ما أهمله المؤرخون.. "متولي" يتحدث عن دور قواتنا البحرية في حرب فلسطين
26-6-2013 | 21:39
اللواء محمود متولي زميل كلية الدفاع الوطني، وعضو الصالون البحري المصري
المشهد - رامي إبراهيم
تحدث اللواء بحري محمود متولى عضو الصالون البحرى المصرى، وزميل كلية الدفاع الوطــنى عن دور قواتنا البحرية في حرب فلسطين والذي أغفل المؤرخون عن تأريخه.
وقال متولي تلقى ظلال شهرى مايو ويونيو كل عام ذكريات صفحة مجيدة من تاريخ قواتنا البحرية العريقة، غفل عنها المؤرخون فطواها الناس، ففى منتصف ليلة 15 مايو 1948 قرر الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان دخول القوات المسلحة المصرية إلى الأراضى الفلسطينية لحماية أراضى وأملاك السكان العرب من أغتصاب العصابات المسلحة الأسرائيليه.
وكلف السلاح البحرى الملكى المصرى والذى كان فى طور الأنشاء بحماية جانب القوات البرية المصرية العاملة بحذاء الساحل والقيام بالمهام التالية: البحث عن سفن إمداد العدو ومصادرتها أو أغراقها، والأشتباك مع سفن العدو الحربية، وقصف موانى العدو، والقيام بالمرور والحراسة بمنطقة القتال، ونقل الذخائر والمؤن لقواتنا البرية فى منطقة القتا، تنظيم الدفاع عن ميناء الأسكندرية ضد هجوم العدو البحرى، والسيطرة على حركة السفن بميناء الأسكندرية وتفتيشها لمنع أى مهاجرين يهود أوأى مؤن إلى فلسطين.
كما كلف بعد ذلك بمراقبة الموانى الأسرائيليه أثناء الهدنة، وتكون الأسطول المصرى من السفن "الأميرة فوزية، الأمير فاروق، السودان، مصر" وعدد "8" كاسحة ألغام مزودة بمدفع عيار 3 بوصة، وعزز الأسطول أثناء القتال بالسفن "نصر، مطروح، السلوم".
ورغم ضعف أمكانيات هذا السلاح الوليد إلا أنه نجح فى تنفيذ مهامه تحت قيادة أمير البحار محمود حمزة باشا، وأمير البحر محمود بك بدر الذى تسلم القيادة خلال شهر أكتوبر 1948، وكانت أهم أعماله القتالية مايلى: قصف ميناء قيصرية : فى 2 يونيو1948،حيث نجحت الكاسحة "101" والتى سميت فيما بعد "قيصرية" فى أصابة منشأت الميناء وتعطيله لفترة طويله كذا أغراق زورق به وعادت سالمه.
محاولة أغلاق ميناء تل أبيب فى 4 يونيو 1948: وهدفت العملية إلى منع تدفق حركة المهاجرين اليهود إلى فلسطين من خـلال ميناء تل أبيب وكلف تشكيل بحرى مكون من السفينة الأميرة فوزيه وكاسحة الألغام "104" وعدد "2" زورق أنزال "محملة بمواد متفجرة" بتنفيذ العملية، حيث تقوم السفينة الأميرة فوزيه بقطرهما لداخل الميناء ليتم تفجيرهما بالمدخل وعلى الرصيف بالميناء مع قيام كاسحة الألغام بتأمين وحماية التشكيل وقيام السلاح الجوى الملكى بالتعزيز الجوى أثناء التنفيذ، حيث أشتبكت كاسحة الألغام "104" مع سفينه معادية وأصابتها .
وأشتبك الطيران الأسرائيلى مع التشكيل لمدة أكثر من ساعتين ورغم بطىء سرعة السفن المصرية وضعف تسليحها وعدم تنفيذ التعزيز الجوى للعملية إلا أن التشكيل قد نجح فى تفادى الهجمات الجوية وأضطر إلى الأنسحاب بعد أن قاربت ذخيرته على النفاذ.
ورغم عدم نجاح أهداف هذه العملية إلا أنها عكست مدى أرتفاع الروح المعنوية والشجاعة والأصرار التام على قتال العدو، ولولا عدم تنفيذ التعزيز الجوى لنجحت نجاحاً يكافىء المخاطر التى تعرض لها التشكيل فى هذه العملية الجريئة.
قصف ميناء نهارية" والذى يقع على مسافة 5 ميل شمال عكا حيث نجحت الكاسحة "102" والتى سميت فيما بعد "نهارية" فى قصف منشأت الميناء ليلا لمدة ربع ساعة وعادت سالمه.
