نجاح محمد علي : تظاهر عدد كبير من أهالي مدينة أراك (وسط ايران) مع أطفالهم السبت الماضي احتجاجا على توسع نطاق التلوث وبث التشويش ضد استقبال الفضائيات خاصة الناطقة بالفارسية من خارج إيران والتي تقوم بها وحدات خاصة من الحرس الثوري.
وردد المتظاهرون شعارات ضد سياسات النظام في هذا المجال وطالبوا بأن يكون هواء مدينتهم نقيا ويسمح لهم بالحياة.
وأغلقت وحدة مكافحة الشغب التابعة لقوات الحرس الثوري ورجال قوى الأمن
الداخلي والعناصر ذوي الملابس المدنية (الباسيج) شارع “دانشگاه” (الجامعة) في أراك بالكامل وانتشرت أمام مستشفى “خوانساري” حيث يرقد المرضى المصابين بالسرطان، خشية اتساع نطاق التظاهرة.
ويؤكد شهود عيان أن التظاهراة استمرت لساعات متأخرةمن الليل. وشهدت حضورا لافتاً للنساء، حيث وصفتها منظمات معارضة في الخارج بالحركة الاحتجاجية.
وذكر تقرير للمعارضة أن قوات النظام داهمت المحتجين واعتدت عليهم بالضرب وأصابتهم بجروح بالهراوات واعتقلت عددا منهم، حيث تم اقتيادهم الى جهة مجهولة.
وارتدى عدد من المتظاهرين الأقنعة، وطالبوا بتعطيل المنشآت التي تسبب تلوث الهواء وكانوا يحملون لافتات كتب عليها “انقذوا أبناءنا المصابين بالسرطان” و”نريد أن نبقى أحياء” و”الهواء النقي حقنا المؤكد”.
وكان النائب عن مدينة أراك في البرلمان أكد في كانون الثاني/يناير الماضي في اعتراف غير مسبوق أن أهالي المدينة يعيشون في التلوث 250 يوما من أصل 365 يوما من السنة بسبب محطة طاقة شازند الكهربائية.
وأشار إلى اصابة عدد من الأهالي بمرض السرطان، مشيرا إلى وجود 300 شخصا في طابور انتظار الدخول الى المستشفى.
فيما تشير بعض التقارير الى أن أبعاد الكارثة أكبر بكثير من ذلك.
يذكر أن محطة شازند تستخدم المازوت بدلاً من الغاز، علما أن منظومة فلترة المحطة صنعت لتنقية التلوث الناجم عن الغاز وهي غير قادرة على تنقية التلوث الناجم عن المازوت، وهذا الأمر يؤدي إلى انتشار الدخان الملوث باستمرار في أجواء المدينة.
من جانب آخر، تظاهر نحو 10 آلاف من أهالي مدينة زنجان احتجاجا على التلوث الناجم عن معمل الرصاص والخارصين (الزنك) في المدينة مرددين عبارات من قبيل “لانخاف لا نخاف كلنا معاً” و”يا ابن بلدي الغيور لنتحد لنتحد” و”لا نريد الرصاص والخارصين وانما نريد الهواء النقي”.
وانطلقت التظاهرة من جامع للمدينة، حيث طالب المتظاهرون بوقف أعمال المصنع الذي أدى لزيادة حالات السرطان بين السكان بشكل كبير.
وتبلغ الخسائر الناجمة عن تلوث الجو في إيران أكثر من 8 مليارات دولار أميركي سنويا طبقا لتقرير صادر عن البنك الدولي، رغم التي تنفذها السلطات للحد منها كبرنامج اللوحات الزوجية والفردية للسيارات في طهران وغيره.
واضطرت السلطات الإيرانية إلى اتخاذ قرار يقضي بإغلاق كافة المؤسسات والدوائر الحكومية السبت، وذلك جراء ارتفاع معدلات تلوث الهواء في العاصمة طهران.
وتشير إحصائيات وزارة الصحة الإيرانية إلى أن تلوث الهواء في طهران يتسبب
سنويا بوفاة نحو 4 آلاف شخص، كما تسجل المستشفيات ازدياد حالات الأمراض
الصدرية والصداع والغثيان المرتبطة بهذه المشكلة البيئية.
وتعتبر طهران التي تمتد على مساحة 900 كيلومتر مربع من أكثر مدن العالم تلوثا، وتصل عدد السكان فيها خلال أيام العمل إلى 15 مليون شخص، ما يتسبب في اختناقات مرورية وارتفاع نسبة التلوث وسط المدينة.
http://aljadidah.com/2013/08/%D8%A7%D8%AD%D8%AA%D8%AC%D8%A7%D8%AC%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D8%A7%D8%B3%D8%B9%D8%A9%D9%81%D9%8A-%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%B6%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%84%D9%88%D8%AB/