جيش البوليساريو.. سنوات الفرصة...!!
وهكذا فان فترة وقف إطلاق النار استغلها جيش التحرير الشعبي الصحراوي في تطوير قدراته العسكرية: في الاستعداد والجاهزية القتالية من خلال تطوير نهج واساليب التدريب القتالي والتكتيكي..وعبر كذلك الاستمرار في اقامة التمارين القتالية المركبة والمشاريع التكتيكية (مناررات مسابقات سنوية) لتحسين الاداء القتالي للوحدات ورفع المستوى المهني وترقيته ..!!.
اجراء التمارينات على مستويات تكتيكية تطور ليكون المحك لاختبارمستوى السيطرة والتحكم والتعامل مع الظروف المتغيرة ، خاصة كيفية مراقبة الجدار وافرازات العولمة (هجرة، متاجرة) وكذا المساهمة في تنقية المنطقة من خطر الألغام والاجسام غير المتفجرة وحماية امن المواطن والاثار الكبيرة التي تزخر بها المنطقة(لجواد، لمغاسم،التفارتي ، أغوينيت) والتي كانت عرضة للنهب والضياع .
ذلكم ان رسالة جيش التحرير الشعبي , في حفظ الذاكرة وتواصل الاجيال هي جزء من المشروع الوطني المتمثل في التحرير والبناء وهي جزء من التجربة الوطنية الصحراوية .
هذه التجربة زاخرة بالعطاء ومعالم التضحية , تمثل مرجعا وارثا تاريخيا للصحراويين .. ولهذا فان المؤسسة العسكرية تعكف, ومنذ سنوات على تدوين هذه التجربة من خلال نشاط المديرية المركزية للمحافظة والمراجعة المستمرة للسجل التاريخي للنواحي وكذلك اعتماد المتحف العسكري للجيش والانطلاق في كتابة التجربة القتالية الصحراوية وتنظيم الارشيف العسكري الصحراوي .
الألغام..خطر في نزاع مستمرة..!!
كل سنة تؤدي الالغام الارضية التي زرعتها القوات المغربية وكذلك الاجسام غير المتفجرة ، بحياة عشرات المواطنين الصحراويين .. كل سنة ان لم نقل كل يوم يصاب الابرياء ، بل يموتون جراء هذه الافة الممتدة في كل المنطقة، بسبب هذه الظاهرة التي باتت كل المنطقة الصحراوية موبوءة بها،خاصة المناطق التي شهدت معارك وعلى طول الجدار الفاصل ، والتي تعد ب بسبعة ملايين لغم ، حسب المصادر الصحراوية .. بل ان الارقام ليست دقيقة كون السلطات المغربية لم تبلغ بخرائط الحقول الالغام ناهيك عن عشوائية زراعتها خلال سنوات الكروالفر...!!
ذلكم ان ظاهرة الجدارالذي يقسم الوطن ليس فقط انه يشكل وصمة عار في جبين الاحتلال، بل اكر من هذا ويزيد جعل الشعب الصحراوي في مواجهة خطر حرب الالغام التي باتت اكبر فتكا من الاحتلال ..!؟
لقد لجأت القوات المغربية الي بناء الاحزمة الدفاعية، التي تتقوقع خلفها في خط نتشر طوله يزيد على 2000كلم الذي تحرسه ملايين الالغام والاسلاك الشائكة، بجانب التحصينات الهندسية الاخرى ..!!
مع وقف اطلاق النار واحتكاك المواطنين بهذه الاحزمة خاصة البدو الرحل لوحظ خطر الافة الذي اودى بحياة الكثيرمن هؤلاء الابرياء مما جعل المؤسسة العسكرية بصفة عامة تبذل جهودا معتبرة للتخفيف من هذا الخطر..!!
