محمد*
عريـــف أول
الـبلد : التسجيل : 28/12/2008 عدد المساهمات : 113 معدل النشاط : 18 التقييم : -1 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: التضليل السياسي الأربعاء 4 فبراير 2009 - 15:11 | | | التضليل السياسي د. أشرف يوسف باحث في الفكر الإسلامي
التضليل: من ضلل، تعمد إخفاء بعض الأمور لئلا يهتدي الناس إلى الحقيقة ، و التضليل السياسي هو تضليل عامة الناس والشعوب وذلك ببث الأفكار المضللة والخاطئة لئلا تهتدي الشعوب والجماهير إلى الحقيقة .
لذلك يجب التنبيه لمزيد من الوعي على كل ما يذاع وينشر من دسائس الفكر والتضليل السياسي المركز ، الذي يمارسه المتلاعبون بالعقول في شكل ينم عن استهتار بعقول المسلمين واستخفاف بالناس بدون حدود في محاولة لاستغباء عامة الناس واستغلال طيبتهم وعفويتهم الصادقة .
فالخطر الحقيقي الذي تواجهه الأمة ليس كامناً في أن يكون لهذه الأمة أعداء ، (فالصراع بين الخير والشر ، وبين الحق والبطل ، سنة من سنن الحياة ) ، بل يكمن في أن يكون له أصدقاء وقادة سذج سطحيو التفكير لا يمتلكون الوعي الفكري والسياسي حيث يتحرجون في غير تحرج ويصمتون في غير موضع صمت ، ويقفون أمام الأحداث والأفكار مندهشين لا يستطيعون فعل شيء .
إن أهم أشكال الخلط والتضليل السياسي هو ما حدث ويحدث على الخطاب السياسي لقادة المقاومة الإسلامية في فلسطين ، والذي كان يجب أن يحمل معاني ودلالات لغوية ومفاهيم واضحة ومحددة ، إلا أن ما جرى عليه من أشكال التمويه والتضليل أفقده كل محتوى ومضمون يتصل بمعناه ودلالاته الحقيقية الأصيلة ، وخصوصاً عندما يأتي من جماعات تسمي نفسها إسلامية . ونظراً لوجوب وضوح المعاني المباشرة في الخطاب السياسي ، فقد وصلت محاولات التمويه والتضليل لطمس دلالاته وإيحاءاته إلى أشكال بهلوانية يصعب أن تقبل بمنطق آخر غير منطق التضليل السياسي .
ولأن الألفاظ والمفاهيم بالتكرار تترك أثراً في ثقافات الأمم والشعوب عندما تأتي من الذين اكتسبوا تعاطف وتأييد الجماهير فتتحول إلى لغة سياسية توظف في سياقات الفكر والسياسة ، فحين وصلت السياسة العربية إلى أقصى حالات هذيانها وأصبحت الشعوب تعي وتدرك عمالة وتواطؤ أنظمة الضرار في بلاد المسلمين ، وأصبحت الدماء تغلي في عروقها ، تم استدعاء قادة المقاومة الوطنية والإسلامية على عجل وبطائرة خاصة لإنقاض هذه الأنظمة المهترئة ، وممارسة التضليل السياسي وإعطاء الشرعية لهذه الأنظمة في سياق الهروب من استحقاقات المرحلة والتي تعرفها وبدأت تدركها وتعيها كل الشعوب الإسلامية . ولعل أخطر ما في هذا الخطاب السياسي لقادة المقاومة والذي صفق له جميع من حضروا قمة الدوحة هو أنه لا وجود لمفهوم وحدة الأمة الإسلامية كما تعرفه الشعوب الإسلامية في أدبيات السياسة والفكر الإسلاميين ، وإذا كانت وحدة الأمة غير موجودة كحقيقة يمكن التعايش معها في ثقافتنا السياسية وخطابنا السياسي ، فإن التفرقة والتشرذم وحدود سيكس / بيكو دوماً هو الموجود، وهو ما جرى التعبير عنه بالكثير من الشعارات