أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.

الخداع

حفظ البيانات؟
الرئيسية
التسجيل
الدخول
فقدت كلمة المرور
القوانين
البحث فى المنتدى


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول



 

 الخداع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الجزائر الكبيرة

مقـــدم
مقـــدم
الجزائر الكبيرة



الـبلد : الخداع 61010
المهنة : طالب
المزاج : عقلية DZ
التسجيل : 22/05/2013
عدد المساهمات : 1128
معدل النشاط : 1447
التقييم : 197
الدبـــابة : الخداع C87a8d10
الطـــائرة : الخداع 51260b10
المروحية : الخداع B97d5910

الخداع 111


الخداع Empty

مُساهمةموضوع: الخداع   الخداع Icon_m10الخميس 25 يوليو 2013 - 19:11

 المقدمة
الحرب خُدعة، والخداع ابتكار جديد من ابتكارات العصر الحديث، ولكنه ظهر مع الإنسان، منذ بدء الخليقة، وتطورت طرق وأساليب تخطيطه وإدارته؛ نتيجة لارتباط هذه الطرق والأساليب بالتطور الحضاري للدول.
يلعب الخداع دوراً رئيساً في نجاح التخطيط الاستراتيجي للدولة، وتحقيق الأهداف القومية، وحماية مصالحها الوطنية. فالخداع هو ظاهرة العصر في العلاقات الإنسانية والدولية، تخطط له الدول، سلماً وحرباً؛ لتحقيق مزايا تنافسية، في ظل الصراع والمتغيرات الدولية.
يعد الخداع إحدى الطرق والوسائل الرئيسة، التي تساعد على تهيئة أنسب الظروف لاستخدام القوات المسلحة، بما يمكنها من تحقيق المفاجأة، بكل مستوياتها، وانتزاع المبادأة في الصراع المسلح ومراحله المختلفة، وفرض الإرادة على العدو.
يتضح من دراسة الحروب السابقة، قديماً وحديثاً، أنَّ كثيرين من القادة العسكريين حققوا أعظم الانتصارات، في أقل وقت ممكن، وبأقل خسائر ممكنة، من خلال التخطيط الجيد للخداع، والتطبيق الماهر لنظرياته ومبادئه.
ويهدف الخداع إلى التظاهر بحالة، تختلف عن الحالة الحقيقية، التي تكون عليها الدولة، بما يؤدى إلى إحداث شعور كاذب لدى العدو، مع العمل على تنمية هذا الشعور، حتى يمكن استغلاله لتحقيق الأهداف السياسية والسياسية العسكرية للدولة. إن التقدم العلمي والتكنولوجي المستمر، في وسائل الاستطلاع، والأسلحة، والمعدات، ووسائل الحرب الإلكترونية، وغيرها من وسائل جمع وتحليل المعلومات؛ أحدث صعوبة بالغة في تنفيذ أعمال الخداع وإجراءاته، إلا أن ذلك يزيد من الاهتمام بتطوير تخطيط الخداع وإدارته، بمستوياته المختلفة، خلال العمليات الحديثة المقبلة. وخير دليل على ذلك ما تح.
المبحث الأول
الأسس والمبادئ العامة للخداع في العمليات الحربية

تلعب المفاجأة، بصفتها أحد مبادئ الحرب الأساسية، دوراً رئيساً وحاسماً في تحقيق النصر، في أي صراع مسلح، فبالاستخدام الجيد والتطبيق الماهر، يمكن انتزاع المبادأة من العدو، وتهيئة الظروف المناسبة لهزيمة قواته المتفوقة، بأقل قدر من القوات والوسائل، وفي أقصر وقت ممكن، وبأقل خسائر في القوات.
ويبرز الخداع بإحدى الطرق الرئيسة، التي يمكن عن طريقها تحقيق المفاجأة، بكل مستوياتها في الصراع، ومراحله المختلفة، وصولاً إلى الصراع المسلح، سواء أكان ذلك في مرحلة الإعداد للصراع المسلح، أو مرحلة إدارة الصراع، أو بعد انتهائه لفرض الإرادة على العدو.
ولقد استخدم الخداع مراراً، في الماضي، بواسطة القيادات المتحاربة، وبالدراسة التاريخية للحروب الماضية، يمكن أن نستخلص الدور الرئيس والحيوي، الذي لعبه الخداع في التأثير في نتائج الصراعات، بمختلف أشكالها، ولعل أبرز الأمثلة على ذلك، الدور الذي لعبه الخداع خلال الحرب العالمية الثانية، وعمليات يونيه 1967م، وعمليات أكتوبر 1973م المجيدة، وحرب الخليج الثانية.
وقد أدت القدرات الكبيرة لوسائل الاستطلاع، والحصول على المعلومات، التي تمتلكها القوات المتحاربة حالياً، والتطور السريع والمستمر فيها، والتأثير المباشر لذلك على إحراز المفاجأة لأي طرف من الأطراف؛ أدت إلى صعوبة بالغة في إخفاء أوضاع وأعمال القوات، وبالتالي صعوبة تنفيذ أعمال الخداع وإجراءاته.
ويعد الخداع الإستراتيجي مكوناً رئيساً في الإستراتيجية العسكرية، فجميع الحروب مبنية على الخداع، الذي يستخدم عادة خلال الصراع المسلح.
أولاُ: مبادئ ومستويات الخداع
1. مفهوم الخداع
هو علم وفن تخطيط مجموعة من الإجراءات المنسقة؛ وتنفيذها؛ لإخفاء الحقائق، وإقناع العدو وحلفائه بمفهوم غير حقيقي عن نوايا استخدام قواتنا، وإمكاناتها الحقيقية، وتقوده إلى اتخاذ القرارات الخاطئة، التي تؤدي إلى تهيئة الظروف المناسبة، لإعداد القوات المسلحة واستخدامها، لتحقيق أهداف الدولة.
2. أقسام الخداع
أ. الخداع السلبي: يعنى السرية والأمن، والعمل على حرمان أجهزة جمع وتحليل المعلومات المعادية والمتعاونة معها، من الحصول على معلومات حقيقية، تمس مواقف المخطط، وذلك بإنشاء مواقع ومعدات، تحاكى القوات الحقيقية، أمام وسائل الاستطلاع البصري والحراري والراداري، كإقامة مواقع هيكلية.
ب. الخداع الإيجابي: يعنى تحليل أجهزة جمع وتحليل المعلومات المعادية والمتعاونة معها، وجذب انتباهها نحو أهداف خادعة، مما يؤدي في النهاية إلى بناء التقديرات والقرارات الخاطئة، نتيجة مباشرة لاستخدام أساليب الخداع من جانب المخطط، وذلك بتمثيل القوات ونشاطاتها إيجابياً، مثل عمل نشاط إلكتروني، وراداري، وحركي؛ للفت نظر العدو إلى غير الأعمال الحقيقية لقواتنا، أو شل فعالية عناصره الهجومية (صواريخ ـ طائرات).
3. مبادئ الخداع
أ. الإعداد الجيد: ويعنى ذلك الإعداد الجيد والمنسق لكل إجراءات الخداع، بما يواكب قدرة الخصم، وإمكاناته، وطبيعة معتقداته، ومستواه الإدراكي.
ب. الصدق: إسباغ الصدق على المعلومات المرسلة للخصم، بأن تتفق إجراءات الخداع مع الخط الطبيعي المحتمل للأحداث، وذلك بأن تكون واقعية، مع عدم المبالغة، وأن تصل الإجراءات إلى العدو عن طريق القنوات الطبيعية للمعلومات، ولو أدى ذلك للإفصاح عن بعض الحقائق بما لا يضر بالخطة الأساسية.
ج. تعدد قنوات الاتصال مع العدو: يجب أن تحقق إجراءات ونشاطات الخداع إمكان وصول المعلومات المزَّيفة إلى العدو، بأكثر من وسيلة، مع مسايرة هذه الإجراءات للواقع؛ ليقوم العدو ببناء تقديراته الخاطئة. ولإتمام ذلك، يلزم استغلال قنوات الاتصال كافة؛ لتسريب المعلومات المزَّيفة من خلالها، بما يؤكد للعدو صحة مشاهداته ومعلوماته.
د. مركزية السيطرة: ضرورة السيطرة الحازمة والمركزية على كل إجراءات الخداع، بواسطة مجموعة التخطيط الحازمة، وعدم إطلاق الحرية للوحدات والتشكيلات لتنفيذ أي أعمال خداعية غير مخططة، أو مخالفة توقيت المخطط؛ حتى لا يؤدي ذلك إلى التضارب، وكشف خطة الخداع.
هـ. السرية: ويقصد بذلك فرض ستار من الأمن والسرية، حول الحقيقة المراد خداع العدو عنها، وكذا سرية خطة الخداع نفسها، حتى لا تؤدي إلى نتائج عكسية.
و. المرونة: أهمية مواجهة ردود أفعال العدو، والظروف والأحداث الجارية؛ للمحافظة على هدف الخداع، وهذا يتطلب مرونة الخطة.
ز. الفاعلية: المقصود بالفاعلية هو أن تؤدي الإجراءات الخداعية إلى رد فعل من الخصم، يحقق الهدف، ويسهل عمل قواتنا.
ح. التنسيق: تحتاج خطة الخداع إلى استمرار تنسيق كل الجهود والإجراءات الخداعية بين العناصر المنفذة، كل حسب الدور المرسوم له، مع مراعاة أي تعديلات، قد تطرأ على الخطة، من حيث تنفيذ الإجراءات والتوقيت ومكان التنفيذ حيث إن أي تعارض في الإجراءات، والتوقيت ومكان التنفيذ، سوف يؤدي إلى كشف خطة الخداع.
ط. الاستمرار: يبدأ الخداع قبل بدء العمليات الحربية بوقت طويل، ويستمر ذلك في أثناء أعمال القتال وبعد انتهائها، بهدف تحقيق مكاسب محددة، تهيئ أنسب الظروف لتحقيق أهداف الدولة.
ي. الدقة: وتعني دقة التخطيط لكل الإجراءات الخداعية، من حيث الكيفية، والتوقيت، ومكان التنفيذ، والظروف، التي تنفذ فيها تلك الإجراءات.
ك. الشمول والملائمة: أهمية شمول خطة الخداع لكل المجالات السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، كما يجب أن يشمل الخداع العسكري تنفيذ الإجراءات لكل القوات، وعلى مختلف المستويات، باستغلال جميع قنوات العدو، التي تستقى منها معلومات؛ لإعطاء صورة منطقية ومتكاملة، وشبة حقيقية، وتناسب ظروف الموقف.
ل. الاقتصاد: أن تكون تكاليف إقامة المناطق والمواقع الهيكلية مناسبة، بما لا يزيد أعباء ضخمة على الميزانية، وأن يتلاءم ذلك مع العائد منها، وكذا الاقتصاد في تسريب المعلومات الحقيقية، ضمن باقي المعلومات المزَّيفة؛ لإمكان تكوين صورة واقعية مقنعة للعدو، وتمكن من تحقيق الخطة لأهدافها.
م. التجديد والابتكار: أهمية الابتكار، والبعد عن المألوف والتكرار، ومتابعة ردود فعل الخصم.
ن. البساطة والبعد عن التعقيد: ويعني ذلك سهولة تنفيذ إجراءات الخداع، وذلك باستغلال كل الموارد المتيسرة، والبعد عن التعقيد، مثل صناعة النماذج الهيكلية بأساليب معقدة، وتكاليف باهظة، وكذا تنفيذ إجراءات تخالف طبيعة عمل القوات، وأيضاً مراعاة سهولة نقل الأهداف الهيكلية وتركيبها وإخفائها.
4. علاقة الخداع بمبادئ الحرب
إن الخداع، في حد ذاته، ليس غاية، ولكنه يعد وسيلة لإحداث ظروف مناسبة لتحقيق المفاجأة؛ إلا أن بعض الدول ترقى بالخداع إلى جعله مبدأ من مبادئ الحرب، كما أنه، فضلاً عن ذلك، يساعد على تحقيق أهم مبادئ الحرب الآتية:
أ. المفاجأة: عن طريق جذب العدو إلى بديل آخر غير الهدف الحقيقي.
ب. الحشد: وذلك بالإيحاء بأن هناك أكثر من بديل محتمل، مما سيضطره إلى توزيع إمكاناته على بدائل أكثر احتمالاً. وبهذا تقل كثافة إمكاناته، التي يخصصها للبديل الحقيقي، مما يتيح للمخادع تحقيق التفوق اللازم، وبذلك يتحقق مبدأ الحشد.
ج. المبادأة: يؤدي الخداع إلى إخفاء الحقيقة عن الخصم، وإظهار أكثر من بديل محتمل قد يضطره إلى بذل وقت أطول، وجهد كبير في البحث عن الحقيقة، مما يؤخر اتخاذ القرارات المناسبة، وهذا يتيح دائماً للمخادع انتزاع المبادأة من العدو وفرض إرادته عليه.
د. الاقتصاد
(1) ويعني الاقتصاد في حجم القوات المنفذة لإجراءات الخداع.
(2) الاقتصاد في تسريب المعلومات الحقيقية، ضمن باقي المعلومات المزَّيفة؛ لإمكان تكوين صورة واقعية للعدو؛ لتحقيق أهداف خطة الخداع.
(3) مراعاة ألا تكون تكاليف خطة الخداع باهظة، مما يزيد من أعباء ميزانية الدولة.
5. أهداف الخداع
يهدف الخداع، خاصة في أثناء الصراع المسلح، إلى تضليل العدو عن خطة وإجراءات إعداد الدولة للحرب، مع إخفاء فكرة أعمال وطبيعة إدارة الصراع المسلح واستخدام القوات، وكذا إجراءات التنسيق مع الدول الصديقة والحليفة، وذلك من خلال التركيز على:
أ. وضع أجهزة جمع وتحليل المعلومات المعادية والمتعاونة معها، في حالة تصديق للأخبار والمعلومات المزَّيفة والاقتناع بها.
ب. القياس المستمر لردود أفعال العدو وتحليلها.
ج. ضمان تحقيق أحسن النتائج، من إجراءات تنفيذ خطة الخداع.
6. مستويات الخداع
تنقسم خطة الخداع، طبقاً لمستوى التخطيط والإدارة، إلى الآتي:
خداع إستراتيجي عام:
خداع عسكري:
   وتنقسم الإجراءات فيه إلى ثلاثة مستويات:
المستوى الإستراتيجي.
المستوى التعبوي.
المستوى التكتيكي.
أ. الخداع الإستراتيجي العام (الخداع السياسي/ الاقتصادي/ الإعلامي)
(1) ينظم ويخطط، بواسطة القيادة السياسية والعسكرية.
(2) يهدف إلى:
(أ) إخفاء إعداد الدولة للحرب، وإخفاء نوايا الدولة في إدارة صراع مسلح.
(ب) خداع الخصم عن طبيعة استخدام القوات المسلحة والمنظمات العسكرية وشبه العسكرية في العمليات المقبلة، والاحتفاظ بسرية فكرة بدء العمليات وتوقيتها.
(ج) تعظيم دور القوة العسكرية، في مرحلة استخدام إستراتيجية الردع.
(د) خداع العدو، في مرحلة ما بعد الصراع المسلح، عن أهداف المفاوضات ونوايا الدولة للمرحلة التالية.
(3) تقوم القيادة السياسية، وأجهزة الإعلام، والدبلوماسيون، والدول الصديقة، بالدور الأكبر في تنفيذ الخداع الإستراتيجي العام.
(4) يتم وضع خطة الخداع بإشراك عناصر من الجهات المشتركة، ثم تصدر تعليمات لكل جهة للتنفيذ، مع أهمية التأكيد للمنفذين، بأن هذه الإجراءات عادية وحقيقية، تنفذ لصالح الحرب، وليست ضمن عمليات الخداع.
(5) ينفذ على فترات طويلة تسبق العملية بوقت كاف.
(6) أهمية السيطرة على تنفيذ هذه الإجراءات مع الدقة، والتنسيق، والمراقبة بصفة مستمرة؛ لمنع حدوث أي أخطاء، وذلك نتيجة لتعدد الجهات المنفذة، وعدم علمها بخطة العمليات ومضمونها.
(7) يعتمد الخداع الإستراتيجي العام في تحقيق أهدافه على الآتي:
(أ) تغذية وكالات الأنباء ومصادر جمع المعلومات للعدو، بصفة منظمة، بمعلومات غير دقيقة، إلى حد ما، لرسم صورة منطقية ومتكاملة.
(ب) إمداد العدو بمعلومات ناقصة عن بعض الحقائق، التي لا يمكن إخفاؤها.
(ج) استمرار إمداد مخابرات العدو بالمعلومات، من وقت لآخر، لزيادة معتقداته، وفي نطاق إطاره الإدراكي.

(8) وسائل الخداع الإستراتيجي العام:
الخداع Fig01

وسائل سياسية: وتشمل رئيس الدولة، والمؤسسات السياسية المختلفة بالدولة.
(ب) وسائل دبلوماسية: رجال السلك الدبلوماسي بالدولة والدول الأخرى، خاصة الدول، التي ترتبط بعلاقات وثيقة بأطرف النزاع.
(ج) وسائل إعلامية: وتشمل وكالات الأنباء، والصحافة، والإذاعة، والتليفزيون، ومكاتب الإعلام، والنشرات الإعلامية والإحصائية، والملحقين، والإعلاميين بالسفارات الأجنبية، ومراسلي الصحف، وممثلي الدول الأجنبية.
ب. الخداع العسكري
ينظم ويخطط وينفذ طبقاً لأهدافه وأبعاده، وينقسم إلى خداع إستراتيجي، وخداع تعبوي، وخداع تكتيكي.
(1) الخداع الإستراتيجي:

(أ) ينظم ويخطط ويدار بواسطة القيادة العامة للقوات المسلحة وأجهزتها المختلفة، بالاشتراك مع بعض الوزارات والهيئات، لصالح العملية الإستراتيجية.

الخداع Fig02

(ب) يهدف الخداع الإستراتيجي لعملية إستراتيجية إلى إخفاء نية قواتنا لشن عمليات مقبلة، وكذا طبيعة وفكرة وتوقيت بدء العملية، وتضليل الخصم عن اتجاهات الضربات الرئيسة، والضربات المضادة، وحجم القوات وإمكاناتها وأساليب قتالها، وإخفاء الفتح الإستراتيجي والتعبوي ومناطق بناء التجميعات الرئيسة.
(ج) تشمل خطة الخداع الإستراتيجي العسكري:
·   هدف الخداع وفكرته.
·   الإجراءات الرئيسة لتحقيق هدف الخداع وفكرته.
·   مهام الخداع وتنفيذ توقيته، خلال مراحل العملية الإستراتيجية.
·   القوات والوسائل المخصصة لتنفيذ خطة الخداع.
·   مسؤولية السيطرة والإشراف والمتابعة.
·   في جميع الأحوال، يتحتم أن تتشابه الأعمال الخداعية والأعمال الحقيقية، قدر الإمكان؛ لخلق صورة متكاملة وشبه واقعية ومنطقية، يتقبلها العدو، ويحتاج ذلك لقدر كبير من القوات لتقليد التحركات والمناطق الهيكلية، بما فيها من أسلحة ومعدات، دون أي إخلال، يؤدي إلى اكتشاف الخطة الخداعية من جانب العدو.
·   يلزم اتخاذ كل الإجراءات الفعالة المضادة لأعمال التجسس، خاصة في المناطق المحددة لتنفيذ الإجراءات الخداعية.
·   يجب أن يتوافق تخطيط وتنفيذ إجراءات الخداع الإستراتيجي العسكري، مع الخداع الإستراتيجي العام، ويتم ذلك بالتنسيق الدقيق بين كل العناصر المشتركة في التخطيط والتنفيذ.
·   طبقاً لفكرة الخداع الإستراتيجي العسكري والمهام المخصصة، تقوم الأفرع الرئيسة والتشكيلات التعبوية، بإعداد خطة الخداع التعبوي.

