RT-23 / SS-24 Scalpel
إنه من أحد الصواريخ الروسية الضخمة التي نالت اهتماماً كبيراً في معاهدات Start 1 -2 التي عقدت بين الولايات المتحدة الأميركية وروسيا لحفظ السلام والأمن في العالم.
المشرط كما تترجم كلمة Scalpel هو صاروخ بالستي طويل المدى ICBM يحمل 10 رؤوس نووية كل رأس منها تعادل أكثر من 30 ضعف قنبلة هيروشيما المدمرة.
يطلق هذا الصاروخ بطريقتين: إما من منصات إطلاق مثبتة Silo-based أو من عربات قطار متنقلة Rails. ويمكن في هذه الحالة إطلاق الصاروخ من أي نقطة في المسار.
تكون الصواريخ في المنصات مثبتة بشكل واقف يتم تفعليها عند إعطاء أمر الإطلاق. أما الصواريخ التي تطلق من عربات القطارات فتكون بشكل مائل لكنها تعدل ويتم إيقافها عند إعطاء قرار الإطلاق.
وقد كانت النية إيجاد نسخة من الصاروخ تنقل على عربات متحركة على الطرق العادية لكن هذا الجزء من المشروع تم إلغاءه. وسنأتي لاحقاً على ذكر نسخ الصاروخ التي ألغيت والتي بقيت قيد التشغيل.
يطلق الروس على هذا الصاروخ اسم RT-23 ولعل أحد أشهر الأسماء له RT-23 UTTh. أما الغرب فيطلقون عليه اسم SS-24 Scalpel وهو ما معناه "المشرط" باللغة العربية. وهو يقارن بالصاروخ الأميركي Peacekeeper.
يعمل الصاروخ بثلاثة مراحل دفع صلبة. لكن إطلاقه يعد إطلاقاً بارداً.
ومن أحد المفارقات في الإطلاق هي أن الصاروخ يطلق بالمرحلة الأولى باستخدام فوقه دوارة أثناء الإطلاق من قواعد ثابتة Silo-based. في حين أنه يستخدم فوهة موثوقة (ثابتة) عند إطلاقه من عربات القطارات المخصصة لهذا الغرض.
أما المرحلة الثانية والثالثة من مسيرة الصاروخ فتؤمنان دفع قوي للصاروخ لإيصاله إلى منطقة الانقضاض على الهدف.
المرحلة الأولى من الصاروخ تتم باستهلاك وحرق الفوهة. بينما المرحلتين الثانية والثالثة تتمان بواسطة أجنحة تعمل على مبدأ الانسيابية الهوائية بشكل أساسي.
يقوم الصاروخ بتوجيه نفسه عبر كومبيوتر موجود في داخله يعمل على توجيهه بشكل ذاتي. لكن هناك فروقات بين النسخة التي تطلق من منصة ثابتة والنسخة التي تطلق من عربات القطار من ناحية العناصر المقاومة للأمواج الإشعاعية والالكترونية وأفضل عدم الدخول بتفاصيلها بسبب التعقيدات والملابسات الناتجة عن السرية الكبيرة التي يعتمدها الروس في هذه الأمور.
لكن في النهاية فإن نظام التوجيه لهذه الصواريخ يعطيها دقة بخطأ دائرة قطرها 500 متر حسب المصادر الروسية غير الرسمية. لكن المصادر الغربية تقول أن الخطأ أقل من هذا بكثير. وعلى كل حال فبالنسبة لصاروخ بهذه الإمكانيات فإن الـ 500 متر هي لا شيء.
حيث أن الصاروخ يمكنه حمل 10 رؤوس نووية بحصيلة مفردة لكل رأس تعادل 550 كيلو طن للرأس الواحد. في حين أن قنبلة هيروشيما كانت تعطي حصيلة 18 كيلو طن من المتفجرات. وهذا يجعل من الصاروخ صاروخاً بمقدرة كبيرة على التدمير خصوصاً في ذلك الوقت الذي قام السوفييت بتصميمه وإنتاجه (فترة ما بين الستينات وحتى السبعينيات والتعديل بالثمانينيات). ومازال حتى وقتنا هذا من الصواريخ البالغة الخطورة والتي سعت الولايات المتحدة إلى تحييده عن الساحة وذلك عبر معاهدة ستارت-1 وستارت-2.
إصدارات الصاروخ:
15Zh44 - SS-24 PL-4:
انتهى التصميم الأولي للصاروخ عام 1977. وكان في البداية من منصات ثابتة فقط حيث أن النسخة التي تطلق من القطارات كانت قد واجهت صعوبات عديدة.
لكن حتى هذه النسخة الثابتة من الصاروخ لم تنل الرضا في القيادة العسكرية السوفييتية.
لكن في نهاية عام 1979 كان التصميم الثاني للصاروخ قد انتهى وتم إدخال تعديلات على نظام الدفع. وكان الفضل لهذه النسخة في إنتاج النسخ التي تطلق من القطارات. وانتهت التصميمات النهائية لهذه الدفعة من النسخ عام 1980.
في عام 1982 تم تجريب الصاروخ عبر طيران تجريبي له. وبسبب أخطاء في التحليق تم إلغاء هذه النسخة عام 1983 بواسطة القيادة العليا للصواريخ السوفييتية.
15Zh52 – SS-24 Mod-0
خلال عام 1983 جرت محاولات عديدة لإنتاج الصاروخ بنسخ تطلق من منصات ثابتة ومن القطارات ومن عربات تتحرك على الطرق العادية. وأطلق على هذه النسخة اسم RT-23 UTTh. لكن النسخة التي تطلق من العربات المتحركة على الطرق العادية تم إلغاؤها.
في حين أن التجارب على النسخ التي تطلق من القطارات كانت قد أجريت بنجاح تام في نيسان 1985 ثم تم إقرارها بشكل نهائي عام 1987.
15Zh – SS-24 Mod-1
بدأت التجارب على هذه النسخة من الصاروخ التي تطلق من القطارات في نهاية شباط 1985 وأنهيت في نهاية عام 1987. وبدأ نشر هذه الصواريخ في أواخر عام 1989.
لكن يجدر الذكر أن النسخ الأولى من الصواريخ التي تطلق من القطارات كانت قد وضعت بحالة تأهب في 20 تشرين الأول من عام 1987.
تم نشر 36 عربة منها. 12 منها في كوستروما شرق موسكو بـ 400 كم. و9 منها في بريشت 1250 كم من موسكو و 12 منها في كراسنويارسك في سيبيريا.
15Zh60 – SS-24 Mod-2
تم نصب 56 منصة إطلاق صواريخ من هذه النسخ دفعة واحدة بحيث تم نشر 10 في تاتيشيفو في روسيا و 46 في أوكرانيا.