ان العدو قد يحب ان يخرج قواتنا الجوية من المعركة كما حدث فى حرب 1967, حيث ان اسرائيل استخدمت (قنبلة الممرات)كانت هذه القنبلة تزن حوالى 1000 كجم من المواد المتفجرة وحين تلقى هذه القنبلة على الممر تنفجر محدثة حفرة كبيرة بعمق 1,5/2 متر. و كانت هذه القنبلة تستخدم و الطيار على ارتفاع منخفض جدا وكان يجب وضع ما يعرقل الطائرات المعادي كالآتى:
ابتكرنا اسلوب جديد حيث كنا نضع عربات مدرعة على الممرات اثناء وجود طائراتنا فى دشمها و لا حاجة للاقلاع حيث كان يوجد بالون مرتفع فى الهواء مربوط به سلك متين؛ فاذا ما حاولت الطائرة التحليق فوق الممر تصطدم بالسلك و تتقع و اذا ما حاولت الارتفاع تكون صيدا سهلا لاسلحة الدفاع الجوى.
3-مشكلة انواع الطائرات:
كان الفارق بين الطائرات المصرية(السوفيتية الصنع)و الطائرات الاسرائيلية(الامريكية الصنع) كبير لمصلحة اسرائيل فالطائرات الامريكية احدث و احسن من السوفيتية من حيث الامكانيات الالكترونية و التسليح و السرعة فالفانتوم (احدث الطائرات الاسرائيلية وقتها) كانت حمولتها 7 طن بينما حمولة الميج mig21
2,5 طن وللسوخوى 7 طن واحد فقط و للسوخوى 20 3,5 طنا و المدى للفانتوم 1300ميل بينما للميج 21 400 ميل (اى ان اسرائيل تستطيع ان تقصف اهداف فى عمق مصر و مصر لا تستطيع و هذا لا يقول ان الاتحاد السوفيتى كان لا يملك امكانيات مثل امريكا فقد كان يملك طائرات احدث من الطائرات الامريكية مثل الميج 25 و التى كانت افضل من الفانتم وقتها فى المدى و فى السرعة و ايضا طائرات الميج 23 والسوخوى 17/22 و قد عقدت صفقات للميج 23 و السوخوى 22 و لكنها وصلت فى اوائل عام 1974 .
اما نحن فتغلبنا على العيوب بان طورنا محركات الطائرات و اضفنا نقاط تحميل اسلحة جديدة للميج و للسوخوى و صنعنا خزانات وقود اضافية بسعات اكبر لنزيد من مداها .
4-مشكلة المعارك الجوية:
كانت للميج 21 عيوب اخرى مثل قلة قدرتها على المناورة فى الارتفاعات المنخفضة و زيادة قدرتها عاى الارتفاعات العالية و قد عرف الاسرائليون هذا العيب و حاولوا استدراج طائراتنا لارتفاعات منخفضة ولكننا اكتشفنا اسلوب جديد الا و هو الاسلوب الغاطس و هو ان يكون الطيار المصرى خلف الطائرة الاسرائلية و فوقها ثم يقوم يقصفها.
نجحت الدول العربية للمرة الاولى في تاريخها في تكوين جبهة عسكرية متكاملة للدخول في المعركة .. و تجلى ذلك من خلال المساعدات التي قدمتها كل من ( العراق و الجزائر و ليبيا و المغرب و السعودية و السودان و الكويت و تونس ) لدول المواجهة ( مصر و سوريا ) ..
و كانت اكثر المساعدات تأثيرا من الناحية العسكرية ، تلك المساعدات للقوات الجوية حيث شاركت هذه بالطائرات و التسليح و الطيارين بقدر المستطاع لتزويد القوات و العتاد المشاركة في عملية الضربة الجوية.
و قد تم عقد الدورة الثانية و الثالثة عشر من مجلس الدفاع العربي المشترك التابع لجامعة الدول العربية و ذلك لتحديد المساعدات العسكرية من كل الدول حسب المتاح لها.
و سوف نتناول الدعم و المساعدات العربية في المجال الجوي لكل من مصر و سوريا تنازليا من حيث اكبر الدول مساعدة للاقل كالآتي :-
أولا : الدعم العراقي :-
كان رئيس الجمهورية العراقية في ذلك الوقت ( أحمد حسن البكر
1- على الجبهة المصرية :-
(*)سرب هوكر هنتر
2- على الجبهة السورية :-
- 3 أسراب ميج 21
- سرب ميج 17
ثانيا : الدعم الجزائري :-
كان رئيس الجزائر في ذلك الوقت هو ( هواري بو مدين )
- الجبهة المصرية :-
- سرب ميج 21
- سرب سوخوي 7 ( بعد بداية الحرب )
- سرب ميج 17
2- على الجبهة السورية لايوجد في المجال الجوي
ثالثا:- دعم الجماهيرية الليبية :-
كان رئيس الجماهيرية الليبية في ذلك الوقت ( معمر القذافي
- على الجبهة المصرية :-
وضعت ليبيا كل ما تملك من طائرات الميراج ( 54 طائرة ) تحت تصرف القوات المصرية و هي كالآتي :-
- 20 ميراج 5 de
- 20ميراج 5 dr
- 2 ميراج 5 ds
- 12 ميراج 5 dd
ليكون المجموع النهائي للطائرات الليبية مكونه لسربين من الطائرات الميراج الفرنسية الصنع ( سرب يقوده ليبيين و الاخر بقيادة طيارين مصريين )
2- على الجبهة السورية :-
لا يوجد في المجال الجوي
رابعا :- دعم المملكة المغربية :-
كان ملك المغرب في ذلك الوقت هو ( الملك الحسن الثاني
و قد امدت المغرب مصر بسرب (أف - 5 ) الامريكية الصنع و ذلك اثناء المعركة
وصلت المساعدات في المجال الجوي إلى 150 طائرة
أما باقي الدول العربية المشتركة بالدعم العسكري فقد قامت بدعم قوات المشاه و الزخيرة و غيره ، و لكن ليس في المجال الجوي
هامش (*) :-
سرب الطائرات يتكون من 15- 25 طائرة في القوات الجوية المصرية