لقد كشفت الجبهة الشعبية (جبهة البوليساريو) خلال توقيعها على وثيقة نداء جنيف لحظر واستخداف الالغام الفردية(نوفمبر 2005) بسويسرا، بان القوات الصحراوية خلال حربها ضد القوات المغربية وطيلة هذه الحرب لم تشتر، لغما واحدا ولم تتلقاه كدعم من اية جهة كانت ..!! يقول محمد لمين البوهالي وزير الدفاع : " كل الالغام الموجودة بحوزة البولسياريو , هي الغام نزعتها القوات الصحراوية من الجدار الذي اقامته القوات المغربية في الصحراء الغربية منذ 1980-1987.." وتذهب التقديرات الصحراوية بوجود اكثر من سبعة ملايين لغم من مختلف الاصناف ذات التخصصات التكتيكية..
وتفيد معلومات الجيش الصحراوي ان هذا الجدار تم بناءه على مراحل لكن بعض اجزائه الآن تخلت عنها القوات المغربية لهدف تكتيكي حتى تحيط بالمدن والمداشر الصحراوية المحتلة، في ظل اشتداد الانتفاضة الصحراوية ..بل ان القوات المغربية ذهبت الى التخلي عن هذه الاجزاء و لم تقم بنزع الالغام مما اوقع المواطنين الصحراويون في هذه الاشراك في حالة خروجهم .. و اكثر من ذلك اذ ان الساكنة الصحراوية في المدن والمداشرالتي تقع تحت سيطرة الجيش المغربي كانت الاكثر تضررا من جراء هذا الخطر، والحوادث الاخيرة ..!!
فما يتعلق بتعاطي جبهة البوليساريو، نسجل تعاونها الايجابي مع موضوع الالغام.. وضمن هذا السياق تم القيام بخطوات منها :
1- توقيع وثيقة نداء جنيف بموجب هذا الاتفاق تم تنفيذ المرحلة الاولى منه بتدمير مخزون الالغام المضادة للافراد والتي شملت تدمير 3321لغم من مختلف الاصناف السنة الماضية بمناسبة الاحتفالات بالذكرى الثلاثين لقيام الجمهورية الصحراوية بمنطقة التفاريتي المحررة وبحضورعدد كبير من المنظمات والهئيات الدولية منها اعضاء من نداء جنيف لحظر الالغام ..
2- الاسهام في تاسيس الجمعية الصحراوية لضحايا الالغام - تاسست بتاريخ 21اكتوبر 2005- وهي تهتم بتاهيل ضحايا هذه الآفة.
3- الاستمرار في عملية " تحديد وتعليم " المناطق الملوثة بالالغام والذخائر غير المتفجرة في الاراضي الواقعة تحت سيطرة البوليساريو(شرق الجدار) والتي تشكل ثلث مساحة الاقليم .
4- توقيع مذكرة تفاهم مع منظمة مكافحة الالغام البريطانية بتاريخ 24اغسطس 2006 في بلدة التفاريتي المحررة ,ضمن برنامج طموح يروم تنفيذ مشروع تطهير الارض الواقعة تحت سيطرة البوليساريو من الالغام والذخائر غير المتفجرة وقد وفرت وزارة الدفاع الصحراوية لهذه المنظمة كل التسهيلات ومدتها بالمعلومات المتوفرة عن المناطق الملوثة بالالغام , يهدف المشروع كذلك الى بناء مقدرة وطنية صحراوية قادرة على القيام بجميع عمليات التطهير, والمسح ، التاشير والتدمير..وغير ذلك من اشكال واصناف تدمير الالغام وغيرها من الاجسام الخطيرة .
5- التعاون مع بعثة المنورصو في موضوع برامج التوعية بالمخيمات حول مخاطر الالغام .
امام كل هذه الخطوات التي قامت بها جبهة البوليساريو والتي لقيت الترحاب من لدن اكثر من منظمة دولية في هذاالميدان بما ينسجم و المبادئ الانسانية لترقية السلام وزرع الوئام ونبذ الحرب ، فان الكرة تذهب نحو الطرف المغربي ماذا فعلت الرباط في مجال تطهير الارض االصحراوية من الالغام التي زرعتها قواتها في كامل التراب الصحراوي،خاصة ان الضحايا كل مرة في الطرف الاخر من الجدار ؟!
