تفاصيل سقوط العقل المدبر لمجزرة رفح الثانية.. أجهزة الأمن تنجح فى الإيقاع بعضو "القاعدة".. والمتهم يفشل فى تفجير نفسه خلال محاصرته بمحل تجارى وسط العريش.. والهدوء يسود سيناء وتوقف العمليات الإرهابية
الأحد، 1 سبتمبر 2013 - 13:15
شهداء رفح
سيناء- محمد حسين
نجحت أجهزة الأمن بوزارة الداخلية فى الإيقاع بالعقل المدبر لمجزرة رفح الثانية التى راح ضحيتها 25 جندى أمن مركزى "عادل حبارة" وألقت القبض عليه برفقة 2 آخرين بمدينة العريش.
وأعلن اللواء سميح بشادى، مدير أمن شمال سيناء، عن أن المتهم عادل محمد إبراهيم وشهرته (عادل حبارة) 40 سنة، من أبو كبير شرقية، هو قائد عملية قتل جنود رفح وعضو بتنظيم القاعدة وهو محكوم عليه بالإعدام فى قضية أحداث تفجيرات دهب وطابا وهارب من الحكم وضبط وبحوزته قنابل يدوية كما تم ضبط متهمين آخرين وهما و"أحمد.م. س" 30 سنة، وشقيقه على 28 سنة.
وكشف مصدر أمنى بمديرية أمن شمال سيناء، أن المتهم عادل محمد إبراهيم الشهير بعادل حبارة، والسابق القبض عليه اليوم بالعريش برفقة متهمين آخرين اعترف أمام الجهات المعنية بقتل جنود الأمن المركزى الخمسة والعشرين على طريق العريش- رفح حيث ثبت أنه هو الذى قاد عملية قتل الشهداء، وقد قام بتمثيل الواقعة كما حدثت تماما وكيفية قتلهم دفعة واحدة هو وآخرون.
وضم الفريق الأمنى الذى تم تشكيله للقيام بعملية إلقاء القبض على " حبارة" كلا من العميد هشام درويش، مدير مباحث شمال سيناء، والعقيد إبراهيم سلامة، رئيس مباحث المديرية، والعقيد عامر محمود، مفتش الأمن العام، والعقيد أيمن حماد، مفتش الأمن العام، والمقدم أسامة بدارى، مفتش المباحث الجنائية وعدد من الضباط.
وقام الفريق الأمنى برصد "حبارة" وهو فى طريقة إلى مدينة العريش يستقل سيارة دفع رباعى.. وكان الفريق الأمنى يستقل سيارة أجرة ميكروباص من الأنواع المنتشرة داخل المدينة وارتدوا ملابس سيناوية تقليدية.
وفور وصول المتهم إلى أحد المحلات بشارع 23 يوليو وسط العريش وفور نزوله ودخوله المحل داهمته القوة وحاصرته وحاول حبارة أن يفجر نفسه بواسطة قنابل بحوزته إلا أنه تمت السيطرة عليه والقبض على مرافقيه وتم اقتيادهم بهدوء شديد وحذر إلى مقر أمنى بالعريش، وتم التحقيق معه ثم نقل بمروحية عسكرية للقاهرة لاستكمال التحقيقات معه.
وأعقب العملية هدوء تام بكافة أنحاء سيناء ولم يسجل وقوع أى هجمات إرهابية طوال الساعات التى أعقبت القبض على حبارة وشهدت كافة مناطق العريش والشيخ زويد، تحليق مكثف للطائرات التى تمشط أجواء مناطق زراعات الزيتون بالعريش، بينما تحلق طائرات أخرى بمناطق وقرى جنوب مدينة الشيخ زويد، وصولا لقرية الجورة وقرى المهدية وشيبانة بمركز رفح.
كما قامت قوات الأمن بحملات تمشيط برية على الأرض تساندها مدرعات، وقامت بحملات تفتيش بقرى الجورة والظهير ومناطق متفرقة بجنوب رفح ومناطق حى الكرامة بالعريش ومناطق جنوب العريش وحول المطار.
وخلال هذه الحملات، تم إلقاء القبض على 15 شخصاً للاشتباه بهم ويجرى التحقيق معهم.
كما ألقت قوات الأمن بشمال سيناء، القبض على خمسة أشخاص بمناطق مزارع جنوب العريش، مشتبه بتورطهم فى العمليات الإرهابية بالعريش وعثر بحوزتهم على قنابل يدوية.
وبحسب المصادر فإنه تم تحديد 5 بؤر إرهابية بمناطق شرق العريش ورفح والشيخ زويد، لمداهمتها والقبض على عناصر إرهابية بناء على معلومات من أهالى المناطق الرافضين لوجود العناصر التكفيرية والإرهابية.
