ذكر تقرير لبنك باركليز أن السعودية تعمل حاليا على إعادة توجيه استراتيجية شركة أرامكو السعودية في ظل تنامي الاستهلاك المحلي للنفط، الذي قد يؤثر في الصادرات والوضع التجاري للمملكة.
وقال جيمس ويست المحلل في بنك باركليز في مذكرة بحثية نشرتها مجلة النفط والغاز يوم أمس الأول إن أرامكو تقوم في الوقت الراهن بالتركيز على تطوير الغاز الطبيعي، وتبحث وراء فرص الاستثمار في الموارد غير التقليدية.
هذا التوجه الجديد نحو الغاز الطبيعي يمثل جزئياً محاولة لإحلاله محل النفط في توليد الكهرباء. ففي عام 2012 ارتفع استهلاك السعودية من النفط إلى 2.9 مليون برميل يومياً، وهو ما يشكل ربع الإنتاج، بعد أن كان 1.6 مليون برميل يومياً في عام 2000، أي ما يشكل 17 في المائة من الإنتاج.
ومع ارتفاع معدلات الاستهلاك الداخلي، أصبح لدى السعودية كميات أقل للتصدير من البترول، الذي يعتمد عليه الاقتصاد والحسابات الخارجية.
وقال ويست: "إن إحداث تغيير في هذا الاتجاه العام هو إحدى الأولويات للحكومة السعودية".
ويتوقع بنك باركليز أن تزيد أرامكو من إنفاقها على التنقيب والإنتاج ليصل إلى 15 مليار دولار هذا العام، بعد أن كان 11 مليارا في العام الماضي 2012. ويعود معظم السبب في الزيادة إلى تطوير موارد الغاز وإمكانات الموارد غير التقليدية، بما في ذلك في المناطق المغمورة.
وتبلغ احتياطيات الغاز في السعودية 288 تريليون قدم مكعبة، وهو ما يجعلها تحتل المرتبة الرابعة في العالم في الاحتياطي. وقد زادت من إنتاج الغاز من 8.9 مليار قدم مكعبة في اليوم في عام 2011 إلى 9.9 مليار قدم مكعبة في 2012. ويتوقع باركليز استمرار الزيادة بقوله "السعودية قد تتحول إلى اقتصاد قائم على الغاز الطبيعي بدلاً من النفط الذي تعتمد عليه في الوقت الحاضر".
وتعمل أرامكو الآن على توسيع إنتاج الغاز غير المرافق من ثلاثة حقول في المنطقة المغمورة، وهي حقول كران والعربية والحصبة. كما حددت الشركة ثلاث مناطق واعدة بالتطوير للمصادر غير التقليدية، وهي شمال غرب تبوك، وحقل الغوار في المنطقة الشرقية، والربع الخالي.
وبحسب المذكرة، فإن ما كان يثبط المساعي لتطوير الغاز هو الدعم الحكومي، الذي يجعل أسعار الغاز المحلية عند مستوى 75 سنتاً لكل مليون قدم مكعبة.
وقال ويست: "نعتقد أن أسعار الغاز سترتفع في المستقبل القريب، وتعمل على تحسين نشاط الغاز الصخري في المنطقة".
وتشغل أرامكو حاليا 142 بئراً للحفر – منها 51 بئراً لحفر الغاز و91 بئراً للنفط – وتعتزم إضافة 37 بئراً أخرى بحلول نهاية العام، معظمها مخصص للغاز الطبيعي.
ووفقاً للمحلل في بنك باركليز، فإنه بحلول نهاية عام 2014 يمكن أن تكون هناك 200 بئر عاملة في السعودية، رغم أن خطط أرامكو في تطوير موارد الغاز والموارد غير التقليدية يمكن أن ترفع الرقم الإجمالي إلى أعلى من ذلك.
وتحدث ويست عن اكتشافات الغاز التي حققتها أرامكو في الفترة الأخيرة في البحر الأحمر، بما في ذلك وجود الغاز في أجزاء من المياه العميقة، وقال إن الشركة تعتزم حفر 7 آبار استكشافية في المنطقة بحلول نهاية العام.
وقال إن هناك سفينة حفر تعمل حاليا في البحر الأحمر. وأضاف: "نتوقع أن يرتفع هذا العدد نتيجة لنجاح أول بئر في المنطقة المغمورة". وقال إن أماكن الغاز في المنطقة المغمورة تقع تحت طبقة ملحية سميكة.
وفي مجال التكنولوجيا، أنشأت أرامكو 11 مركزاً دولياً للأبحاث والتطوير منذ عام 2010، ودخلت في شراكات بحثية في كوريا الجنوبية وفرنسا. ويتوقع ويست أن هذه الاستراتيجية ستعمل على تسارع نشاط الأعمال في المناطق المغمورة ومناطق الغاز الصخري.
وحسب المذكرة "تتقدم أرامكو وتتطور من شركة تقليدية مستهلكة للتكنولوجيا إلى شركة ابتكارات على المستوى العالمي، ويعود قدر كبير من الفضل في ذلك إلى التحديات التي تواجهها هي نفسها في مناطق اليابسة والمناطق المغمورة".
http://www.aleqt.com/2013/09/09/article_784486.html
ويقدر احتياطي النفط السعودي ب 270 مليار برميل
وهو الاعلى عالميا