لماذا لم توقع المملكة المغربية على معاهدة !? .ottawa
لماذا لاتتعامل المملكة بكل شفافية في مجال الالغام مع المنظمات الناشطة في هذا المجال ...!؟ يتساءل البعض ويظل الجواب معلقا..!؟
ما بعد التفاريتي..!!
الحقيقة القائمة على الأرض أن الجيش الصحراوي لازال يمتلك اسباب القوة والقدرة على اعادة الجاهزية،كونه تمكن خلال هذه الفترة من صقل تجاربه عبر التمرس في اكثر من مرة، و اعادة تنظيم صفوفه ، مد بدماء جديدة تخرجت من الاكاديميات والمدارس من الدول الصديقة والشقيقة، و هو ما جعل سنوات وقف اطلاق النار استراحة لمحارب، اكثر منها سنوات فرصة الانتظار، لاستيعاب الدروس والتحضير للقادم، كما يقول اصحاب الشان .!؟ هذه الحقيقة نجدها في الارض المحررة التي هي اليوم قبلة لالاف الزوار .. في الارض المحررة التي يحرسها جيش التحرير الشعبي الصحراوي .. بل هي معلم من معالم الدولة الصحراوية التي تحتفي كل مرة بعيد ميلادها فوق ارضها وفي ضيافة جيشها.. بل سخن الاجواء واعاد بها للسخونة والتشنج ، خاصة الابواق المغرب السياسية والاعلامية التي اطلقت قبل الاوان حملة للهرج والمرج ... تذكرنا بما رافق مسيرة المغرب 1975..!!
الا ان الجيش الصحراوي الذي يواجه تحديات جديدة من قبيل التعاطي مع افرازات العولمة (الهجرة العابرة، التجارة، تراباندو) والتي يساهم فيها الخصم، يدرك هذه الحقيقة .. في ظل خطاب لايستبعد العودة لحمل السلاح ..!!
ذلكم انه في كل مرة يرمي الجيش المغربي بالمهاجرين نحو فيافي الصحراء (الافارقة 2005، البنغلاديش، الهنود 2004) تلتقطهم وحدات البوليساريو حيث ان التنابز والقاء الكرة في مرمى الاخر ، في ظل امتهان الضباط المغاربة للمتاجرة بكل شئ (البشر، البضائع ..) في ظل تفشي الظاهرة في الجيش المغربي ، بل ان الجدار تحول الى سوق عابرة بين المهربين والقوات المغربية حسب شهادة الضابط المغربي الطوبجي في كتابه (ضباط صاحب الجلالة)..
كل ذلك جعل الجيش الصحراوي يجد نفسه في مواجهة متطلبات جديدة في حماية وحراسة مواقعه وفي التعاطي مع الافرازات والتطورات ( المهاجرين القادمين من خلف الجدار ..).. ولكن هو الاستعداد للقادم ولاسوأ الاحتمالات..!!
والاحتفالات التي تقام كل مرة في هذه المناطق المحررة(التفاريتي، اغوينيت..) ابرزت حقيقة جديدة ان البوليساريو تتعاطي بشكل متميز من المستجدات الدولية ومتطلباتها المتلاحقة .
وفي الاوينة الاخيرة، كشفت الصحافة المغربية ان ثلث الصحراء الغربية هي بيد البوليساريو ، بل ان التفارتي، لها اخواتها مرشحة لمزيد من التوظيف السياسي من لدن البوليساريو التي اقامت مشاريع اقتصادية وتنموية بهذه المناطق خلال سنوات وقف اطلاق النار .. ولما لا وضع المنتظم الدولي والمغرب بالخصوص امام وضع جديد" دولة تتعامل مع العالم من اراضيها ، وليس من المخيمات او المنفى"..!!