مركز الناطور للدراسات والابحاث
قد لا يستشعر الكثير من المحللين أن ثمة ما يجمع بين الأزمة المصرية ومجهودات أمريكية وغربية تبذل لمنع أية قوى دولية من الدخول على خط الأزمة لتبقى الولايات المتحدة اللاعب الوحيد في إدارة هذه الأزمة، لتبقى بيد أمريكية ومعها حلفائها الدوليين والإقليميين.
ويشير الباحث في الشؤون الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تسمح لأي لاعب دولي أن يقترب من الساحة المصرية بما في ذلك روسيا.
ويكشف أن محادثات وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مع نظيره الأمريكي جون كيري أسفرت عن تحييد أي دور لروسيا في الأزمة المصرية وفي دخول روسي من أبواب واسعة إلى مصر عبر الآتي:
-مساعدات مالية روسية إلى مصر بعدة مليارات ما بين خمسة إلى سبعة مليارات دولار.
-تأجيل غير معلن لزيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى مصر.
-عرقلة وإعاقة إتمام صفقة أسلحة روسية إلى مصر تشمل 50 طائرة متطورة بدلا من الطائرات الأمريكية F16 التي تقرر عدم تسليمها إلى مصر في الوقت الحاضر.
الباحث يكشف عن أن كيري قدم تنازلات لصالح روسيا مقابل عدم الاقتراب من مصر باعتبارها مجال حيوي أمريكي لن تسمح لأية قوى دولية أن تقترب منه أو تلامسه.
وزير الخارجية الأمريكي توقف طويلا في حديثه عن أهمية مصر بالنسبة للولايات المتحدة الموقع الجيو إستراتيجي وقناة السويس والنفط القادم من الخليج عبر قناة السويس وجسر السلام مع إسرائيل وإطلالها على بحرين هامين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط والربط بينهما من خلال قناة السويس.
هذه الأهمية التي تحتلها مصر بالنسبة للولايات المتحدة والدول الأوروبية تبرز من خلال وجهة نظر أمريكية جرى التعبير عنها فوق منابر أمريكية عديدة والذي قد تستدعي التدخل الأمريكي إذا ما جنحت الأزمة الحالية نحو الفوضى.
أهم هذه المنابر:
1-هيئات التخطيط في البنتاجون.
2-هيئات بحث وتقييم الأزمة ضمت ممثلين عن المجلس الأمني القومي ومن الخارجية ومنظومات الاستخبارات وكذلك ممثلين عن القيادة المركزية ومقرها الدوحة وقطر وكذلك قيادة أفريكوم ومقرها المؤقت جيبوتي.
3-منتدى الحوار الإستراتيجي الأمريكي الإسرائيلي الذي عقد جلسة في واشنطن نهاية الأسبوع الأول من شهر آب أغسطس وهو بصدد عقد جلسة طارئة في إسرائيل في مدينة بئر السبع في النقب غير بعيد عن الحدود المصرية، ويعتقد أنها ستعقد في منتصف الشهر الحالي.
في هذا المنتدى ستتم مناقشة دور القوات الأمريكية الموجودة في سيناء واندلاع صراع داخلي بين السلطة التي يديرها العسكر وبين الإخوان المسلمين وأنصارهم وكذلك التعاطي الثنائي الأمريكي الإسرائيلي مع مثل هذه التطورات.
الوفد الإسرائيلي إلى هذا الاجتماع سيضم:
*الجنرال يعقوب عميدرور مستشار الأمن القومي.
*تمير باردو رئيس الموساد.
*داني دانون نائب وزير الدفاع.
*رئيس شعبة العمليات في جيش الدفاع الجنرال يؤاف هار-إيفن.
*الجنرال عاموس جلعاد مستشار وزير الدفاع للشؤون السياسية والمسؤول عن الملف المصري.
وبحسب أحد المتابعين للشأن الإسرائيلي فإن الجانبين سيعكفان على وضع خريطة طريق للتعاطي مع تطورات الأزمة في مصر.
خريطة الطريق تتضمن تدخلا ثنائيا منسقا أو تدخلا أحاديا، بالنسبة لإسرائيل يقتصر على سيناء وبالنسبة للولايات المتحدة التدخل على مستوى منطقة القناة وربما الإسكندرية ومنطقة البحر الأحمر.
http://natourcenter.info/portal/2013/08/12/%D8%AA%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%B1-%D8%AE%D8%A7%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D9%85%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84/