(2) الخداع التعبوي:

الخداع Fig03

(أ) ينظم ويخطط وينفذ تحت إشراف قادة الأفرع الرئيسة والتشكيلات التعبوية وسيطرتها، طبقاً لدورها المحدد من القيادة العامة للقوات المسلحة، في إطار خطة الخداع الإستراتيجي العسكري.
(ب) تلعب التشكيلات التعبوية دوراً رئيساً في تنفيذ الجزء الأكبر من إجراءات الخداع التعبوي، بالاشتراك في تنفيذ أعمال هندسية رئيسة، أو إعادة تجمعات خادعة، وتقليد مناطق تجمع خداعية، وبناء تجميعات هيكلية في اتجاهات كاذبة.
(ج) يهدف الخداع التعبوي إلى:
·  الحفاظ على سرية التحضير للعملية، خاصة الهجومية، من حيث فكرة العملية وأسلوب إدارتها.
·  خداع عناصر استطلاع العدو، عن مناطق التمركز الحقيقية للتجميعات الضاربة للجيش، وتأمينها من ضربات العدو الجوية.
·  إيهام العدو بخطة وهمية، بتقليد تجميعات القوات في مناطق هيكلية، والتوسع في إنشاء الأهداف الخداعية.
·  إخفاء توقيت بدء العملية الإستراتيجية / التعبوية.
·  إخفاء نظام القيادة والسيطرة على القوات.
·  الاحتفاظ بسرية اقتحام الموانع المائية.
·  الاحتفاظ بسرية تحضير عمل جماعات الإبرار الجوي / البحري واتجاهاتها.
·  إخفاء تجمع الأنساق الثانية والاحتياطات، واتجاهات عملها، وخطوط دفعها للاشتباك.
(3) الخداع التكتيكي
(أ) يُعد الخداع التكتيكي من مسؤولية جميع المستويات، من مستوى الفرد حتى مستوى التشكيل.
(ب) الاحتياجات اللازمة لتنفيذ هذا النوع من الخداع غالباً ما تكون متوافرة ضمن مرتبات الوحدات والتشكيلات.
(ج) يتم تنفيذه عادة، باستخدام وسائل الإخفاء والتمويه الخاصة بالأفراد، والأسلحة، والمعدات، ووسائل خاصة بنشاط القوات.
ثانياً: الأسس والعوامل المؤثرة على تنظيم وتخطيط الخداع الإستراتيجي والتعبوي
1. أسس التخطيط للخداع على المستوى الإستراتيجي
أ. أسس عامة
(1) السرية الكاملة في التخطيط للخداع الإستراتيجي، بالتخطيط المركزي على مستوى مجلس الدفاع الوطني، في إطار التنسيق الإستراتيجي، مع باقي أجهزة الدولة، والتنسيق المتتالي مع الجهات المختلفة، طبقاً لاحتياجاتهم، مع تخصيص المهام لكل جهة على حدة، طبقاً للمرحلة وتوقيت اشتراكها فيها.
(2) تغطي خطة الخداع الإستراتيجي فترة زمنية محددة مع مراعاة إعادة تقييمها وتطويرها طبقاً للموقف.
(3) توضع، في الاعتبار، الطبيعة البشرية الخاصة بعدم المحافظة على السرية، والاستفادة من خاصية سرعة انتشار المعلومات، واستغلال دور وسائل الإعلام، خاصة صحف المعارضة، لما لها من مصداقية لدى الجماهير، في تسريب ما يلزم من معلومات لخدمة خطة الخداع.
(4) استغلال وجود علاقات دبلوماسية/ اقتصادية... مع دول الجوار، في تضليل الجانب الآخر، وخداعه عن أهدافنا الحقيقية.
(5) أن تتناسب قيمة النتائج المتوقعة من تنفيذ إجراءات الخداع، مع تكاليف تنفيذها، مع عدم المغالاة والإسراف في استخدام الإمكانات المتاحة، حتى لا يؤدي ذلك لنتائج عكسية.
ب. أسس سياسية
(1) عدم تورط الدولة في صراع مسلح، في أكثر من اتجاه إستراتيجي، مع استغلال الاتجاه الإستراتيجي الآخر، في الاشتراك في إحداث أزمة خداعية.
(2) استغلال الأزمات والمشكلات العالمية/ الإقليمية، أو إحداث المشكلات الإقليمية؛ لتحقيق الهدف من الخداع أو تقليل الوقت اللازم لتنفيذه، طبقاً لظروف الموقف الإستراتيجي القائم.
(3) يحاط تنفيذ خطة الخداع الإستراتيجي بالعديد من القيود، وأهمها:
(أ) الروابط القومية (إسلامية/ عربية).
(ب) الروابط الاجتماعية بين السكان المحليين، على جانبي الحدود بين دول الجوار، وتأثيره على تنفيذ الخداع.
(4) مساندة الدول الكبرى للدولة ودول الجوار، طبقاً للموقف.
(5) يتم التخطيط على أساس وجود دول حليفة/ صديقة/ محايدة، مع ضرورة تحديد مهام عامة لها، تتبلور طبقاً للموقف في صورة معلومات، لدفع هذه الدول إلى اتخاذ إجراءات لصالح خطة الخداع الإستراتيجي، دون تصريح مباشر أو كشف النوايا.
ج. أسس عسكرية
(1) تبنى خطة الخداع الإستراتيجي للقوات المسلحة، على أساس ثابت، هو أن الدولة لا تسعى لبدء الحرب، ولكنها لا تتنازل مطلقاً عن المبادأة، طبقاً لأسس إعداد خطة العمليات، مع اتصافها بالمرونة والقابلية للتطوير.
(2) يتم تغيير ميزان التفوق العسكري لصالح قواتنا، باشتراك القوات المسلحة لبعض دول الجوار العربية والدول الحليفة، ويقتصر دور باقي الدول العربية على بعض أعمال الخداع الإستراتيجي والمعاونة المحدودة، على أن تكرر بصفة دورية.
(3) يخطط الخداع الإستراتيجي لتنفيذ الإجراءات تدريجياً، على أن تكرر بصفة دورية؛ لتعويد الجانب الآخر عليها، وتصعيدها في التوقيت المناسب لدفعه إلى اتخاذ إجراءات عسكرية، تضعه في موقف موات، وتتحكم في رد فعله لغير مصلحته.
(4) يوضع في الاعتبار، طبيعة مسرح العمليات، وما يفرضه من صعوبات في خداع الجانب الآخر وإخفاء خطط العمليات المقبلة واتجاهاتها وأهدافها.
(5) يوضع، في الاعتبار، قدرة الجانب الآخر على تحليل الفعل ورد الفعل ودراستهما؛ والخروج باستنتاجات صحيحة عن نوايانا المقبلة، وهذا يتطلب عمق التحليل والتخطيط الدقيق، قبل البدء في تنفيذ إجراءات الخداع، والبعد عن التكرار والنمطية والتعقيد.
(6) تراعى واقعية إجراءات الخداع وتشابهها، قدر الإمكان، مع الأعمال الحقيقية، والمهارة في استخدام الأسلحة والمعدات ووسائل الخداع الإلكترونية الحديثة، بما يحقق تكوين صورة منطقية متكاملة قادرة علىإقناع الجانب الآخر.
2. العوامل المؤثرة على تنظيم وتخطيط وتنفيذ الخداع الإستراتيجي
أ. إمكانات وقدرات وسائل الاستطلاع المعادية
(1) إن التطور الكبير، الذي حدث في وسائل الاستطلاع، خاصة في مجال الفضاء، باستغلال الأقمار الصناعية، وكذلك معدات التصوير وأجهزته ذات التكنولوجيا المتقدمة، يؤثر بشكل كبير على أعمال الخداع، حيث يمكنها من اكتشاف الأوضاع الحقيقية للقوات؛ لذا فإنه من الضروري أن تكون أعمال الخداع على نفس القدرة من التطور، بحيث لا يتمكن الخصم من معرفة وتمييز ما هو غير حقيقي.
(2) دور ومهام الاستطلاع الإلكتروني للعدو في جمع المعلومات:
(أ) اكتشاف الترددات اللاسلكية والرادارية لقواتنا وتحديدها.
(ب) اكتشاف مناطق الحشد وتحديدها، وبناء التجمعات، ورصد نشاط قواتنا وتحركاتها، عن طريق التنصت على وسائل المواصلات المختلفة.
(ج) كشف وتحديد خواص نظام العمل لوسائل دفاعنا الجوي وتحديدها.
(د) تحديد الخواص والمواصفات الفنية والتكتيكية الرئيسة لمعدات الحرب الإلكترونية.
(هـ) العمل على كشف نظام وحل الشفرة لقواتنا.
(و) اكتشاف نظام القيادة والسيطرة لقواتنا، وتحديدها والتشويش عليها.
(ز) إمكانية تنفيذ أعمال الإعاقة، ضد الوسائل اللاسلكية والرادارية لقواتنا.
ب. طبيعة معتقدات العدو ومستواه الإدراكي
(1) الإلمام بمكونات شخصية الخصم وطبيعتها، وأسلوب بناء معتقداته، وتعرّف مستواه الإدراكي.
(2) الفرد يميل بطبعه إلى لإدراك ما يتوقع إدراكه، وهذا يعد عملية ذهنية، تساعد في بناء الحقيقة، وهو يتأثر غالباً بالانطباع الأول، الذي يصعب تغييره، مهما تغيرت الظروف، وهذا ما يمكن استغلاله في الخداع، ببناء صورة مشوشة، يتولد عنها انطباع محدد لدى الخصم، تجعل من الصعب تغييره بتغير الظروف.
(3) يختلف المستوى الإدراكي من شعب لآخر، طبقاً للمكونات الشخصية وبصرف النظر عن الخوض في العديد من المؤثرات الأخرى، فعلى مخططي الخداع إعطاء عناية كبيرة لمكونات المعتقدات وطبيعتها والمستوى الإدراكي للخصم، مع التركيز على جهاز مخابراته ليكون هدفاً رئيساً للخداع.
(4) يجب على مخططي الخداع العمل على تضليل الخصم، عن طريق تقوية معتقداته وتثبيتها بما يجعله يتجاهل البدائل الأخرى، وهذا يساعدنا على إخفاء نوايانا الحقيقية، ويعد هذا الأسلوب أسهل بكثير من محاولة إقناعه بتغيير أسلوب تفكيره، ما لم يتطلب موقف العمليات ذلك.
(5) عندما يتطلب موقف العمليات دفع الخصم لتغيير معتقداته، فإن ذلك يتطلب من المخادع إيجاد الدليل القوى والواضح لجذب انتباه القائمين بتحليل المعلومات إلى هذا الدليل، الذي يجب تثبيته بسلسلة من الأعمال والمعلومات، التي تؤكَّد، باستمرار، حتى يتبنى الخصم هذا الاتجاه، مما يتيح أفضل الظروف لنجاح البديل أو البدائل الأخرى الحقيقية، التي ينوى المخادع اتباعها.
(6) من خلال الدراسة المتعمقة لمستوى إدراك الخصم، يستطيع مخططو الخداع اختيار الأساليب الخداعية، التي تتلاءم مع هذا الخصم، خلال المراحل المختلفة للعملية وتحقيق الأهداف المرحلية، مع الوضع في الاعتبار أن يكون الهدف المباشر للخداع هو عناصر استطلاع العدو، وأجهزة مخابراته، وعملاءه؛ والهدف المتوسط يكون موجهاً للقائمين على تحليل المعلومات وتقديرها، على أن يكون الهدف النهائي للخداع همّ صانعي القرار للخصم، وما يتخذونه من ردود أفعال تجاه العملية الخداعية.
ج. ظروف البيئة المحيطة
(1) يعتمد الخداع، بدرجة كبيرة، على استغلال ظروف البيئة بمسرح العمليات، بالاستفادة من الموارد المحلية المتوافرة، وكذا الخصائص الطبيعية، التي يتميز بها مسرح العمليات لخلق المكونات الأساسية لخطة الخداع وبنائها، من مناطق، ومواقع، ومخازن، ومستودعات، ومطارات هيكلية؛ لتبدو للخصم كما لو كانت حقيقية ومنطقية، تتلاءم مع ظروف الموقف والأحداث الجارية.
(2) كلما كانت الأرض الصحراوية مفتوحة، تندر بها الموارد المحلية، وشبه خالية من السكان، أدى ذلك إلى صعوبة تنفيذ الخداع بكفاءة عالية، مما يتطلب من المخادع جهداً كبيراً وموارد ضخمة لتهيئة الظروف المناسبة لتحقيق خداع ناجح.
(3) بينما تساعد الموارد المحلية والظروف البيئية الأخرى، كالرؤية الضعيفة، والعواصف الرملية، والشبورة المائية، وسوء الأحوال الجوية، على تنفيذ خداع ناجح بجهد أقل.
(4) تؤدى الكثافة السكانية العالية، وكثرة عملاء العدو الممكن تزويدهم بمعلومات مزَّيفة، إلى زيادة فرص نجاح الخطة الخداعية.
د. تأثير طبيعة مسرح العمليات
(1) يتأثر الخداع، بدرجة كبيرة، بالطبيعة الجغرافية، بما تتميز به من خصائص ومكونات رئيسة، كالمرتفعات، والجبال، الغرود الرملية، والوديان، والمزارع، والغابات، والمستنقعات، والمسطحات المائية، والحدائق، والطرق الطولية والعرضية.
(2) طبيعة المسرح، التي تتميز بكثرة التضاريس، أو الغابات والمزارع، توفر أفضل الظروف لتحقيق الإخفاء والاستتار، وبالتالي تمكن المخادع من تنفيذ الخداع بالاستفادة من الموارد والإمكانات المتوافرة، كما أن ذلك يعيق عناصر الاستطلاع عن تنفيذ مهامها.
(3) توافر الطرق الطولية والعرضية يساعد على سرعة إجراء أعمال المناورة وتنفيذ التحركات الحقيقية والخداعية، وهذا يتيح للمخادع إحداث أي تغييرات يريدها، فمثلاً يمكنه تحويل المناطق الهيكلية إلى حقيقية أو العكس.
(4) تؤثر طبيعة الأرض على طبيعة أعمال العدو، المنتظرة أيضاً، على بناء الدفاع وإقامة المواقع الرئيسة والتبادلية والهيكلية لمختلف أنواع القوات، وبالتالي على خطة الخداع، التي ترتبط بأعمال التجهيز الهندسي.
(5) إمكانات وقدرات قواتنا على تنفيذ الخداع
(أ) إجراءات سلبية:
·  تعني تلك الإجراءات التي تنفذ؛ لإخفاء وتمويه الأفراد والأسلحة والمعدات، باستغلال الموارد المحلية والصناعية، سواء بالطرق النمطية أو المبتكرة، بهدف إخفاء تجمع وتحرك القوات.
·  كما تشتمل على إجراءات الإخفاء، والالتزام بتعليمات الأمن، للمحافظة على سرية الوثائق وخطط العمليات، وإخفاء النوايا الحقيقية لقواتنا.
·  تقوم جميع القوات بتنفيذ أعمال الإخفاء، سواء للأفراد والأسلحة والمعدات، وكذا الإجراءات الفنية؛ بهدف حرمان عناصر استطلاع العدو من اكتشافها.
(ب) إجراءات إيجابية
·  هي تلك الإجراءات، التي تنفذ بواسطة القيادات والقوات، طبقاً لخطة خداع محددة، بغرض خداع العدو وتضليله، وزيادة الغموض لديه.
·  تشتمل تلك الإجراءات إقامة المواقع الهيكلية، وتنفيذ التحركات الخداعية، مع الاستفادة من إمكانات الخداع الإلكتروني، والتي تقوم بدور رئيسي في مجال الخداع، وكذا التصدي للأعمال المضادة، وإنشاء الشبكات اللاسلكية الخداعية.
·  يتم الاعتماد، في تنفيذ هذه الخطة، على كل الإمكانات والوسائل المتيسرة، باستغلال جميع قنوات الاتصال مع العدو.
·  تقوم القيادات التعبوية بتنفيذ الإجراءات المحددة لها، ضمن خطة الخداع الإستراتيجي / التعبوي، بعد دعمها بالقوات والوسائل المخصصة للخداع.
·  تنفذ عناصر الاستخبارات والاستطلاع أكثر الأعمال تعقيداً، ضمن الإطار العام لخطة الخداع الإستراتيجي/ التعبوي، بعد دعمها بالقوات والوسائل المخصصة للخداع.
·  تتابع عناصر الاستطلاع والحرب الإلكترونية ردود أفعال العدو المرتبطة بأعمال وإجراءات الخداع؛ لقياس مدة فاعلية الخطة، حتى يستطيع مخططو الخداع اتخاذ ما يلزم من إجراءات؛ لضمان استمرار الخطة، بما يتوافق مع الأحداث الجارية وظروف الموقف؛ بغرض تحقيق الأهداف المنشودة.
هـ. عوامل نجاح الخداع
(1) ضرورة الحصول على المبادأة في تنفيذ إجراءات الخداع، والمحافظة عليها، طوال مراحل العملية.
(2) الإلمام الدقيق بالعدو وقدراته وردود أفعاله المنتظرة.
(3) ضرورة تهيئة العدو لتقبل الخداع.
(4) أهمية التطبيق السليم لمبادئ الخداع وأساليبه.
(5)  ملاءمة سيناريو خطة الخداع للموقف، بحيث يلائم أسلوب الخداع الموقف والظروف، حتى يكون منطقياً ومقبولاً من جانب العدو.
(6) الاعتماد على كل قنوات الاتصال مع الخصم، حتى يتمكن المخادع من تأكيد المعلومات التي ترسل إلى العدو؛ لإزالة الشك لديه.
(7) أهمية توافر المواد اللازمة لعملية الخداع.
(8) الاستفادة من الخبرات السابقة لأعمال الخداع الناجحة.
(9) أهمية الاختيار السليم للقائمين على تخطيط الخداع، على أن يتوافر لديهم عدة صفات، تؤهلهم لذلك، منها الذكاء، والمبادأة، والقدرة على التخيل، والإلمام الجيد بفنون الحرب، والمعرفة الكاملة بالعدو ومستواه الإدراكي.
ثالثاً: نظريات وأساليب ووسائل الخداع
1. نظريات الخداع
أ. نظرية الغموض الكامل (الإيهام)
(1) وفيها يحاول المخادع جعل العملية مبهمة وغير واضحة، وذلك عن طريق تغليف كل البدائل المحتملة أمام الخصم، بحالة من عدم التأكد، وتجعله في موقف من لا يعرف ماذا يصدق، ويكون عاجزاً عن تقدير الفعل نحو هذا الموقف في وقت الحرب.
(2) تؤدي المؤثرات المتناقضة، ونقص المعلومات، والتلاحق السريع للأحداث، إلى إضاعة وقت الخصم في جمع المعلومات، والتحليل وإحباط تقديرات مخابراته، وعندما تحاول أجهزته إعداد تقرير محدد لصالح العمليات، فإنه سوف يكون مبنياً على أساس من الوهم، وعدم التأكد، والافتراضات البعيدة عن الحقيقة.
(3) للحصول على تأثير فعال، فإن إجراءات الخداع لهذه النظرية، يجب أن تكون مقبولة ظاهرياً، وشبه معقولة، وتلقى اهتماماً بقدر كاف من الخصم، بحيث لا يمكن تجاهلها وقيام الخصم بمحاولة تقليل حالة عدم التأكد، مما يؤدي إلى تأخره في اتخاذ قراره، مما يتيح للمخادع الإكثار من مكاسبه والاحتفاظ بالمبادأة.
(4) تعمل هذه النظرية على تأكيد هذا المستوى من الغموض والإبقاء عليه، بدرجة عالية؛ لحماية سرية العمليات الحقيقية.
(5) إذا نجح المخادع في الإبقاء على حالة الغموض، فإن الخصم سيضطر إلى توزيع جهوده على كل المتناقضات والبدائل المتاحة أو أهمها من وجهة نظره، مما يضعف أعماله، ويسمح للمخادع بتحقيق أهدافه، بأقل قدر من الجهد والقوات، محققاً بذلك مبدأ الاقتصاد في القوى.
ب. نظرية التضليل
(1) في هذه النظرية، يهدف المخادع إلى تقليل الغموض، وجذب انتباه الخصم نحو بدائل خادعة، مما يؤدي إلى تركيز إمكاناته العسكرية على هذا البديل أو البدائل الأخرى الحقيقية.

(2) أمثلة تطبيقية لنظريات الخداع:

أمثلة تطبيقية لنظريات الخداع
نظرية الغموض الكامل (الإبهام)
أصدق مثال لتطبيق هذه النظرية هو ما حدث في الحرب العلمية الثانية، عند غزو "سيسيل" عام 1943م، حيث نفذ الحلفاء خطة خداعية تسمى "باركلي"، وكان هدف الخداع هو إحداث نوع من الغموض، عن توقيت الغزو ومكانة، حيث أشاع البريطانيون معلومات مزيفة عن غزو محتمل لأهداف أخرى في البحر المتوسط،  مما أدى إلى إحداث حالة من الغموض لدى الألمان في الزمان والمكان المتوقع للهجوم.
نظرية التضليل
عند قيام الألمان بغزو الاتحاد السوفيتي (روسيا البيضاء)، في 22 يونيه 1941م، ضلل الألمان ستالين، وحققوا المفاجأة، حين عمد مخطط الخداع لتفسير الحشود الألمانية على الحدود، بأنها بغرض التدريب على غزو بريطانيا، ولقد اختلق الألمان إيضاحات ومبررات مقبولة لتحضيراتهم، التي كان لا يمكن إخفاؤها.
كما بني الخداع على توقعات ستالين بأن الألمان لا يمكن أن يبدأوا بمهاجمة روسيا، بدون إنذار نهائي ، ولقد أدت هذه الخدعة إلى إبعاد الغموض، وجعلت ستالين مقتنعاً تماماً باحتمال واحد، مما ساعد على نجاح الخداع الألماني ، وتحقيق مفاجأة شبه كاملة، نتج عنها سرعة انهيار الدفاعات الروسية، مما يدل على أن ستالين كان مضللاً.

