مدمرة الدبابات أو ما تسمى أيضاً "بالتنين" هي عبارة عن مدرعة صاروخية سوفيتية من تصميم المهندس كارتسيف، اعتمدت كسلاح في القوات الروسية عام 1968، وهي الأولى من نوعها والوحيدة في العالم من قوام الدبابات التي تستخدم الصواريخ فقط كسلاح لديها. وعلى الرغم من أن هذا النوع من الدبابات لم يتم إنتاجه تجارياً، إلا أنه تم استخدامه على نطاق واسع أثناء تصميم دبابة T-62A المعروفة، مع العلم أن المدمرة لم تدم طويلاً وتم سحبها من الخدمة عام 1970
على كل حال فقد بلغ عدد هذه الدبابات 110 مدمرة في الفترة ما بين 1968-1970، مع الإشارة إلى أن جسم الدبابة عبارة عن صفائح مدرفلة، أما البرج فقد احتوى على منصة إطلاق متحركة ومزودة بجهاز تلقيم آلي، وهو مزود أيضاً بآلية تحرك كهربائية ويدوية. يشار إلى أن "التنين" مزود بجهاز رؤية ليلي ونهاري بالإضافة إلى موجه ثابت للصواريخ المضادة للدبابات. أما عملية الإطلاق بالصواريخ، المزودة بنظام توجيه أوامر لاسلكي، تتم من الحركة ومن السكون من مسافة تتراوح بين 300-3300 م نهاراً ومن مسافة 1000-1500 م ليلاً.
كما تعد الدبابة المدمرة "التنين" عبارة عن آلية مجنزرة قتالية مزودة بأسلحة صاروخية وتتمتع بقدرة على المناورة العالية. أما طاقم الدبابة فهو مؤلف من 3 أشخاص السائق والملقم والقائد. أما في مقدمة جسم المدمرة فقد توضع هناك الجزء المختص بالقيادة، ومن الجانب الأيمن من مقعد السائق يوجد ثلاثة خزانات للوقود، علماً أن خزان الوقود الأوسط لا يمكن فكه. كما يوجد فتحة سقف فوق مقعد السائق مزودة بغطاء مصفح يتحرك بشكل دائري، أما خلف مقعده فهناك فتحة احتياطية كمخرج طوارئ وصندوق يحتوي على أدوات مختلفة.
أما مقصورة دبابة "التنين" القتالية فهي تقع وسط جسم الدبابة وبرجها وهي تختلف بمعداتها وشكلها اختلافاً جذرياً عن المقصورة القتالية للدبابة T-62 ففي داخلها نظام تلقيم وإطلاق، في حين توضع الموجه في الجزء اليميني من البرج ومقعد قائد الدبابة من اليسار.
وقد توضعت كل من منظومة الرؤية ومنظومة الطاقة والموزع أمام مقعد قائد الدبابة. وأمام هذا المقعد أيضاً إلى اليسار تم تثبيت مدفع رشاش بالإضافة إلى زجاجات تنظيف نوافذ أجهزة الرؤية. وفي الجهة اليسرى من قائد الدبابة تم تثبيت محطة لاسلكية من طراز P-23 ، وفوقها وحدة اتصال. وقم تم تثبيت أمام الموجه جهاز تسديد نهاري وعلى يمنيه جهاز تسديد ليلي بالإضافة أجهزة التشفير وإعطاء الأوامر.
وفي سقف البرج على الجانب الأيسر هناك فتحة مخصصة للقائد ومزودة بنظام توجيه وأربعة أجهزة رؤية موشورية بالإضافة إلى جهاز مركب للمراقبة النهارية والليلية من طراز TKN-3 وعلى الجانب الأيمن هناك كما ذكرنا سابقاً فتحة للموجه وقد تم تثبيت جهاز مراقبة موشوري أمامه، وبين هاتين الفتحتين هناك فتحة لمنصة الإطلاق. أما في يسار البرج فقد توضعت إنارة خاصة بالتسديد الليلي بالإضافة إلى إنارة من طراز F-125 .