وعن معركة المجدل البحري: فى 17 أكتوبر 1948:أثناء قيام السفينة مصر بنقل الجنود والمؤن لميدان القتال من غزة إلى المجدل هاجمتها قاذفات القنابل المعاديه على دفعات، وأشتبكت السفينة معها بمدافعها المضادة ولم تصب السفينة بفضل مناوراتها البارعة لتفادى الهجوم وكان لوصول المقاتلات المصرية أكبر الأثر فى إيقاف الهجوم وأنسحاب العدو الجوى حيث سجل هذا اليوم أول تعاون بين البحرية والطيران المصريين.
وفى اليوم التالى حدثت معركة أخرى بين "3" سفن معاديه وطائرات العدو حيث نجحت السفينه "مصر" فى أصابة أحدها كذا أصابة طائرة وأنتهت المعركة بإنسحاب طائرات وسفن العدو ، ورجعت السفينة "مصر" سالمة بعد أن أفرغت حمولتها "58" ضابط ، "127" درجات أخرى،"600" صندوق ذخيرة ، "160" برميل وقود فى هذه العملية التى نفذتها بعد تعرض خطوط المواصلات البرية لهجوم العدو أثر خرق الهدنة.
ومما غفل عنه المؤرخون ونساه الناس وذكرنا به اللواء بحرى اح (م) أشرف رفعت قائد القوات البحرية الأسبق أنه عمل على هذه السفينه خلال هذه المعركة كمساعد لضابط المدفعية عندما تقرر ألحاق طلبة القسم النهائى بالكلية البحرية من الدفعة الأولى لسد العجز بسفن الأسطول.
وأن الأقتصادى المصرى الكبير أحمد عبود باشا قد تبرع بسفينتين تجاريتين حديثة من سفن شركته لدعم السلاح البحرى المصرى الوليد فى حرب 1948، حيث أعيدطلائهما باللون المميز للسفن الحربية وتجهيزهما بمدافع برية من مخلفات الحرب العالمية الثانية عيار4 بوصة وعيار 20 ملى أورليكان مضاده للطائرات.
وأن أحدهما هى السفينة التجارية "مبروك" والتى أصبحت فيما بعد السفينة الحربية "مصر" وألحق عليها ضابط من مدفعية الجيش للعمل ضابطاَ لمدفعيتها.
قصف ميناء تل أبيب: فى1/1/ 1949: قام العدو بخرق الهدنة ليلة22 أكتوبر1948 حيث هاجم السفينة الأمير فاروق أثناء رسوها على المخطاف بميناء غزة بلنشين من الطوربيدات البشريه وأغرقها. فأعد السلاح البحرى الملكى المصرى هجوماً مفاجئاً على ميناء تل أبيب ليلة رأس السنة.
ففى الساعة الثانية بعد منتصف ليلة 1/1/1949 قامت السفينتان "نصر، مصر" بقصف الميناء لمدة 13 دقيقة بإجمالى 92 قذيفه وأستمرت المعركة لمدة ثلاث ساعات مع ثلاثة سفن معادية تدعمها الطائرات حيث عادت السفينتان سالمتان بعد تنفيذ مهمتهما بنجاح، ومما غفل عنه المؤرخون ونساه الناس وذكرنا به أيضاَ اللواء بحرى اح (م) أشرف رفعت أنهما كانتا تحت قيادة رمزين من أهم رموز قواتنا البحرية واللذان أصبحا فيما بعد الفريق أول سليمان عزت قائد القوات البحرية، والفريق محمود ناشد رئيس أركان القوات البحرية وكانا لهما دوراَ كبيراَ وبارزاَ فى تطوير وبناء قواتنا البحرية بعد ثورة 23 يوليو1952 .
وبهذه المناسبة فقد دون الفريق أول سليمان عزت على أول طلقة أطلقت على تل أبيب فى هذه المعركة باللغة الأنجليزية عبارة "سنة سعيدة"، جيل من الرجال الأقوياء لم يخشوا الموت فكتبت لهم الحياه ليسجلوا تاريخهم بأحرف من نور رحمهم الله عز وجل وغفر لهم.