على الصعيد الميدانى تراجعت بشكل تام بكافة مدن شمال سيناء حركة التجارة على إثر الإجراءات الأمنية التى تشهدها مناطق شمال شرق سيناء لملاحقة العناصر الإرهابية فضلا عن هدم إنفاق رفح وتوقف عمليات التهريب بشكل شبه كلى بالمنطقة.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن شمال سيناء تعتمد بشكل أساسى على رافدين اقتصاديين رئيسيين أحدهما الرافد الطبيعى والشرعى والمتمثل فى النشاط الزراعى والتجارى والصناعى المتوفر فى المنطقة، والذى يعتمد عليه الغالبية العظمى من سكان المحافظة.. وآخر غير معلن وغير شرعى وهو نشاط تجارة الأنفاق بين مصر وقطاع غزة والذى يدر أرباحا بالمليارات، وتعتمد عليه فئة محدودة من أصحاب الأنفاق والتجار وشركات المواد الغذائية ومواد البناء ومن يستفيد من عمليات النقل من سائقين وعمال.
وتسببت الإجراءات الأمنية الأخيرة لملاحقة العناصر الإرهابية بمناطق العريش ورفح والشيخ زويد وأجزاء من وسط سيناء فى شبه توقف حركة التجارة فى شمال سيناء.
وقال عبد الله قنديل، بدوى رئيس الغرفة التجارية بالمحافظة، إن حركة نقل منتجات سيناء الزراعية والصناعية فضلا عن وصول البضائع من المحافظات الأخرى إلى شمال سيناء أصيبت بالشلل منذ 40 يوما مضت موضحا أن حركة النقل تأثرت بالعمليات الإرهابية ومخاوف التنقل خشية التعرض لعمليات السرقة والنهب فى ظل الأجواء غير الآمنة إضافة إلى إغلاق كوبرى السلام والمرور عبر معدية القنطرة والتى يتطلب عبورها الانتظار على الدور لعدة ساعات.
وقال الشيخ عيسى الخرافين، من كبار المزارعين والقيادات الشعبية بشمال سيناء، إن المزارعين تأثروا كثيرا جراء توقف نقل منتجاتهم الزراعية حيث يعتمد المزارع السيناوى على تسويق المنتجات بأسواق المحافظات الأخرى، كما توقف وصول التجار القادمين من المحافظات الأخرى إلى سيناء لجلب المنتجات، وهذا سبب كارثة فى المنطقة وخسائر فادحة وتشريد لعمال بسطاء بالمزارع.
وتابع حسن محمود، من تجار الجملة بالعريش، أن الحركة التجارية تأثرت بشكل كبير بعد أن أوقفت شركات المنتجات الغذائية نقل بضائعها إلى شمال سيناء خشية تعرض سيارتها لسرقات وأيضا بسبب إغلاق كوبرى السلام على قناة السويس وأجواء حظر التجول التى تبدأ على طرق المحافظة الساعة الرابعة عصرا.
بدورها تأثرت مدينتى الشيخ زويد ورفح واللتان تقعان فى محيط الأحداث بالأزمات بشكل مباشر وزاد تأثرها اعتماد عدد كبير من التجار بها على نشاط التهريب عبر الأنفاق والذى توقف خلال الفترة الأخيرة على إثر قيام الجيش بملاحقة المهربين وتفجير الأنفاق.
وقال "سالم" أحد التجار برفح، إن الأنفاق كانت تشكل رافدا مهما لهم فى تصريف بضائعهم فحركة الزبائن محدودة فى المنطقة لكن تصريف البضائع إلى الجانب الآخر عبر الأنفاق وبأسعار مضاعفة ساهم فى رفع المنطقة ورفع من حال التجار كثيرا.
توقف حركة نقل البضائع عبر أنفاق رفح التى تضررت بنسبة 90% أدى إلى خلو شوارع رفح من كافة الوجوه الغريبة عنها بعد أن هجرها العمال القادمون من مختلف محافظات مصر وغاب عنها وصول تجار كبار ورجال أعمال يعقدون صفقات بيع وشراء من تحت الأرض.
كما توقف وصول المنتجات الغذائية البسيطة التى تأتى من قطاع غزة بعضها منتجات إسرائيلية وأخرى محلية فلسطينية وتباع فى أسواق العريش ومنها القهوة والعصائر والصابون والمنظفات ومستحضرات التجميل وملابس مستعملة.
وقال "سامى" أحد باعة هذه المنتجات بالعريش كنا نأتى بهذه البضائع وهى باب مكسب كبير لنا خصوصا أنه يقبل على شرائها ضيوف محافظة شمال سيناء، ولكن بعد هدم الأنفاق توقف وصول هذه البضائع كما توقف وصول الزبائن القادمين من محافظات أخرى بسبب الإرهاب وتشديد إجراءات الأمن بالمحافظة.. لكنه أضاف نبيع منتجات محدودة تصل إلينا بواسطة مسافرين من قطاع غزة وأحيانا نشتريها بعد تسريها من إسرائيل عبر منفذ العوجة التجارى وعبر مطار القوات الدولية بسيناء، حيث تصل هذه المنتجات للعمال بها ويبيعونها.
