أشهر عملياته "الخفاش الأزرق" في لبنان .. الأسطول السادس الأمريكي.. أسقط 3 رؤساء عرب ويستعد للرابع
بوابة الأهرام
26-8-2013 | 10:48 [ltr]
صورة ارشيفية - الأسطول الأميركي[/ltr]
الأسطول الأمريكي السادس قاعدة عسكرية متطورة وعائمة على مياه البحر الأبيض المتوسط منذ 63 سنة تماماً، وخلالها تدخل عسكرياً ومدنياً في 3 دول عربية بالطائرات والصواريخ، ونزل جنوده عبر شواطئ إحدى عواصمها قبل 55 سنة، فسيطر على بيروت بساعات واحتلها طوال 100 يوم، وهو يعود الآن ليستهدف بشار الأسد ونظامه بعد التأكد من استخدامه السلاح الكيماوي لقتل السوريين.
حكاية الأسطول السادس طويلة، نشرها موقع قناة العربية الإخبارية من مصادر متعددة ومنها البحرية الأميركية التي تصف مهمته بأنها "القيام بعمليات في البلدان القريبة من المنطقة التي قد تندلع فيها حروب ونزاعات" ولمنع السيطرة على مداخل البحر المتوسط، كمضيق جبل طارق في الغرب وقناة السويس جنوبا.
للأسطول الذي بنته الولايات المتحدة في 1946 وخصصته بعد 4 سنوات للعمل في البحر الأبيض المتوسط، قواعد عدة يستخدمها، وأهمها مقر قيادته الرئيسية في مدينة نابولي بإيطاليا، إضافة الى قاعدتي ليفورنو وإسبيزيا الإيطاليتين أيضا، وحيفا بفلسطين المحتلة، وأيضا وسودا باليونان وسالونيك بقبرص وروتا بإسبانيا، إلى جانب دعم لوجستي وذخائري يحصل عليه من تركيا متى احتاج.
في الأسطول الذي قد يقصف سوريا بالصواريخ لأول مرة في تاريخه وتاريخها، حاملة طائرات، أو حاملتين حسب ما تستدعيه التطورات السياسية أو العسكرية، كما هو حاصل الآن، وفيه 175 طائرة "أف 15" وزميلتها "أف 18" إضافة الى 40 قطعة بحرية معززة بأكثر من 21 ألف جندي، إلى جانب 3 غواصات نووية، وطرادات ومدمرات وفرقاطات حاملة لصاروخ متنوعة، منها ذاتي التوجيه، وهي من طراز "توماهوك" الشهير.
وعزز الأسطول قوته الأسبوع الماضي بمدمرة كان من المقرر عودتها إلى قاعدتها بولاية فيرجينيا بعد انتهاء مهمتها العسكرية البحرية، وهي "يو أس أس ماهان" التي أمر قائده الأدميرال فرانك باندولف بانضمامها الى مدمرة مهمة في الأسطول اسمها "يو إس ستاوت" مع فرقاطتين دفاعيتين، فيما يبدو أنه استعداد واضح لاحتمال شن هجوم ضد أهداف تابعة لقوات الأسد.
كما أن هناك إمكانية لانضمام حاملة الطائرات "يو أس أس نيميتز" الموجودة حاليًا في شمال بحر العرب للأسطول الذي يعتقدون بأنه لن يقوم بغارات جوية، إنما قصف صاروخي من 4 سفن متواجدة حاليًا في عرض البحر، ويمكنها تسديد ما مجموعه 150 "توما هوك" برأس متفجر وزنه نصف طن، بكلفة لكل صاروخ تزيد على 650 ألف دولار، ويقدرون بأنها كافية لإلحاق أذى رادع كبير بقوات النظام، كتعطيل 6 مطارات يستخدمها لاستقبال طائرات التموين والتسليح الروسية والإيرانية.