2. تسلسل عملية الخداع
أ. يتكون الجانب المخادع من صانعي القرار، وجهاز التخطيط للخداع، والمنفذين للخداع.
ب. تقوم مجموعة التخطيط بتخطيط كل إجراءات الخداع، من بث لاسلكي مخادع، وخطط التمويه الكبيرة، ومحاكاة التحركات الكبيرة للقوات، وباقي الأعمال الرئيسة الأخرى.
ج. يقوم المنفذون للخداع بإرسال إشارات، وتنفيذ إجراءات الخداع.
د. يستقبل الخصم (هدف الخداع) المعلومات الخادعة، ويقوم بتحليلها وتقويمها والخروج باستنتاجات؛ لعرضها على صانعي القرار، للوصول إلى الهدف النهائي للخداع.

هـ. تسلسل عملية الخداع

الخداع Fig04

3. قنوات الخداع (قنوات الاتصال)
أ. قنوات الاتصال بين المخادع والخصم هي كل الوسائل، التي يستخدمها الخصم للحصول على المعلومات، التي يسعى إليها، ومنها الصحافة والإذاعة والتليفزيون، ووسائل الاتصال المختلفة بين القوات، والجواسيس، والعملاء، والدبلوماسيين، وأقمار الاستطلاع والتصوير، وعناصر الاستطلاع المعادية، وعناصر الاستطلاع الإلكترونية، وغير ذلك من الوسائل. ويمكن للمخادع إرسال ما يريد من إيماءات أو معلومات زائفة أو إظهار بعض القرائن، التي تعطى مؤشرات محددة للخصم تجعله يفسرها، طبقاً لفكر الخداع. ويعتمد المخادع في ذلك على كل الحواس لدى الخصم، سواء حاسة البصر، والسمع، والشم، والتذوق، واللمس، وهذه الحواس يمكن زيادة فاعليتها، بالاستفادة من التقدم التكنولوجي والاستخدام الماهر لها، طبقاً لظروف الموقف.
ب. الاحتمالات المتوقعة عند إرسال المعلومات من المخادع إلى الهدف.

الخداع Fig05

4. أساليب تنفيذ الخداع
نتيجة لتطور وسائل القتال، كان لزاما أن يواكب هذا التطور التقدم العلمي الكبير في وسائل الحصول على المعلومات، وخاصة الوسائل الإلكترونية، وكذا استخدام الأقمار الصناعية في الحصول على المعلومات، حيث يتم نقل الصورة كاملة لميدان القتال وما يدور به، ولذا لزم الأمر تطوير أساليب ووسائل وطرق الخداع، ومسايرة هذا التقدم لتحقيق الهدف من الخداع، بكل الأساليب، ويمكن تنفيذ الخداع بعدة أساليب، وذلك طبقاً للهدف كالآتي:
أ. الإخفاء
يقصد به تلك الإجراءات، التي تتخذ بغرض إخفاء نوايا وخطط عمليات قواتنا، بإخفائها كلية وإما بتقليل ظهورها بالاستفادة من البيئة المحيطة، مع الاهتمام بالتخلص من القرائن الدالة على وجودها أو نشاطها. ويمكن تحقيق الإخفاء بتنفيذ العديد من الإجراءات منها:
(1) التقيد الحازم بالسرية التامة، عند التنظيم والتحضير والتخطيط للعملية.
(2) النظام الدقيق في تداول وحفظ وثائق الخطة والخطط التكميلية.
(3) إعداد الوثائق المهمة من نسخة واحدة وبخط اليد، مع إعطائها درجة سرية عالية.
(4) تقليل عدد المشتركين في التخطيط إلى أقل عدد ممكن.
(5) وضع نظام دقيق للمواصلات الإشارية بمختلف الوسائل، فيما يتعلق بالخطة.
(6) وضع نظام محكم لمكافحة أعمال التجسس.
ب. التقليد
(1) ويقصد به تقليد الأهداف المختلفة في المناطق الهيكلية، التي تنشأ بغرض خداع عناصر استطلاع العدو، عن الأوضاع الحقيقية للتجمعات الرئيسة، وبالتالي إخفاء اتجاه الضربة الرئيسة، اتجاه الجهد الرئيس، وجذب العدو لاتجاهات خادعة تؤدي إلى استنزاف جهوده.
(2) عند إنشاء الأهداف الهيكلية، يجب مراعاة الآتي:
(أ) أن تكون مطابقة إلى حد ما للهدف الحقيقي المطلوب تقليده.
(ب) سهولة الاستخدام والنقل ويسر التركيب وقوة التحمل وخفة الوزن.
(ج) أن تكون تكاليفها مناسبة.
(د) ضرورة إخفائها بدرجة مناسبة ليست كاملة، مع توفير الوقاية والحراسة اللازمة.
(هـ) يمكن الاستعانة ببعض الأهداف المدمَّرة، أو المعطلة بجعلها أهدافاً هيكلية.
(3) يُعد أفضل الأهداف الهيكلية ما هو مصنوع من المطاط، حيث يمكن نفخه أو تفريغه بسهولة.
ج. التضليل
(1) مجموعة من الإجراءات، تهدف إلى تغذية العدو بمعلومات زائفة، تتخللها بعض المعلومات الحقيقية، بحيث يصعب معها معرفة الزائف من هذه المعلومات، ويصبح من المؤكد تصديقها، وتؤدي بالعدو إلى تقدير خاطئ للموقف واتخاذ قرارات خاطئة.
(2) يتميز هذا الأسلوب بإمكانية استخدامه على كل مستويات الخداع، تلعب فيه قنوات الاتصال وإرسال المعلومات دوراً رئيساً في وصول المعلومات المزَّيفة إلى العدو.
5. وسائل الخداع الإستراتيجي العام
أ. الخداع السياسي
(1) تعتبر الوسائل السياسية هي القنوات الرئيسة للدولة لتنفيذ خطة الخداع الإستراتيجي العام، والتي يجب أن تستخدم بأسلوب دقيق ومنسق، مع الوضع في الاعتبار الارتباط الوثيق بين الخداع السياسي والخداع العسكري.
(2) تشتمل الوسائل السياسية على كل الأجهزة السياسية والدبلوماسية، داخل وخارج البلاد، ويدار نشاطها كالآتي:
(أ) رئيس الدولة: عن طريق (الخطب السياسية، والتصريحات الصحفية، والمحادثات الرسمية مع السفراء والوفود الأجنبية، والرسائل المتبادلة، والزيارات...).
(ب) الوزراء والمتحدثون الرسميون: وزراء الخارجية والدفاع خاصة، ومستشارو رئيس الجمهورية للشؤون الخارجية والأمن القومي.
(ج) السفراء: السفراء المعتمدون للدولة في الخارج، والبعثات الدبلوماسية، وممثلو الدولة في المنظمات الدولية، والبعثات التعليمية، ورعايا الدولة في الدول الأجنبية.
(د) الأحزاب السياسية: وذلك، من خلال توزيع الأدوار بين أحزاب المعارضة، والحزب الحاكم، بما يحقق إخفاء نوايا الدولة في تصعيد الصراع إلى صراع مسلح، وذلك بقيام أحزاب المعارضة بالمطالبة بالتصعيد العسكري، الذي يقابله رفض الحكومة لهذه السياسات.
ب. الخداع الإعلامي
(1) السياسة الإعلامية: وهو تمتع الإعلام بالحرية؛ لإعطاء الثقة للخصم في استيفاء المعلومات من أجهزة الإعلام.
(2) الإقناع بوسائل الإعلام: بإتباع الأساليب العلمية الدقيقة، بدس الأخبار المزَّيفة، وأن يتم استخدام أسلوب تحليل المضمون الكمي والكيفي للأخبار الإذاعية والصحفية ووسائل الإعلام كافة؛ لكشف اتجاهات الدول الأجنبية، مع مراعاة تعامل العدو بحذر مع المعلومات المزيفة.
(3) يمتاز الخداع الإعلامي بكثرة وسائل جهاز الإعلام وانتشارها، إذ إنه أسرع الطرق لوصول المعلومات إلى الجهات، التي لها سلطة اتخاذ القرار، وكذا إمكان إشراك الدول الصديقة والحليفة بأجهزتها الإعلامية في تنفيذ خطة الخداع الإستراتيجي العام، دون إطلاعها على كل تفاصيل الخطة.
ج. الخداع الاقتصادي
تُعد إجراءات إعداد اقتصاد الدول للحرب، من المعلومات البالغة الأهمية، التي تسعى أجهزة مخابرات العدو للحصول عليها. كما يعد تخزين السلع الإستراتيجية وإتباع الحد من الاستهلاك، وتحصين المنشآت الاقتصادية من الإجراءات، التي تؤدي إلى كشف نوايا وخطط إعداد الدولة للحرب؛ لذا يجب أن توضع الإجراءات المسبقة لإعداد اقتصاد الدولة للحرب وإخفاء الإجراءات المباشرة، التي تتم خلال الفترة التحضيرية.
6. الوسائل الأخرى المستخدمة في تنفيذ الخداع الإستراتيجي العام
عملاء المخابرات الأجنبية ـ السكان المحليون ـ الوفود السياحية ـ لجان دراسة الجدوى للمشروعات الاقتصادية ـ شركات الاستثمار الأجنبية.
أ. وسائل الخداع العسكري
(1) وسائل خاصة بالأفراد: وهى تلك الوسائل والإجراءات، التي يستخدمها الأفراد في إخفاء أنفسهم، طبقاً لظروف هؤلاء الأفراد وطبائعهم وإمكاناتهم.
(2) وسائل خاصة بالأسلحة والمعدات: وهي عبارة عن وسائل للإخفاء والتمويه، كالشباك وغيرها من الموارد المحلية، تهدف إلى إخفائها وإظهارها بلون الأرض المحيطة، إضافة إلى الوسائل الأخرى، كالنماذج الهيكلية، والعواكس الركنية، والستائر المعدنية، والطلاء المضاد للرادار... الخ.
(3) وسائل خاصة بنشاط القوات: وهي إجراءات متعددة تمثل نشاط القوات، طبقاً للهدف المراد من أجله تحقيق الخداع، ومنها:
(أ) استمرار تمثيل النشاط في المناطق، التي تم إخلاؤها من القوات، لتضليل العدو.
(ب) استمرار تمثيل نشاط المواصلات الإشارية، بنفس معدلها، على الرغم من حشد القوات، مع زيادتها في اتجاهات كاذبة لخداع العدو.
(ج) استمرار النشاط الإداري المألوف، نهاراً، مع استغلال الليل في الإمداد بما يُحتاج إليه، وتكديس ذلك وإخفاؤه، قبل أول ضوء.
(د) استمرار النشاط المعهود للاستطلاع.
(هـ) استخدام المدافع المتجولة، وأصوات المحركات؛ لإعطاء الحياة للمواقع الهيكلية.
ب. وتنقسم وسائل الخداع العسكري إلى:
(1) وسائل مرئية: وهي تستخدم بهدف خداع عناصر استطلاع العدو الأرضي والجوي عن نشاط محدد، والعمل على جذب نظره إلى مكان ثانوي خادع، ومن أمثلة ذلك تنفيذ تحركات خادعة أو تقليد نشاط القوات في مناطق قد أخلتها، وإقامة مناطق ومواقع هيكلية، مع بعث الحياة فيها، حتى تبدو للخصم كما لو كانت حقيقية، كعمل آثار جنازير دبابات، واستخدام الدهانات المختلفة للتشويه.
(2) وسائل صوتية: وهي تهدف إلى خداع عناصر العدو، عن طريق التنصت، ومنها تمثيل نشاط القوات في مناطق هيكلية عن طريق المفرقعات وقصفات المدفعية؛ لإخفاء تحركات الدبابات، وتمثيل إقامة الموانع والتجهيز الهندسي بالمعدات.
(3) الوسائل الإلكترونية: وهي إحدى الوسائل المتطورة للخداع، ويتم ذلك عن طريق إرسال إشعاع مدبر؛ بغرض تضليل العدو عن أحد العناصر المهمة في تنفيذ أعمال الخداع ومهامه، وهو عبارة عن تلك الإجراءات المتكاملة، التي تنفذ بواسطة القادة والقوات، وبمساعدة الأجهزة والوسائل الإلكترونية، بهدف تضليل العدو وخداعه، كما يعد الخداع الإلكتروني أحد أنواع الإعاقة الإيجابية الخداعية، التي تؤدي إلى إرباك سيطرة العدو على نظام مواصلاته، ومن طرق تنفيذ الخداع الإلكتروني:
(أ) الخداع اللاسلكي: ويتم بتشغيل المحطات اللاسلكية الصديقة، لتقليد عمل شبكات العدو اللاسلكية، وبشكل مناظر لها تماماً، وذلك عن طريق إرسال تعليمات خاطئة باسم العدو، وتسجيل إشارات حقيقية لشبكات العدو اللاسلكية، ثم إذاعة هذه الإشارة مرة أخرى في المكان والزمان المناسبين، بما يخدم موقف إدارة المعركة وطبيعة عمل القوات، وتعد طريقة التقليد هذه ذات فاعلية في ظروف التغيير السريع لمواقف المعركة المختلفة، حيث لا يوجد هناك وقت لدى العدو لتحليل هذه الإشارات والتأكد من صحتها.
(ب) الخداع عن طريق تمثيل نشاط إلكتروني: ويتم ذلك عن طريق تمثيل نشاط إلكتروني بوسائلنا الإلكترونية، كما لو كان صادراً من وحداتنا، وذلك من خلال إقامة مراكز إشارة هيكلية، وتقليد عملها تماماً، وتنفيذ الاتصال اللاسلكي من خلالها، وبنفس الحجم الحقيقي في المراكز الأصلية، وكذلك يمكن تمثيل عمل مراكز القيادة والسيطرة لمختلف المستويات، عن طريق إرسال معلومات وهمية، من خلال عمل هذه المراكز، عن نشاط القوات وتحركاتها، وذلك بقصد خداع العدو بالنسبة لحجم القوات ومواقع تحركاتها.
(ج) الخداع عن طريق التضليل: هو يعتمد على إشعاع موجات كهرومغناطيسية، وتبادل إشارات خادعة على شبكات المواصلات العامة لقواتنا، يترتب على التقاطها بواسطة العدو وتحليلها للخروج باستنتاجات ومعلومات مضللة عن قواتنا.
(د) الخداع الراداري: هو مجموعة الإجراءات، التي تتخذ لمنع محطات الرادار الأرضية من استطلاع الأهداف، وكذا تقليل كفاءة عمل رادارات القصف والتنسيق في تمييز وإحراز أهدافها، وكذا قدرة محطات الاستطلاع الرادارية المحمولة جواً على التصوير الراداري ورصد الأهداف، ويتم الإخفاء الراداري ضد المراقبة الرادارية المعادية، سواء كانت وسائل المراقبة أرضية أو محمولة جواً.
(هـ) الخداع الليزري: ويتم خداع الأسلحة الموجهة بالليزر، بطرق المناورة المفاجئة، وإضاءة أهداف خداعية، واستخدام الدخان.
(و) الخداع الحراري: وهو استخدام لتكنولوجيا الأشعة تحت الحمراء، في الرؤية الأمامية، والتوجيه والاستطلاع بالمسح الخطي، وهو ما يعرف بالحرب الكهروضوئية، وهو خداع العدو عن استخدامه لأجهزته الحرارية بحيث يتم تقليل دقة المعلومات، التي يحصل عليها وتقل فاعلية استخدامه للمعدات، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
(ز) الخداع السوناري: ويتم ذلك بتقليل الضوضاء الذاتية للسفن والغواصات، عن طريق الأغطية الماصة للصوت؛ لإضعاف الصوت ال

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجزائر الكبيرة

مقـــدم
مقـــدم
الجزائر الكبيرة



الـبلد : الخداع 61010
المهنة : طالب
المزاج : عقلية DZ
التسجيل : 22/05/2013
عدد المساهمات : 1128
معدل النشاط : 1447
التقييم : 197
الدبـــابة : الخداع C87a8d10
الطـــائرة : الخداع 51260b10
المروحية : الخداع B97d5910

الخداع 111


الخداع Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخداع   الخداع Icon_m10الخميس 25 يوليو 2013 - 19:19

