فعلا كلامك صحيح أخي emas elsamarai فأصبحنا نجد المبالغة الى درجة كبيرة جدا و ذالك يعود الى احكام العاطفة و ليس العقل في هذه الامور
فالبعض يقول انه سلاح طيران جيشه الاقوى و يستطيع ان يضرب اي كان اذن ماذا نسمي سلاح الجو الامريكي
و الآخر يقول لك دفاع جوما الاعقد على العالم اذن ماذا نسمي الدفاع الجوي الروسي
و الآخر يقول نحن قوة برية جبارة نستطيع غزو اي كان اذن ماذا يجب ان نطلق على الصين و الهنود
نأتي الآن للحروب اين سمعت غرائب و عجائب تجعلك تفتح فمك اندهاشا
لنبدأ بالحروب الهندية الباكستانية ان ترى العجب بأسره
فوفقا للبعض الباكستان هي من ينتصر دوما على الهنود
كلامهم صحيح الحقيقة و الدليل القاطع أنه مع انتهاء كل حرب يكون نصرا ساحق و حاسم للهنود فهم بذالك يغطون عين الشمس بغربال
و ان لم يصدقني البعض فشاهدوا نتائج حرب 1971 و حرب تحرير البنغلاداش و حرب كارجيل و ستجدون ان النصر الساحق كان دوما حليفا للهنود
طبعا لا نريد الدخول في الحروب التي قامت بها الدول العربية كي لا ندخل في متاهات نحن في غنى عنها كليا لمن تأكدوا ان البعض خاطئ تماما في تقدريه للامور لحرب 73 و حرب ايران و العراق
فعل البعض التفريق بين انواع النصر في الحروب
فيوجد الانتصار الكاسح و الساحق كفوز الروس على نابليون و هتلر مثلا
و يوجد النصر الحاسم كفوز الامريكان و الروس على اليابان
و يوجد النصر الاستراتيجي كحرب 67 و حرب 71 بين الهند و الباكستان
و يوجد النصر التكتيكي و ذالك حين تكون خسائر العدو اكثر كثير من خسائرك مع انجازات و انتصارات محدودة النطاق لك
و يوجد النصر باهض الثمن اي النتصار بتكاليف مدمرة و كأن الشخص يفوز لكن مع وجود خسائر و تكاليف توحي بعدم الانجاز او الربح كانتصار جيش روما على الجيش القرطاجي
فعلينا التفريق بينهم كي نحكم
مثلا لا يمكن اعتبار الامريكان او الروس خاسرين في افغنستان فقد احتلوا عاصمتها لأكثر من 10 سنوات و سرقوا و نهبوا و عاثوا فيها فسادا بمجرد احتلال العاصمة ينسب النصر اليك
الامريكان في العراق نفس الشيء فوز كاسح و حاسم في نفس الوقت
فالانسحاب بعد تحقيق اهدافك لا يعني خسارة بل نصر استراتيجي بعيد المدى فالامركان حين دخلوا لم يكن هدفهم نشر الديقراطية و لا غيرهم بل سرقة النفط و ارجاع البلدان 500 سنة للوراء و اغراقهم في مستنقع دماء و قد نجحوا
الروس و على عكس ما يظن البعض في الشيشان الا انهم انتصروا نصرا كاسحا و حاسما ايضا فقد استرجعوا كامل جمهوريات القوقاز من داغستان و الشيشان و انغوشيا و غيرها و قضوا على الارهاب كليا بالله كيف خسروا فسروا لي
ليس عار ان تخسر في حرب فلا يوجد جيش لم يخسر حروبا و معارك لكن العبرة ان تتعلم من أخطائك السابقة و ان لا تعيدها مستقبلا
فهتلر لم يتعلم من أخطاء نابليون الذي كان اقوى منه بكثير و بمراحل و اكثر دهاء و تنظيما و خبثا منه و ها انتم رأيتم عاقبته السيئة اذ لاقى اسوأ حتى من مصير نابليون
فحتى امريكا من وجعولي بيها رأسي خسرت خسارة مذلة و مهينة في الفيتنام
و الحذر ذالك لم يكن كافغنستان او غيرها فأمريكا بعثت بقرابة 600 الف جندي و جل اساطيلها و قواتها و مات منهم 60 ألف و جرح اكثر من 300 الف جندي و لم ينجح الامريكان في الوصول حتى نحو هانوي عاصمة الشمال الشيوعي و في الأخير نجح الشماليون في الغزو و التقدم الساحق و الكاسح نحو سايغون عاصمة الجنوب و تم توحيد الفيتنام تحت راية الشيوعية و كانت خسارة مذلة و لا غبار عليها للامريكان و مازال الكنغرس يدرس ليومنا هذا اسباب الهزيمة
هل انقص ذالك من عظمة امريكا!!!!! طبعا لا لكنهم تعلموا درسا لا ينسى في التاريخ و لم يعيدوا الكرة مرة اخرى
و لكن تلك عبرة لمن يعتبر انه لا يوجد جيش لا يهزم
اما بالنسبة لأسرائيل فالمواجهة حاليا للأسف الشديد شبه مستحيلة معها ليس لشيء و انما من الغباء مهاجمة دولة تمتلك ما بين 400 الى 500 رأس نووي و لديها القدرة البحرية و الجوية و البرية لايصال تلك الرؤوس لمن تريد
حتى و ان كان جيشهم لا يقهر
فلا تنسو ان جيوش نابليون المهيبة و جيوش هتلر الجبارة لا تقهر ايضا
لكنها هزمت شر هزيمة على يد الروس بالرغم ان فارق القوة و كل شيء كان يصب في مصلحة الغزاة
لكن ليس دائما القوي من يفوز
فجيش رومل كان اقوى بعشرات المرات من جيش منتغمري
لكن في الاخير كانت الغلبة و اليد العليا لمنتغمري و ليس العكس
فالغلبة تكون للاخبث و الاكثر دهاء و حنكة و ذكائا و خداعا
حتى اقرأوا التاريخ و ستجدون ان اكبر جيوش البشرية خسرت و انهزمت و انهارت كليا فمن قال بأن جيوشا عظمى و جبارة كالجيوش القرطاجية الامبراطورية او جيوش روما العظمى القيصرية ستهزم يوما ما