أعلن سيرغي إيفانوف، نائب رئيس الحكومة الروسية، أمس، أن وزارة الدفاع الروسية اشترت 24 طائرة قتالية جديدة صنعتها موسكو في الأصل بناء على طلب الجزائر (طراز ''ميغ ''29 تبلغ قيمتها الإجمالية ما يعادل 535 مليون أورو)، وزعمت موسكو مجددا أن ''تجريب الطائرات في روسيا كشف أنها بلا أخطاء''، لكن الجزائر تصف الملف بـ''الأزمة المنتهية'' بعدما وجدت في الصفقة ما ''لا يتطابق وبنود دفتر الشروط فقررت مراجعتها''.
كشف سيرغي إيفانوف، نائب رئيس الحكومة الروسية، لأول مرة عن حجم ''الطلبية المرفوضة'' من قبل الجزائر من مجمل صفقة السلاح الموقعة بين البلدين في 2006، وذكر أنها تخص 24 طائرة قتالية جديدة صنعتها روسيا بناء على طلب الجزائر طراز ''ميغ''29 تبلغ قيمتها الإجمالية 535 مليون أورو. وأفاد أن وزارة الدفاع الروسية اقتنعت بضرورة شرائها، لكن تصريح نائب فلاديمير بوتين ألمح إلى رأي رسمي سائد في روسيا يقول بأن ''اختبار هذه الطائرات في روسيا أكد جودتها''.
وحسب وكالة الأنباء الروسية نوفوستي، فقد تعاقدت الجزائر على شراء هذه الطائرات في عام 2009، إلا أنها أعلنت في عام 2008 سحب طلبها بسبب وجود ما أسمته ''المشاكل الفنية'' جراء وجود معدات قديمة في الطائرات الجديدة. وزعمت الوكالة أنه ''بيد أن اختبار هذه الطائرات في روسيا أكد جودتها''. ورأت مصادر جزائرية أن ''القضية منتهية''، بما أنه تم الاتفاق على إعادة جزء كبير من طلبية السلاح إثر اكتشاف ''عدم مطابقتها لبنود دفتر شروط''. وتقول مصادر أن ''خبراء من بلروسيا يشتغلون على تدريب طيارين جزائريين هم من اكتشفوا عدم ملاءمة الطلبية أول الأمر''. ورغم كل الضجة التي أحدثتها ''أزمة الأسلحة الفاسدة'' إلا أن عقود التسليح بين الجزائر وروسيا تبقى تسير في شكلها الطبيعي، بل ويجري الجيش الجزائري، هذه الأيام، تمارين قتالية بالذخيرة الحية على أسلحة جديدة وأنظمة مراقبة، حصلت عليها الجزائر مؤخرا من روسيا.
وفي السياق نفسه، بدأ مصنع إركوتسك للطائرات المنتسب إلى مؤسسة ''إركوت'' العلمية الإنتاجية، بتجميع طائرات قتالية تدريبية من طراز ''ياك - ''130 من أجل سلاح الجو الجزائري. وهي الصفقة التي ما تزال سارية ضمن عقد بيع وقع أثناء زيارة الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين في مارس .2007 وبمقتضى العقد تتكفل مؤسسة ''إركوت'' العلمية الإنتاجية بتجميع 16 طائرة من أجل توريدها كلها إلى الجزائر خلال عامي 2008 - .2009
وأفيد أن جزءا من هذه الطلبية قد وصل فعلا، حيث تخصص طائرة ''ياك - ''130 لتدريب الطيارين وإتقان كفاءات قيادتهم لطائرات ''سو - ''30 و''ميغ - ''29 و''أف - .''16