أما مقصورة الطاقة فهي متوضعة للجزء الخلفي لهيكل الدبابة ومفصولة عن القسم الحربي للآلية بحاجز خاص مغلق بإحكام مع الإشارة إلى أن المقصورة تضم: المحرك وتوابعه ومروحة نظام التبريد ووحدة النقل والحركة ومعدات مضادة للحريق. أما المحرك فهو من طراز B-55A يتمتع باستطاعة قدرها 580 حصان.
فيما يتعلق بتحصين الدبابة المدمرة فهي مضادة للقذائف وذلك لأن هيكل الدبابة مصنوع من صفائح مدرعة تتراوح سماكتها من 20-100 ملم بحيث يتم تثبيت هذه الصفائح مع مراعاة زوايا محددة شبيهة بالتي تم تصميمها على جسم الدبابة T-62 . أما فيما يخص جانبي هيكل الدبابة فهي تتألف من لوحات مصفحة متوضعة بشكل عمودي تصل سماكتها نحو 80 ملم. ومن أجل حماية البرج من نيران مباشرة تم دمج لوحات مصفحة خاصة إلى جسم البرج. أما على سطح جسم المدمرة تم تثبيت برج منخفض مصنوع من الفولاذ حيث تتراوح سماكته من الأمام 120-200 ملم أما جدرانه فهي من 60-135 ملم.
وتقدر سعة خزانات الوقود الرئيسية الثلاثة نحو 695 لتر، قد تم تثبيت 3 خزانات خارجية أخرى على الجهة اليمينية فوق الجزء المجنزر بسعة قدرها 285 لتر. ويمكن أن تقطع الدبابة المدمرة مسافة قدرها 470 كم معتمدة فقط على الخزانات الرئيسية، وتصبح هذه المسافة 670 كم مع استخدام الخزانات الاحتياطية.
مجمع الأسلحة واستخداماته
لقد جعل مجمع الأسلحة الموجهة "للتنين مدمرة صاروخية مضاد للدبابات الوحيد في جميع أنحاء العالم والمزودة بمنظومة صواريخ مضادة للمدرعات مع جهاز توجيه نصف أتوماتيكي. ويمثل أساس تسليح الآلية TYPC 3M7 من عيار 180 ملم ووزن 50 كغ وطول 1250 ملم والسرعة القصوى للقذيفة 200 م/ثا.
فيما يتعلق بالتسليح الإضافي للدبابة فهو يتألف من رشاش عيار 7.62 ملم مع ذخيرة تقدر ب 2000 طلقة معبأة في ثمانية مخازن، بالإضافة إلى 12 قنبلة يدوية معبأة في 5 أكياس خاصة وبندقية AK-47 مع ذخيرة تصل حوالي 600 طلقة ومسدس لإصدار الإشارات مع 20 طلقة له.
وتتألف منظومة الصواريخ المضادة للدبابات والمتوضعة في برج المدمرة من:
· مصفوفة 3x4 آلية مستطيلة الشكل تتسع لـ 12 صاروخ والتي تقوم بنقل الصاروخ الجديد إلى منصة الإقلاع ونقل قذائف الدبابات الصاروخية الموجهة الجديدة، وهناك أيضاً ثلاثة صواريخ موجودة في حافظة ثابتة احتياطية.
· تتوضع منصة الإطلاق في الحالة العادية فوق المصفوفة الآلية، وبعد عملية التلقيم تخرج المنصة الصاروخ إلى خارج البرج، وبعد إطلاق الصاروخ بشكل آلي تعود المنصة إلى وضعها الطبيعي.
· محطة من أجل الإمساك الآلي بالقذائف الصاروخية الموجهة عبر أنظمة التسديد النهارية والليلية والتي تتضمن أيضاً وحدات اتخاذ وتلقي الأوامر والرسائل المشفرة وتحديد الإحداثيات وجهاز الإرسال المغنيطروني بالإضافة إلى مسالك الدليل الموجي.
· جهاز تسديد نهاري مع جهاز توجيه تحكم عن بعد للإمساك بالهدف بالإضافة إلى جهاز تسديد ليلي.
· آلية لاستقرار البرج أفقياً وعامودياً والتي تراقب وضعية مرآة التسديد النهاري.
· مجس عرضي للرياح وذلك من أجل تعويض تأثيره على الصاروخ الموجه حتى لحظة اعتراض الهدف.