تابع...
**************************************************************
المبحث الثاني
تطور وسائل الخداع
إن الاهتمام العالمي بالمفهوم التكنولوجي وتطبيقاته، قد احتل المرتبة الأولى لدى دول العالم المتقدم، ومن خلال هذا الاهتمام العالمي بهذا المفهوم، كان لنظم الكشف والإنذار مكان بارز في هذا التقدم.
ويبرز الخداع على أنه أحد الطرق الرئيسة، التي يمكن عن طريقها تحقيق المفاجأة بكل مستوياتها في الصراع ومراحله المختلفة، ووصولاً إلى الصراع المسلح، سواء كان ذلك في مرحلة الإعداد للصراع المسلح، أو مرحلة إدارة الصراع المسلح، أو بعد انتهائه لفرض الإرادة على العدو.
أدى التطور المستمر والهائل، في وسائل الاستطلاع والحرب الإلكترونية وغيرها من وسائل الحصول على المعلومات، إلى إيجاد صعوبة بالغة في إخفاء أوضاع القتال وأعماله للقوات، وبالتالي صعوبة تنفيذ أعمال الخداع، أي أن ذلك يزيد من أهمية الخداع في العمليات الحربية المقبلة، مما أظهر ضرورة التطوير المستمر لأعمال الخداع؛ لتحقيق النجاح في العمليات الحربية المقبلة.
ولقد تطورت طرق ووسائل الخداع، منذ وقت طويل، فجميع الحروب مبنية على الخداع، ولهذا يجب أن نتظاهر بالعجز عن الهجوم، عندما نكون قادرين، وأن نتظاهر بالسكون عندما نستخدم قواتنا. وعندما نكون بالقرب من العدو، يجب أن نعمل ليعتقد أننا بعيدون عنه، وإن كنا بعيدين عنه يجب أن نشعره بقربنا منه.
كلما زاد التطور في وسائل ونظم الكشف والإنذار، وجب على المخطط أن يضاعف ويركز على تخطيط الخداع وتنظيمه حتى يمكن تحقيق الهدف العسكري، وهو تدمير العدو بأقل خسائر ممكنة، وفى أسرع وقت ممكن.
لا تتطلب وسائل الخداع الإلكتروني ونظمه "تكنولوجيا" عالية، أو تكلفة كبيرة، تماثل "التكنولوجيا" والتكلفة، التي يتطلبها التسليح الفعلي، مما يجعل من الخداع السلبي سلاحاً حيوياً للدول، التي لا تملك "تكنولوجيا" التسليح.
أولاً: تطور وسائل ونظم الكشف والإنذار
1. التطور الحالي والمنتظر في وسائل الاستطلاع اللاسلكي عالمياً
أ. ظهرت تكتيكات حديثة، في مجال اكتشاف أجهزة القفز الترددي، مثل أجهزة الاستقبال ذات المسح السريع، وأجهزة الاستقبال الضاغط ذات السرعة العالية.
ب. ظهور أنظمة استطلاع، تحقق التنصت على أنظمة الميكروويف التقليدية والحديثة.
ج. التوسع في استخدام محطات لتحديد محلات أجهزة الاتصال، التي تستخدم الموجات السماوية.
د. ظهور أنواع حديثة، من محطات تحديد الاتجاه، قادرة على تحديد أجهزة الاتصال، التي تعمل بنظرية القفز الترددي.
هـ. التوسع في إنتاج معدات التحليل الفني للإشارات الملتقطة؛ للحصول على المدلولات الفنية لهذه الإشارات، خاصة التقليدية المشفرة.
و. توفير أنظمة استطلاع، لمتابعة اتصالات الأقمار الصناعية.
2. التطور الحالي والمنتظر في وسائل الاستطلاع الراداري عالمياً
أ. توفير محطات، لها القدرة على استطلاع الرادارات الحديثة (ضغط النبضة – أنظمة الرادارات الثنائية والمتعددة المستقبلات ـ الرادارات ذات احتمالية الالتقاط المتخصصة... الخ).
ب. توفير نظم استطلاع راداري قادرة على التعامل مع الرادارات، التي تعمل على ترددات غير مطروحة عالمياً، وكذا التي تعمل على حيز تردد عال، والمستخدمة في الإنذار الإستراتيجي.
ج. ظهور أنظمة استطلاع قادرة على التعامل مع رادارات الأقمار الصناعية.
3. التطور الحالي والمنتظر في أنظمة الكشف والإنذار الرادارية
أ. الارتفاع في الحيز الترددي، واستخدام حيزات غير مطروقة عالمياً.
ب. التوسع في استخدام الرادارات، ذات القدرة العالية على مقاومة الأعمال الإلكترونية المضادة.
ج. التوسع في استخدام رادارات، خلف الأفق.
4. التطور الحالي والمنتظر في أنظمة الكشف والإنذار الكهروضوئية
أ. التطور في وسائل الكشف والتصوير الحراري
(1) زيادة مدى الكشف والتصوير بإنتاج كواشف حرارية، ذات حساسية عالية.
(2) زيادة مجال الرؤية للمستشعرات الحرارية، باستخدام أكثر من كاشف حراري؛ لتغطية مجال رؤية كبيرة لحظياً.
(3) الدقة في التصوير الحراري، باستغلال الحواسب الآلية في المعالجة الحرارية للصور الملتقطة.
(4) التوسع في استخدام وسائل التحذير الحراري؛ لتأمين الأهداف وحمايتها من الصواريخ الموجهة حرارياً.
ب. التطور المنتظر في أنظمة الكشف التليفزيونية
(1) زيادة مدى عمل أنظمة الكشف التليفزيونية.
(2) التوسع في استخدام المستشعرات الضوئية، ووسائل التصوير التليفزيونية ذات الحساسية العالية، والتي يمكنها تصوير الأهداف في الظلام.
(3) استخدام تكنولوجيا بناء الصور الحرارية.
ج. التطور في أنظمة الكشف والإنذار الليزرية
(1) استخدام رادارات الليزر لقدرته الكبيرة على التحليل والتمييز، ويتجه التطوير حالياً إلى زيادة المدى، باستخدام ليزر ذي قدرة عالية.
(2) بدء ظهور وسائل تحذير ليزرية؛ لتأمين الأهداف وحمايتها من الأسلحة الموجهة الليزرية.
5. التطور في الأقمار الصناعية المخصصة لأغراض الكشف والإنذار
أ. تطور مستشعرات أقمار الاستطلاع الإلكتروني من حيث نوعيتها، مما يواكب التقدم "التكنولوجي"، في مجال الاتصالات الحديثة، وفى مجال الأنظمة الرادارية المتطورة.
ب. تطور كل من كاميرات التصوير المرئي والحراري؛ بغرض الحصول على صورة ذات درجة وضوح عالية.
ج. الاعتماد على مستشعرات متعددة الطيف؛ لزيادة درجة وضوح الصورة.
6. وسائل الخداع الحديثة
نظراً للتطور الهائل في مجال تكنولوجيا الإلكترونيات، اعتمد معظم أسلحة القتال الحديثة، إن لم يكن جميعها، على النظم الإلكترونية المتطورة، والتقدم التكنولوجي في نظم القيادة، والسيطرة، والاتصالات، والحاسبات، والإنذار على كافة المستويات، والتي تعتمد على البعد الفضائي والطائرات الموجهة بدون طيار، ووسائل الاستطلاع الإلكتروني الأرضية، والمحمولة، وغيرها من وسائل الكشف والإنذار الحديثة، بما يمكنها من المتابعة الدقيقة لمسرح العمليات بصفة مستمرة. ومن هذا المنطلق يبرز دور وسائل الخداع الحديثة، ويأتي في مقدمة هذه الوسائل الخداع الإلكتروني، الذي يعد أحد العناصر الرئيسة الفعالة في مكونات الخداع، على كل المستويات، مع أهمية ابتكار أساليب غير مألوفة، وفكر استخدام متطور لتحقيق منظومة الخداع المتكامل.
7. الإخفاء والخداع ضد الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة
أ. يعد الإخفاء والتمويه والخداع الإلكتروني للأهداف الصديقة، من الإجراءات الإيجابية للخداع، حيث تعتبر الأهداف ذات الظهور الإلكتروني هي الأهداف ذات الأسطح العاكسة للأشعة الكهرومغناطيسية والكهروبصرية أو المشعة لها.
وهى بالتالي الأهداف، التي تتعرض للاستطلاع الإلكتروني المعادي، ويمكن رصدها من خلال الخصائص المميزة لكل هدف.
ب. يجب أن يتضمن الإخفاء والخداع ضد الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة، الآتي:
الظهور اللاسلكي، والظهور الراداري، والظهور بالتصوير الضوئي التليفزيوني، والظهور الحراري، والظهور بالليزر، والظهور الصوتي.
ويعد الظهور الراداري والكهروضوئي أخطر أنواع الظهور الإلكتروني للأهداف الصديقة، خاصة الظهور الحراري.
ج. الظهور الراداري للأهداف
(1) هناك العديد من الأهداف الأرضية (دبابات ـ مدافع ـ مواقع رادارـ معابر …الخ) ذات أسطح عاكسة للإشعاعات الكهرومغناطيسية الساقطة عليها من وسائل الكشف الراداري وتعد بذلك أهدافاً، يمكن رصدها بواسطة وسائل الكشف الراداري، وتتبع نشاطها من خلال الخصائص المختلفة لكل هدف (المقطع الراداري – التباين بين الهدف والخلفية).
(2) إضافة إلى الظهور الراداري للهدف، فإن كل معدة إلكترونية لها بيانات وخصائص، تختلف عن الأخرى (الموجة الحاملة ـ عرض النبضة ـ التردد التكراري. النموذج الإشعاعي للهوائي ـ سرعة دوران الهوائي). ويمكن رصد ذلك وتصنيف البيانات والخصائص بواسطة عناصر استطلاع الرادار الأرضي والرادارات المحمولة، ويمكن تسجيلها وتخزينها للمساعدة على تمييز الرادارات، ويعرف ذلك بالبصمة الرادارية، ويتم ذلك بإجراء التحليل الفني بالحاسبات، وهناك ما يعرف بالبصمة العامة، وهي تلك الخصائص، التي تساعد على تمييز مجموعة الرادارات، التي تستخدم لغرض واحد، مثل (الإنذار، وتحديد الاتجاه، وقيادة النيران، والمراقبة الأرضية، والتتبع … الخ).
د. الظهور الحراري للأهداف: من الخصائص المعلومة، أن جميع الأجسام يصدر عنها إشعاعات حرارية، يمكن اكتشافها وتصويرها بالمستشعرات الحرارية، بصرف النظر عن ظروف الإضاءة والطقس، حيث يتم تحويل الصورة الحرارية إلى صورة مرئية مناظرة بدقة تامة.
8. التهديدات الإلكترونية المعادية المؤثرة على أعمال الخداع الإلكتروني
أ. تهديدات الوسائل والنظم اللاسلكية الحديثة
(1) مراكز أرضية ثابتة، تستخدم على المستوى الإستراتيجي، خاصة في مجال استطلاع الترددات العالية واتصالات الأقمار الصناعية.
(2) مراكز متحركة، تستخدم على المستوى التعبوي/ التكتيكي، بغرض استطلاع الترددات العالية جداً / فوق العالية/ الميكروويف.
(3) وسائل محمولة بحراً، بالسفن والقطع البحرية.
(4) وسائل محمولة جواً، في طائرات النقل والطائرات الموجهة بدون طيار.
ب. تهديدات وسائل ونظم الكشف والتوجيه الرادارية: وهي عبارة عن نظم أرضية ونظم محمولة بحراً وجواً
(1) تتمثل تهديدات نظم الكشف والتوجيه الرادارية العاملة مع القوات البرية المعادية، في الآتي:
(أ) رادارات الإنذار والتوجيه لوسائل الدفاع الجوي.
(ب) رادارات المراقبة الأرضية.
(ج) رادارات إدارة نيران المدفعية.
(2) تتمثل تهديدات نظم الكشف والتوجيه الرادارية العاملة مع القوات البحرية المعادية، في الآتي:
(أ) رادارات المراقبة الساحلية.
(ب) رادارات الملاحة البحرية.
(ج) رادارات إدارة نيران الصواريخ سطح/ سطح.
(3) تهديدات وسائل ونظم الاستطلاع الإلكتروني الحديثة: يهدف الاستطلاع الإلكتروني إلى كشف وتحديد مواقع الرادارات، وقياس المدلولات الفنية، والتعرف على الخصائص الفنية، واستخدام الرادارات المختلفة؛ بهدف رسم الخريطة الإلكترونية للموقف الراداري، وبناء قواعد البيانات، ومكتبة التهديدات الرادارية؛ بغرض إخمادها بواسطة أسلحة الإخماد الحديثة، وتتمثل هذه التهديدات في الآتي:
(أ) مستقبلات التحذير الراداري.
(ب) الوسائل الرادارية المعاونة.
(ج) الاستخبارات الإلكترونية.
وهذه الوسائل، إما أن تكون أرضية، أو محمولة بحراً، أو محمولة جواً بالطائرات، وهناك أنواع منها مجهزة في طائرات موجهة بدون طيار، وكذا في المناطيد.
ج. تهديدات النظم الكهروضوئية الحديثة: وتعتبر النظم الكهروضوئية الحديثة، من أخطر التهديدات، التي ستواجه أعمال الخداع الإلكتروني، حيث من المنتظر أن يتوسع العدو في استخدام نظم الاستطلاع والتوجيه الكهروضوئية المستخدم فيها أشعة الليزر، والأشعة تحت الحمراء، وتتمثل هذه النظم في الآتي:
(1) نظم استطلاع وتوجيه بصري/ تليفزيوني
(أ) نظم الاستطلاع البصري/ التليفزيوني: الرؤية بالعين المجردة، ونظارات الميدان، والتلسكوبات.
(ب) نظم التوجيه البصري/ التليفزيوني:
·  قنابل موجهة تليفزيونياً.
·  صواريخ موجهة تليفزيونياً.
         وتستخدم هذه الأسلحة، ضد الأهداف الحيوية المدافع عنها بوسائل الدفاع الجوي، بإطلاقها من خارج المدى.
(2) نظم لاستطلاع والتوجيه الحراري
(أ) نظم الاستطلاع الحراري
·  أجهزة التكثيف الضوئي: وهي الأجهزة، التي تقوم بتكبير الضوء المتبقي ليلاً(مثلاً ضوء النجوم)، والمنعكس على الأهداف، ويشمل هذا الضوء الحيز المرئي، وحيز الأشعة تحت الحمراء القريبة.
·  نظم الاستشعار (التصوير) الحراري: أثبتت أجهزة الاستشعار الحراري ونظمه كفاءة عالية في حروب الصحراء، وكذلك في أعمال القتال البحري؛ نظراً لأن الخلفية في هذه الحالة تكون منتظمة التوزيع الحراري، مما يسهل ظهور الأهداف باختلاف توزيعها الحراري، وهذه الأجهزة تعطى نموذجاً للفروق في درجات الحرارة، تشمل حيز الأشعة تحت الحمراء القريب (3 – 5) ميكرونات، وحيز الأشعة تحت الحمراء البعيد من (8 ـ14) ميكروناً.
(ب) نظم التوجيه الحراري: تنقسم الصواريخ الموجهة حرارياً إلى:
·  صواريخ باحثة عن الحرارة: وهذه الصواريخ مزودة بجهاز استشعار حراري، عبارة عن كاشف للأشعة تحت الحمراء المنبعثة من الأجسام الساخنة والملتهبة (مثل أجزاء العادم ومكوناته في الدبابات والطائرات)، ويقوم هذا الجهاز بتوجيه الصاروخ ذاتياً في اتجاه الجزء الساخن من الهدف.
·  صواريخ باحثة عن صورة حرارية: هذا النوع من الصواريخ مزود بنظام استشعار حراري، عبارة عن كاشف حراري، إضافة إلى كاميرا حرارية، ويقوم الصاروخ بالحصول على صورة للهدف، ومقارنتها بما هو مخزن بذاكرته، ثم يتم التوجيه نحو الهدف لتدميره.
(3) نظم الاستطلاع والتوجيه الليزري
(أ) الاستطلاع الليزري: من التطبيقات الحديثة في هذا المجال، ظهور أنظمة تقوم بعمل مسح خطى للأهداف، باستخدام أشعة الليزر. كما يستخدم حالياً ما يعرف برادار الليزر، الذي يشابه في عمله عمل الرادار المضاد، ويتميز رادار الليزر عن الرادار بالقدرة الكبيرة على التحليل والتمييز، حيث يمكن الحصول على صورة تقريبية للهدف الملتقط.
(ب) التوجيه الليزري: في حالة توجيه القنابل والصواريخ بأشعة الليزر، يتم ذلك بالأسلوب الآتي:
·  إضاءة الهدف بشعاع الليزر، من نفس الطائرة القاذفة، أو من طائرة أخرى، أو من خلال مصدر أرضي.
·  تقوم الطائرة القاذفة بالتقاط الأشعة المنعكسة من الهدف وتوجيه القنبلة/ الصاروخ عليه.
·  يقوم باحث أشعة الليزر في القنبلة/ الصاروخ، باستقبال الأشعة المرتدة من الهدف، حيث يتم تحديد زاوية الخطأ بين اتجاه الهدف واتجاه محور الباحث، باستخدام وحدة الحيز، وليظل محور الصاروخ دائماً في اتجاه الهدف، حتى اصطدامه بالهدف وتدميره.
9. الخداع الإلكتروني
أ. يعني الخداع الإلكتروني تعمد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير مسارها، أو امتصاصها، أو انعكاسها، بصورة تخلق موقفاً إلكترونياً، وهى صورة تخالف الواقع، باتخاذ بعض الإجراءات والأعمال؛ لتقليل درجة دقة المعلومات، التي يمكن أن يحصل عليها العدو، بغرض تضليله وتشتيت جهوده واستنزاف وسائله النيرانية، بهدف توفير الاستقرار المناسب للقوات والوسائل الصديقة، لتحقيق مهامها القتالية، بأقل خسائر ممكنة.
ب. وتتطلب تكنولوجيا الخداع الإلكتروني ضرورة توافر أنظمة الإخفاء والخداع، لمجابهة وسائل الاستطلاع المختلفة (تقليدية ـ إلكترونية) والمتوافرة لدى العدو، حيث إن الهدف يبدو مرئياً تماماً أمام وسائل الاستطلاع، التي يتم خداعها.
الخداع Fig06
ج. الإجراءات الواجب مراعاتها عند تخطيط الخداع الإلكتروني وتنفيذه
(1) أعمال الخداع يجب أن تكون مفتوحة وطويلة الأمد، تتصف بالاستمرار، وطبقاً لخطة زمنية وتعليمات محددة وملزمة، من دون توقف، وفي توافق تام مع خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي، ومراحل تنفيذ العملية، وطبقاً لسيناريوهات دقيقة تؤدي إلى صعوبة أعمال التحليل للعدو، وبما يحقق مبدأ الواقعية.
(2) التخطيط لأعمال الخداع والتضليل بالمعلومات، وذلك من خلال إذاعة وبث أو إدخال برامج على أنظمة الحاسبات في مراكز السيطرة والتوجيه والإنذار المعادية.
(3) ضرورة التخطيط لتنفيذ الخداع المتكامل (لاسلكي ـ رادارـ كهروبصري... الخ)، بحيث يشمل كل حيز التردد، بما يتمشى مع طبيعة الأهداف ومهامها، التي يتم الدفاع عنها بالخداع وإمكانات منظومة الاستطلاع والإنذار المعادية.
(4) دمج أعمال الإخفاء والخداع الإلكتروني؛ لزيادة التأثير على نظم الاستطلاع والإنذار المعادية خصوصاً الأهداف، التي لا يمكن عمل نماذج خداعية لها.
(5) التقيد بالسرية في أعمال التخطيط، وفي نظام تداول وحفظ الوثائق المتعلقة بالخطة، مع الالتزام بعدم إخطار القوات القائمة بالتنفيذ عن حقيقة نشاطها، إضافة إلى تحقيق السرية في مجال البحوث والابتكارات الخاصة بالخداع الإلكتروني.
(6) نظراً للتطور التكنولوجي لوسائل الاستطلاع الإلكتروني، وكبر أبعادها وإمكاناتها بدخول منظومة أقمار الاستطلاع والتجسس، أصبح من الأمور الحتمية الدمج الكامل لأساليب الخداع التقليدية والخداع الإلكتروني، على طول المسرح وعمقه، والمواجهة الدقيقة لسيناريوهات الخداع، واختبار نماذج منها؛ لضمان السرية، وذلك بالحصول على الصور الجوية المختلفة من مصادر عالمية، للتأكد من فعالية هذه الخطط، أو قياس ردود فعل العدو في حالة اكتشافها، أو عدم اكتشافها.
(7) عدم تنفيذ أعمال الخداع الإلكتروني، التي لا توافق المنطق، والاستخدام السليم للقوات؛ تحقيقاً لمبدأ الواقعية والخداع المتكامل لوسائل استطلاع العدو.
(8) الاقتصاد في التكاليف يتناسب مع العائد المرجو الحصول عليه من تنفيذها.
(9) تخصيص الوقت اللازم لتصميم منظومات الخداع الإلكتروني فنياً، وإجراء الاختبارات العملية لتحديد مدى فاعليتها، وتنفيذ التعديلات اللازمة للتوصل إلى الدقة المطلوبة لخداع وسائل العدو الإلكترونية.
10. طرق وأساليب الخداع الإلكتروني
أ. طرق الخداع الإلكتروني: ويتم عن طريق الإخفاء الإلكتروني، أو الإيحاء الإلكتروني، ويجب دمج الطريقتين معاً؛ ليكون الخداع الإلكتروني متكاملاً.
(1) الإخفاء الإلكتروني: هو حرمان العدو من المعلومات، أو تضليل دقة حصوله عليها عن قواتنا بوسائله الإلكترونية وتعد الطائرة أف 117 الخفية والقاذفة الأمريكية ب2، من أحدث تطبيقات تكنولوجيا الإخفاء الإلكتروني.
(2) الخداع (الإيحاء) الإلكتروني: وهو تعمد إرسال موجات كهرومغناطيسية، أو تغيير اتجاهها، أو امتصاصها، أو انعكاسها.
ب. أساليب الخداع الإلكتروني
(1) تغيير المعالم الإلكترونية للأهداف الحقيقية.
(2) الإخفاء الإلكتروني الكامل/ الجزئي للأهداف الحقيقية.
(3) إحداث الأهداف الإلكترونية الكاذبة.
(4) تمثيل نشاط إلكتروني كاذب للقوات (لاسلكي ـ راداري ـ كهروبصري).
11. وسائل الخداع الإلكتروني الحديثة، وتأثيرها على النظم الإلكترونية المعادية
الخداع Fig07
أ. الدخان
(1) لقد تطورت وسائل ومعدات إنتاج الدخان، وأصبحت وسيلة مهمة ورئيسة للإخفاء والخداع، بما استحدث فيها من مواد مخاليط الدخان الحديثة، التي جعلت من المنظومة نتائج حقيقية وملموسة في الإخفاء، استطاعت أن تتغلب على التكنولوجيا الحديثة للعدو إلى حد كبير.
(2) استخدامات الدخان
(أ) في العمليات الهجومية
·  إخفاء عمليات إعادة التجميع.
·  تضليل العدو عن اتجاه الهجوم.
·  إخفاء عمليات الاستطلاع بقوة.
·  إخفاء خطوط الفتح والدفع للاشتباك، وتأمين الأجناب، وذلك بإنتاج ستائر دخان خداعية على الجوانب.
·  إخفاء قطاعات العبور وإنشاء الكباري الخداعية.
·  إخفاء مواقع الدفاع الجوي.
(ب) في العمليات الدفاعية
· إخفاء القوات في أثناء التجميع لاحتلال المواقع الدفاعية، وخداع العدو عن اتجاه تركيز الجهود الرئيسة.
· تأمين القوات في أثناء الفتح، عند القيام بالهجمات والضربات المضادة، وذلك بإنتاج ستائر الدخان لإخفاء خط الدفع، وإنتاج ستائر دخان خادعة على أحد الجوانب.
· إخفاء الأهداف الحيوية والنقط الإشارية لخداع العدو وتضليله.
(3) مبادئ استخدام الدخان في الإخفاء والخداع
(أ) لا يجب أن يكون الهدف المراد إخفاؤه بالدخان في منتصف الساترة أو السحابة.
(ب) يجب إخفاء جميع النقط الإشارية، التي قد توجد بجوار الهدف.
(ج) في حالة إطلاق ساترة دخان لإخفاء هدف أرضى ضد مراقبة العدو من الأرض، يجب أن يكون طول الساترة أكبر من مواجهة الهدف، وفي حالة إطلاق سحابة دخان لإخفاء هدف أرضي من مراقبة العدو الجوية، يجب أو تكون مساحة الدخان أكبر من مساحة الهدف.
(د) مراعاة الأحوال الجوية وتأثيرها عند التخطيط لاستخدام الدخان.
(4) التطور في مواد ومخاليط الدخان
(أ) استخدام مخاليط جديدة وقوداً في مولدات الدخان الآلية
·  يستخدم زيت البترول العادي منخفض اللزوجة وقود دخان في مولدات الدخان الآلية، بعد خلطة بنسبة من شمع البرافين الخالي من الكيروسين، حيث إنه أكثر كفاءة في إنتاج الدخان.
·  وهذا الدخان له قدرة كبيرة على خداع وسائل الاستطلاع التليفزيوني والبصري وتضليلها، حيث إنه يعمل على إخفاء الأهداف الحيوية ودفع الأنساق الثانية.
·  وبذلك يمكن التغلب على وسائل الاستطلاع التليفزيوني والبصري لدى العدو باستخدام هذا النوع من الدخان.
(ب) استخدام المواد الماصة