أول دولة عربية تدخل الأسطول السادس عسكريًا فيها، كان لبنان الذي توترت الحال السياسية فيه حين دخل في 1956 بمناخات أصبح معها مهددا بحرب أهلية بين مسيحييه ومسلميه، لأن رئيسه آنذاك كميل شمعون، كان مواليا للغرب ورفض قطع العلاقات الدبلوماسية مع دول غربية هاجمت مصر أيام أزمة قناة السويس و"العدوان الثلاثي" الشهير ذلك العام.
ثم أعلن شمعون عن تأييده لحلف بغداد الذي كان الرئيس المصري جمال عبد الناصر يعتبره تهديدًا لتيار القومية العربية الذي يتزعمه، وحين قامت الوحدة في 1958 بين مصر وسوريا ومعها ولدت "الجمهورية العربية المتحدة" طالب اللبنانيون المسلمون الحكومة التي كان يرأسها رشيد كرامي بالانضمام إليها.
سريعا رد المسيحيون مطالبين بالعكس تماما، وهو التحالف مع الدول الغربية، فنزل السلاح الإسلامي إلى الشارع "وكان الحصول عليه يتم من الجمهورية العربية المتحدة عن طريق سوريا"، فقدم كميل شمعون شكوى لمجلس الأمن.
لكن محققي الأمم المتحدة لم يجدوا أي دليل على تدخل الجمهورية العربية المتحدة، في وقت سقطت فيه يوم 14 يوليو الحكومة الموالية للغرب في العراق أيضا، فباضت دجاجة التوترات أزمة سياسية في لبنان، تلاها اقتتال داخلي في بيروت والجبل، وعندها طلب شمعون المساعدة من الولايات المتحدة، واستجاب الرئيس الأميركي أيزنهاور لطلبه في الحال.
أعدت البحرية الأميركية خطة سريعة سمتها "عملية الخفاش الأزرق" لدعم حكومة شمعون المهدد من سوريا ومصر معًا، ونزل 14 ألفًا من مارينز الأسطول السادس في 15 يوليو 1958 إلى شواطئ بيروت، وبساعات احتلوا مطارها والمرفأ والمواقع الحيوية فيها، واستمروا حتى 25 أكتوبر ذلك العام، وأثناها قمع الأسطول المعارضة وأقنع شمعون بالاستجابة لمطلبها والاستقالة، فسقط الرئيس وبعده انتخبوا قائد الجيش فؤاد شهاب رئيسا، فحقق توافقا مع عبد الناصر أدى الى دخول لبنان في استقرار نادر ازدهر معه طوال 13 سنة، ومن وقتها لم يتكرر.
كما تدخل الأسطول السادس في 1983 بالحرب الأهلية اللبنانية، وقصفت البارجة "نيوجيرسي" الضاحية الجنوبية لبيروت ومواقع للحركة الوطنية في الجبال، ولم يخرج المارينز من لبنان إلا بعد تفجير انتحاري مزدوج لشاحنتين مفخختين استهدفتا مبنيين للقوات الأميركية والفرنسية، وأدت العملية إلى مقتل 241 أميركيًا و58 فرنسيًا و6 مدنيين، إضافة الى 75 جريحًا.
وكانت للأسطول السادس جولات عسكرية عدة ضد ليبيا في ثمانينات القرن الماضي، عرفت مجتمعة باسم "عملية ال دورادو" كما ساهم بالعمليات العسكرية في 2011 ضد قوات العقيد القذافي حين ثورة "الربيع العربي" وساهم بإسقاط نظامه، وقدم الأسطول ببداية 1999 دعمًا لوجستيًا لقوات حلف شمال الأطلسي ضد يوغوسلافيا أثناء حرب كوسوفو أيضا، وأيضا قام بتنظيف قناة السويس في 1974 من ألغام وسفن ومراكب غارقة في مياهها ومن عبوات لم تنفجر، وساهم من بعيد بإسقاط صدام حسين في العراق، وها هو يعود مستهدفا نظام رئيس جديد.
http://gate.ahram.org.eg/News/387967.aspx