بدورهم دعا عدد من النشطاء وأهالى مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء لنقل مقر قسم شرطة الشيخ زويد، الكائن فى ميدان رئيسى تحيطة المتاجر والأسواق ويعتبر ملتقى لأهالى القرى والمدينة.
وطالب النشطاء رئاسة الجمهورية، ومجلس الوزراء، ووزارة الداخلية، بالعمل على نقل قسم الشرطة إلى مكان آخر بعد أن أصبح يتعرض لاعتداءات إرهابية قابلها إجراءات أمنية تمثلت فى غلق الميدان.. وهو ما أصاب المدينة بالشلل وينذر بكارثة مع بداية العام الدراسى، حيث تجاور القسم مدارس ومقر للإدارة التعليمية.
وقال "حسن حنتوش"، من نشطاء مدينة الشيخ زويد، إنهم أطلقوا مبادرة يجمعون عليها حاليا توقيعات الأهالى، أوضحوا خلالها أنه نظرا لما تعانيه المدينة من أضرار مادية وتعرض المواطنين للقتل والترهيب من وجود مبنى القسم بداخلها والذى يتعرض بشكل شبه يومى لأعمال إرهابية وحيث لا يعود للمواطن فى المدينة بأى منفعة من وجوده ولا حتى تخليص ورقه أو حتى عمل بطاقة أى منفعة حكومية لذلك يطالبون بسرعة نقل مقر القسم.
وأضاف أنه يقع بمحيط قسم الشيخ زويد مقر مجلس المدينه والإدارة التعليمية، ومدرسة إعدادى وأخرى ابتدائى، ومبنى للأوقاف، ومبنى للبريد ومع قرب موعد الدراسة من سيحمى أطفال المدارس والموظفين ورواد المصالح الحكومية إذا ما تكررت مرة أخرى العمليات التفجيرية أو الانتحارية تجاه القسم المغلق الذى لا يمارس عمله الطبيعى، والذى لا ينتفع من وجوده المواطنين بأى شكل من الأشكال.. فقط.. المواطن هو الوحيد المتضرر من وجود قسم الشيخ زويد فى موقعه.
وقال "إبراهيم أبو غريب"، أحد أبناء مدينة الشيخ زويد، نرجو ونود ونلح على كافة المسئولين بسرعة تحقيق هذا المطلب موضحا أن الخطورة أيضا من وجود القسم فى منطقة سكنية وتجارية.. موضحا أنه تم بسبب الأحداث إغلاق من 350 إلى 450 محلا تجاريا يعمل بها نحو 2000 عامل على الأقل خلاف أهالى المنطقة المجاورة للميدان بما لا يقل عن 500 فرد هجروا بيوتهم، ونقترح أن يتم نقل القسم إلى منطقة بعيدة عن التكدس السكانى، وتحويل مبنى القسم إلى معهد تعليمى مناسب وهو من أهم الاشياء المطروحة نظر لعدم وجود معهد للتعليم العالى، ويمكن تحويله إلى مركز تجارى وبيعه بنظام محلات تجارية وسوف يحقق ربحا كفيلا ببناء مبنى آخر للقسم دون تكلفة على كاهل الدولة.
وأضاف الناشط "سليم الزيودى" أن الضرر أصبح أكثر من المنفعة وأن مبادرات الدعوة لنقل قسم الشرطة لقيت اهتماما كبيرا من الأهالى ومساندتهم لها ويبقى على الحكومة أن تستجيب لهم.
يذكر أن قسم شرطة الشيخ زويد يطل على ميدان المدينة الرئيسى وتعرض الثلاثاء الماضى لعملية انتحارية خلالها قام انتحارى بتفجير سيارة أمام بوابة القسم بالتزامن مع استهداف المبنى بقذائف صاروخية، وهو ما تسبب فى أكبر عملية تدمير لمحيط القسم وتضرر المحلات التى تهدم بعضها وسرقت البضائع منها أعقب العملية إغلاق الميدان ومنع تواجد الأهالى وفتح المحلات وتم تحويل مسارات المرور من طرق جانبية.
وسبق وقتل 3 مواطنين أثناء مرورهم بالقرب من القسم وأصيب آخرون إثر إطلاق جنود يعتلون مبنى قسم الشرطة للرصاص التحذيرى.
وتعرض قسم الشرطة لعدة عمليات إرهابية فى وقت سابق إحداها قتل على إثرها 3 من أمناء الشرطة بالقسم وفى حوادث أخرى تم قنص عدد من الجنود المتمركزين أعلى المبنى.
http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=1229871&