·  استخدام مواد ماصة متعددة، مثل معلق السناج الأسود، تضاف إلى وقود الدخان الآلية، بحيث تتكون سحب وستائر دخان قادرة على امتصاص كل الأشعة، كما يضاف الماء على وقود الدخان، حيث إن له خاصية الامتصاص للأشعة تحت الحمراء.
·  وهذا النوع من الدخان، له القدرة العالية على التقليل من كفاءة أجهزة الرؤية الليلية بالأشعة تحت الحمراء.
(ج) استخدام مواد لها خاصية الانعكاس الذاتي
·  مثل رقائق المعادن الخفيفة لتكون مواد عاكسة للأشعة، بحيث يضاف إلى وقود الدخان المستخدم في مولدات الدخان، شرائح من الألمونيوم المغطى ببعض أكاسيد المعادن لزيادة معامل الانعكاس
·  هذا النوع من الدخان، له القدرة على خداع العدو، وتضليل وسائل الاستطلاع بأشعة الليزر.
(د) الدخان المشع للحرارة
·  وهذا النوع من الدخان، يستخدم لخداع وسائل الاستطلاع الحراري وتضليلها.
·  وبذلك يمكن التغلب على وسائل الاستطلاع الحراري وتقليل تأثيرها.
(5) مما سبق يتضح أن الدخان أحد عناصر تأمين القوات، لتقليل تأثير الأسلحة والمعدات الحديثة كالتالي:
(أ) استخدام الدخان لخداع وسائل الاستطلاع التليفزيوني والبصري وتضليلها.
(ب) أن الدخان له القدرة العالية للتقليل من كفاءة أجهزة الرؤية للأشعة تحت الحمراء.
(ج) استخدام الدخان المشع للحرارة لخداع وسائل الاستطلاع الحراري.
(د) استخدام الدخان لتقليل تأثير الأسلحة الموجهة بالليزر.
(6) التطوير في وسائل استخدام الدخان
(أ) عربة صواريخ الدخان: وتستخدم لإنتاج ستائر دخان؛ لتأمين القوات في أثناء الفتح، وعند القيام بالضربات والهجمات المضادة وإنتاج ستائر دخان خداعية على أحد الجوانب، وتعمية نقط الملاحظة ومراكز إدارة نيران العدو، وحرمانه من توجيه نيران لقواتنا.
(ب) قارب إنتاج الدخان: إنتاج سحب الدخان لإخفاء المعابر والكباري، وهو على سطح الماء، وكذا إخفاء الأهداف والقواعد البحرية والأهداف الساحلية.
(ج) نظام إنتاج الدخان المركزي مع التحكم من بعد: ويستخدم لإنتاج سحب الدخان لإخفاء المعابر والكباري، على اليابسة.
ب. الدهانات والمواد الماصة
(1) الدهانات عبارة عن طلاءات خاصة لعمل العزل الحراري المطلوب، وتقليل الإشعاع الحراري، لإخفاء الأهداف حرارياً.
(2) المواد الماصة للإشعاع الراداري، تعتبر من الوسائل المهمة في تطبيق فكر تكنولوجيا الإخفاء، وتستخدم المواد الماصة بعد معالجة خواصها الكهربية والمغناطيسية، ومن الأنواع الشائعة في هذا المجال، مادة البلاستيك والمطاط والجرافيت.
(3) شباك التمويه: وتعد من أكثر الوسائل انتشاراً في الإخفاء الإلكتروني؛ لحماية المعدات المغطاة من الاكتشاف من وسائل الاستطلاع المختلفة، وهناك أنواع متعددة منها، تتمثل في شباك التمويه التقليدية والرادارية، والحرارية.
·    شباك تمويه تقليدية، تستخدم لتحاكى البيئة المحيطة، للتغلب على الاستطلاع البصري.
·    شباك تمويه رادارية، وتعتبر من الوسائل الهامة في تطبيق فكر تكنولوجيا الإخفاء الراداري، وتقوم على أساس تصميم شباك تمويه، تتكون من شرائح مرصوصة بشكل معين، يؤدى إلى امتصاص جزء كبير من الموجات الرادارية الساقطة على الهدف، عن طريق انعكاس هذه الموجات على السطح الخارجي للشبكة، مما يجعل الموجات، التي تنفذ من هذا السطح إلى الهدف لا تزيد عن 10% من الموجات الساقطة على سطح الشبكة.
·    شباك تمويه حرارية، تستخدم للإخفاء والحجب الحراري، ضد التصوير باستخدام الأشعة تحت الحمراء، وتصنع هذه الشباك من رقائق مادة البولي أميد (مواد عازلة للحرارة ذات إشعاع حراري ضعيف).
·    شباك تمويه متعددة الأغراض، حيث يتجه التطوير إلى توفير شباك وأغطية تمويه، تحقق الإخفاء البصري والراداري والحراري.
(4) الإعاقة الإيجابية: تستخدم محطات إعاقة رادارية ضوضائية؛ لإخفاء الأهداف المطلوب تعزيز حمايتها، ضد نظم الكشف الرادارية المعادية.
12. وسائل الخداع الإلكتروني
أ. وسائل إيجابية
(1) المقلدات: عبارة عن مرسلات رادارية، لها خواص إشعاعية، تنطبق على خواص الرادارت الحقيقية، التي تعتبر وسيلة خداع هامة، ضد وسائل الاستطلاع الراداري السلبي المعادية، حيث تعطى خريطة إلكترونية مخادعة لموقف رادارات الدفاع الجوي، كما تعتبر وسيلة هامة ضد وسائل الإخماد الحديثة (الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري).
الخداع Fig08
(2) تمثيل نشاط إلكتروني خادع: ويتم ذلك، بتمثيل نشاط إلكتروني (لاسلكي / راداري / كهروضوئي) لقواتنا مماثل، من حيث الكم والكيف، للنشاط الإلكتروني الحقيقي، وذلك في اتجاهات خادعة؛ لتشتيت وإرباك وسائل الاستطلاع الإلكتروني المعادي، إضافة إلى خداع الحاسبات الآلية لمنظومة الاستطلاع والإنذار، ببث برامج خداعية/ فيروسات، وذلك بالدخول على شبكة معلومات مراكز القيادة والسيطرة الآلية للقوات المعادية أو بزرعها بواسطة العملاء.
(3) الإعاقة الخداعية: وتتمثل في أعمال الإعاقة الرادارية النبضية، من خلال إيجاد أهداف رادارية كاذبة، تحاكي الهدف الحقيقي حجماً وشكلاً، ولكنها تختلف في مسافتها وأوضاعها على الخريطة الإلكترونية، للخداع عن الأهداف الحقيقية.
ب. وسائل سلبية
(1) الأهداف الخداعية (النماذج)
(أ) والغرض منها جذب انتباه وسائل الاستطلاع والإنذار والتوجيه، عن الأهداف الحقيقية، ومن ثمَّ تقليل نسبة الإصابة، حيث يتم صناعة هذه النماذج من مواد لها القدرة على عكس الموجات الكهرومغناطيسية رادارية وحرارية، بما يماثل المعدة الحقيقية.
(ب) وهناك نماذج هيكلية خداعية مصنوعة من المطاط، تماثل المعدات الحقيقية (عربات مدرعة - دبابات - كباري - صواريخ مضادة للطائرات. . الخ)، والتي يتم إخفاؤها لتبدو هذه النماذج كالمعدات الحقيقية، وتحتوى بداخلها على رقائق معدنية، بحيث تظهر بالشكل الحقيقي، ضد وسائل الاستطلاع الراداري، وتحتوي، أيضاً، على سخانات داخلية تعمل أتوماتيكياً، لتبعث حرارة تماثل حرارة المعدة الأصلية، بحيث تظهر بالشكل الحقيقي أثناء استخدام وسائل الاستطلاع الحراري، إضافة إلى أن المعدة الهيكلية يمكن طيها أو إعادة بنائها باستخدام مضخات سحب هوائية صغيرة الحجم تعمل على ملء المعدة المطاطية بالهواء، لتأخذ الشكل الحقيقي لها، وعند انخفاض منسوب ضغط الهواء بداخلها تعمل أتوماتيكياً على إعادة ملء الهدف الخادع مرة أخرى.
(ج) من الأهداف الخداعية الحديثة، حصائر مصنوعة من مواد مطاطية، معالجة بدهانات ومواد كيميائية، لها القدرة على عكس الأشعة الكهرومغناطيسية الرادارية والحرارية، تشابه الممرات الحقيقية للقواعد والمطارات الجوية، ويمكن من خلالها وضع أكثر من ممر خداعي لتفادي إصابة الممرات الحقيقية.
(2) الرقائق المعدنية: تستخدم لتكوين سحابة معدنية قادرة على خداع وسائل الكشف الراداري المعادية، وخداع أنظمة التسليح الموجهة رادارياً.
(3) المشاعل الحرارية: تعتمد هذه الطريقة على خلق مصدر إشعاع حراري مخادع، عند احتمال تعرض الهدف لقذيفة أو صاروخ موجه حرارياً، ويتم ذلك بإطلاق مشاعل حرارية ذات طاقة إشعاع حراري أكبر من طاقة الإشعاع الحراري للهدف المراد إصابته، وبذلك يتم خداع وحدة توجيه الصاروخ أو القذيفة الموجهة حرارياً، ويحدث خلل في مرحلة تتبع الهدف ويتجه الصاروخ نحو المشاعل الحرارية بعيداً عن الهدف، ويتم إطلاقها من مستودعات خاصة بأسلوب معين لخداع المستشعرات الباحثة عن الحرارة.
الخداع Fig09
ثانياً: دور أجهزة الدولة في تخطيط الخداع وتنظيمه
تشترك أجهزة الدولة المختلفة في التخطيط للخداع الإستراتيجي الشامل، وذلك من خلال المراحل الآتية:
الخداع Fig10
1. مرحلة ما قبل الصراع المسلح
أ. وزارة الدفاع
(1) استمرار الإعلان عن صعوبات، تواجه القوات المسلحة في مجال التسلح والتطوير.
(2) طلب إجراء مناورات مشتركة مع الدول الصديقة في أماكن بعيدة عن مسرح العمليات، لإخفاء النوايا والخطط.
(3) تصريح عن وضع خطة متكاملة لتطوير القوات المسلحة تستغرق من 5-10 سنوات قادمة.
(4)  قيام كبار القادة العسكريين بإجراء زيارات للخارج.
(5) تصريحات سياسية وعسكرية فحواها أن الدولة تحاول، من خلال ترشيد الإنفاق العسكري، تخفيض حجم القوات المسلحة العاملة، والاعتماد على الاحتياط.
ب. وزارة الخارجية
(1) استمرار الاتصالات الدبلوماسية مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية، بغرض تأكيد وجهة نظر الدولة بشأن استمرار الجهود السياسية لتحقيق التسوية السلمية لمشكلات النزاع التي لم تحل.
(2) التظاهر بالمرونة والاستعداد للتوصل إلى حلول وسطى تؤدي إلى حلول نهائية للنزاع.
(3) إجراء اتصالات سياسية ودبلوماسية مع كل من الدول الكبرى، ومجموعة عدم الانحياز، والدول الأفريقية، والإسلامية؛ لشرح أبعاد النزاع مع جانب آخر، بعيداً عن أطراف النزاع.
ج. وزارة الإعلام
(1) الإعلان عن استمرار الاتصالات السياسية والدبلوماسية المكثفة مع دول العالم، بهدف تأكيد وجهة نظر الدولة، بضرورة استمرار الجهود السياسية، لتحقيق التسوية السلمية.
(2) زيادة المساحة الإعلامية المعروضة لأحزاب المعارضة، للمطالبة بترشيد إنفاق القوات المسلحة.
(3) الإعلان عن حضور كبار رجال الدولة بياناً عملياً، تجريه القوات المسلحة، في منطقة بعيدة عن منطقة الصراع المنتظر حدوثه.
د. وزارة الاقتصاد/ التجارة/ المالية
(1) إصدار تصريحات سياسية ودبلوماسية عن رغبة الدولة في تحقيق تعاون مع الدول الكبرى، من أجل تنمية اقتصادها خلال المرحلة القادمة.
(2) التركيز على صعوبة الأزمة الاقتصادية، وعدم قدرة الدولة على بدء أعمال قتال مسلح، وضرورة العمل على تخفيض الإنفاق العسكري في الدولة.
(3) تسريب معلومات مزيفة عن نواحي نقص في مجالات إعداد اقتصاد الدولة للدفاع.
هـ. وزارة الداخلية
(1) الإعلان عن زيادة أعداد المجندين للأمن المركزي، والإقبال على الانضمام لكلية الشرطة ومعهد أمناء الشرطة.
(2) الكشف عن عناصر إرهابية داخل الدولة متسللة من إحدى دول الجوار، تسعى إلى القيام بأعمال إرهابية ضد الشعب والمنشآت الحيوية والمهمة بها.
و. وزارة السياحة
(1) الإعلان عن زيادة الميزانية لتنمية السياحة بالدولة.
(2) إنشاء قرى سياحية في مناطق إدارة الصراع المسلح.
ز. وزارة النقل والمواصلات
(1) الإعلان عن خطة تعبئة لوسائل النقل في اتجاه مخالف للاتجاه المنتظر إدارة الصراع المسلح به.
(2) استغلال السفن التجارية لنقل السلع الإستراتيجية، مع التمويه عن اتجاهات الإبحار وموانئ التحميل والتفريغ.
ح. وزارة الإنتاج الحربي
(1) وضع خطة محكمة لتشغيل المصانع والورش؛ لتوفير احتياطي من المعدات، طبقاً لمطالب القوات المسلحة، تحت شعار تنفيذ عقود خارجية.
(2) الإعلان عن مناقصات عالمية لتوفير بعض قطع الغيار الإستراتيجية، لصيانة المعدات والأسلحة وإصلاحها؛ لإظهار القصور في أداء هذه المعدات والأسلحة.
(3) الإعلان عن التزام الوزارة بترشيد العمالة بها، وتحويل بعض قطاعات الإنتاج الحربي إلى إنتاج مدني.
ط. وزارة الصناعة: إمكانيات التحويل السريع من صناعات السلم إلى صناعات الحرب، سواء بالنسبة لأنواع المنتجات، أو كمياتها، تحت ستار التطوير والتصوير.
ى. المخابرات العامة: تسريب أخبار على صحف أجنبية في الخارج، ونشر مقالات عن تخوف الجانب الآخر، من نمو قوة الردع للدولة، وأن الجانب الآخر لن يتورع عن شن ضربة وقائية.
2. مرحلة إدارة الصراع المسلح
أ. وزارة الدفاع
(1) الإعلان عن عدوان من الجانب الآخر على الدولة، واستعداد القوات المسلحة لصد العدوان.
(2) استمرار التهديد باستخدام أسلحة الردع، في حالة توسيع الجانب الآخر لنطاق الحرب.
ب. وزارة الخارجية
(1) دعوة مجلس الأمن إلى الانعقاد، لإيقاف الأعمال القتالية، مع البدء في مفاوضات السلام، بعد تحقيق الهدف من العملية.
(2) استدعاء سفير الجانب الآخر في الدولة إلى وزارة الخارجية، وإبلاغه بسوء الفهم الذي حدث، ورغبة الدولة في سرعة احتواء الموقف، والدعوة إلى مفاوضات السلام.
(3) الضغط على الهيئات الدولية والقوى الكبرى، للسعي لإجراء وقف القتال، لإتاحة الفرصة للعمل السياسي والدبلوماسي.
(4) استمرار الخداع السياسي، بإظهار عدم رغبة الدولة في استكمال العمليات العسكرية في الوقت الحاضر، والسعي نحو حل المشكلة سلمياً.
ج. وزارة الإعلام
(1) إجراء تغطية إعلامية عن عدوان الجانب الآخر، على أراضى الدولة، وأي من دول الجوار، واحتمالات تطوره، ومطالبة المجتمع الدولي بالعمل على وقف هذه الاعتداءات.
(2) تصريحات إعلامية، تبرز أهداف الدولة وحرصها الدائم على تحقيق السلام بالمنطقة.
(3) إخراج حملة إعلامية واسعة، تجسم حجم الخسائر، التي تكبدتها قوات الجانب؛ الآخر؛ بهدف إثارة الرأي العام للجانب الآخر، ليطالب حكومته بوقف العمليات العسكرية.
(4) إصدار تعليقات صحفية تلمح إلى إدانة الدول الكبرى، والمنظمات الدولية، والدول الإسلامية، والأفريقية للأعمال العدائية، التي قام بها الجانب الآخر ضد الدولة.
(5) استخدام سياسة الإعلام المخادع، في إضفاء الغموض حول حقيقة الموقف العسكري، واستغلال ذلك في إنجاح قواتنا المسلحة.
د. وزارة الاقتصاد / التجارة / المالية: الإعلان عن حجم الخسائر، التي تكبدها اقتصاد الدولة، نتيجة أعمال القتال، التي جرت في المدة السابقة.
هـ. المخابرات العامة
(1) القيام بتوجيه الإشارات الخادعة، التي أعدت من قبل إلى أجهزة جمع وتحليل المعلومات المعادية، والتي تعطي الإيحاء بأن الدولة ليس لديها نوايا في توسيع العمليات الحربية.
(2) تجسيم حجم الخلافات، داخل القيادات السياسية والعسكرية، للجانب المعادي، بسبب نتائج الحرب، وأسباب الهزيمة، وحجم الخسائر، وكذلك إبراز النتائج السلبية للحرب على الاقتصاد والمجتمع.
و. وزارة النقل والمواصلات
المحافظة على استمرار القنوات المهيأة تحت ستار خداعي.
ز. وزارة الإنتاج الحربي
(1) استمرار الإعلان عن تعاقدات جديدة لتنفيذ مطالب القوات المسلحة من المعدات الإضافية.
(2) المحافظة على الأعمال اليومية المعهودة داخل المصانع والورش التابعة للوزارة.
3. مرحلة ما بعد الصراع المسلح
أ. وزارة الدفاع
(1) إظهار قدرة القوات المسلحة للدولة على تحقيق الردع.
(2) الإعلان عن وصول أسلحة دعم عربية من دول المساندة، وأنها ستنضم لمعاونة القوات المسلحة بالدولة.
ب. وزارة الخارجية
بذل الجهود السياسية والدبلوماسية، لإظهار ضعف الجانب الآخر عسكرياً، وعدم قدرته على تأمين المطالب الإستراتيجية للدول الكبرى في المنطقة.
ج. وزارة الإعلام
إدارة خطة خداع إعلامي، تستهدف استمرار تعبئة الاحتياطي، وتشكيل احتياطات إستراتيجية، وتحريك تلك القوات إلى منطقة العمليات لتثني الجانب الآخر عن محاولة اللجوء مرة أخرى للخيار العسكري.
ثالثاً: دور الأفرع الرئيسية وأجهزة القيادة العامة لتخطيط وإدارة الخداع الإستراتيجي العسكري
الخداع Fig11
1. الأفرع الرئيسية
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في تخطيط وتنسيق خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. التخطيط للخداع التعبوي للفرع الرئيسي.
ج. إصدار تعليمات الخداع التعبوي للفرع الرئيسي.
د. السيطرة على تنفيذ إجراءات الخداع وتطويرها، طبقاً لردود أفعال العدو.
2. هيئة عمليات القوات المسلحة
أ. تخطيط وتنسيق خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. إصدار مستخرج توجيهات الخداع الإستراتيجي التعبوي.
ج. الإشراف والمتابعة لإجراءات التخطيط والتنفيذ للخداع الإستراتيجي التعبوي.
د. تطوير إجراءات الخداع، طبقاً لردود أفعال العدو والتعديل في التخطيط للعملية.
هـ. إصدار تعليمات العمليات الخاصة بتخطيط وتنظيم الخداع التعبوي.
3. إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع
أ. تشترك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي، بما لديها من خبرة ومعرفة بالعدو (حجم ـ إمكانات ـ قدرات ـ أسلوب إدارة العملية...).
ب. القيام بالدور الرئيسي في متابعة ردود أفعال العدو تجاه الإجراءات والأعمال الخداعية لقواتنا، ومدى تقبله للخداع من عدمه، وربطها بخطة الحرب النفسية ضد العدو.
4. هيئة الإمداد والتموين
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. إصدار توجيهات الخداع الإستراتيجي التعبوي التخصصي للعناصر الإدارية للقيادة العامة.
ج. معاونة شعب إمداد وتموين الأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية، في تحديد حجم ونظام عمل الأهداف الإدارية الهيكلية والمخازن والمستودعات الإدارية الهيكلية.
د. تنسيق التحركات الإدارية الخداعية.
5. الهيئة الهندسية
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. إصدار توجيهات الخداع الإستراتيجي التعبوي التخصصي للعناصر الهندسية قيادة عامة.
ج. تحقيق مطالب الأفرع الرئيسة والهيئات والإدارات والجيوش الميدانية، من الخامات والمواد والعناصر اللازمة لتنفيذ الخداع.
د. تحديد أسلوب إنشاء المواقع والأهداف ومناطق الانتظار والكباري والمعابر الخداعية، وإخفاء المواقع والأهداف والكباري والمعابر الحقيقية، بالتنسيق مع إدارة الحرب الإلكترونية وإدارة الحرب الكيميائية.
6. إدارة المدفعية
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. التخطيط للخداع التعبوي لعناصر المدفعية قيادة عامة مباشر ـ غير مباشر (مدفعية ـ صواريخ أرض/ أرض).
ج. الاشتراك مع قيادة مدفعية الجيوش الميدانية في تخطيط وإقامة مرابض النيران الهيكلية للمدفعية، وخطوط الاشتباك الخداعية للاحتياطيات المضادة للدبابات.
7. إدارة الإشارة
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي، خاصة في مجال الرمز والشفرة وخطط استخدام الترددات المختلفة.
ب. التخطيط للخداع التعبوي لعناصر ومراكز الإشارة التابعة للقيادة العامة وتنسيق ذلك مع عناصر الإشارة على المستوى التعبوي.
ج. الاشتراك مع عناصر الإشارة للأفرع الرئيسية والجيوش الميدانية، في تنظيم وتخطيط النشاط اللاسلكي المخادع، وإقامة الشبكات المخفاة، وتمثيل النشاط اللاسلكي للمواقع الهيكلية.
8. إدارة الحرب الإلكترونية
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. إصدار التعليمات المنظمة للخداع الإلكتروني لعناصر القيادة العامة وأفرع الحرب الإلكترونية، بالأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية.
ج. الاشتراك في تمثيل النشاط الإلكتروني الخداعي لمراكز القيادة ومناطق الانتظار وخطوط الضربات/ الضربات المضادة الخداعية الميدانية، واحتياطيات القيادة العامة والكباري ووسائل العبور المختلفة.
د. متابعة الأعمال الإلكترونية المعادية، وقياس ردود أفعال العدو.
9. إدارة الحرب الكيميائية
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة، في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. التخطيط للخداع التعبوي لعناصر الحرب الكيميائية للقيادة العامة، بالتنسيق مع الهيئة الهندسية وإدارة الحرب الإلكترونية.
ج. الاشتراك مع الأفرع الكيميائية للأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية والهيئة الهندسية وإدارة الحرب الإلكترونية، لاستخدام وحدات الدخان في إخفاء المعابر والكباري على الموانع المائية، وإخفاء الضربات المضادة، ودفع أنساق ثانية جيوش ميدانية واحتياطيات القيادة العامة، لتشتيت جهود العدو.
10. إدارة الشؤون المعنوية
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة، في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. تنفيذ الخداع الإعلامي بالاشتراك مع أفرع الشؤون المعنوية للأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية، لخدمة خطة الخداع الإستراتيجي التعبوي، بالتنسيق مع إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.
11. الهيئات والإدارات الأخرى
أ. الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة، في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي.
ب. إصدار التوجيهات التخصصية للخداع الإستراتيجي التعبوي، ومتابعة التنفيذ بالاشتراك مع الأفرع/ الشعب التخصصية بالأفرع الرئيسة والجيوش الميدانية.
12. التشكيلات التعبوية
الاشتراك مع هيئة عمليات القوات المسلحة في التخطيط للخداع الإستراتيجي التعبوي، بعرض مقترحات الخداع الخاصة بالتشكيل التعبوي.
*******************************************************************
يتبع.......

