الأقســـام العسكريـــة

تشكل الإصابات التي يتعرض لها الجنود في أرض المعركة خطراً على حياتهم لأنهم
يفقدون قدرتهم الدفاعية وبالتالي يصبحون عرضة لخسارة المعركة أمام أعدائهم. وفي ظلّ الأخطار التي يواجهها الجنود أثناء القتال والخوف على حياتهم، قامت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية - داربا (DARPA) بابتكار تقنية تعزز الوضع الدفاعي للجندي وتساعده على الصمود أكثر أثناء الحروب من خلال حمايته من الإصابات. وهذه التقنية هي عبارة عن نظام فريد من نوعه يرتديه الجندي تحت ثيابه فيمنع تعرضه للجروح. واسم البرنامج الذي يطوّرهذه التقنية هو ووريور ويب(Warior Web) .

وقد وصلت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية إلى المرحلة النهائية من برنامجها ووريور ويب (Warior Web) ، الذي يسعى إلى بناء مقترحات من شأنها أن تساعد على دمج التكنولوجيات الواعدة ضمن بِزَّةً خفيفة الوزن ومريحة يلبسها الجندي تحت ثيابه لتمنع الإصابات وتزيد من قدرته على الصمود في المعركة.
من بين العديد من المخاطر التي يواجهها الجنود في ميدان القتال وأكثرها شيوعا هي التعرض لإصابات من جراء حمل المعدات العسكرية لفترات طويلة على أراض وعرة، وغالباً ما يصل وزن هذه المعدات التي يحملها إلى 100 رطل.
وتزيد الحمولات الثقيلة من احتمال الإصابة العضلية الهيكلية، بالإضافة إلى تفاقم التعب، الأمر الذي يؤدّي إلى الإصابات الحادة والمزمنة وإعاقة القدرات البدنية والمعرفية للجنود في تأدية مهام البعثات الموجهة. وللمساعدة في التصدي لهذه التحديات، تسعى وكالة داربا إلى أداء المرحلة الأخيرة من برنامج Warrior Web .
ويهدف برنامج Warrior Web إلى تطوير بِزَّةً رقيقة وخفيفة الوزن تساعد على وقاية الجندي من الجروح والتعب ورفع قدرة الجنود في تأدية المهمات. فهذه الملابس تحمي المناطق المعرضة للإصابة وتعزز فعالية الحركة وسلامتها على نطاق مجموعة واسعة من الأنشطة كالمشي والجري والقفز والزحف الخ. إن ّهذه البزة المريحة والمتينة والقابلة للغسل لا تتداخل مع الدروع الواقية للجسم أو الملابس الأخرى والعتاد العسكري، وتسعى داربا إلى إنشاء نموذج عملي يعزز بشكل ملحوظ قدرة الجندي على التحمل و الفعالية باستخدام ما لا يزيد عن 100 واط من الطاقة.
وفي هذا الإطار قال المقدم جوزيف هيت مدير برنامج Warior Web في وكالة داربا إنّ العديد من التقنيات الفردية التي هي قيد التطوير حاليا تظهر وعداً حقيقياً بالحدّ من الإصابات والتعب وتحسين القدرة على التحمل. وقال أيضاً إن البرنامج يهدف إلى دمج هذه التقنيات على أمل أن ندمج تقنيات جديدة أيضاً ضمن نظام واحد يستطيع كل جندي ارتداءه ويوفر فوائد حاسمة في ظل ظروف العالم الحقيقي.
ويعود الفضل في النجاحات التي حققها البرنامج حتى الآن إلى جهود التنمية الممولة في إطار المهمة "أ" من البرنامج وهي ووريور ويب الفا (Warrior Web Alfa). وقد ركزت هذه الجهود على تطوير مزيج من عناصر التقنيات الأساسية يرتديها الجندي في الكاحلين والوركين والركبتين والجزء العلوي من الجسم. وقد ركز منفذو المهمة "أ" على إيجاد سبلٍ للتخفيف بشكل مباشر من العوامل التي تسبب الإصابة، بالإضافة إلى الحدّ من الأعباء الجسدية من خلال زيادة العمل الذي تنفذه عضلات الجنود. وتضمّ عناصر الأنظمة ضمن المهمة "أ" أساليب لتحقيق الاستقرار المشترك السريع، والهياكل الوظيفية، والتزوّد بالطاقة، وحركية التجدد، ونقل الحمولة والتوزيع، واستشعار الحركية والحركية المرنة.
أمَا مرحلة البرنامج الثانية فتتمثل بالمهمة "ب" التي تُعنى بتطوير التكنولوجيا المتقدمة، وهي تهدف إلى رفع استثمارات عناصر تقنية المهمة "أ" ومواصلة التقدم في تطوير نظام بزّة متقدم. وتبحث وكالة داربا حالياً عن أفكار ومقترحات تقنية لتطوير نظام Warrior Web وتطبيقه بشكل أفضل.
وقد حددت وكالة داربا يوماً لمقترحات Warrior Webالمهمًة "ب" وسيكون موعده في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2013.
ويتناول البحث عن المقترحات مجالات متعددة كالبحث في أنظمة تحكم مدمجة ومتقدمة عبر مفاصل متعددة بالإضافة إلى البحث في مواد وأقمشة، وهياكل، وأجهزة استشعار، وواجهات أجهزة الاستشعار وعوامل بشرية مرتبطة بتطوير تقنيات يمكن ارتداؤها بحيث تكون ملائمة ومساعدة للجندي. كذلك يشمل البحث تقنيات تقلل إلى حد كبير من احتمالات الإصابة الحادة أو المزمنة لمن يرتديها في أوضاع مهمات القتال النموذجية، وتقنيات تزيد من القدرات الجسدية وقدرات التحمل خلال النشاطات التي يقوم بها الجندي كالركض، والحمل، والتسلق، و الرماية، الخ. كما يشمل أيضا تقنيات يمكن ارتداؤها لإعادة التأهيل، والعلاج الفيزيائي أو تحسين نوعية الحياة لدى المسنين.
إنّ سلامة الجندي هي من سلامة الوطن وهذه التقنية خطوة مهمة نحو تعزيز القدرات القتالية والدفاعية للجيوش في العالم خصوصاً في ظل الانتهاكات والاعتداءات التي يتعرضون إليها من قبل الإرهابيين الذين يتزايد انتشارهم في العالم