تنظيم الدفاع عن منطقة الأسكندرية: يجب أن لا نغفل المجهود الشاق للسلاح البحرى المصرى لحراسة وتأمين سواحل وميناء الأسكندرية ومسطحها المائى حيث نجحت تلك الجهود فى منع أى أعمال قتالية معاديه أوأعمال تخريبية ضد السفن أو الأرصفة. تحية أحترام وإجلال لقواتنا البحرية ورموزها خاصة اللواء بحرى اح(م) أشرف رفعت مساعد ضابط المدفعية فى معركة المجدل البحرية 1948 وقائد تشكيل البحر الأحمر أثناء حرب اليمن وقائد لواء المدمرات فى حرب 1967 ورئيس العمليات البحرية فى حربى الأستنزاف وحرب أكتوبر1973 وقائد القوات البحرية بعد ذلك ، ومازال مستمراً فى عطاؤه لقواتنا البحرية ولمصرنا الغالية حتى اليوم فهو يكتب ويحاضروينقل خبراته وأفكاره للأجيال الجديدة من ضباط القوات البحرية ولم ينال ما يستحق من تكريم الدولة حتى بعد ثورة 25 يناير وزوال النظام السابق فى حين أننا بحاجة لأحياء قيمنا وأجلال رموزنا لاستعادة قيم وشخصية الأنسان المصرى وتعميق الأحترام والوفاء
تحية واجبة لقواتنا البحرية فى ذكرى صفحة من صفحاتها المضيئة فلسطين 1948.
http://al-mashhad.com/News/%D9%85%D8%A7-%D8%A3%D9%87%D9%85%D9%84%D9%87-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B1%D8%AE%D9%88%D9%86-%D9%85%D8%AA%D9%88%D9%84%D9%8A-%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB-%D8%B9%D9%86-%D8%AF%D9%88%D8%B1-%D9%82%D9%88%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A/287379.aspx
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الخبر قديم و لكن يحمل بين ثناياه مزيد من بطولات و تضحيات البحرية المصرية
43614 | السنة 130-العدد | 2006 | مايو | 5 | 7 من ربيع الآخر 1427 هـ | الجمعة |
** خبر صغير من عدة سطور لم يستوقف كثيرين نشرته الصحف قبل أيام وحمل نبأ وفاة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي قائد القوات البحرية الأسبق ووزير النقل الأسبق!. قرأت الخبر الذي هو من عدة سطور وبحثت عن تفاصيل فلم أجد لا في نفس اليوم ولا في الأيام التالية وشعرت بالخجل من خطيئة الإعلام في حق وطن!. شعرت بالخجل لأن مثل هؤلاء الرجال العظماء المحفورة أسماؤهم في دفتر أحوال المحروسة.. أبدا لا يكون وداعهم مقصورا علي مشاطرات في صفحة وفيات وحق الوطن أن نسترجع تاريخهم لأنهم أعظم قدوة في وقت غلبت عليه قدوة البلطجة!
حق الوطن أن نحافظ علي الرموز أحياء وأمواتا!. حق الوطن أن تبقي سيرة رجاله الأبطال علي كل لسان ربما تعادل حالة الأنامالية والسلبية والترهل التي ضربت الشباب!. حق الوطن أن يعرف شبابه قصص حياة الرجال الذين أحبوا الوطن وعشقوا الوطن وأعطوا للوطن!. حق الوطن علي الإعلام وعلي السينما وعلي التليفزيون مداومة الكتابة عن الأبطال والعظماء وتسجيل أعمالهم في أفلام ومسلسلات!.
حق الوطن هو الذي دفعني اليوم للكتابة عن اللواء بحري محمود عبد الرحمن فهمي والذي أكتبه لن يضيف له شيئا لأنه أكبر من أي كلمات تقال.. لكنني أكتب للشباب الذي تتصارع عليه الفضائيات وتتجاذبه كل ألوان الموبيقات ويضعون له أشباه الرجال قدوة.. أكتب للشباب ليعرف أنه من نفس الأرض خرج رجال عظماء يجب أن يكونوا القدوة!.
اللواء محمود فهمي شخصية متفردة ومؤثرة وحاضرة وغالية.. يحسب له أنه رجل صاحب قرار ورجل عسكري بكل ما تحمله الكلمة من معني وقراراته تأخذ بعين الاعتبار نسبة المخاطرة وتلك ميزة تنفرد بها القيادة الشجاعة ومحمود عبد الرحمن فهمي شجاعته فائقة!.