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الجزائر الكبيرة

مقـــدم
مقـــدم
الجزائر الكبيرة



الـبلد : الخداع 61010
المهنة : طالب
المزاج : عقلية DZ
التسجيل : 22/05/2013
عدد المساهمات : 1128
معدل النشاط : 1447
التقييم : 197
الدبـــابة : الخداع C87a8d10
الطـــائرة : الخداع 51260b10
المروحية : الخداع B97d5910

الخداع 111


الخداع Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخداع   الخداع Icon_m10الخميس 25 يوليو 2013 - 19:24

المبحث الثالث
التطبيق التاريخي للخداع الإستراتيجي والتعبوي

إن النصر الحاسم في المعارك والعمليات الحربية، خلال القرن العشرين، كان حليف القادة، الذين استوعبوا أسس الخداع ومبادئه وتكتيكاته وطرقه، وطبقوها بدقة وبراعة ومهارة، تتلاءم مع طبيعة مسرح العمليات والإمكانيات المتيسرة، مع الوضع، في الاعتبار طبيعة الخصم وتقاليده ومعتقداته ومستوى تفكيره، ولذا فإن الخداع سيظل العامل الحاسم في تحقيق المفاجأة، وانتزاع المبادأة وإحراز النصر خلال الحروب القادمة.
يهدف الخداع، بشكل عام، إلى إيجاد الظروف المناسبة لإنجاح قرار القائد على كل المستويات، وذلك بالتحليل العميق للموقف السياسي العسكري على المستوى الدولي والإقليمي، وبحث وتحديد الاتجاهات المناسبة لتوجيه العدو نحو مفهوم خاطئ، وتعميق هذا المفهوم، من خلال أعمال دقيقة ومنسقة، تؤدى إلى اتخاذ مجموعة من التقديرات والقرارات الخاطئة، التي يمكن استغلالها بواسطة الطرف المخادع، في تحقيق المفاجأة الإستراتيجية والتعبوية لإحراز النصر.
نتيجة للتطور الهائل في وسائل الصراع المسلح، والتقدم العلمي الكبير في وسائل جمع وتحليل المعلومات، تتضح أهمية الإعداد المسبق لخطط الخداع مع دراسة وتحديد العوامل المؤثرة على تنظيم وتخطيط الخداع الإستراتيجي / التعبوي.
الخداع في حد ذاته لا يعد هدفاً، بل وسيلة، تقود إلى تحقيق مبدأ المفاجأة، الذي بدوره يؤدي إلى تحقيق مبدأ المبادأة، التي تعطي هذا الجانب القدرة على فرض إرادته على مسرح العمليات، وعلى العدو داخل هذا المسرح.
أولاً: الخداع الإستراتيجي التعبوي في العمليات الحربية في أثناء الحرب العالمية الثانية
1. العملية " بارباروسا"، الخداع الألماني وتحقيق المفاجأة الإستراتيجية والتعبوية ضد الاتحاد السوفيتي
أ. الهدف من العملية
أراد أودلف هتلر، من جراء تنفيذ هذه العملية، تحقيق مجال حيوي لألمانيا، عن طريق تدمير مركز الشيوعية في العالم، لاعتقاده بأن الاتحاد السوفيتي ربما قد يستغل بعض الأحداث لمهاجمة ألمانيا في المستقبل القريب، إضافة إلى اعتقاده بأن تغيير ميزان القوى في القارة لصالح ألمانيا، يتوقف على مهاجمة الاتحاد السوفيتي في أسرع وقت ممكن.
ب. الهدف من الخداع
تعرضنا، في القسم الثالث من هذا البحث، إلى نظريات الخداع، وأشرنا إلى النوع الأول منه وهو نظرية الغموض الكامل (الإيهام)، والذي يهدف إلى إرباك الخصم وتوزيع موارده لمواجهة كل الاحتمالات الممكنة، والنوع الثاني وهو ما أطلقنا عليه " التضليل "، الذي يقوم أساساً على التركيز على بناء البديل الخطأ، والذي يؤدي إلى إجبار الخصم على تركيز موارد عملياته على احتمال وحيد، مما يمكن القائم بالخداع من فرض سيادته على جميع البدائل الأخرى.
وتعتبر العملية " بارباروسا"، مثالاً تطبيقياً على النوع الثاني، وهو نظرية التضليل، والتي تمكن فيها الجانب الألماني من تحقيق المفاجأة الإستراتيجية والتعبوية ضد الاتحاد السوفيتي في 22 يونيه 1941.
ج. أسباب قيام الألمان بالهجوم الإستراتيجي ضد الاتحاد السوفيتي في 22 يونيه 1941
(1) أسباب سياسية: تحطيم مركز الشيوعية العالمي، والعمل على تحقيق النظرية الاشتراكية الدولية، من خلال التوسع في الشرق، وكذا المحافظة على هامش الرايخ الألماني .
(2) أسباب عسكرية: تعاظم القوة العسكرية السوفيتية بصورة متصاعدة، خاصة بعد انتهاء الحرب الروسية الفنلندية، وكذا منع أو حرمان الاتحاد السوفيتي من القيام بأي أعمال مستقبلية ضد ألمانيا.
وقد واكب العملية "بارباروسا" خدعتان أساسيتان، شكلتا أحداثا بدأت قبل اتخاذ هتلر لقراره بالهجوم على الاتحاد السوفيتي وهما:
"اتفاقية عدم الاعتداء بين ألمانيا وروسيا الموقعة في أغسطس 1939م، والأخرى هي حرب ألمانيا مع إنجلترا، والأحداث المتعلقة بالغرب، حيث عمل وجود تلك الأحداث، في الفترة من نوفمبر 1940م إلى يونيه 1941م، على بقاء التصور الإستراتيجي الروسي حيال ألمانيا هادئا ومطمئناً.
د. أعمال الخداع التي اتبعتها القيادة الألمانية في حربها ضد الاتحاد السوفيتي
(1) أصدر هتلر توجيهاً إلى القيادة العليا للجيش الألماني، في 16 يوليو 1940م، بالتخطيط لعملية إستراتيجية بحرية ضد الجزر البريطانية.
(2) قيام هتلر بمناقشة مشكلة مناطق النفوذ مع مولوتوف وزير خارجية الاتحاد السوفيتي، والتي كانت نقطة خلاف أساسية بين ألمانيا والاتحاد السوفيتي، للإعلان عن التعاون الفعال والصداقة القوية بين البلدين.
(3) قيام القوات الألمانية بعمليات هجومية رئيسة في البلقان، في أبريل 41 (قبل عملية باربار وسا بشهرين تقريباً)، وضد جزيرة كريت في مايو 1941 (قبل عملية بارباروسا بشهر تقريباً)، حيث تحقق من خلالها إقناع المخابرات السوفيتية والبريطانية، بأن العمليات الرئيسة الألمانية موجهة أساساً ضد بريطانيا وتأكد ذلك عند قيام بريطانيا بحشد ستين ألف جندي إلى اليونان.
(4) قيام القوات الألمانية بتنفيذ عدة عمليات أخرى في حوض البحر المتوسط، بنقل الفيلق الألماني (خليجي) من النرويج إلى صقلية، حيث قام بعدة عمليات ناجحة ضد ميناء فاليتا في جزيرة مالطة، وعمليات جبال ألبانيا في بداية عام 1941م، مما أقنع المخابرات السوفيتية بعدم قدرة القوات الألمانية على القيام بعمليات هجومية ضد الاتحاد السوفيتي.
(5) اتخاذ هتلر قراره لتنفيذ عملية (زهرة الشمس)، في بداية يناير 1941م، التي تهدف إلى تعزيز القوات البرية الإيطالية، التي سادها الاضطراب في شمال أفريقيا في أبريل 1941م. (قبل عملية بارباروسا بشهرين تقريباً)، وقد نتج عنها تحويل الأنظار والانتباه عن الحشود الألمانية في بولونيا.
(6) رفض ستالين قبول فكرة إمكانية الهجوم الألماني في 1941م، تمسكاً باتفاقية عدم الاعتداء بين روسيا وألمانيا، والموقعة في عام 1939م، وهي الاتفاقية، التي استخدمها الألمان خدعة ثابتة، بعد أن اتخذ هتلر قراره بضرب الاتحاد السوفيتي.
(7) في منتصف نوفمبر 1940م، استخدم هتلر، بوعي شديد، الحرب والاتفاقية أسلوبين مضللين لتحقيق المفاجأة، في بداية عملية "بارباروسا".
(8) على رغم تقارير أجهزة المخابرات الروسية والبريطانية، رفض ستالين ومساعدوه فكرة احتمال الهجوم الألماني في عام 1941م، واعتقدوا أن التقديرات الألمانية ربما تكون من الأساليب المعروفة لاستفزاز الروس والممكن تفاديها حتى عام 1942م، وكان رفضه لفكرة قيام الألمان بهجوم شامل على روسيا يعتمد، أساساً، على أن الألمان لا يزالون في مواجهة حرب بحرية واسعة مع إنجلترا، ورأوا في تحذيرات إنجلترا أنها من التعزيزات الألمانية في بولندا، بأنها محاولات لإفساد العلاقات الروسية الألمانية.
(9) ولإخفاء تحركات تشكيلات القوات الألمانية في اتجاه الجبهة الروسية، اضطر الألمان إلى ابتكار خدعة، تعتمد على تفسير مناسب لهذه التحركات، فطلبت قيادة التشكيلات الألمانية حماية الحدود، وأعلنت أن سبب وجود هذه التشكيلات هو مواجهة غزو إنجليزي محتمل.
(10) طلبت الحكومة الألمانية من وزير الإعلام آنذاك كتابة مقال، في صحيفة الحزب الاشتراكي، بأن الحرب مع إنجلترا على وشك الوقوع، وتم نشر هذا المقال في 20 يونيه 1940م وزيادة في الخداع أمرت الحكومة بمصادرة هذه الطبعات.
2. عملية سيدي براني (ديسمبر 1940م)
أ. الظروف السائدة في مسرح العمليات
(1) في سبتمبر 1940م هاجمت القوات الإيطالية القوات البريطانية على الحدود المصرية، حيث نجحت في الاستيلاء على هضبة السلوم، وواصلت تقدمها شرقاً، حتى توقفت في منطقة سيدي براني، وبدأت في إنشاء الخطوط الدفاعية، التي تمتد من المقتلة على ساحل البحر شمالاً وحتى صفوفا في أعلى الهضبة جنوباً.
(2) بتوقف الإيطاليين في منطقة سيدي براني، شرعت القيادة البريطانية في التخطيط لتوجيه ضربة مضادة، بهدف تدمير القوات الإيطالية، داخل الحدود المصرية، واستعادة الأوضاع على الحدود الدولية المصرية وتأمينها.
ب. أساليب الخداع التي اتبعت في العملية
(1) لخداع القيادة الإيطالية، عن نية القوات البريطانية في القيام بالضربة المضادة، كان من الضروري التخطيط لإخفاء تحرك القوة الرئيسة القائمة بالهجوم. ولطول المسافة بين منطقة تمركز هذه القوة في مرسى مطروح، ومناطق تجميعها الأمامية، كان من الضروري إجراء سير اقتراب طويل، يتم خلال ليلتين متتاليتين، يتم فيهما التحرك لهذه القوة ليلاً، على أن تتوقف نهاراً، مع اتخاذ إجراءات الإخفاء والتمويه اللازمة، ولضمان السرية الكاملة، كان من الضروري عدم تحرك التشكيلات لاتخاذ أوضاع الهجوم إلا في آخر وقت ممكن.
(2) لخداع الإيطاليين عن اتجاه الضربة الرئيسة، خططت القيادة البريطانية للقيام بهجوم ثانوي خادع على المحور الساحلي، بهدف جذب انتباه الإيطاليين في هذا الاتجاه، بعيداً عن اتجاه الضربة الرئيسة، مع تثبيت القوات الإيطالية المدافعة بالمواجهة، وبتمام تحقيق ذلك، تبدأ القوة الرئيسة في تنفيذ هجومها من الجنوب.
(3) صدرت التعليمات بإجراء مشروعين تدريبين بجنود، على أن ينفذ أولهما ليلة 25/26 أكتوبر، بينما ينفذ الآخر خلال النصف الأول من ديسمبر، وتم تنفيذ المشروع الأول في توقيته، أما المشروع الثاني، فلم يكن سوى التقدم الفعلي للهجوم.
(4) لنجاح خطة الخداع استلزم المحافظة على السرية باتخاذ الإجراءات الآتية:
(أ) حتى الخامس من نوفمبر، لم يخطر أي ضابط خلاف قادة الفرق بنية الهجوم، وفى نفس اليوم، عقد مؤتمر أطلع خلاله قائد القوات الجوية وقادة اللواءات على خطة العمليات المقبلة.
(ب) لم تصدر أوامر عمليات مكتوبة، بعد السادس من ديسمبر 1940م، عندما أطلع عليها صغار الضباط، قبل الهجوم بأربع وعشرين ساعة فقط.
ج. نتائج العملية
أدت إجراءات الخداع السابقة، التي طبقتها القوات البريطانية المهاجمة، إلى مفاجأة القوات الإيطالية، حيث كانت القوات الإيطالية تستعد لاستئناف الهجوم مرة أخرى، ولم تكن تتوقع قيام البريطانيين بشن ضربة مضادة، مما تسبب عنه سرعة انهيار الدفاعات الإيطالية وانسحابها غرباً.
3. عملية الغزالة (مايو 1942م)
أ. الظروف السائدة في مسرح العمليات
(1) بانسحاب القوات البريطانية من خط العقيلة الدفاعي، وإخلاء بنغازي، استقرت قواتها الرئيسة في مواقع دفاعية قوية على خط الغزالة – بير حكيم، حيث شرعت في استكمال التجهيز الهندسي للخط، انتظاراً للهجوم الألماني المنتظر.
(2) في يوم 6 نوفمبر وصلت قوات المحور أمام خط الغزالة، حيث توقفت العمليات لمدة أربعة أشهر تقريباً، استعداداً لاستئناف الهجوم وتطهير برقة من البريطانيين، بعد إعادة تنظيم القوات ووصول الإمدادات الجديدة.
ب. أساليب الخداع التي اتبعت في العملية
(1) مرحلة التخطيط
(أ) اعتمد روميل على خطة خداع لإيهام القيادة البريطانية بأن هجومه الرئيس سيوجه إلى القطاع الشمالي والأوسط من خط الغزالة، بينما كان، في الحقيقة، سيوجه ضد القطاع الجنوبي، وذلك لجذبهم بتجميع قواتهم المدرعة خلف هذه القطاعات؛ لعلمه بأن فكرة الهجوم بالمواجهة على خط الغزالة لن تبدو خيالية للقيادة البريطانية لعلمها بموقفه الإداري السيئ، الذي لا يتناسب معه إتباع أسلوب الالتفاف بعيد المدى حول الخط الدفاعي جنوب بير حكيم، وإن لم يقم البريطانيون بحشد مدرعاتهم في هذه القطاعات، كان روميل يأمل في احتفاظهم بجزء منها في هذه القطاعات، مما يضعف القوات البريطانية المدرعة التي ستواجه قواته الرئيسة في الجنوب، مما يمكن من تدميرها على أجزاء.
(ب) لتحقيق ذلك وضع روميل خطة خداعية، تنفذ كالآتي:
·  القيام بهجوم تظاهري (خداعي) على القطاع الشمالي للخط الدفاعي مع إجراء تحركات مستمرة بالدبابات والعربات، بأعداد كبيرة مع إثارة سحب الغبار خلف قوة الهجوم الخداعي، مع تكرار هذه العملية طوال الفترة التحضيرية.
·  في نفس الوقت، تتخذ قوة الضربة الرئيسة أوضاعها في المناطق المحددة لها في الجنوب، على أن يتحرك جزء من هذه القوات نحو القطاع الشمالي، وخطط لمشاهدتها واستطلاعها بواسطة الاستطلاع البريطاني، على أن تعود بسرعة مرة أخرى إلى مناطق تجميعها الأصلية في الجنوب، بعد أن تكون قد شاركت في تضليل الجانب البريطاني؛ استعداداً لشن الهجوم الرئيس.
·  لاستكمال عملية الخداع عن اتجاه الضربة الرئيسة، تقرر القيام بعملية إبرار بحري على الساحل بين طبرق والغزالة، في توقيت مناسب لتطوير أعمال قتال الهجوم الرئيس، مما يوحي للقيادة البريطانية بأهمية هذا الاتجاه، وأن الغرض من عملية الإبرار البحري، هو قطع خطوط مواصلات القطاع الشمالي ومعاونة أعمال قتال القوات القائمة بالهجوم من الغرض، بينما كان الغرض الحقيقي منه هو التعاون مع قوة الضربة الرئيسة، بعد التفافها واتجاهها شمالاً، لاستكمال حلقة الحصار حول القطاع الشمالي من الشمال والجنوب لاستكمال تدميرها.
·  القيام بالهجوم الرئيس في الجنوب، بالالتفاف حول بير حكيم، ثم شمالاً لتدمير القوات المدرعة البريطانية، على أن يتم هذا التحرك ليلاً لاتخاذ أوضاع بدء الهجوم.
·  دفع فرقة حقيقة في اتجاه (العدم) شرقاً، مع دعمها بالمحركات المحدثة للغبار؛ لاستكمال خداع البريطانيين عن اتجاه الهجوم الرئيس ولتشتيت قواتهم.
(2) مرحلة التنفيذ
(أ) في أثناء سير العمليات وفي أثناء المرحلة الحاسمة من العملية، اتبع روميل أسلوباً جديداً في الخداع لتضليل القيادة البريطانية، حيث خطط لإرسال إشارة زائفة من فرقته الخفيفة حول" العدم " تطلب فيه النجدة، وذلك لاستدراج المدرعات البريطانية إلى منطقة قتل مدبرة يتم فيها تدميرها، وهذا ما تحقق إذ أرسلت القيادة البريطانية قوة مدرعة هناك كبيرة إلى منطقة " العدم "، هناك وجدت نفسها محاطة بفيلق أفريقيا من كل جانب، وتم تدمير معظم الدبابات البريطانية.
(ب) ولقد نجح البريطانيون في تخليص إحدى فرقهم المشاة، التي تم حصارها في القطاع الشمالي من الخط الدفاعي، عن طريق خداع القوات المحاصرة لها عن الاتجاه، الذي ستسلكه في انسحابها، فبدلاً من محاولة فك الحصار من اتجاه الشرق اقتحمت الفرقة طريقها عنوة من خلال مواقع الإيطاليين، التي تحاصرها من اتجاه الغرب وواصلت انسحابها جنوباً ثم التحول إلى الشرق، حيث نجحت في الوصول إلى الحدود المصرية بخسائر قليلة، نسبياً، محدثة بانسحابها هذا ارتباكاً كبيراً في الخطوط الخلفية لمواصلات المحور.
ج. نتائج العملية
كان لأساليب الخداع، التي اتبعها روميل، خلال تخطيط العملية، أكبر الأثر في تضليل القوات البريطانية عن اتجاه الهجوم الرئيس المقبل، بينما كان أسلوبه في الخداع في أثناء سير العملية سبباً رئيساً في تدمير معظم دبابات خصمه، مما أثر على سير العملية، وعجل بنهايتها لصالحة، حيث فقد خصمه الجنرال " ريتش" السيطرة على الموقف تماماً؛ نظراً للخسائر الجسيمة، مما اضطره إلى تقرير الانسحاب من خط الغزالة.
4. معركة علم حلفا (أغسطس 1942م)
أ. الظروف السائدة في مسرح العمليات
(1) بوصول القوات البريطانية إلى منطقة العلمين، وتسلم الجنرال مونتجمري لقيادة الجيش الثامن البريطاني، شرع في وضع سياسة دفاعية جديدة تهدف إلى التمسك بخط العلمين، ونبذ أي فكرة للانسحاب منه، مع الاستعداد للتحول إلى الهجوم المضاد العام لتدمير قوات المحور.
(2) كان وصول قوات المحور إلى خط العلمين والثبات فيه، معناه، من وجهة نظر قوات المحور، التحول إلى العمليات الدفاعية، والتي تتفوق فيها القوات البريطانية، لذا فقد شرع روميل في التخطيط لسرعة مهاجمة الخط، قبل وصول الإمدادات الجديدة للجانب البريطاني للوصول إلى الأرض المفتوحة شرقاً، وهذا ما سيؤدى إلى قلب ميزان القوى في منطقة العلمين بل في شمال أفريقيا كلها.
ب. أساليب الخداع التي اتبعت في العملية
(1) مرحلة التخطيط
(أ) بنى روميل العملية الهجومية في علم حلفا على أساس تثبيت القطاع الشمالي بإجراء هجوم خادع بعناصر من المشاة، على أن تكون الضربة الرئيسة من القطاع الجنوبي بأعمال الالتفاف بقواته المدرعة والميكانيكية، والتقدم في اتجاه الشرق لمهاجمة القاعدة الإدارية للجيش الثامن البريطاني في منطقة الحمام.
(ب) فطن مونتجمري، بتقديره للموقف، إلى أن روميل سيكرر نفس أساليب القتال السابقة في عمليات الغزالة، لذلك قرر التعامل مع قوات المحور المدرعة بالدبابات من مواقعها الثابتة المجهزة، بالتعاون مع المدفعية، وعدم خروجها إلى الأرض المفتوحة، حتى ولو سنحت الفرصة لمطاردتها، وبذلك يمكنه تغلب على خطة روميل الخداعية.
(2) مرحلة التنفيذ
(أ) لما فشل روميل في تحقيق هدفه بتدمير القوات المدرعة البريطانية، حاول جاهداً استدراجها خارج مواقعها، بالتظاهر بالانسحاب أمامها لجذبها إلى مناطق قتل (ستائر مضادة للدبابات)، وهذا ما لم يتم من جانب القوات المدرعة البريطانية.
(ب) استخدمت القيادة البريطانية طريقة الخداع بالخرائط، ساعدها في ذلك عدم وجود خرائط للمنطقة شرق العلمين ضمن خرائط السير البريطانية، التي استولى عليها روميل في عملياته السابقة، فقامت بطبع خريطة لهذه المنطقة، بحيث تكون بها معلومات مضللة وغير حقيقية عن طبيعة الأرض في هذه المنطقة، خاصة المنطقة جنوب علم حلفا، حتى تلائم الخطة البريطانية الدفاعية الموضوعة للعملية، حيث تمتاز هذه المنطقة برمال ناعمة، يصعب السير فيها، ولكنها رسمت لتبدو كأنها أرض صلبة، تسمح بسير جميع أنواع الحملات (جنزير ـ عجل)، وتركت الخريطة عمداً في عربة مدرعة منسوفة داخل حقول الألغام القريبة من قوات المحور، بعد معالجتها لتبدو كأنها خريطة مستعملة، ليسهل لروميل التقدم خلال هذا الاتجاه نحو الحمام شرقاً، لمهاجمة تبة علم حلفا.
(ج) ولقد تمكنت قوات الحلفاء من خداع القيادة الألمانية، مما نتج عنه تورط القوات المدرعة الألمانية في منطقة الرمال الناعمة جنوب علم حلفا في المراحل الأولى من العملية، مما مكن القوات الجوية البريطانية من مهاجمتها وتكبيدها خسائر فادحة.
(د) ونتيجة "لأعمال الخداع، التي تمت بنجاح من جانب الحلفاء، فشل روميل في تحقيق هدفه من العملية، وقرر الانسحاب غرباً إلى مواقعه الأصلية، مع الاحتفاظ ببعض المواقع، التي استولى عليها في القطاع الجنوبي من الخط، واستكمالاً لأعمال الخداع الناجحة من جانب الحلفاء، قرر مونتجمري عدم مهاجمة هذه النقاط، وطرد القوات الألمانية منها، على رغم قدرته على تنفيذ ذلك، حيث كان هدف مونتجمري من ذلك، إغراء روميل على استمرار الاحتفاظ بها، مما يشتت جهود قواته ويحرمه من استخدامها في حشد، وهذا يساعد مونتجمري، في النهاية، على تحقيق أهدافه، عندما يبدأ هجومه المضاد العام على القطاع الشمالي.
ج. نتائج العملية
كان لعدم انسياق مونتجمري لخطة روميل، التي بناها على خداع قوات الحلفاء عن اتجاه الهجوم الرئيس، واستدراج قواتهم المدرعة في مناطق قتل، أكبر الأثر في نجاح أعمال قتال الحلفاء، علاوة على نجاحهم في خداع روميل، مما كان له الفضل في إحداث خسائر كبيرة في المدرعات الألمانية، وإفشال روميل في تحقيق أهدافه من هذه العملية.
5. معركة العلمين (أكتوبر 1942م)
أ. هدف خطة الخداع: تضليل قيادة المحور عن الاتجاه الرئيس للهجوم وتوقيت بدء الهجوم
ب. شملت إجراءات خطة الخداع، الآتي:
(1) إظهار مناطق حشد قوات الهجوم الرئيس، لتبدو بنفس المظهر، الذي ستكون عليه عند بدء الهجوم.
(2) اتخاذ إجراءات تضليل قيادة المحور، بحيث وُضعت أعداد كبيرة من العربات والأسلحة الفائضة والهيكلية، في مناطق حشد القوات القائمة بالهجوم الرئيس، بحيث يبدو للاستطلاع الجوى الألماني، أن هناك حشداً مدرعاً خلف الجبهة، بينما تم، في الحقيقة، سحب القوات لمسافة 50 ميلاً للخلف لإعادة التنظيم، ورفع كفاءتها وتدريبها ودفعها إلى المنطقة الابتدائية للهجوم ليلاً مع سحب عدد مماثل من العربات والدبابات الهيكلية إلى مناطق خلفية في الليلة.
(3) استخدمت عربات هيكلية لإخفاء مدافع الميدان تحتها، كما تم تمويه الدبابات، لتبدو في شكل عربات، وبذلك أصبح من الصعب تقدير مدى الحشد في المدفعية والدبابات في القطاع الشمالي للجبهة.
(4) تم إنشاء المواقع والتجهيزات اللازمة، لاستيعاب قوة الهجوم المضاد العام في مناطق الحشد، قبل بدء الهجوم بشهر كامل، مع اتخاذ كل الإجراءات لإظهارها، بما يوحي بأنها محتلة، حتى يتم احتلالها الفعلي قبل الهجوم بفترة محددة لخداع قيادة المحور.
(5) ولخداع قيادة المحور عن اتجاه الضربة الرئيسة في القطاع الشمالي، استمرت إحدى الفرق المدرعة طوال الأسابيع السابقة للهجوم، في إجراءات التدريبات الواسعة النطاق بالقطاع الجنوبي.
(6) تم إجراء جميع التحركات لقوة الضربة الرئيسة ليلاً؛ لاتخاذ أوضاعها في المنطقة الابتدائية للهجوم، كما تم تنفيذ جميع إجراءات التجهيزات الهندسية الإضافية اللازمة مع إخفائها قبل أول ضوء.
(7) تم إخفاء المستودعات الإدارية الكبيرة ببراعة، وتم تكديس الأشياء، على شكل عربات حتى لا يفطن المحور لحقيقتها.
(8) تم إنشاء عدة طرق ومستودعات هيكلية ضخمة في القطاع الجنوبي من الجبهة، بما يوحي لقيادة المحور، بأن الضربة الرئيسة للهجوم، ستتم في هذا القطاع.
(9) ولاستكمال أعمال الخداع في القطاع الجنوبي، بدأت القيادة البريطانية في إنشاء خط أنابيب مياه هيكلي، في هذا القطاع بمعدل عمل يوحي، بأنه لن يتم قبل الأسبوع الأول من شهر نوفمبر، أي بعد الهجوم بأسبوعين وذلك لخداع المحور عن توقيت بدء الهجوم
(10) إطلاق معلومات كاذبة من قيادة إحدى الوحدات المدرعة، ليلة الهجوم، توحي لقيادة المحور في حالة التقاطها، بأن القوات المدرعة البريطانية تتحرك إلى القطاع الجنوبي للجبهة.
(11) وكانت أهم الملامح الرئيسة لخطة الخداع، تلك الإجراءات، التي اتخذت لإيهام المحور، بأنه سيتم عملية إبرار بحري كبيرة، خلف دفاعاته في العلمين، فقد تم شحن السفن بالجنود والدبابات من الإسكندرية نهاراً، على مرأى من الجميع ليراها المحور عمداً، ثم أقلعت هذه القافلة من الإسكندرية، بعد ظهر اليوم الأول من الهجوم في اتجاه الغرب، وتم إعادة معظمها ليلاً إلى الإسكندرية، في حين كلف الباقي منها القيام بإبرار تظاهري مخادع على الشاطئ خلف دفاعات المحور في العلمين مع قيام الأسطول البريطاني بمعاونة هذا الإبرار بالنيران، وقد حدد موعد هذا الإبرار بحيث يبدأ بعد بدء الهجوم الرئيس بثلاث ساعات، بهدف إجبار قيادة المحور على الاستمرار في الاحتفاظ باحتياطي في هذه المنطقة والمكلفة بحراسة الساحل؛ لمواجهة هذا الإبرار.