التي لا تعني شيئاً سوى استمرار الهروب من مواجهة الواقع والحقيقة ، وبدلاً من الاستفادة واستخلاص العبر من تجاربنا والأحداث الجسام التي ألمَّت بالأمة في العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين ............. وتوجيه الأمة بشعوبها ومفكريها ومثقفيها وأهل القوة فيها لأخذ دورهم في إيجاد الكيان الوحدوي التنفيذي الجامع للأمة والمتمثل بدولة " الخلافة " ، جرى توظيف الكثير من مفاهيم التفرقة وتقديس حدود ساكس / بيكو في الخطابات السياسية من مثل جعل القضية المصيرية فتح معبر رفح والذي هو تجسيد لحدود التشرذم والفرقة والضعف ، ومثل " نحن لا نريد الجيوش أن تحارب في فلسطين " ، "ولا نريد توريط الجيوش في حرب مع إسرائيل " ، فإذا كانت الجيوش في بلاد المسلمين لن تحارب في فلسطين وأنتم ومن سميتموهم قادة الأمة تقولون ليل نهار بأن فلسطين قضية الأمة المركزية فمتى ستحارب هذه الجيوش والقتل والذبح في المسلمين من قِبل جيش يهود ليل نهار ، وإذا كانت الجيوش لن تتورط في حرب يهود فمن الذي سيحارب كيان يهود الأطباء والمدرسين ؟، كمن يقول نحن لا نريد أن نورط المدرسين في تدريس الطلاب في الفصول ، فمن سيدرسهم ؟ ولا نريد أن نورط الأطباء في علاج المرضى ، فوظيفة الجيوش هي القتال وحماية ذمار المسلمين وهذا ما يجب أن تقوم به ولا وظيفة ولا دور ثاني لها . فهل بعد هذا التضليل من تضليل ؟ . عدمنا هذه الجيوش إن لم تنصر الله ورسوله والمؤمنين، عدمنا طائراتنا إن لم تُغِر على قتلة الأنبياء والمؤمنين، عدمنا دباباتنا إن لم تطلق قذائفها نصرةً لدماء المستضعفين، عدمنا صواريخنا إن لم تدكَّ صرح دولة يهود التي لا ترقب في مؤمن إلاً ولا ذمة
إن ما يجب أن يدركه كل مسلم وخصوصاً قادة الجماعات الإسلامية ويعملوا على أساسه ، هو أن الأمة الإسلامية أمة واحدة مهما اختلفت أعراقها أو لغاتها ومهما بلغ تعدادها، فهذه حقيقة وهي أمر واجب شرعاً. وأن يتمسكوا بهذه الحقيقة الشرعية والحتمية، وأن يعملوا على أساسها وأن ينبذوا كل أساس آخر مهما كان الأمر ومهما كلف الثمن .
وإذا كان ذلك غير متحقق الآن، وتحول دونه عقبات، فالواجب العمل على تحقيقه وإزالة كل عقبة في سبيله. وغرس الأفكار الإسلامية الصحيحة. يقول تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} ، ويقول تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ } ، ويقول تعالى : { إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ } ، ويقول: { وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ } .
ووحدتنا كمسلمين هي الأمر البدهي والعملي والضروري ويمكن تحقيقها بسرعة لا تخطر على بال، شرط أن يسار في الطريق الصحيح لذلك، لا أن نسير خلف تضليلات الدول المستعمرة الكافرة ، والتضليل السياسي والفكري الذي يمارسه حكامنا وأجهزتهم وحركاتهم المصطنعة وأبواقهم وأصدقائهم من الجماعات الإسلامية ، ولو خادعونا بالوحدة من خلال اجتماعاتهم ومؤتمرات قممهم الزائفة والتي لا نتائج لها إلا صفر كبير . |
|