اللواء محمود فهمي وقت كان رئيسا لشعبة العمليات إبان الفترة التي تلت هزيمة1967.. قناعته مثل رؤية كثيرين وقتها من القادة الذين انحسبت عليهم هزيمة وهم أصلا لم يحاربوا لأن الجيش المصري لم يحارب وأول قرار صدر له كان الانسحاب فانسحب بصورة محزنة حيث لا طيران يغطي انسحابه أو تنسيق بين القوات يؤمن تحركها وباختصار كانت فضيحة عسكرية ومرارتها أنها لحقت بجيش لم يتمكن من إطلاق طلقة واحدة تجاه العدو!. قناعة محمود فهمي أنه لابد من القيام بعمليات حربية ضد العدو لنعرف نحن أننا قادرون وأن الهزيمة التي حدثت لم تكن بسبب المقاتل المصري.. وليعرف العالم أن مصر لم تمت وأنها قادرة علي الوقوف وعلي وقف العربدة التي يقوم بها جيش العدو!. بعد الهزيمة بشهر واحد أي في أول يوليو1967 نفذت البحرية ما صمم عليه رئيس شعبة العمليات وقتها العميدمحمود فهمي حيث شاركت الفرقاطة بورسعيد والمدفعية الساحلية في معركة رأس العش تلك الملحمة البطولية الشجاعة التي قامت بها فصيلة صاعقة وعاونتها البحرية في معركة استمرت ليلة بأكملها وانتهت بانسحاب طابور مدرع إسرائيلي تصور أنه سيقوم بنزهة يحتل خلالها بورفؤاد لكنه فوجئ بصمود مصري هائل قام به30 مقاتلا من ا
لصاعقة أجبروا الطابور المدرع الصهيوني علي الانسحاب بعدما أحدثوا به خسائر هائلة!. تلك المعركة كانت أول مرة يواجه فيها الصهاينة مقاتلين مصريين ويومها عرف الصهاينة أن المقاتل المصري لا حل له!. في21 أكتوبر1967 العميد محمود فهمي مازال رئيسا لشعبة العمليات التي فكرت وخططت لعملية من النوع الثقيل كنا في أشد الحاجة إليها لنكسر حاجز الخوف ولنضع أنفهم في التراب!. العملية كانت اصطياد المدمرة الإسرائيلية إيلات!. المصريون من خلال لنشات صواريخ البحرية أغرقوا المدمرة إيلات وسط ذهول تام للصهاينة من جرأة المصريين ووسط دهشة العالم الذي بدأ يعيد حساباته القائمة علي أن مصر انتهت ولا قائمة لجيشها قبل سنين طويلة!. دول كثيرة بدأت تنظر باحترام للمقاتل المصري وللقرار المصري الذي لا يخشي المخاطرة!. وفي يناير1968 نفذت البحرية عملية جديدة ومخاطرة جديدة عندما اصطادت كاسحة الألغام أسيوط الغواصة الصهيونية داكار التي كانت في مهمة إصلاح بلندن وفي طريق عودتها أرادت أن تعبث في المياه المصرية باعتبار أن المسألة مولد وصاحبه غائب ومصر مهزومة وأغلب السلاح ضاع في سيناء وحدودها بالتأكيد مباحة ومتاحة!. دخلت الغواصة الصهيونية المياه
المصرية وهي لا تدري أنها لن تري السطح ثانية!. كاسحة الألغام المصرية أسيوط رصدتها وأجهزت عليها ليعرف العالم وتعرف إسرائيل أن مصر قادرة علي حماية مياهها وحدودها!.
في12 سبتمبر1969 تولي العميد محمود فهمي قيادة القوات البحرية.. وتلك الفترة كانت بداية حرب الاستنزاف التي جاءت علي هوي القائد الجديد للقوات البحرية الذي أصدر قرارا في8 نوفمبر1969 بضرب منطقة رمانة بمدفعية المدمرات والقرار اتخذه رغم خطورة إرسال قطع بحرية كبيرة بدون غطاء جوي في عملية مثل هذه!.
اللواء محمود فهمي هو الآن قائد القوات البحرية.. وهو رجل عسكري ملتزم لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويتأكد منها.. حريص إلي أبعد الحدود علي سرية المعلومات في كل عملية لأجل ضمان سلامة رجاله الذين سينفذونها!. حريص علي أن يقابل المختارين لتنفيذ العملية بنفسه ويعطيهم المهمة بنفسه وتلك الأمور من شأنها أن ترفع المعنويات إلي السماء وتضع الاهتمام في درجاته القصوي لأن قائد البحرية بنفسه هو الذي يقابل ويكلف!.
وبالطبع لا يمر يوم إلا وذهن الرجل في عملية جديدة ترفع المعنويات المصرية وتغير النظرة لنا وتحبط الصهاينة الذين عاشوا سنين معتقدين أنهم أصحاب جيش لايهزم!.
يحسب للواء محمود فهمي أن له وللبحرية المصرية رقما قياسيا لم يسبقه إليه أحد إلا الإنجليز في الحرب العالمية الثانية!. المعروف في تاريخ البحرية بالعالم كله أنه لم يحدث أن قامت ضفادع بشرية بمهاجمة هدف واحد مرتين إلا مرة واحدة عندما فعلها الإنجليز في الحرب العالمية الثانية وهجومهم علي ميناء سانت نزير الفرنسي.. واستمر هذا الأمر مقصورا علي الإنجليز إلي أن جاء شهر نوفمبر1969 وفيه بدأ تنفيذ خطة لضرب ميناء إيلات.. والخطة حطمت مافعله الإنجليز!.