ج. الظروف السائدة في مسرح العمليات
(1) قوات المحور
(أ) فشلت في معركة علم حلفا واختراق خط العلمين إلى الأرض المفتوحة شرقاً.
(ب) فقدت المبادأة، خاصة أن سباق الإمداد كان في صالح الحلفاء، وبدأ روميل في تنظيم دفاعاته وتقويتها وتجهيزها هندسياً؛ انتظاراً للهجوم البريطاني المقبل.
(2) الحلفاء
(أ) نجحت قوات الحلفاء في معركة علم حلفا، بفضل نجاح مونتجمري في سياسته الدفاعية، وخطة الخداع كما خطط لها، وكان من نتائجها رفع الروح المعنوية لقوات الجيش الثامن البريطاني.
(ب) انتزع مونتجمري المبادأة، وشرع في استئناف استعداداته لهجومه المضاد العام.
د. نتائج العملية
نجحت خطة الخداع السابقة نجاحاً باهراً ومن مظاهر هذا النجاح:
(1) عند بدء الهجوم، كان روميل متغيباً عن ميدان المعركة؛ لاطمئنانه بأنه لازال هناك بعض الوقت قبل موعد الهجوم البريطاني المنتظر.
(2) لم تفطن قيادة المحور إلى الاتجاه، الذي ستوجه إليه الضربة الرئيسة للهجوم البريطاني ولذا اضطرت إلى تقسيم قواتها المدرعة إلى قسمين أحدهما بالقطاع الشمالي والآخر بالقطاع الجنوبي لمجابهة احتمالات الهجوم الرئيس من أي اتجاه.
ثانياً: الخداع الإستراتيجي التعبوي خلال الجولات العربية الإسرائيلية
أعمال الخداع الإسرائيلي في الجولات العربية الإسرائيلية
1. العدوان الثلاثي على مصر عام 1956
أ. أهداف العدوان
(1) تدمير القوات المسلحة المصرية شرق القناة.
(2) تدمير قواعد الفدائيين الفلسطينيين في غزة وشبه جزيرة سيناء.
ب. هدف خطة الخداع: إظهار إسرائيل، وكأنها منفردة، بهدف استدراج القوات المسلحة المصرية إلى شرك منصوب بإحكام في سيناء، وبالتالي يسهل قطع خطوط مواصلاتها من الخلف بقيام القوات البريطانية والفرنسية بعمليات إنزال إستراتيجي، في منطقة القناة، بصورة مفاجئة لحصار القوات المصرية في سيناء واستكمال تدميرها في أقل وقت ممكن، وفرض الإرادة على مصر والعرب لتحقيق أهداف العدوان الثلاثي.
ج. إجراءات الخداع السياسي
(1) إظهار رغبة كل من بريطانيا وفرنسا في إيجاد حل لمشكلة تأميم قناة السويس، دون استخدام القوة.
(2) اشتراك دبلوماسيين بريطانيين وفرنسيين في مؤتمر لندن، الذي عقد في 6 أغسطس 1956م، مع ممثلي 20 دولة، للوصول إلى حل سلمى للأزمة.
(3) وصول رئيس وزراء إستراليا للقاهرة يوم 5 سبتمبر لمحاولة التوصل إلى اتفاق سلمى بشأن أزمة تأميم قناة السويس؛ لإيهام العالم بأن ليس هناك أية نوايا عدوانية ضد مصر.
(4) إعلان تصريحات بريطانية وفرنسية للسعي للتفاوض مع مصر في مؤتمر يعقد في جنيف في 29 أكتوبر 1956م على الرغم من تقديمها شكوى ضد مصر في مجلس الأمن.
(5) تصريح رئيس وزراء بريطانيا (أنتوني إيدن) بعدم التدخل عسكرياً في مصر.
(6) صدور تحذيرات بريطانية لإسرائيل، بعدم القيام بهجوم ضد الأردن بناء على الادعاء الإسرائيلي عن قيام الأردن بخرق اتفاقية الهدنة، والسماح لقوات عراقية بالدخول في أراضيه.
(7) تصريح إسرائيل بأن إسقاط المظليين في صدر الحيطان عملية محدودة، ضد الفدائيين في رأس النقب، رد فعل على الاعتداءات المصرية المتكررة ضد إسرائيل.
د. إجراءات الخداع العسكري
(1) أعمال الخداع البريطاني ـ الفرنسي
(أ) حشد التجميع الرئيس للقوات البريطانية والفرنسية في جزيرة مالطة، والتجميع الأقل في قبرص؛ لإيهام الجانب المصري بأن اتجاه الضربة الرئيسة ستكون في اتجاه الإسكندرية، وليس بور سعيد، وعند تنفيذ الهجوم تتقدم سفن الإبرار، تحت علم الاتحاد السوفيتي، على أنها سفن صديقة، وتتقدم الدبابات براً وعليها العلم السوفيتي، لدخول المدينة دون قتال، مع إطلاق شائعات عن وصول دعم سوفيتي إلى بورسعيد عن طريق البحر والبر.
(ب) إلغاء بريطانيا لتحرك فرقة 10 م في ليبيا، وتسربت معلومات إلى مصر للخداع والإيحاء بعدم قيامها بأي عمل تعرضي ضد مصر.
(ج) حشد الطائرات البريطانية والفرنسية في إسرائيل، تحت ستار تنفيذ أعمال التدريب المشترك.
(2) أعمال الخداع الإسرائيلي
(أ) تعبئة القوات الإسرائيلية، تحت ستار أن الأردن قام بخرق اتفاقية الهدنة، وصدور إذن للقوات الإسرائيلية بالاستعداد لشن الهجوم على الأردن.
(ب) قيام إسرائيل بعمليات إغارة ضد الأردن، خلال الفترة من 12 سبتمبر إلى 10 أكتوبر؛ لجذب الانتباه نحو الأردن.
(ج) تحرك القادة إلى عواصم العدوان للتنسيق بالزي المدني.
(د) إجراء الفتح الإستراتيجي/ التعبوي للقوات الإسرائيلية في مناطق بعيدة عن الجبهة المصرية (على الحدود الأردنية)، خلال ليلتين، وتحركت في الليلة الثالثة إلى مناطق الحشد الحقيقية على الجبهة المصرية في سرية تامة، مع اختيار منطقة حشد اللواء 202 مظلات على الحدود الأردنية، لإخفاء نية الهجوم على مصر.
(هـ) التخطيط للهجوم الإسرائيلي بقوات محدودة لا تشترك فيها المدرعات، لجذب الانتباه إلى أنها غارة برية، كما تم تأجيل قصف المطارات والأهداف الحيوية المصرية لمدة 50 ساعة، بعد ساعة الهجوم تعزيزاً لهذا الخداع.
(و) فرض السرية الكاملة على خطة العمليات، وعدم صدور الأوامر لقادة الكتائب إلا قبل الهجوم ب 24 ساعة.
(3) نتائج أعمال الخداع
(أ) لم تتمكن القيادة المصرية، رغم التقديرات الصحيحة للنوايا العدوانية، من اكتشاف وتحديد توقيت بدء قيام العدو بعملياته، وذلك لعدم تمكن المخابرات المصرية من متابعة الفتح الإستراتيجي / التعبوي الإسرائيلي، وحشد القوات البريطانية والفرنسية في قبرص ومالطة وليبيا.
(ب) عدم وجود تنسيق مع الأجهزة الأردنية في تبادل المعلومات والإنذار.
(ج) فوجئت القيادة المصرية بالعدوان الإسرائيلي، وأعمال إسقاط قوة المظلات الإسرائيلية في منطقة صدر الحيطان، ساعة 1700 يوم 29 أكتوبر 1956م.
2. العدوان الإسرائيلي عام 1967م
أ. أهداف العدوان الإسرائيلي
(1) تدمير الجيش المصري المتمركز في سيناء.
(2) الاستيلاء على شبه جزيرة سيناء، حتى الضفة الشرقية لقناة السويس.
(3) احتلال مدخل خليج العقبة، وتأمين الملاحة الإسرائيلية عبر الخليج.
ب. هدف الخداع: إحراز المفاجأة حتى تتمكن إسرائيل من قلب ميزان التفوق العربي لصالحها.
ج. إجراءات الخداع السياسي
(1) إيهام العالم والقيادة المصرية بأن إسرائيل دولة مغلوبة على أمرها، وأن العرب، خاصة مصر تنوي تدميرها، وأن هجوماً مصرياً وشيكاً سوف يتم ضدها.
(2) استغلال إسرائيل إعلان مصر إغلاق مضيق تيران، في وجه الملاحة الإسرائيلية؛ لإعلان التعبئة العامة لمواجهة الحشود المصرية.
(3) طلب الولايات المتحدة الأمريكية من الاتحاد السوفيتي التوسط لدى مصر؛ لمنعها من القيام بأي عمل عسكري ضد إسرائيل، في نفس الوقت، الذي كانت رئاسة الأركان الإسرائيلية تدقق وتراجع خطتها العدوانية ضد الدول العربية.
(4) توجيه الدعوة إلى نائب رئيس الجمهورية زكريا محي الدين، للقاء مع وزير الخارجية الأمريكي في واشنطن، في التوقيت المحدد نفسه للعدوان الإسرائيلي (الخامس من يونيه 1967م).
(5) طلب السفير السوفيتي، في منتصف ليلة 3 يونيه 1967م، مقابلة الرئيس جمال عبد الناصر، وطلب ضبط النفس، وعدم البدء بشن الحرب، إذ إن إسرائيل لن تكون البادئة، ولكن ذلك لم يحدث، إذ بدأت إسرائيل الحرب.
د. إجراءات الخداع العسكري
(1) إيهام القيادة المصرية بأن الضربة الرئيسة للقوات الإسرائيلية ستكون في الاتجاه المركزي، كما حدث في حرب 1956م، وقامت بعدة أعمال تظاهرية في منطقة الكنتلة بتنفيذ أعمال التجهيز الهندسي، واستخدام الدبابات الهيكلية، بينما كان الاتجاه الحقيقي هو المحور الساحلي.
(2) نفذت الوحدات المتمركزة في جبهة الهجوم، صمتاً لاسلكياً، وأعمال إخفاء وتمويه جيدة، وترحيل السكان المحليين العرب من المناطق، التي تشرف على مناطق حشد وتمركز القوات.
(3) الحد من النشاط الجوي الإسرائيلي في فترة التحضير للعملية المقبلة، بما يعطي استنتاجات خاطئةفي حقيقة حجم القوات الإسرائيلية ونواياها.
(4) جذب أجهزة الإنذار الجوي المصري للتعود على أنماط متكررة من النشاط الجوي الإسرائيلي تخدم خطة الخداع للضربة الجوية الإسرائيلية.
(5) إخفاء تعديل مدى طائرات الميراج، بإضافة خزانات وقود إضافية، تزيد مسافاتها التكتيكية بمقدار الثلث، بما يمكنها من الوصول إلى أبعد المطارات والقواعد الجوية المصرية من خط الجبهة.
(6) تحقيقاً للخداع، تم منح بعض الوحدات المتمركزة بالقرب من الشواطئ، إجازة للترفيه والاستجمام، يوم 3 يونيه 1967 تحت الزعم بتخفيف التعبئة.
هـ. نتائج أعمال الخداع
(1) نجحت إسرائيل في تنفيذ خطة الخداع بدقة كبيرة، أدت إلى تحقيق المفاجأة على الدول العربية، مما مكنها من إحراز نصر عسكري.
(2) لم تتمكن القيادة المصرية من متابعة نشاطات الخداع الإسرائيلية، على الرغم من أنها نجحت في تقدير الوقت المنتظر لقيام العدو بالعملية الهجومية الشاملة، وكان نجاحها يرجع إلى دراستها لأعمال الخداع السابقة، التي قام بها العدو الإسرائيلي في الجولة العربية الثانية (أكتوبر 1956م).
3. تخطيط وتنفيذ الخداع في حرب أكتوبر 1973م
كانت الأوضاع العسكرية، على الجبهة المصرية، تحوي العديد من المصاعب والمشكلات، سواء في الإعداد للمعركة أو في أثناء إدارة العمليات. وكان على القوات المصرية اقتحام قناة السويس ومواجهة عدو، يستند على خط منيع محصن على الضفة الشرقية للقناة، وكان مبدأ المفاجأة هو المبدأ الأول مثار الاهتمام في أثناء التخطيط والإعداد، فالمفاجأة تعد من أهم مبادئ الحرب، فهي التي تفتح الطريق لتحقيق المبادأة.
الهدف من الخداع الإستراتيجي
(1) تضليل العدو عن نية الهجوم، وتوقيته، وحجم القوات المشتركة، واتجاه الضربة الرئيسة.
(2) وضعت فكرة عامة للخداع الإستراتيجي، لينفذ بواسطة مصر وسورية، والذي اشتركت فيه المستويات الثلاثة الأساسية وهم السياسية، والإعلامية، والعسكرية.
ولتضليل العدو عن نية الهجوم تم ما يلي:
(أ) تضخيم سلبيات الوضع العربي؛ لإيهام إسرائيل بأن الدول العربية منقسمة على نفسها، بما لا يستقيم معه اجتماع كلمتهم على خوض الحرب، وإظهار الجهود السياسية والدبلوماسية بأنها تسعى وراء الوصول إلى الحل السلمي.
(ب) الحرص على استمرار قنوات الاتصالات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وحثها على وضع قضية الشرق الأوسط في أسبقية ملائمة، لإيجاد حل عادل لها.
(ج) استمرار اللقاءات والزيارات السياسية، سعياً للحل السلمي، حتى أنه يوم السادس من أكتوبر كان وزير خارجية مصر ومستشار الأمن القومي موجودين في الولايات المتحدة لبحث حل سلمي للموقف.
(د) وعلى المستوى الإعلامي، قامت أجهزة الإعلام بالتوقف عن التهديد بالحرب، مع تسريب بعض المعلومات عن ضرورة التقدم في الحل السلمي العادل، وتضخيم بعض السلبيات في الوضع العربي والانقسامات؛ لإظهار انصراف الدول العربية إلى حل مشكلاتها، بدلاً من الإعداد لتحرير أراضيها.
ولتضليل العدو وخداعه، عن قيام جبهتي سورية ومصر معاً في أي عملية مقبلة، كانت الخطة: إبراز أن الاتحاد الثلاثي القائم بين مصر وسورية وليبيا، يمر بأزمة حادة، قد تطيح به. كما أن التعاون مع سورية متعثر.
ولتضليل العدو عن موعد وتوقيت الهجوم:
(أ) قامت الأجهزة الدبلوماسية بالآتي:
·  الإعلان عن عقد مجلس الدفاع المشترك، في توقيت متأخر عن موعد الهجوم الفعلي.
·  تسريب بعض المعلومات عبر إحدى السفارات، عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية لدول عدم الانحياز، خلال شهري نوفمبر وديسمبر.
(ب) على الصعيد العسكري:
· برز في وسائل الإعلام تسريح دفعات مجندين، مع توفير فرص العمل لهؤلاء المسرحين.
· الإعلان عن زيادة مدة الإجازات السنوية للضباط والجنود، وفتح المصايف الجديدة لهم.
· إجراء مشروع تدريبي، يشترك فيه جميع أفرع القوات المسلحة، وتحت ستاره، تنفذ اللمسات الأخيرة للاستعداد للعملية الهجومية، بحيث يتحول المشروع إلى العمليات الحقيقية المخططة. وصدرت التعليمات بإجراء المشروع خلال المدة من أول أكتوبر 1973، حتى السابع منه، ولم تصدر أي قيود على هذا المشروع، حتى يبدو للجميع أنه مشروع تدريبي مألوف.
وقد سبق القيام بتدريب واسع في النصف الأول من عام 1973، اضطرت فيه إسرائيل تفادياً للمفاجأة أن تعلن التعبئة الجزئية، وتضع قواتها في درجة استعداد عالية، وهذا ما كلفها الملايين من الدولارات. وبالتالي فعند وصول معلومات إليها عن المشروع التدريبي في أكتوبر 1973، عدّته تدريباً عادياً مثل ما سبق، وتحقق المفاجأة بتحوله إلى عمليات حقيقية.
· في صباح يوم 3 أكتوبر 1973، وهو اليوم الذي يبدأ فيه دخول عناصر الكباري إلى الجبهة، نشرت الصحف المصرية ثلاثة أخبار مهمة، وهي:
ـ فتح باب العمرة خلال شهر رمضان لأفراد القوات المسلحة.
ـ قرار وزير الحربية، بتسريح أفراد الاحتياط المستدعين لمناورة الخريف، التي سبق الإعلان عنها بعد انتهائها مباشرة.
ـ نبأ زيارة وزير دفاع رومانيا إلى القاهرة، يوم 8 أكتوبر 1973، واستقبال وزير الحربية له.
ـ وفي نفس الوقت، قامت القيادة السورية بتخطيط وتنفيذ خطة خداع مماثلة، فحين قام سكرتير الأمم المتحدة كورت فالدهايم بزيارة الشرق الأوسط في أواخر شهر أغسطس، أعلنت سورية أنها مستعدة لاستقباله والتباحث معه في قرار 242 لمجلس الأمن، القرار الذي عارضته سوريا بكل قوة؛ لما فيه من اعتراف غير مباشر بحق وجود إسرائيل.
(ج) الموعد النهائي للهجوم وتوقيته
تم اختياره بعناية كاملة، وعلى أسس علمية سليمة؛ لتحديد أنسب توقيت للهجوم، يلائم جميع أعمال الأسلحة المشتركة في العملية بصرف النظر عن ملاءمته مع التوقيتات المعهودة المتبعة دائماً، وقد بدأت دراسة أنسب التوقيتات في سرية تامة، بدءاً من 30/1/1973م، واستمرت تسعة شهور، إلى أن تبلورت، وقد تم تنسيقها مع القيادة السورية، وإقرارها يوم 3/10/1973 أي قبل الهجوم بـ 72 ساعة فقط.
(د) أعمال الخداع، التي اتبعت بالنسبة لموعد الهجوم
· تم الإعلان في كل من مصر وسورية عن مناورات الشتاء قبل توقيت الهجوم الفعلي بوقت قصير.
· تم تحريك القوات المصرية على الجبهة عدة مرات، وعندما بدأ حشد القوات في أواخر سبتمبر، تذكرت إسرائيل ما حدث في مايو، من مناورات، وما توقعت القيام بأية عملية حربية رئيسة.
ثالثاً: الخداع الإستراتيجي التعبوي في حرب الخليج الثانية
1. عملية غزو العراق للكويت واحتلالها (1 أغسطس 1990م)
أ. دور الخداع في عملية غزو العراق للكويت واحتلالها في 12 أغسطس 1990م
(1) الولايات المتحدة الأمريكية
(أ) منذ قيام الثورة الإسلامية في إيران، شعرت أمريكا بوجود تهديد لمصادر البترول في منطقة الخليج، وأصبح هدفها السياسي العسكري في منطقة الشرق الأوسط عامة، ومنطقة الخليج العربي بصفة خاصة، هو " الوجود السياسي والعسكري المباشر في المنطقة؛ لحماية مصالحها الحيوية بها، مع زيادة تعاونها مع إسرائيل ". ولتحقيق هذا الهدف كان عليها العمل على إضعاف أقوى قوتين إقليميتين في المنطقة، وهما إيران والعراق. ولهذا شجعت بطريقة غير مباشرة العراق على مهاجمة إيران، وسمحت للحرب بينهما أن تستمر ثماني سنوات، تمكنت العراق بمعاونة مصرية عربية من تحقيق انتصار على إيران، ولكن أنهكت كلاً من الدولتين، عسكرياً واقتصادياً.
(ب) وانتهزت الولايات المتحدة هذا الموقف، لتشجيع العراق أو إعطائها الأمان، لتنفيذ ما تفكر فيه من غزو الكويت واحتلال آبار بترولها، لتحسين موقفها الاقتصادي المتردي. وهنا قامت الولايات المتحدة بأكبر عملية خداع سياسية عسكرية، بإيهام العراق بأنها لن تتدخل في أي صراع ينشب، وتضليل القيادة العراقية عن رد الفعل الأمريكي وأسلوب مواجهتها للغزو العراقي.
(ج) تمت مقابلة بين الرئيس صدام حسين، وبين سفيرة الولايات المتحدة في العراق في ذلك الوقت " أبريل جلاسبي "في 25 يوليه 1990م، حيث أعطت انطباعاً للرئيس صدام حسين بنية أمريكا عدم التدخل في أي خلاف، أو صراع سياسي، أو عسكري بين العراق والكويت، إذ قالت "ليس لدينا مواقف محددة في شأن الخلافات العربية كمشكلة الحدود العراقية الكويتية".
وكان هدف الولايات المتحدة الأمريكية، بالطبع، هو قيام العراق بغزو الكويت، وتهديد دول الخليج العربية، وهى الدولة القوية، فلن تجد هذه الدول بداً من الاستعانة بمساعدات خارجية، والموقف العربي، في مثل هذه الصراعات العربية، يتصف رد فعله بالبطء والتردد والانقسام، وتصبح الولايات المتحدة هي الجانب القوي المستعد لتقديم المعونة، وتصبح هذه البوابة، التي يدخل منها الوجود العسكري الأمريكي المباشر في منطقة الخليج.
(2) الجانب العراقي
أدت الحرب العراقية الإيرانية إلى خروج العراق منها أقوى عسكرياً، ولكنها أضعف اقتصادياً، ومثقلة بالديون الخارجية، وهنا نبتت، في ذهن الرئيس صدام حسين، فكرة غزو الكويت واحتلالها، وبذلك يصبح مسيطراً على أكثر من نصف بترول الشر ق الأوسط، ويحقق بذلك مطامحه بأن تصبح العراق قوة إقليمية عسكرياً واقتصادياً، وبالتالي يزيد وزنها عالمياً، وخاصة بالنسبة لدول الغرب والولايات المتحدة؛ ولهذا فكرت العراق في القيام بعملية هجومية خاطفة لاحتلال الكويت وضمها، وجعلها إحدى محافظات العراق التسع عشرة، والتمسك بها والدفاع عنها مع استعدادها لتطوير العمليات والاستيلاء على مناطق أخرى ذات الأهمية الإستراتيجية في المنطقة طبقاً للظروف.
ب. التخطيط العراقي لتحقيق الخداع السياسي والإستراتيجي لاحتلال الكويت
الخطوط العامة لخطة الخداع السياسي والإستراتيجي للعملية
(أ) كان الهدف العراقي هو إخفاء النوايا الحقيقية للقيادة العراقية، باستخدام القوة العسكرية لحل مشاكلها مع دولة الكويت، مع العمل على زيادة الغموض على أهدافها السياسية والاقتصادية في المنطقة، ومحاولة إقناع الرأي العام العربي بأن قوة العراق هي لحماية العرب.
(ب) بناء على هذا الهدف، تم التخطيط لأعمال خداع، تقود لإبعاد نظر دول العالم عامة والدول العربية خاصة، عن النوايا العراقية.
ج. أعمال الخداع خلال المرحلة الأولى (قبل تنفيذ العملية الهجومية)
(1) تبنى العراق فكرة إنشاء مجلس التعاون العربي، الذي أنشئ في فبراير 1989 من الدول العربية، التي تحيط بالإطار الخارجي لدول مجلس التعاون الخليجي (اليمن ـ الأردن ـ مصر بجانب العراق)، بهدف تحييد هذه الدول، خاصة مصر، عند بدء الأزمة ونشوب الصراع المسلح.
(2) عقد معاهدة صداقة وعدم اعتداء مع المملكة العربية السعودية في نفس العام؛ لإظهار النوايا الحسنة وإخفاء أي نوايا عدوانية نحوها أو نحو منطقة الخليج.
(3) وعود بحل الأزمة سياسياً، أكدها الرئيس صدام حسين للرئيس مبارك في أثناء زيارته للعراق، عقب نشوب الأزمة، وأنه ليس هناك نية لاستخدام القوات المسلحة، وأن الحشود العراقية قرب الحدود الكويتية هي لمجرد إجراء مناورات عسكرية.
(4) عاد الرئيس العراقي فأكد للملك فهد بن عبدالعزيز، عدم وجود نوايا لاستخدام القوات المسلحة في الأزمة العراقية الكويتية، ثم عاد وأكد ذلك لوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، عند زياراته للعراق، بخصوص هذا الموضوع.
(5) تقليد الرئيس صدام حسين أمير دولة الكويت وسام الرافدين، وهو أعلى وسام عراقي، في شهر سبتمبر 1989م، فضلاً عن امتداح الرئيس العراقي للمواقف المساندة للعراق، من قبل أمير وشعب الكويت، في أثناء حربه مع إيران.
(6) محاولة إقناع المجتمع الدولي والعربي، بأن القيادة العراقية تحاول استنفاد جميع الوسائل السلمية لحل الأزمة مع الكويت، وكان اجتماع جدة في 31/7 فرصة لتأكيد هذا الإيحاء.
(7) ولزيادة فرض الغموض على الموقف العراقي، قامت العراق بالآتي:
(أ) التقدم بشروط صعبة لإجراء التسوية السلمية، كتعويض العراق عن خسائرها في حقول الرميلة للبترول، وتغيير رسم الحدود، وإسقاط الديون، وطلب منح مالية، وتأجير جزيرتين كويتيتين، وغير ذلك من الشروط الصعبة.
(ب) وكسباً للوقت وإمعاناً في إخفاء نية الهجوم المسلح، اتفقت العراق مع الكويت على استمرار المحادثات بينهما في بغداد.
(8) تضليل الرأي العام العربي بنوايا العراق الحقيقية، وذلك من خلال التصريحات العراقية بتهديد إسرائيل، والتصدي لها إذا قامت بأي اعتداء على دول عربية، أو بالتهديد باستخدام أسلحتها النووية، واستعداد العراق لردعها، واستخدام وسائل الإعلام في تعظيم القدرات العسكرية العراقية.
(9) محاولة كسب الرأي العام وتضليله عن الأهداف العراقية الحقيقية، من خلال كسب واستقطاب رجال الإعلام والأدب العربي والأجنبي، والفوز بتأييدهم، أو حيادهم على الأقل، للعمل، الذي ينوي العراق القيام به، علاوة على قيام وسائل الإعلام العراقية بتضليل الشعب العراقي، وكسب تأييده، بإثارة عواطفه وأمانيه.
د. الخطوط العامة لخطة الخداع العسكرية، قبل تنفيذ العملية الهجومية العراقية
إعداد مسرح العمليات بأسلوب لا يكشف نوايا العراق الحقيقية
(أ) إخفاء مراكز القيادة والسيطرة الإستراتيجية والتعبوية، وتحصينها.
(ب) تجهيز القواعد الجوية والمطارات بدشم ومخابئ للطائرات تحت سطح الأرض.
(ج) إقامة العديد من المواقع الهيكلية لإطلاق الصواريخ أرض/ أرض، مع إخفاء المواقع الحقيقية، في مخابئ تحت الأرض.
(د) إنشاء معامل تكرير بترول تحت الأرض، كافية للإمداد بالمواد البترولية اللازمة للعمليات.
(هـ) التوسع في إنشاء الطرق والكباري وتطويرها ضمن خطة التنمية.
(و) الحصول على تكنولوجيا تسليح وخداع متطورة، من المصادر الأجنبية، مثل تغيير البصمة الحرارية لبعض الأهداف العسكرية الصغيرة (الدبابات وقطع المدفعية ومنصات إطلاق الصواريخ) وتحت ستار دعم القوات المسلحة العراقية في مواجهة إيران.
(ز) التجهيز الإشاري لمسرح العمليات، باستخدام المواصلات الخطية، خاصة خطوط الألياف الزجاجية.
(ح) تسويغ التحركات العسكرية لحشد القوات المسلحة العراقية، بأنها لأغراض المناورات التدريبية، ووسيلة للضغط على القيادة الكويتية، مع عدم الإعلان عن التعبئة العامة، إلا بعد الغزو العراقي للكويت.
هـ. العوامل التي ساعدت على نجاح الخداع السياسي والإستراتيجي العراقي، على المستوى الكويتي والعربي
على الرغم من الحشود والتحركات العسكرية العراقية في اتجاه الجنوب، حيث بدأت قوات