· محول كهربائي بتوتر أحادي- ثلاثي الأطوار.
عند البدء بإطلاق النار بعد الحصول على أمر من الموجه تقوم آلية التلقيم بسحب الصاروخ من المصفوفة وتضعها على منصة الإطلاق، وتحصل القذائف الصاروخية الموجهة على التوتر الكهربائي اللازم. وبعد ذلك يكشف عن الفتحة الخاصة والتي يخرج منها القاذف الصاروخي ويصبح في وضعية الاستعداد مرتفعاً عن الفتحة بزاوية قدرها 7 درجات. وفي الوقت نفسه تعود الركائز الأمامية والخلفية للصواريخ إلى مكانها محررة بذلك الدفاتر المطوية والمثبتات، وتغلق في هذه الأثناء فتحة تلقيم الصواريخ.
وبعد ذلك وبأمر من الموجه يعطى أمر بالإطلاق ويتم تشغيل محرك الصاروخ البدائي، وبعد التوصل إلى مستوى الزخم المطلوب يتم إطلاق الصاروخ. وفي المرحلة النهائية لعمل المحرك البدائي تصل سرعة طيران الصاروخ إلى 200 م/ثا. وبعد نهاية عمل المحرك البدائي تقوم المحطة بالتقاط الصاروخ وتحول القذائف الصاروخية إلى نظام الطيران الموجه، في الوقت الذي يقوم الموجه بتتبع الهدف عن طريق أجهزة التسديد.
يتم الكشف وتحديد الهدف بصرياً. وبعد إطلاق الصاروخ يرافق الموجه الهدف يدوياً. أما عملية تتبع الصاروخ آلياً تتم بواسطة المنسق البصري التلفزيوني مع اتخاذ الأوامر بشكل آلي. وهذه الأوامر يتم نقلها على شكل نبضات لاسلكية مشفرة يتم إرسالها عن طريق هوائي خاص متوضع في القسم الأمامي من برج الدبابة. لاحقاً يتم تحويل الأوامر اللاسلكية وإرسالها لآلية التنفيذ الصاروخية التي بدورها تؤثر على آلية منصة الإقلاع من أجل ضمان الإمساك بالهدف على خط التسديد.
جدير بالذكر أن مدمرة الدبابات كانت ضمن سلاح الجيش السوفيتي لمدة ثلاث سنوات فقط. وبحسب خطط القادة العسكريين فإن بعض كتائب مدمرة الدبابات المستقلة ينبغي أن تشكل فرقة مشاة آلية يتم نشرها في المناطق الخطرة من الجبهة. يشار إلى أنه تم آنذاك تشكيل كتيبتين: الأولى في منطقة الكاربات، والأخرى في المناطق العسكرية البيلاروسية. وخلال عمليات الاختبار والتدريب أظهرت مدمرة الدبابات "التنين" موثوقية عالية وصلت نسبتها حتى 96.7 بالمئة، لكنها كانت تحتوي على عيوب في التصميم منها الوزن والقياسات الكبيرة والقاعدة القديمة ومنطقة ميتة كبيرة وعدم وجود مدفع كل هذا تسبب في تنسيق المدمرة من وقوام أسلحة الجيش السوفيتي، مع العلم أن هذه الآلية لم تشارك في العمليات القتالية ولم يتم تصديرها.
الخصائص الفنية والتكتيكية لمدمرة الدبابات "التنين":
· الوزن القتالي للآلية- 34.5 طن.
· الأبعاد الرئيسية: الطول- 6.63 م، العرض-3.3 م، الارتفاع- 2.2 م، الخلوص الأرضي- 0.435 م.
· محرك ديزل من طراز B-55A باستطاعة- 580 حصان.
· السرعة القصوى- 50 كم/سا.
· الاستطاعة النوعية- 16.8 حصان على طن.
· التصفيح: مقدمة الجسم- 100 ملم، مقدمة البرج- 206 م.
· التسليح: الذخيرة 15 صاروخ مضادة للدبابات من نوع 3M7-1X7.62 ملم،رشاش وذخيرة من 2000 طلقة.
· الطاقم- 3 أشخاص.