الضفادع المصرية أغاروا أربع مرات علي هدف واحد.. هو ميناء إيلات بشجاعة وجرأة وقلوب لا ترجف ولا تعرف الخوف وعمل لا مثيل له في تاريخ الحروب البحرية في العالم كله.. ويحسب ذلك للواء محمود فهمي!.
أول عملية إغارة قامت بها الضفادع البشرية المصرية علي ميناء إيلات كانت للاستطلاع ودخلوا الميناء وخرجوا منها وشاهدوا ماشاهدوه دون أن يشعر بهم مخلوق!.
الضفادع المصرية في ليلة15 و16 نوفمبر قاموا بالإغارة علي ميناء إيلات التجاري وأغرقوا سفينتين.. داهليا وهيدروما وعادوا إلي قواعدهم وسط ذهول الصهاينة!. المفترض والمتعارف عليه أن المكان الذي تدخل منه الضفادع البشرية لا تعود له ثانية تجنبا للوقوع في أي شرك أو ألغام أو دفاعات سينظمها العدو.. لكن المصريين فعلوا مالم يتوقعه العدو.. وعادوا لإيلات مرتين أخريين!
الضفادع المصرية عادوا ونفذوا الغارة الثالثة علي ميناء إيلات في ليلة5 و6 فبراير1970 وأغرقوا ناقلة الجنود بيت شيفع والسفينة بات يم.
والجرأة البالغة والشجاعة منقطعة النظير أن تكون هناك غارة رابعة وفيها قام الضفادع المصريون بتلغيم رصيف الميناء الحربي الذي كان الصهاينة يقومون بإخلائه ليلا من القطع البحرية لتقضي ليلها وسط البحر خوفا من ضربها في الميناء!. المهم أن الضفادع قاموا بتلغيم الرصيف وهو خال من القطع البحرية وضبطوا التفجيرات لتكون بعد أول ضوء ومع تمام وصول القطع التي تنام في عرض البحر.. ولسبب غير معلوم انفجر لغم من الألغام قبل وصول القطع وبدأت علي رصيف الميناء حركة تأمين حيث طلبوا الضفادع الصهيونية لأجل أن تغطس أسفل الرصيف لاستطلاع الأمر!. واستغرق الأمر وقتا إلي أن جاءت الضفادع وغطست من هنا وعينكم ماتشوف إلا النور!. موعد تفجر الألغام كان قد حل وبدأت في الانفجار علي التوالي والضفادع الصهيونية في الأعماق وبقيت للآن في الأعماق!.
وفي8 مارس1970 صدر قرار اللواء محمود فهمي بالإغارة علي الحفار كينج في أبيدجان بواسطة الضفادع المصرية.. أما آخر صيد للبحرية المصرية تحت قيادة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي فهو سفينة بحوث إسرائيلية أمام بحيرة البردويل وإغراقها كان نتاجا وثمارا لما تعلمه القادة من قائد القوات اللواء محمود فهمي الذي يري أن المخاطرة لابد من قبولها ووجودها في أي قرار لأننا لو خفنا من المخاطرة ربما لن نتخذ أي قرار!
في14 مايو1970 ظهرت سفينة البحوث الصهيونية أمام بحيرة البردويل داخل المياه الإقليمية.. قائد اللنش اسمه مجدي ناصف وتصادف أن كان معه علي اللنش قائد المجموعة.. وظهر الهدف الذي هو سفينة البحوث وما إن رآها مجدي ناصف حتي قرر أن يضربها إلا أن قائد المجموعة رأي أنه لاتوجد تعليمات.. لكن قائد اللنش مجدي ناصف قال إن تعليمات القائد واضحة.. أي عدو اشتبكوا معه بدون استئذان!. وبالفعل فعلها مجدي ناصف وضرب السفينة التي دخلت مياهنا وأغرقها.. ونال تكريما هائلا!.
الحكايات والوقائع والأحداث كثيرة في حياة اللواء محمود عبد الرحمن فهمي..وأنا هنا لست بصدد توثيقها أو سردها إنما فقط أحاول إلقاء الضوء علي حياة قائد ومقاتل وبطل عظيم وهذا حق لوطن..حقه أن يكون العظماء.. قدوة للشباب!.
http://www.ahram.org.eg/Archive/2006/5/5/SPOR1.HTM
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------