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
youcef_dz9

عريـــف أول
عريـــف أول



الـبلد : الخداع 61010
التسجيل : 19/07/2013
عدد المساهمات : 105
معدل النشاط : 114
التقييم : 11
الدبـــابة : الخداع Unknow11
الطـــائرة : الخداع Unknow11
المروحية : الخداع Unknow11

الخداع Empty10

الخداع Empty

مُساهمةموضوع: رد: الخداع   الخداع Icon_m10الخميس 25 يوليو 2013 - 23:08

 هناك بعض الرسوم الناقصة والخاطئة بالموضوع مثلا هنا

الخداع Fig01

اين العملاء المزدوجون في وسائل الخداع ؟ حيث ان هذه الوسيلة نظرا لاهميتها الكبرى وحضورها في اية حرب لا يمكن ادماجها مع الاجرائات العسكرية والتي تعني عادة التحركات والمناورات واوضاع القوات والاتصالات العسكرية

بينما هنا


الخداع Fig11

من قال ان المخابرات تعتبر " اسلوبا " في الخداع ؟

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

الخداع

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

 مواضيع مماثلة

-
» الخداع فى الحروب...شامل
» من خطة الخداع الإستراتيجية--حرب أكتوبر 73
» عملية نورود الخداع الاميركي
» من خدعة فلسطين الى تعميم الخداع
» أحدي قصص وسائل الخداع قبل الحرب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأقســـام العسكريـــة :: المواضيع العسكرية العامة - General Military Topics-
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة الموقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك ويتحمل كاتبها مسؤولية النشر

Powered by Arab Army. Copyright © 2019